صحيفة عبرية: لا مفر من شن حرب إسرائيلية جديدة على غزة
تحدثت صحيفة عبرية عن إمكانية شن "إسرائيل" حربا جديدة على غزة، في ضوء توتر الأوضاع الميدانية، منذ أيام، حيث تصاعدت لهجة التهديد والتحذير بين قادة إسرائيليين وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وفي 21 أغسطس/آب، توعد وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، حركة "حماس"، بتلقي "ضربة قاسية جدا"، بسبب استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، والذي بدأ بسبب قصف الاحتلال أهدافا تتبع للحركة، ردا على إطلاق البالونات الحارقة.
ويقول مطلقو البالونات إنهم يستخدمونها، بهدف إجبار الاحتلال على تخفيف الحصار المفروض على غزة منذ عام 2007، والذي تسبب في تردي الأوضاع المعيشية.
ومنذ نحو أسبوع، تمنع السلطات الإسرائيلية، إدخال مواد البناء والوقود لقطاع غزة، عبر معبر "كرم أبو سالم"، المنفذ التجاري الوحيد، وأغلقت كذلك البحر أمام الصيادين.
وبدورها، أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أنها لن تسمح باستمرار الحصار الظالم على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت في تغريدة: إن لشعبنا الفلسطيني الحق في التعبير بكل الوسائل المناسبة عن رفضه لهذا الحصار. وأضافت أنها لن تقبل باتخاذ الاحتلال الأدوات السلمية -كالبالونات وغيرها- ذريعة لقصف مواقع المقاومة.
وأكدت الغرفة المشتركة أن المقاومة ردت وسترد على كل استهداف من العدو لمواقعها أو أي عدوان على أبناء شعبنا.
"إسرائيل مردوعة"
بدورها، تساءلت صحيفة معاريف العبرية: إلى متى ستستمر حماس في إشعال التصعيد وتشعر بأنها غير مردوعة؟
وقال المحلل في الصحيفة تسفيكا يحيزكيلي عن التوترات في الجنوب: "لقد عانى الجنوبيون الليلة، كما في جميع الأوقات الأخيرة، من إطلاق الصواريخ صافرات الإنذار وإرهاب البالون، ويبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كنا في طريقنا إلى جولة جديدة من القتال".
ويتحدث يحيزكيلي قائلا: إن إسرائيل للأسف هي التي تم ردعها وشرح السبب الحقيقي وراء ذلك.
ويضيف: "كان هناك وابل آخر من الصواريخ الليلة الماضية من قطاع غزة، ولقد ضرب صاروخ منزلا هذه المرة في سديروت وانطلقت مرة أخرى صافرات إنذار في الغلاف (مستوطنات غلاف غزة)، "ماذا يريدون؟ ماذا تريد حماس؟"، فمرة أخرى نعود إلى نفس ما تريده حماس، وهي تهددنا مرة أخرى وستواصل إطلاق النار".
ونقلت صحيفة معاريف عن الكاتب قوله: "يقولون انتظر لماذا تحلق طائرة؟، هذه الطائرة تحلق لأن حكومة حماس بحاجة إلى نقود في قطاع غزة، والمال لن يأتي إلا إذا توقفت الاستفزازات على السياج (الحدودي)".
وأشار الكاتب متهكما: "ألا يكفيهم بكل مرة يرفعون من وتيرة النيران، وهم يعلمون أن إسرائيل لن تنجر إلى ذلك". حسب رأي المحلل بالصحيفة.
وتابع الكاتب: أنهم "يطلقون النار على سديروت، وترد إسرائيل بإطلاق الصواريخ على جميع المقرات الفارغة، هذا هراء بالنسبة لهم، فهم لا يردعون، وفي كل مرة يريدون إدخال المال أو تنفيذ أي مطلب لهم يقومون بإطلاق النار باتجاه إسرائيل".
