"من باب الشرف".. لماذا يدعو سعوديون لمقاطعة منتجات الإمارات؟

12

طباعة

مشاركة

أثار توقيع المنطقة الحرة في ميناء "جبل علي" بدولة الإمارات العربية المتحدة، على مذكرة تفاهم مع اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، غضب رواد موقع "توتير" في المملكة العربية السعودية، ودفعهم إلى إطلاق دعوة لمقاطعة جميع المنتجات القادمة من هناك.

وشدد ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #مقاطعة_منتجات_جبل_علي، على أن الإمارات هي إسرائيل الصغرى وأداتها للوجود في منطقة الخليج بكل السبل الممكنة وعلى رأسها الوجود التجاري، معتبرين مقاطعة المنتجات القادمة من "جبل علي" انتصارا على العدو الإسرائيلي.

وحثوا على ضرورة الاستيراد المباشر من بلدان المنشأ لجميع المنتجات التي تحتاجها الأسواق السعودية، ومقاطعة المنتجات المغشوشة أو المشكوك في منشئها وجودتها، مشيرين إلى أن منتجات الإمارات بعد التطبيع هي منتجات الكيان الإسرائيلي بعد تغيير الملصق.

ورأى الناشطون أن المقاطعة التجارية ورقة ضغط ناجحة على البلدان لحثها على تغيير سياستها، مذكرين بحملات مقاطعة سابقة نجحت منها الحملة السعودية ضد شركة المراعي عام 2011 احتجاجا على رفع الأسعار، حتى خفضت الشركة أسعارها في يوليو/تموز من العام ذاته.

ولفتوا أيضا إلى حملة مقاطعة الدجاج المحلي التي أطلقها السعوديون تحت شعار "خلوها تعفن" عام 2012، للضغط على شركات الدواجن لتخفيض الأسعار، كانت ناجحة أيضا، داعين إلى تفعيل المقاطعات الشعبية وعدم التعويل على الحلول الرسمية وانتظارها.

سياسة ابن سلمان

وتداول الناشطون أنباء تتحدث عن مساعي ولي العهد محمد بن سلمان، لإغراق السوق السعودي بالمنتجات الإسرائيلية، في مقابل إطلاق حسابات سعودية شبه رسمية أبرزها الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز دعوة لمقاطعة شعبية كاملة للمنتجات التركية.

وكتب الناشط السياسي السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز: "انتباه.. سيقوم محمد بن سلمان بتمرير البضائع الإسرائيلية عن طريق جبل علي وستدخل منتجاتهم لبيوتنا خلال الأيام القادمة هذا إن لم تكن دخلت منذ أسابيع".

وقال عمر: "مثلما ابن سلمان يفرض علينا مقاطعة المنتجات التركية لأسباب سياسية، علينا فرض مقاطعة منتجات جبل علي لأسباب صحية".

وأشار أحد المغردين إلى أن "منتجات إماراتية صهيونية" تدخل إلى مكة والمدينة كما احتلت إسرائيل بيت المقدس بالسلاح فهي الآن تحتل الحرمين الشريفين بمنتجاتها الرديئة، مطالبا الحكومة السعودية أن ترضخ لمطالب شعبها وتوقف هذه المهزلة.

وأكد حساب "نحو الحرية" على "تويتر" أن محمد بن سلمان يريد إغراق السوق السعودي بالمنتجات الإسرائيلية، التي تصل عن طريق جبل علي، لذلك فإن مقاطعة منتجات "جبل علي" واجب ديني ووطني وأخلاقي.

أسباب المقاطعة

وحذر ناشطون من أن أغلب المنتجات القادمة من "جبل علي" سامة ومغشوشة ومنتهية الصلاحية، وبعضها قادم من إيران وإسرائيل، ما يعني أن أي أموال تدفع فيها يصب ربحها في خزانة طهران وتل أبيب، راصدين الأسباب التي تدعوهم لمقاطعتها.

ورأى فهد الغفيلي الباحث والناشط المهتم بشؤون الخليج السياسية، أن "مقاطعة الإمارات لا تقل أهمية عن مقاطعة إسرائيل، ليس لأنها تصدر لنا بضائع منخفضة الجودة ومغشوشة فقط، بل لأن سياساتها تضر بالسعودية وبالوطن العربي والمسلمين!".

وقال الكاتب محمد اليحيا: "قبل التطبيع (الإماراتي الإسرائيلي) كانت تأتينا بضائع رديئة ومغشوشة!، بعد التطبيع مع الصهاينة، الأمر سيكون أسوأ حيث لا يمكن الوثوق أبدا في منتجات صهيونية يتم تمريرها عبر جبل علي تحت علامات تجارية مختلفة، يجب الانتباه والحذر منها مهما كانت جودتها الظاهرية".

وأوضحت "أفنان" أن الإمارات تتعاون اقتصاديا مع إيران وإسرائيل، قائلة: "بعيدا عن الصحة ومن باب الشرف والإنسانية لازم نقاطعهم، وتخيل نفسك لو بتشتري منتج إماراتي أنك راح تدعم جندي يقتل ثائر سوري أو كلب ينهش جسد ثائر فلسطيني.. الموضوع كبير والله".

ودعا مازن الزهراني لمقاطعة المنتجات القادمة من جبل علي بقوه ليس فقط من أجل رداءة الإنتاج، بل لأن دخول إسرائيل عالخط يعني أن بأموال السعوديين يتسلطون على الفلسطينين، مشيرا إلى أن منتجات تركيا هي الأولى ويكفي أنها بلد مسلم وجودة كما ونوعا.

تجاهل حكومي

وانتقد ناشطون تقاعس السلطات السعودية وتجاهلها لصحة شعبها، وعدم اتخاذها إجراءات صارمة تجاه المنتجات التي تصل إلى المملكة عن طريق جبل علي، إذ قالت الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة الماضي: "إذا كانت السلطة  السعودية القمعية لا تهتم بصحة المواطن فيجب عليه  مقاطعة منتجات جبل علي حفاظا على صحته وعائلته".

ورأت أم مهند أن "من المحرمات في المملكة التكلم عن منتجات جبل علي لأنه معروف أي فئة من التجار من يأتي بها، كذلك الدخان، و البن، وغش السيارة التي تفكك قبل دخولها إلى السعودية، و كذلك نصب شركات الأدوية وغيرها، منددة بتمرير وزارات التجارة والجمارك وهيئة الغذاء لتلك المنتجات".

وأعرب مغرد آخر عن سخطه من سياسات النظام السعودي، قائلا: "في كل دول العالم يوجد شيء اسمه دعم حكومي وإعفاء ضريبي للمصانع وللمنتجات الوطنية من أجل توفير الفرص الوظيفية للأيدي العاملة الوطنية ومن أجل زيادة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الصادرات، إلا عندنا كل شيء ماشي بالعكس".

وتساءل ناشط آخر، بالقول: "فين وزارة التجارة فين حماية المستهلك ليش كل شيء رديء وخايس يدخل السعودية وينباع عندنا بسعر الأصلي من المستفيد من هذا واحنا مالنا حقوق ماحنا بشر؟ شفت هذا المقطع اللي قطع قلبي الشيء الكويس يكتبون عليه ينباع في الكويت البحرين عمان والشيء التعبان في السعودية".

كما تساءل آخر، قائلا: "إلى متى يا وزارة التجارة، يعني ما في في هالبلد إلا هالولد ليه ما تعطون التجار حرية الاستيراد من أي دولة وبنفس امتيازات الاستيراد من جبل علي، ولا عادي نموت علشان  الإمارات وجبل علي".