مع "احتمال" حل الأزمة الخليجية.. ناشطون يتساءلون عن مصير سلمان العودة

12

طباعة

مشاركة

"لا وجود للإهمال الطبي بالسجون السعودية، ويحظى المساجين بكامل الرعاية الصحية اللازمة"، كذب فج يروج له النظام السعودي عبر أذرعه الإعلامية وذبابه الإلكتروني، تفضحها المنظمات الحقوقية، والتقارير الطبية، وذوو المعتقلين.

نجل الشيخ سلمان العودة، عبد الله، أكد عبر حسابه على "تويتر"، أن طبيب السجن أخبر والده بأنه تقريبا فقد نصف سمعه ونصف بصره، مشيرا إلى أن والده في الحبس الانفرادي منذ لحظة اعتقاله (أكثر من 3 سنوات).

عبد الله كتب تغريدته في أعقاب الأنباء المتداولة عن اقتراب حل الأزمة الخليجية التي بدأت منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، وتفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، ودعا على إثرها الشيخ سلمان بـ"تأليف القلوب لما فيه الخير للشعوب".

وفي 9 سبتمبر/أيلول 2017، كتب الشيخ سلمان في تغريدة له على تويتر: "ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، وذلك عقب اتصال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بعدها بيوم فقط من كتابته للتغريدة اعتقل العودة، ليذكر نجله عبد الله بأن "الدعاء لتأليف القلوب.. والدعاء لمصلحة الشعوب.. كلف هذا الإنسان (الشيخ سلمان) حريته.. عرضه للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج.. ولا يزالون يريدون أذاه!‏".

فقد طالبت النيابة العامة بإعدام الشيخ العودة بالقتل تعزيرا، بعدما وجهت له 37 تهمة، منها تهم تتعلق ‏بالإرهاب، خلال الجلسة التي عقدتها المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة الرياض، في 4 ‏سبتمبر/أيلول 2018.‏

وسبق أن كشف نجل العودة أن والده الذي يتابعه على تويتر حوالي 14 مليون شخص، يتعرض في سجون السلطات السعودية لمعاملة تصنف دوليا على أنها تعذيب، ومحروم ‏من أبسط حقوقه الإنسانية، كحقه في العلاج والنوم.

وأشار إلى أن والده يُترك مقيدا في العزل الانفرادي، ويقدم له الطعام في كيس صغير يُرمى له وهو ‏مقيد، فيضطر إلى فتح الكيس بفمه، حتى تجرحت أسنانه في فترة من الفترات.‏

وندد ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #العودة_يفقد_نصف_بصره، باستمرار حبس العودة رغم التحركات السياسية الدولية الجارية بوساطة أميركية لإنهاء الخلاف الخليجي المستمر منذ أكثر من 3 سنوات.

وشددوا على ضرورة إطلاق كل المعتقلين ظلما على خلفية دعوتهم لإصلاح ذات البين وإنهاء الأزمة الخليجية وفي مقدمتهم الشيخ سلمان العودة، ومحاسبة ولي العهد السعودي، منددين باتباع المملكة لسياسة تكميم الأفواه والانتقام من العلماء وتغيبهم في السجون.

بدورها، كشفت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، الأربعاء، أن السعودية وقطر يقتربان من توقيع اتفاق مبدئي لحل الأزمة، يشمل إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، إلى جانب خطوات أخرى لإعادة بناء الثقة، منها وقف التراشق الإعلامي، ولا يشمل (الإمارات والبحرين ومصر).

مصير العلماء

قرب عودة المياه لمجاريها، دفع ناشطين للتساؤل عن أسباب إصرار النظام السعودي على مواصلة اعتقال العلماء طالما أوشكت الأزمة الخليجية على الحل؟ وماذا سيكون مصيرهم إذ تم حل الأمة فعليا؟.

القائمون على حساب "معتقلي الرأي" المعني بالتعريف بالمعتقلين السعوديين تساءلوا: "طالما باتت الأزمة الخليجية على أعتاب الحل، لماذا تواصل السلطات اعتقال كل من دعا إلى حلها في بداياتها، وفي مقدمتهم الشيخ سلمان العودة؟!".

