"انقلاب على الملك".. هكذا توقع ناشطون ثمن تطبيع ابن سلمان مع إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

بعد يومين من تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لوكالة "رويترز"، بأن بلاده تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل، كشف إعلام الاحتلال الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار المملكة سرا، والتقى بولي عهد السعودية محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

في تصرف متوقع من النظام السعودي الذي مهد بطرق عدة لتلك الخطوة، سواء بزج الدعاة الرافضين للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي في السجون لضمان تغييب صوتهم وإسكاتهم، ومنهم سلمان العودة وعوض القرني، واغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

ليصبح الطريق ممهدا أمام ابن سلمان، لإعلان تلك الزيارة التي تمت أمس الأحد، وكشفت عنها المصادر الإسرائيلية، وواجهتها السلطات السعودية بالصمت ما يعني تأكيدها، فيما أثبتت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية صباح الاثنين الزيارة.

وقالت الصحيفة: إن مواقع معنية بمراقبة حركة الطيران، رصدت طائرة من طراز "غولف ستريم 4"، أقلعت من مطار "بن غوريون" في السابعة والنصف من مساء الأحد وهبطت في مدينة نيوم السعودية، ومكثت ساعتين وعادت إلى إسرائيل عند الثانية عشر والنصف ليلا. 

تلك التأكيدات والإثباتات، أثارت ردود فعل غاضبة بين الناشطين على تويتر، ودفعتهم لاستنكار ما حدث وشن هجوم لاذع على ولي العهد السعودي، وإعلان رفضهم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

فيما رأى ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم تندد بما حدث مثل #نتنياهو_يدنس_أرض_الحرمين، #نتنياهو_ضيف_ابن_سلمان، وأخرى تحمل اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي #نتنياهو، والمملكة #السعودية أن الزيارة تعني انضمام السعودية رسميا إلى قطار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

استقبال ابن سلمان لنتنياهو يأتي رغم ترويج المملكة لتمسكها بمبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وتهدف "المبادرة" لإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.

ثمن التطبيع

برزت تساؤلات بين الناشطين عن الثمن الذي سيحصل عليه "ابن سلمان" مقابل إقرار التطبيع رسميا مع إسرائيل، ملمحين إلى أنه ربما يكون إعلان "ابن سلمان" ملكا، أو التمهيد إلى انقلاب ناعم وتجاهل جرائمه وسمعته التي لطخها باغتيال الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

بدوره، نقل الدكتور صالح النعامي الباحث في الشأن الإسرائيلي وتقاطعاته العربية والإسلامية والعالمية، عن الباحث الإسرائيلي أوري غولدبرغ قوله: "رغم لقاء نتنياهو وابن سلمان وبومبيو في مدينة نيوم السعودية، فإن الملك سلمان يعارض اتفاق التطبيع مع إسرائيل، لهذا يتصرفون (نتنياهو بومبيو ابن سلمان) كما لو أنهم يخططون لانقلاب في العرش (لتتويج ابن سلمان كي يتسنى الاتفاق)".

فيما طرحت الإعلامية ليلى عودة تساؤلات عدة: "ما الذي حصلت عليه السعودية مقابل اتفاق التطبيع المتوقع؟ لن يرسل لها نتنياهو أطنانا من القمح كما قال عن السودان فهي ليست بحاجة ذلك، ولا بحاجة المال، والسلاح ضمن مقدراتها المادية، إذا ما الذي وُعدت به وما الذي ستحصل عليه مقابل تطبيعها؟ هل هو تطبيع بثمن أو تحت تهديد شبح خاشقجي؟".

ورد عليها أحد المغردين مؤكدا أن الثمن هو "انتقال الحكم لابن سلمان دون وجع رأس من قصص حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات وخاشقجي، نفس طريقة (رئيس النظام المصري عبد الفتاح) السيسي عندما استلم، جلس مع نتنياهو وتخلص من نفس القصص ومن قصة انقلاب وحكم العسكر وما شابه".

أحلام إسرائيل

ويرى مراقبون أن "ابن سلمان" منذ صعود اسمه وتنصيبه رئيسا للديوان الملكي في يناير/كانون الثاني 2015، ثم وليا لولي العهد في أبريل/نيسان من العام نفسه، وأخيرا تنصيبه وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، "يسعى لتحقيق الأحلام اليهودية في الشرق الأوسط".

ويسعى ابن سلمان لتدشين تحالف عسكري مشترك ضد إيران، وإقامة منطقة تجمع دولا عربية بإسرائيل، وهو الحلم الذي دونه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيرس، في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" وتحدث عن رؤيته حول مستقبل المنطقة.

وذكر تحديدا ربط إسرائيل وفلسطين والأردن، وإقامة سوق اقتصادية مشتركة على غرار السوق الأوروبية وخلق تحالف عسكري موحد على غرار حلف الناتو.

