"عقوبة المنامة الأشهر".. لماذا تصر البحرين على إعدام المعارضين؟
أطلق ناشطون على موقع تويتر حملة مناهضة لأحكام الإعدام الصادرة بحق معتقلي الرأي السياسيين في البحرين، بالتزامن مع عقد مجلس العموم البريطاني جلسة طارئة اليوم الخميس 9 يوليو/تموز، بشأن محاكمة الناشطين المحكومين بالإعدام، محمد رمضان وحسين موسى.
الناشطان صدر بحقمها حكما بالإعدام بتهمة قتل شرطي في انفجار قنبلة في قرية دير الشيعية الواقعة شمال شرق المنامة والمحاذية لمطار البحرين الدولي في مدينة المحرق، في الذكرى الثالثة لبدء الحركة الاحتجاجية ضد حكم آل خليفة منذ 2011، والتي كانت في 14 فبراير/ شباط 2014.
ومن المقرر مثول الناشطين أمام محكمة التمييز البحرينية في 13 يوليو/تموز، للنظر في استئناف الحكم، إذ أفادا بقيام عناصر الأمن بتعذيبهما والاعتداء عليهما جنسيا لدفعهما إلى الاعتراف.
وطالب ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #كلا_للإعدام سلطات البحرين بالتوقف عن سياسة ترهيب المطالبين بالديمقراطية وحقوق الإنسان بأحكام الإعدام واستخدامها كوسيلة للقمع والاضطهاد والمناورات السياسية، مشككين في نزاهة المحاكمات التي يتعرض لها المحكومين.
وأشاروا إلى أن السلطات البحرينية تستخدم عقوبة الإعدام لأسباب طائفية، بهدف إسكات صوت الشارع المطالب بالحقوق المشروعة، لافتين إلى أنها شُرعت لقتل المعارضين الذين لم تستطع سلطات العائلة الحاكمة النيل منهم في إعدامات الشوارع، بحسب قولهم.
أحكام مسيسة
وأكد ناشطون أن أحكام الإعدام في البحرين مسيسة ومعلبة وصادرة عن الديوان الملكي، مستنكرين تراجع مستوى الحريات في المملكة، في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لتوقيع اتفاقيات لتعزير قيم حقوق الإنسان.
ورفض الناشط الحقوقي يوسف المحافظة، مصادرة الحق في الحياة، مؤكدا أن أرواح المواطنين ليست رخيصة و ليست لعبة سياسية.
وطالب بإلغاء أحكام الإعدام والالتزام بالتعهدات الدولية الحقوقية، والتوقف عن سياسة الترهيب واستخدام الأحكام كوسيلة للقمع.
يجب التوقف عن سياسة ترهيب المطالبين بالديمقراطية و حقوق الإنسان بأحكام الإعدام و إستخدام هذة الاحكام كوسيلة للقمع و الاضطهاد و المناورات السياسية
— S.Yousif Almuhafdah �������� (@SAIDYOUSIF) July 8, 2020
أرواح المواطنين ليست رخيصة و ليست لعبة سياسية
يجب إلغاء أحكام الإعدام و الإلتزام بالتعهدات الدولية الحقوقية#البحرين#كلا_للإعدام pic.twitter.com/fWkNiP4gJD
وأكد الناشط الحقوقي يحيى الحديدي، أنه في السجون العربية تختلف الأسماء والفعل واحد، حيث التعذيب لأخذ الاعترافات وبعدها إما الإعدام أو السجن المؤبد، التهمة: التهديد بقلب نظام الحكم والعمالة للخارج؛ هذه التهم معلبة لكل معتقلي الرأي.
في السجون العربية تختلف الأسماء والفعل واحد، التعذيب لأخذ الاعترافات وبعدها إما الإعدام أو السجن المؤبد، التهمة: التهديد بقلب نظام الحكم والعمالة للخارج؛ هذه التهم معلبة لكل معتقلي الرأي. #كلا_للإعدام#البحرين #السعودية #مصر pic.twitter.com/zVXg5rspzj
— Yahya Alhadid ���� (@YahyaAlhadid) July 8, 2020=
وذكر باكر درويش رئيس منتدى البحرين لحقوق اﻹنسان، بحوادث تكشف أن سياسة الإفلات من العقاب جعلت التهديد والتلويح بتنفيذ الإعدام أداة نمطية للتعذيب بلا رحمة، لافتا إلى تعرض أحد ضحايا التعذيب في مبنى التحقيقات، لنزع أظافر قدميه والتعليق واللكم على الأنف والفم، فيما تعرض آخر للتعذيب والتحرش الجنسي على أيدي ضباط بوزارة الداخلية.
