"النهاية".. مسلسل مصري تنبأ بزوال إسرائيل قبل 2048

أحمد يحيى | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

بعد 100 عام من تأسيسها ستنتهي إسرائيل، وسيعود اليهود مرة أخرى إلى بلادهم الأصلية التي جاؤوا منها، هذا هو ملخص المسلسل المصري "النهاية"، من تأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج ياسر سامي، وبطولة الفنان يوسف الشريف.

المسلسل أثار غضب تل أبيب، التي هاجمت "النهاية" بشدة ووجهت انتقادات لاذعة لمضمون المسلسل، ووصفته بـ"الدراما البائسة، والأمر غير المقبول في ظل معاهدة السلام القائمة بين مصر وإسرائيل منذ 41 عاما".

مسلسل "النهاية" كشف عن محتوى درامي مختلف ومثير أيضا، وعمل من طراز فريد ويعد إضافة ليوسف الشريف بجانب "رقم مجهول"، "اسم مؤقت"، "الصياد"، "لعبة إبليس"، "القيصر" و"كفر دلهاب"، والأخير  عرض في رمضان 2017، وحمل في طياته رسائل سياسية واجتماعية، عبر خلاله عن قيم ذات علاقة بالثورات والتحرر من الظلم.

أحداث "النهاية"

"النهاية" ينتمي إلى فئة الخيال العلمي، ويجسد فيه يوسف الشريف دور مهندس اسمه (زين)، ودور آخر كمستنسخ بروبوت، وتدور أحداث المسلسل في المستقبل البعيد، بعد مرور نحو 100 عام من الآن، ويعرض على أثرها المتغيرات الحادثة على العالم في قصة تشويقية، تتضمن سيطرة التكنولوجيا على الأرض.

تفاصيل قصة "النهاية" بدأت من عام 2120، في مدينة القدس المحتلة بعد تحريرها بواسطة دولة عربية، وباستخدام السلاح النووي.

ورغم عدم ذكر اسم الدولة إلا أن اللهجة المصرية بين أبطال المسلسل تشير إلى أنها مصر، بمساعدة دول عربية أخرى، التي تعيش عصور تقدم وازدهار، وتقوم بإنشاء مدن وناطحات سحاب تضم مواطنين عرب تعرف بالتكتل والعملة عبارة عن مكعبات للطاقة.

غضب إسرائيلي

المسلسل الرمضاني بدأ مشاهده بمعلم يشرح الدرس لتلاميذه قائلا: "كانت أميركا الداعم الرئيسي للدولة الصهيونية، وعندما حان الوقت لتتخلص الدول العربية من عدوها اللدود، اندلعت حرب تحرير القدس".

ووفقا للحلقة، أضاف المعلم: أن "الحرب انتهت بسرعة وتسببت في تدمير دولة إسرائيل الصهيونية بعد أقل من 100 عام من قيامها، حيث هرب معظم اليهود من إسرائيل، وعادوا إلى بلدانهم الأصلية في أوروبا".

ذلك المحتوى صدم تل أبيب، ودفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إصدار بيان في 26 أبريل/ نيسان 2020، نقلته صحيفة "جيروسالم بوست" العبرية.

الصحيفة قالت: "توقع نهاية إسرائيل الذي جاء في مسلسل (النهاية) أمر مؤسف وغير مقبول، خصوصا أنه يأتي بعد 41 عاما من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل"، في إشارة إلى المعاهدة التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن عام 1979.

الصحيفة الإسرائيلية وصفت المسلسل بالدراما "البائسة"، وأكدت أن الدراما التلفزيونية الرمضانية في جميع أنحاء العالم العربي، وخاصة في مصر، تحظى بمعدل مشاهدات مرتفع، وهي مؤثرة ثقافيا في شرائح واسعة من المجتمعات العربية.

وبعد أيام من بيان الخارجية الإسرائيلية، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: المسلسل التليفزيوني المصري (النهاية) لا يستحق التعليق".

وغرد أدرعي على تويتر قائلا: "يتحدثون ويعملون مسلسلات خيالية، ونحن نصنع المعجزات يوما بعد يوم... شاء من شاء وأبى من أبى ستبقى إسرائيل لأبد الآبدين....".

ووصف أدرعي من يغضب من كلمة "التطبيع" بأنه "فاقد البوصلة ضعيف الإرادة"، على حد تعبيره.

ردود قوية

من جانبه عقب عمرو عاطف، مؤلف المسلسل، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، على بيان الخارجية الإسرائيلية، قائلا: "إسرائيل تنتج بشكل متواصل أعمالا فنية تهاجم العرب والفلسطينيين وتصورهم كإرهابيين"، متسائلا: "لماذا يصادرون على حقنا في العمل الإبداعي الحر؟".

وأضاف: "الظلم يُوجد حياة مليئة بالصراعات وإسرائيل تحتل أراض عربية. عندما يعود الحق لصاحبه تتوقف الحرب والمشكلات".

فيما قال ياسر سامي، مخرج المسلسل في تصريحات لصحف محلية: "المسلسل يحكي عن حلم عربي نؤمن به ونحلم به أيضا، فلسطين أرض عربية إسلامية محتلة، وأنا وفريق العمل عبرنا عن هذا بالصورة، لكن يبدو أن الصورة التي صنعتها كانت صادقة فأزعجتهم".

وعبر تامر الشهاوي، عضو مجلس النواب (البرلمان) المصري وضابط المخابرات السابق، عن استغرابه لبيان الخارجية الإسرائيلية قائلا: "حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع، لا أعتقد أنه يجب علينا أن نظل داخل هذه الأطر المصنوعة منهم".

زمن التطبيع

موقف إسرائيل الغاضب من "النهاية" لـ يوسف الشريف، كان على النقيض تماما تجاه المسلسل السعودي "مخرج7" للفنان ناصر القصبي.

في 27 أبريل/ نيسان 2020، أثنت القناة "12" التلفزيونية الإسرائيلية على المسلسل بقولها: "هذه هي المرة الأولى التي يتحدثون فيها علانية في السعودية عن أن إسرائيل ليست عدوا".

وأضافت: "يدور الحديث عن تغير جوهري، يتجاوز حتى عتبة التطبيع، ويدعو إلى تعزيز السلام والعلاقات الدافئة بين مواطني الدولتين (إسرائيل والسعودية)".

واعتبرت أن الحلقة الثالثة من المسلسل "تنقل رسائل إيجابية تجاه إسرائيل، وتدعو إلى توطيد العلاقات الاجتماعية والتجارية مع مواطنين إسرائيليين".

"أم هارون" إنتاج إماراتي كويتي مشترك، بطولة الفنانة حياة الفهد، أثار أيضا الجدل، حيث يدور حول سيدة كويتية عجوز تتعرض للمتاعب بسبب ديانتها اليهودية.