وأطلق "ابن سلمان" في 2016 مشروع "نيوم" الضخم قرب البحر الأحمر، ضمن مربع يجمع بين إسرائيل والأردن ومصر والسعودية، ومنحه السيسي، جزيرتي تيران وصنافير.

وقال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "يبدو أن ابن سلمان أراد أن يقدم هدية "كبيرة" لبايدن بداية عهده فما وجد أثمن من التطبيع!".

 فيما أشار حساب باسم "دكتور سعيد" إلى أن "نتنياهو يزور المناطق التي تنوي إسرائيل احتلالها في شمال السعودية واستكمال دولتهم المزعومة، ويلتقي ابن سلمان سرا ورئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، ووزير الخارجية الأميركي".

وسخر الداعية السعودي سعيد بن ناصر الغامدي، قائلا: "إعلان إسرائيلي بظهور الحمل السفاح: لقاء نتنياهو مع ابن سلمان في مستشفى نيوم".

مقدمة للتطبيع

أكد ناشطون أن زيارة نتنياهو ورئيس الموساد للسعودية ولقائهما الأحد، بابن سلمان في "نيوم" مقدمة مباشرة لإعلان التطبيع وفرضه على الشعب، مشيرين إلى أن إعلان إسرائيل عن الزيارة تم بإذن ابن سلمان، و"ربما يروض السعوديين تمهيدا للتطبيع".

وأشار حساب يدعى "رعد علي" إلى "اعتبار المراقبين الرحلة السرية على أنها انفراجة في الاتصالات بين إسرائيل والسعودية في إطار اتفاقيات".

ولفت الناشط الحقوقي الإماراتي عبد الله الطويل، إلى أن "السعودية تقترب من حظيرة التطبيع العلني، قائلا: "نبقى نقول التطبيع خيانة".

وسخر حساب على تويتر باسم "لؤي" قائلا: "بعد زيارة نتنياهو.. خطبة الجمعة القادمة في السعودية عن فضل التطبيع في الإسلام".

وتحدث ناشطون عن أن العلاقات السعودية الإسرائيلية ليست بجديدة، فسبق أن مهد لها على مدار السنوات الماضية، وازدادت وتيرتها بقوة منذ تولي ابن سلمان ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017.

وقال حساب باسم "عز جمال": إن "إسرائيل ذاهبة للتطبيع مع السعودية، بدأت ذلك بخطبة عبد الرحمن السديس من على منبر الكعبة، واتبعت ذلك بإخراج الإخوان من الملة واعتبرتهم إرهابيين دمويين لا يحبون السلام، هم وحماس، والليلة بدأت بأولى الخطوات العملية التي لم تعد سرية للتطبيع الذي سيشرعن كل ما تقوم به إسرائيل".

ونادى ناشطون بالحرية للدعاة الرافضين للتطبيع السعودي الإسرائيلي، المغيبين في سجون ابن سلمان، إذ نشر القائمون على حساب "معتقلي الرأي" المعني بالتعريف بالمعتقلين مقطع فيديو للشيخ سلمان العودة يرفض فيه التطبيع، مطالبين فيه بالحرية له.

خيانة السعودية

منذ إعلان الإمارات رسميا تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي في 13 أغسطس/آب الماضي، وأعقبتها البحرين، أصر مسؤولون أميركيون على رأسهم مسؤول ما يعرف بـ"صفقة القرن"، جاريد كوشنر، على الحديث عن حتمية التطبيع السعودي.

فيما دأب الإعلام الغربي والإسرائيلي على نشر تقارير تتحدث عن وجود تعاون سعودي إسرائيلي غير معلن، رغم عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين.

وأفادت صحيفة "هارتس" العبرية بأن التطبيع مع الإمارات والبحرين مجرد "تسخين" للاتفاق القادم مع السعودية.

بدورهم، اتهم ناشطون السعودية بـ"الخيانة"، ونددوا بلحاقها بقطار التطبيع.

واعتبر العميد القطري المتقاعد، شاهين السليطي، استقبال السعودية لنتنياهو "استكمالا لمسلسل الخيانة للعرب والمسلمين، بعد أن تمت عملية استحمار الشعب السعودي بنجاح حسب خطة النقيدان ومعذبه في إمارة الشر".

ورأى الصحفي الفلسطيني محمد منصور، أن زيارة نتنياهو ضمن "قطار التطبيع العربي الإسرائيلي".

 من جانبه، قال حساب يدعى "حازم السويفي": إن "ابن سلمان سبق كل المطبعين الجدد وجاب نتنياهو لعندو عالسعودية"، مضيفا: "قطار التطبيع يمشي ولكن سيدهسكم جميعا يوما ما".

وتهكم السياسي اليمني ياسر اليماني قائلا: "أكثر عمليتين سرية لمحمد بن سلمان عرفها كل العالم قتل خاشقجي وأخيرا زيارة نتنياهو والمصيبة يقلك نظام المجنون سلمان سرية".