#البحرين: في 18 ديسمبر 2018 قام الحراس بمبنى العزل في سجن جو بالاعتداء على المحكومين تعسفيا بالإعدام وتهديدهم بالقول: هذه آخر أيامكم وسنقوم بإعدامكم.
— Baqer Darwish (@BaqerDarwish) July 8, 2020
تكشف هذه الحادثة كيف أن سياسة الإفلات من العقاب جعلت التهديد والتلويح بتنفيذ الإعدام أداة نمطية للتعذيب بلا رحمة#كلا_للإعدام pic.twitter.com/8OmTnfMcMw
وقال ميثم خالد: إن "المحاكم الخليفية (نسبة إلى آل خليفة الذين يحكمون البحرين) التي أصدرت أحكام الإعدام غير شرعية ومحاكماتها باطلة".
@COALITION14 المحاكم الخليفيّة التي أصدرت أحكام الإعدام غير شرعيّة ومحاكماتها باطلة. #البحرين #كلا_للإعدام
— ميثم خالد (@gO7h8qwqMQoOEQX) July 9, 2020
وأشار ناشطون إلى حالة التضامن الداخلي والخارجي مع المحكومين بالإعدام في البحرين، إذ لفت النائب السابق وعضو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة علي الأسود، إلى رفع البحرينيين شعار #كلا_للإعدام، وسط تضامن دولي عالمي مع قضية الشباب المطالبين بالحرية والديمقراطية المحكومين.
وأشار إلى تعرضهما للتعذيب في سجون #البحرين بغرض تسجيل اعترافات تقدم كأدلة من النيابة العامة لمحاكم غير عادلة وقضاء غير نزيه بشهادات محلية ودولية عديدة.
بحرينيون يرفعون شعار #كلا_للإعدام وتضامن دولي عالمي مع قضية الشباب المطالبين بالحرية والديمقراطية المحكومين والذين تعرضوا للتعذيب في سجون #البحرين بغرض تسجيل اعترافات تقدم كأدلة من النيابة العامة لمحاكم غير عادلة وقضاء غير نزيه بشهادات محلية ودولية عديدة. pic.twitter.com/tJkPIYoof5
— Ali Alaswad (@am_aswad) July 9, 2020
وتحدث جواد فيروز رئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، عن تقدم 82 دولــة بـــ 175 توصيــة إلــى #البحريــن خلال الاسـتعراض الدوري الشامل في مايو2017 مـن بينها 22 دولـة أوصت بإلغاء عقوبــة الإعدام أو وقف تنفيذها والانضمام للبروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
تقدمــت 82 دولــة بـــ 175 توصيــة إلــى #البحريــن خــلال الاسـتعراض الـدوري الشامل في مايـو2017 مـن بينها 22 دولـة أوصــت بإلغــاء عقوبــة الإعــدام أو وقــف تنفيذهــا والانضمــام للبروتوكــول الاختيــاري الملحــق بالعهــد الدولــي الخــاص بالحقوق المدنيةوالسياسية#كلا_للإعدام
— Jawad Fairooz (@JawadFairooz) July 8, 2020
لا للإعدام
ورفض ناشطون استخدام عقوبة الإعدام وطالبوا بإلغائها، راصدين تبعات استخدامها على الشعب البحريني وأثرها.
وقالت ابتسام الصايغ ناشطة حقوقية واجتماعية: "لكي نرسم ابتسامة أمل ونمسح دمعة حزن ونخفف ألما وننتظر الغد مع أفق الفجر الجديد، #كلا_للإعدام #StopExecutionsBahrain"، متسائلة: "أما آن الأوان أن يشعر أطفال المحكوم بالإعدام محمد رمضان بالسلام #لا_للإعدام".
