"رويبضة الزمان".. هكذا وصف ناشطون كاتبا سعوديا بعد تشكيكه في البخاري

12

طباعة

مشاركة

في إطار حملة التشكيك والتشويه التي يتعرض لها الإسلام والسنة النبوية، في دول عربية وإسلامية وأيضا التبرير المتزايد لإساءة فرنسا للنبي محمد ﷺ، شكك الكاتب السعودي تركي الحمد في تغريدة له على تويتر، في صحيح البخاري قائلا: إنه "متناقض مع القرآن".

وقال الحمد في تغريدته: "قبل أن ننتقد الصور المسيئة لرسولنا الكريم، عليه السلام، علينا أن ننتقد تراثنا الذي وفر المادة الحية لهذه الرسومات، وأولها صحيح البخاري.. من خلال هذا الكتاب، ومقارنته بالقرآن الكريم، أجد أنه يتناقض معه تماما".

تلك التغريدة، أثارت ردود فعل غاضبة بين الناشطين، ودفعتهم للهجوم عليه، واتهامه بتنفيذ أوامر مباشرة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بهدف ضرب السنة النبوية، ووصفوه بأنه "المتحدث الرسمي باسم ابن سلمان".

وذكر الناشطون عبر مشاركتهم في وسم #تركي_الحمد_يسيء_للبخاري، بإساءات سابقة لشخصيات سعودية محسوبة على النظام ومعروفة بقربها من السلطة الحاكمة، وأخرى إماراتية سبق أن شككت في صحيح البخاري مثل الداعية وسيم يوسف، والكاتبة موزة غباش.

رؤية ابن سلمان

محمد بن سلمان تعهد منذ تنصيبه وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، بتمرير إسلام منفتح، وفرض رؤية 2030، التي فتح بدعوى تنفيذها الباب على مصراعيه أمام تغريب نمط الحياة ثقافيا ودينيا واجتماعيا، ومرر الانفتاح والانحلال الديني والأخلاقي، وعمد إلى التفسخ الديني.

وأكد ناشطون أن الحمد لا يقدح من رأسه، وإنما ينفذ توجيهات ولاة الأمر، موضحين أنه لا يريد أن يطعن في البخاري نفسه وإنما يرغب في استهداف السنة وبالتالي الطعن في الإسلام، بهدف تشويه صورته.

ورأى الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن إساءة تركي الحمد للبخاري "ليست خطوة عفوية ولا مصادفة، بل هي ركيزة أساسية في مشروع ابن زايد وابن سلمان لضرب السنة النبوية عبر مهاجمة صحيح البخاري"، مذكرا بـ"إساءات أذيال الإمارات مثل وسيم يوسف أو موزة غباش".

بدوره، قال الناشط المصري أحمد البقري: إن "تركي الحمد الذي يطعن في الإسلام ويروج للصهاينة، لا يقدح من رأسه إنما منفذ أمين لأوامر سيده الملك وولي عهده ابن سلمان!".

وأكد مغرد آخر، أن تركي الحمد يمثل وجهة نظر ولي الأمر الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، مشيرا إلى أن "هذا هو توجه الدولة حاليا".

وتساءل: "تركي الحمد منذ متى كان يتجرأ وتستضيفه القنوات إلا بعد أن استلم الملك سدة الحكم وأبشر بطول سلامة يامربع".

فيما قال آخر: "محمد بن سلمان يريد أن يمسح الإسلام من بلادنا.. بدأ بالبخاري ثم سينسفون السنة النبوية بالكلية.. ثم ينسفون القرآن بالكلية بدعوى أنه للعبادة في المساجد ولا يصلح منهجا لعصر.. إذا لم نر وقفة حاسمة من شعبنا الذليل الخانع فوالله إنهم شركاء في هذا الكفر" .

رويبضة الزمان

الكاتب تركي الحمد له تغريدات عدة مثيرة للجدل، فقد هاجم الإسلام والسلف والنبي محمد، واتهم الفلسطينيين ببيع قضيتهم، وهاجم الكويت واعتبر مستقبلها أسود.