وتساءل أيضا الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "إن حصل وانفرجت الأزمة الخليجية فما هو مصير الشيخ سلمان العودة الذي اعتُقل لأنه دعا الله أن يؤلف بين قلوب الأشقاء؟!"

 ونشر "حسن عبد الرحمن" تغريدة الشيخ سلمان قائلا: "هذه التويتة أدخلت صاحبها المعتقل لأنه دعا الله أن يؤلف قلوب السعودية وقطر للخير فهل ستفرج السعودية عن الشيخ بعد المصالحة القريبة مع قطر؟".  واستذكر الناشط الإماراتي حميد النعيمي، سلمان العودة عندما كان يردد "اللهم ألف بين قلوبهم"، معقبا: "ها قد اقتربت الألفة كما تقول الأنباء فهل يقترب الفرج عن الشيخ .. اللهم آمين".

مطالبات بالإفراج

وطالب ناشطون بإطلاق سراح العودة وفك أسر باقي العلماء والناشطين والمعتقلين في "سجون آل سعود".

وقال أستاذ العلوم السياسية، خليل العناني: "في ظل تردد الأنباء عن اتفاق المصالحة بين قطر والسعودية، يجب إطلاق كل الذين تم اعتقالهم ظلما على خلفية دعوتهم لإصلاح ذات البين وإنهاء الأزمة وفي مقدمتهم الشيخ العودة".

 ونادى المغرد علي مصطفى بـ"الحرية لعلماء الأمة".
فيما أكد مغرد يسمى "أبو تميم" أن "الشيخ ليس مجرما والسجن ليس مكانه، قائلا: "أطلقوا سراحه، اتقو الله يا حكام السعودية".

 محاسبة ابن سلمان

ندد ناشطون باستمرار النظام السعودي التقليل من العلماء ومحاصرتهم وقمع أصواتهم والزج بهم في السجون، داعين إلى محاسبة ولي العهد السعودي على ما يفعله بهم.

فبعد أشهر قليلة من تولي ابن سلمان مقاليد ولاية العهد في المملكة في يونيو/حزيران 2017، عزز من قبضته الأمنية، وشن حملات اعتقال واسعة استهدفت الدعاة والناشطين والحقوقيين، والعلماء داخل المملكة.

وأكدت تقارير أن "ابن سلمان لديه هوس الانتقام من مخالفيه، والتنكيل بهم بالاعتقال وتلفيق التهم والتعذيب، ويسعى لتعزيز سلطته لتمهيد الطريق نحو توليه الحكم في المملكة".

وكتبت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية أن "اعتقال السلطات السعودية لعشرات العلماء والدعاة في المملكة من شأنه أن يسرع من طموح ولي العهد لتولي العرش خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز".

من جانبه، أكد أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بجامعة إسطنبول، عبد الله معروف، أن "من المعيب أن يعامل العلماء العاملون الحكماء الكرام بهذه الطريقة البشعة".

 فيما قال المغرد "بوغازي الأحسائي": "يجب محاسبة المجرم الفاشل محمد بن سلمان والخونة الذين ساعدوه في ممارسة القتل الممنهج للمعتقلين".  وكتب  آخر بحساب "أبو تميم": "انظروا كيف تعامل السعودية  العلماء #العودة_يفقد_نصف_بصره".

 في القلوب

وتداول ناشطون دعوات الشيخ سلمان وذكروا بتاريخه وتحدثوا عن صفاته ومدحوا شخصيته وأثنوا عليه، إذ كتب ماهر الجيراوي: "بمناسبة الأخبار الشائعه عن قرب حل الأزمة الخليجية أقول ما قاله سلمان العودة فك الله أسره :ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك..اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم".

 ونشر القائمون على حساب "وطنيون معتقلون" تغريدة للعودة يتساءل فيها "هل تعرفني"، وأجابوا قائلين: "بالطبع عرفناك، يا شيخنا الفاضل، عرفناك بحبك للوطن، عرفناك بدعوتك للوسطية والاعتدال، عرفناك بالملايين التي تحب سماع صوتك، عرفناك بالصبر الجميل".