لكي نرسم ابتسامة امل ،، ونمسح دمعة حزن ،، ونخفّف ألما ً،، و ننتظر الغد مع أفق الفجر الجديد #كلا_للإعدام #StopExecutionsBahrain
— ebtisam Alsaegh (@ealsaegh) July 9, 2020
اما آن الأوان آن يشعر أطفال المحكوم بالإعدام محمد رمضان بالسلام #لا_للاعدامhttps://t.co/tHgmwUtPUf pic.twitter.com/3bb4cEVZtC
وأكد حسين الديهي نائب الأمين العام لجمعية الوفاق، أن منصات وبنادق الإعدام لا تحقق الاستقرار السياسي "المتوهم"، قائلا: إن كل طلقة رصاص أزهقت أرواح الشهداء الأبرياء عبر تنفيذ حكم الإعدام الظالم عززت من القناعات الشعبية الراسخة بضرورة التغيير السياسي الجذري.
منصات وبنادق الإعدام لا تحقق الاستقرار السياسي "المتوهم"، كل طلقة رصاص أزهقت أرواح الشهداء الأبرياء عبر تنفيذ حكم الإعدام الظالم عززت من القناعات الشعبية الراسخة بضرورة التغيير السياسي الجذري.#كلا_للإعدام #البحرين
— Hussain Aldaihi (@Haldaihi) July 8, 2020
وأشارت المدافعة عن التعليم وحقوق المعلمين والطلبة جليلة السلمان، أن الاعترافات تحت التعذيب كما أفادوا قادت للحكم بالإعدام، موضحة أن القاعدة تقول: إن ما بني على باطل فهو باطل فإذا كانت ادعاءات التعذيب صحيحة فكل ما بني عليها هو باطل.
وحثت على وجوب التأكد من عدم وجود أي شائبة حقوقية أو قانونية قبل إصدار العقوبة، وإعلان النتيجة للملأ كما أعلنت الأحكام.
اعترافات تحت التعذيب كما افادوا قادت للحكم بالاعدام.. القاعدة تقول أن مابني على باطل فهو باطل فإذا كانت ادعاءات التعذيب صحيحة فكل ما بني عليها هو باطل.. قبل اصدار العقوبة يجب التأكد من عدم وجود اي شائبة حقوقية او قانونية وتعلن النتيجة للملأ كما أعلنت الاحكام.. #كلا_للإعدام
— Jalila ALSalman (@Prisoner149) July 8, 2020
وأعرب عبد النبي العكري عن تطلع شعب #البحرين إلى مبادرة شجاعة لإلغاء أحكام الإعدام لأنها تعمق الشرخ مع الدولة وتعقد الأزمة وتخلق معاناة وجراحا لا تندمل لدى أقارب المعدمين والعديد من المواطنين، مستطردا: "لنا في التجربة عبرة".
شعب #البحرين يتطلع الى مبادره شجاعه لالغاء احكام الاعدام لان من شان الاعدامات تعميق الشرخ مع الدوله وتعقيد الازمه وتخلق معاناه وجراحا لاتندمل لدى اقارب المعدمين والعديد من المواطنين ولنا في التجربه عبره #كلا_للإعدام #البحرين #حقوق_الانسان
— Abdulnabi Alekry (@anhalekry) July 9, 2020
وعادت السلطات البحرينية لتنفيذ أحكام الإعدام السياسية في 2017 بعد توقفها في 1996، حيث أعدمت ثلاثة معارضين اتهموا باغتيال ضابط شرطة إماراتي أثناء قمعه للاحتجاجات الشعبية في 2014.
ويتجاهل النظام البحريني دعوات حقوقية ودولية تطالبه بالتوقف عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق المعارضين له، نظرا لأن المحاكمات والإدانات تشوبها ادعاءات بالتعذيب وانتهاكات خطيرة للإجراءات القانونية الواجبة.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش حلفاء البحرين، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بالضغط على المنامة للسماح لخبراء أمميين بالتحقيق بشكل مستقل في مزاعم تعذيب المحكومين بالإعدام محمد رمضان وحسين موسى.
ونقلت وسائل إعلام عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من الجلسة المنعقدة في مجلس العموم البريطاني أثناء كتابة هذه السطور، تعهده بمواصلة الجهود لمنع صدور أحكام بالإعدام في البحرين، وإعلانه معارضة تطبيقها.