مصير المجتهد.. حكم قضاء ابن سلمان على "الزامل" يثير انتقادات واسعة

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون على موقع تويتر، بالحكم الصادر من المحكمة الجزائية المتخصصة بحق الخبير الاقتصادي عصام الزامل، بالسجن 15 عاما بسبب عدم نشره لقاء أجراه مع ولي العهد محمد بن سلمان على السناب شات -بحسب ما كشفته حسابات حقوقية في 5 أكتوبر/تشرين الأول- فيما  لم تعلن السلطات السعودية الخبر رسميا.

واستهجنوا عبر تغريداتهم في وسم #عصام_الزامل، تنكيل ولي العهد السعودي بالقامات العلمية وأصحاب الخبرات، مؤكدين أن الزامل وأمثاله مكانهم في أعلى قمة صناع القرار ورسم السياسات العامة للدولة، لا أن تُفنى أعمارهم بالزنازين الضيقة.

واعتبر ناشطون الحكم انتقاميا تعسفيا، وطالبوا السلطات السعودية بسحبه والإفراج الفوري عنه وعن جميع المحتجزات والمحتجزين في سجونها، وتعويضهم لقاء ما تعرضوا له من معاملة سيئة واضطهاد وإهمال وانقطاع عن العالم الخارجي.

مسيرة الزامل

الزامل صنفته مجلة "فوربس" بأنه أحد أهم الشخصيات في السعودية، وحاز على العديد من الجوائز، وحظي بتكريم شخصي من الملك سلمان بن عبد العزيز قبل سنوات، وساند ثورات الربيع العربي، وانتقد خطة ابن سلمان لطرح أرامكو للبيع، واتهم بالانتماء لتنظيم إرهابي والتواصل مع قطر. 

وتحدث ناشطون عن مسيرة الزامل ومواقفه وتحليلاته الاقتصادية وقراءته للأحداث، وصدق رؤيته بشأن مصير المملكة الاقتصادي، مستنكرين الأسباب التي تم محاكمته بشأنها.

وأشار د. عبد الله العودة الباحث في شؤون الخليج بمؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي، إلى أن النبيل الوطني الاقتصادي عصام الزامل يحاكم ويعتقل ويؤذى لأنه مواطن زيادة عن اللزوم، لأنه أهم وأكثر حبا للشعب من ماكينزي وأخواتها، لأنه يحب الناس والشعب ويكره الفساد والاستبداد.

وأضاف: "عصام قصة شخص كرّس نفسه وحياته للوطن سيخلده الوطن، وسنحتفل بحريته بإذن الله ولو كره الحاقدون". 

ولفت مغرد آخر إلى أن عصام كان من الرجال القلائل الذين عارضوا رؤية محمد بن سلمان وكان يتكلم بالأدلة عن مدى خطرها على الاقتصاد والمواطن السعودي خاصة في موضوع بيع أرامكو.

ونشر حساب نحو الحرية سلسلة تغريدات مجمعة للزامل كتبها منذ 2011 يطالب فيها بوضع حلول للبطالة، وأخرى في 2015 توقع أن يشهد 2020 زيادة معدل البطالة.

وبث القائمون على حساب خط البلدة حديثا للزامل يعود لعام 2016، حذر فيه من أن السنوات الخمس القادمة ستكون عجافا والقوة الشرائية ستنخفض 30%.

 محاربة القامات 

وندد ناشطون بمحاربة السلطات السعودية لأبنائها، إذ قالت د. حصة الماضي الناشطة الحقوقية: "لوكان عصام الزامل في دولة تقدر الكفاءات لوجدناه في أعلى المناصب ولكنه للأسف في دولة قمعية تزج بالعقول النادرة في المعتقلات". 

وأشار الناشط الحقوقي فادي القاضي إلى أن عصام الزامل شاب مُجتهد وقدم من النصح في المجال الاقتصادي والانمائي ما يعجز عنه وزراء مال واقتصاد، ومُحزن أن يكون نصيب المجتهد في الوطن سجنا وتنكيلا.

وأكد القائمون على حساب "سعوديات معتقلات" أنه بصدور حكم ظالم ضد الزامل، تضيف ‏السلطات إلى سجلها الحقوقي المليء بالانتهاكات وصمة عار جديدة، وتؤكد مرة أخرى مخاوفنا ‏المتعاظمة على مصير المعتقلين والمعتقلات في سجونها القمعية أن تلقى ما هو أسوأ‎.‎

مزاج ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على ابن سلمان، معتبرين أن الحكم الصادر بحق الزامل مؤشر دخول المملكة في نفق من الظلم والقمع والتنكيل.

إذ أشار الصحفي المعارض السعودي تركي الشلهوب إلى أن الزامل "كرّمه الملك حين كان يعرف للمبدعين قدرهم ثم .. سجنه ابن الملك المدلل". 

ورأى الإعلامي محمد جمال هلال أن ملخص قصة محاكمة الزامل تبدأ "من تكريم الملك إلى تنكيل ابن الملك".

وقال المغرد عاصم: "إذا صح خبر سجن #عصام_الزامل 15 سنة فهذا يعني أن السعودية دخلت مرحلة جديدة من القمع!"، لافتا إلى أن الزامل لم يكن يوما معارضا سياسيا ولا إجتماعيا، بل كان شخصا يقول رأيه في الاقتصاد.

وأوضح سعد التميمي أن الحكم على الزامل دون أي ذنب أو جرم يمثل ملخصا لحكم ابن سلمان، قائلا: "هذه هي دولة اللا قانون اللا دستور، مملكة الجهل والتخلف الفكري والسياسي!، مشيخة آل سعود التي كشفها ابن سلمان بلا قانون ولا دستور ولا مؤسسات ولا رقابة ولا كرامة، فقط هناك مزاج صبي مريض !".

وأشار فهد الغفيلي الباحث في شؤون الخليج، إلى أن الزامل اعتُقل بدون سبب سوى أنه نابغة في مجاله، والسعودية تحارب عقولها.

وعقب محمد الحربي قائلا: "الحكم على عصام الزامل 15 سنة يشعرك أنهم قبضوا عليه ومعه شنطة هيروين أو متواطئ بجريمة قتل، المضحك أن من أمر بسجنه (مبس) هو فعلا يدخل المخدرات للبلد ومتورط بجرائم قتل كان آخرها خاشقجي".