حال خسارة ترامب.. ما مستقبل ضم الضفة الغربية لإسرائيل؟
يوافق الأول من يوليو/تموز ذكرى حرب عام 1967، التي يطلق عليها النكسة لدى العالم العربي، حيث ضمت إسرائيل بعدها نحو 30 ٪ من الأراضي الأردنية والفلسطينية.
اليوم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جميع الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها في تلك الحرب 1967 سيتم ضمها في أوائل يوليو/تموز 2020؛ ضمن خطة ضم مستوطنات الضفة الغربية ووادي الأردن لكنه لم يستطع تنفيذ هذا القرار.
ولهذا أسباب عدة بحسب صحيفة ملييت التركية؛ منها مثلا أن حليفه في الحكم بيني غانتس لا يرحب بهذه الفكرة خاصة وأنه يخشى من انتقام أصوات ما يعرف بيمين الوسط والتي لا تؤيد تماما خطة الضم التي يشدو بها نتنياهو صباح مساء.
وكان من المفترض أن يكون غانتس "ممثل السلام الذي كان شعب إسرائيل يبحث عنه ويتوقعه وقد سئم من سياسات نتنياهو العنيفة وحتى المؤيدة للحرب"، تقول الصحيفة.
لهذا السبب، في الانتخابات غير المثمرة التي أجريت أكثر من مرة خلال العام 2019 و2020، حصل حزبه "أزرق أبيض" على أصوات أكثر من حزب نتنياهو (الليكود).
مخيب للآمال
ومع ذلك، لم تكن هذه الأصوات كافية لهزيمته وفي النهاية قبل الرجلان الدخول في حكومة تحالف مشترك تحت ادعاء عدم ترك البلاد دون حكومة مدة أطول.
وتقول الصحيفة التركية: "هناك الكثير من الخيانة للشعب الإسرائيلي لكن القليل منها مخيب للآمال مثل غانتس الذي جعل نتنياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، رغم أنه بعيد عنه وهو أيضا بعيد عن خطط الضم الخاصة به".
ويواصل الجيش الإسرائيلي تحضيراته لسيناريو تنفيذ خطة الضم، في حين تتباين المواقف داخل الائتلاف الحكومي بشأن توقيته وحجمه، وأبدت المؤسسة الأمنية خشيتها من تقديرات غير متوقعة لتداعيات الضم مع الأردن والجانب الفلسطيني.
ووسط تباين المواقف الإسرائيلية، فإن الأحزاب الإسرائيلية تجمع على ضرورة ضم الأغوار والمستوطنات، لكنها تختلف في الآليات.
ويدفع حزب الليكود برئاسة نتنياهو لبدء تنفيذ خطة الضم في 1 يوليو/تموز، في حين يشدد شريكه في الائتلاف الحكومي حزب "أزرق أبيض" الذي يترأسه بيني غانتس على ضرورة تنفيذ ذلك بموجب ما تنص عليه ما تعرف بخطة السلام الأميركية للشرق الأوسط (صفقة القرن).
وتقول صحيفة ملييت: "غانتس ليس شخصا سهلا أيضا وهو قد شغل منصب رئيس الأركان سابقا، ويرى في نفسه أهلا لمواجهة رئيس الوزراء وخططه خاصة خطة الضم وهي شرط أساس في قبوله الانخراط في ائتلاف نتنياهو".
ولكن يبدو أن بريق الكرسي كان أكبر من أفكار غانتس، حيث قَبِل في الانخراط في ائتلاف حكومي رغم كل حراك نتنياهو وخططه مع شيء من التقنين فقط تحت شعار الحفاظ على "السيادة الإسرائيلية".
العين على أميركا
من الواضح أن سبب إصرار نتنياهو على الضم ، وإن كان جزئيا، هو الخوف من أن حليفه الأميركي دونالد ترامب سيفقد انتخابه في 4 أشهر (الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020).
وتوضح الصحيفة أن "نتنياهو يعرف أنه بدون حامي مثل ترامب، من المستحيل ضمان موافقة السعودية والإمارات ومصر على الضم، كما يدرك تماما أن هذه الدول الثلاثة ستجر وراءها معظم الدول الأخرى والبقية سترزح تحت نير الصمت وليس هذا فحسب بل هي خطة ضمن خطط نتنياهو ومن ورائه ترام (قطار هوائي) لما يعرف بصفقة القرن".
أيضا، من الواضح أن نتنياهو يفضل أن يكون غانتس إلى صفه لا العكس، وفي كل الأحوال يجب أن يكون هذا قبل الانتخابات الأميركية، فبدون ترامب وفي ظل حاجة نتنياهو لدعم أي حليف داخلي لن يكون هناك شيء اسمه خطة الضم، في حين أنه إذا فاز ترامب فهذا يعني مزيدا من الأراضي المنهوبة لأربع سنوات إضافية.
والسؤال الآن: هل سيدفع غانتس ثمن خيانته أصوات ناخبيه؟. بحسب استطلاعات الرأي، فإن 62٪ من اليهود لا يريدون تطبيق خطة الضم في إسرائيل، والجميع يعرف هناك أن المساس بشرق القدس يعني حربا شعواء إذا لم تنشب اليوم ستندلع غدا.
في المقابل غانتس يحاول ترويج ما يحدث على أنه ليست خطة ضم أو استيلاء وإنما خطة لإعلاء السيادة الإسرائيلية، فهل سيكون الشبان ثمنا لهذه الحرب. دعنا نستذكر مقولة بالعبرية تقول: "أنت لن تعرف أبدا ما الذي سيحدث قبل شروق الشمس"، وفق ما تقول الصحيفة التركية.
وأكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، أن خطط إسرائيل لضم مناطق بالضفة الغربية "غير قانونية".
وشددت باشليت في بيان لها على ضرورة وقف خطط الضم غير القانونية، مشيرة أن هذه الخطط سيكون لها تأثير مدمر على حقوق الإنسان الفلسطيني.
وأوضحت أنه "على إسرائيل الرجوع عن هذا الطريق الخطر"، محذرة من أنه "لا يمكن التنبؤ بنتائج الضم".
وأضافت أن الضم سيكون له عواقب وخيمة على الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة. وأفادت أن هذه الخطط يمكن أن تلحق "أضرارا جسيمة" بجهود إرساء سلام دائم بالمنطقة.