وزاد: "ستشاهد المعجزات في الأسبوع المقبل، وأقول لك ها أنت ترى الأموال القطرية تدخل والمصريين سمحوا لبعض الوفود بالخروج والدخول وسيكون هدوء لبضعة أشهر وبعد ذلك ستنطلق الصواريخ مرة أخرى، وهكذا تُدفع الرواتب في قطاع غزة، هكذا تُحرر الشيكات، لذلك أنا لست متأثرا بالتهديدات الإسرائيلية بأنهم سيعودون لسياسة الاغتيالات".
وفي 19 أغسطس/آب، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التهديد بالعودة إلى سياسة الاغتيالات، ضد قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في قطاع غزة.
هل هناك حرب؟
يقول الكاتب: "لقد استنفدنا قوتنا بالفعل، لذلك نريد أن نذهب إلى حل وأنا أقول لك لن يكون هناك مفر يوما، ما لا أعرفه هو متى سندخل إلى قطاع غزة ونسقط حكم حماس؟".
ويشير إلى أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، يبتزوننا منذ 15 عاما ولا نفهم ما يحدث ضدنا، في النهاية ستتحقق المعجزات ولن يكون هناك مفر"، وفق تعبيره.
ويوضح أنه "لن يكون هناك مفر من الحرب، حركة حماس كيان جهادي تابع للإخوان المسلمين فهم لا يتقبلون وجودنا، وفي رأيي كل الفلسطينيين بالكاد لا يقبلون وجودنا".
ويضيف: "نحن نتحدث اليوم بعد 15 سنة من فك الارتباط (إخلاء مستوطنات غزة 2005) عن غوش قطيف ولم يتغير شيء بل على العكس ازداد سوءا، وتعاظم الإرهاب"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنه في النهاية سيأتي شخص من أحد المسؤولين الإسرائيليين ويقول: "لا أستطيع تحمل إطلاق الصواريخ المتقطع، وبالنسبة لحماس 3 أشهر من الهدوء وشهر من إطلاق الصواريخ المتقطع أو التصعيد، هذا بالضبط هو المستوى الذي يمكنها أن تسير عليه للحفاظ على قوتها وعدم تعرضها للأذى وتقصف به إسرائيل".
ويستطرد الكاتب في أجوبته: "من أول صاروخ سيطلق علينا بالخطأ، لو تم الرد عليه كنا سنوفر كل عمليات إطلاق الصواريخ المتقطعة باتجاه إسرائيل وبالمناسبة أيضا كنا سنوفر على سكان غزة الكثير من الهدوء في حياتهم، لكنك (يقصد نتنياهو) لم تتصرف على هذا النحو ودخلت في هذه المماطلة".
وأشار الكاتب إلى أنه لا بد من قول ذلك والاعتراف به: "لقد تم ردعك من قطاع غزة فهم أطلقوا الصواريخ إلى سديروت وأنت ترى أن الجيش سيرد على ذلك وبعدها يصدر بيانا ويدعي تدمير أهداف حماس".
ويعلق الكاتب: "أنا أسمي أهداف حماس عقارات، لأن هذه الأماكن التي يجري قصفها، لم تعد مواقع، بل مجرد باطون إسمنت، فهي أهداف بلا قيمة".
ويختتم الكاتب بالقول: "الخلاصة هي أنه لا مفر من الذهاب لحرب لإسقاط حكم حماس، وبالتأكيد لا أعلم متى سيحدث ذلك. ولكن سيتعين على شخص ما أن يشمر عن سواعده ويهتم بذلك"، وفق تعبيره.
وشن الجيش الإسرائيلي 3 حروب على غزة لأهداف قال إنها تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية تجاه الأراضي المحتلة، وتدمير قدرات المقاومة الفلسطينية التي تعرض أمن "إسرائيل" للخطر، لكنها ألحقت أضرارا كبيرة في مساكن المدنيين، وقتلت وجرحت الآلاف منهم.