لذلك وصفه ناشطون بأنه "رويبضة" هذا الزمان ومثير للفتن، وتداولوا تغريدات سابقة له، أبرزها تغريدة هاجم فيها منهج السلف الصالح وقال: إنه "عقيدة بوذية تقوم على عبادة الأسلاف"، وأخرى ازدرى فيها النبي محمدا قائلا: "جاء رسولنا الكريم ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل، وجاء زمن نحتاج فيه إلى من يصحح عقيدة محمد بن عبد الله". 

وكتب الشيخ السعودي، أبو عبد الرحمن إسلام دعدوشة: "عجبا من زمان يتكلم فيه رويبضة قبل أن يتعلم؟! ويتطاول أقزام من مفكري وإعلام الضرار على الرموز والرؤوس لمصلحة أسيادهم بالغرب؛ شاهت هذه الوجوه المأجورة والأقلام الحاقدة الموتورة التي تبغض هذا الدين وتعادي أولياء الرحمن لأجل أولياء الشيطان؟!".

فيما أوضح الأكاديمي السعودي، أحمد بن راشد بن سعيد، أن الطعن في السنة، لا سيما صحيح البخاري، قديم، وتتولى كِبرَه "الليبرالية" السعودية الموالية والمقربة، ضاربا مثلا بيوسف أبي خليل الذي لا يدع فرصة إلا هاجم فيها البخاري.

وشدد على أن "تركي الحمد وغيره يسيؤون للبخاري، لأن المطلوب هدم القيم والمرجعيات التي تحول دون تغييرات يريدها الساسة..كالتطبيع".

وأكد الكاتب السعودي سالم الشيباني أن "تركي الحمد نموذج لسوء بضاعتنا الثقافية"، معتبرا أن "أمثال تركي من الأسماء المحسوبة على الثقافة زورا، ولا يوجد لديهم نتاج فكري ذو قيمة يقدمونه للمتلقي لذا هم دائما يختارون الطريق الأسهل للظهور بإثارة الرأي، تركي يجيد استفزاز الناس مستغلا عاطفتهم الدينية".

من جانبه، قال المحامي السعودي محمد الجذلاني: "ليست الإساءة الأولى من تركي الحمد للبخاري ولن تكون الأخيرة، فقد سبق وقال أشنع من هذا القول وطعن في الشريعة وفي الله ورسوله ﷺ ونبرأ إلى الله منه ومن انتهاكاته للشريعة ومسلماتها".

مطالبات بمحاسبته

وطالب ناشطون بمحاسبة "الحمد" ومحاكمته، وخاطبوا الجهات المسؤولة لاتخاذ التدابير اللازمة تجاه ما حدث، فيما أكد آخرون أن الحمد لن تتم محاسبته فقد أمن العقاب ولذلك تمادى في تطاوله على الإسلام والسنة.

وتحدى الدكتور عبد العزيز بن محمد، هيئة كبار العلماء التي وصفها بـ"كبار العملاء الكفار المرتدين" أن يردوا على تركي الحمد، مقسما بالقول: "والله إنهم عاجزون أن يقولوا حرفا واحدا فلعنهم الله ولعن كبيرهم الخائن محمد سلمان ونظامه وذبابه ومن يطبل له من الخونة لله ورسوله في شعبنا.. أف لكم ولدينكم.. والبخاري كتابة دين نعبد الله به" .

ووجه الناشط الاجتماعي السعودي، مشعل الزاهد، تساؤلا للنيابة العامة ورئاسة أمن الدولة وهيئة كبار العلماء، قائلا: "هل سيُحاسب تركي الحمد؟".

بدوره، دافع الكاتب السعودي سلمان محمد البحيري عن البخاري قائلا: "كتاب صحيح البخاري، تعب فيه الإمام البخاري في جمعه وسافر لعدة دول من أجل هذا الغرض وهو أكثر تشددا في تحري صحة الحديث وروايته ورجاله وفي شروط الضبط والعدالة لذلك لا يُخرج إلا الأحاديث الصحيحة، لذلك نشأ هناك علم اسمه رجال الحديث".

يشار أن حملات الهجوم على الثوابت الدينية والتشكيك في الإمام البخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية تظهر بين الحين والآخر، ويشارك فيها شخصيات عامة وإعلاميون وعلمانيون وليبراليون، بهدف تشويه الرموز الإسلامية وضرب السنة النبوية، وبرزت في مصر والإمارات والسعودية.