بعد انتشار كورونا.. لماذا لا يفتح السيسي قصوره للحجر الصحي؟

12

طباعة

مشاركة

على مدار اليومين الماضيين، أثيرت أزمة رفض المصريين العائديين من الكويت الخضوع للحجر الطبي، واتهمهم البعض بالجهل، حتى تبينت الحقائق التي تفيد بأن النظام المصري أجبرهم على قضاء الحجر في فنادق على نفقتهم الخاصة، بدلا من توفير مستشفيات أو أماكن مخصصة لهم.

وبعدما تفاقمت الأزمة وتظاهر العائدون داخل مطار القاهرة اعتراضا على الإجراءات "الاستغلالية" التي تحملهم أعباء فوق طاقتهم، وجه رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، صندوق "تحيا مصر" لتحمل نفقات إقامة العائدين من الخارج داخل فنادق العزل.

وهذا الأمر أثار غضب ناشطين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث اعتبروه إساءة للمصريين. وأوضحوا عبر وسم #قصور_السيسي_للحجر أن أموال صندوق تحيا مصر تم جمعها من جيوب المصريين ومساهمات المصريين بالخارج.

وأشاروا إلى أن الصندوق غير خاضع للرقابة المالية وغير معروف أوجه مصارفه بدقة لخضوعه تحت تصرف السيسي مباشرة، لافتين إلى أنه قاد عدة حملات ابتزاز وإجبار دعا فيها حتى الفقراء للتبرع بالفكة ومصروف طلبة المدارس لدعم الصندوق.

وطالب الناشطون بأن تخصص القصور الرئاسية التي استنزف السيسي المال العام على بنائها، للحجر الصحي بدلا من الفنادق، أو أن يتم تخصيص استراحات الرئاسة والفنادق التابعة للقوات المسلحة للعزل.

ولفتوا إلى أن السيسي لم يستخدم المال العام في تطوير أو بناء المستشفيات التي يحتاجها الشعب الآن، وأنفق مبالغ ضخمة على بناء القصور وبدد الأموال في مشروعات لا يستفيد منها سوى الأغنياء، "وحان الوقت أن تفتح تلك القصور لخدمة الشعب".

وكان ملف بناء القصور قد أثاره المقاول والممثل المصري محمد علي، في 2019، وتكشف بناء النظام المصري لقصور جديدة، واحد في العاصمة الإدارية تقدر مساحته بـ50 ألف متر مربع تقريبا، وأخر في المستقبل (شرق القاهرة)، والعلمين (شمال غرب)، بكلفة باهظة.

تصريحات السيسي

وذكر الناشطون السيسي بتصريحاته التي استفزت المصريين وأقر خلالها ببناء قصور رئاسية جديدة، وتأكيده أنه سيواصل بناء المزيد بزعم أنه يبني دولة جديدة لكل المصريين وليس لنفسه.  

ودعا د. محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف ووكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب سابقا، لتخصيص #قصور_السيسي_للحجر لأنه لما تكلم عن بناء القصور الجديدة قال: "مش ليّ، دي علشان #مصر"، مستطردا: "جاء الوقت الذي احتاجها فيه أبناء مصر لتكون مراكز #الحجر_الصحي_للقادمين" .

وقال الكاتب الصحفي عمرو خليفة: "مش قلت هابني و هابني و هابني؟ تمام القصور مش قصورك.. أنت موظف عند الشعب و القصور قصورنا.. #قصور_السيسي_للحجر".

وعرض الإعلامي المعارض أسامة جاويش تصريح السيسي الذي قال فيه: "أنا مش ببني القصور دي عشاني القصور دي عشان مصر"، معقبا بالقول: "تمام أوي كده ، ياريت تقول لمدام انتصار والأولاد يسيبوا القصور كام شهر عشان الناس مش لاقيين أماكن حجر صحي كفاية والبلد كانت عايزاهم يدخلوا الحجر على حسابهم".

تغييب الوعي 

واستنكر ناشطون استمرار البعض في الدفاع عن السيسي ونظامه رغم كل ما تكشفه الأحداث من فساد مالي وإداري واستيلاء على السلطة ومحاولات لاستنزاف موارد الدولة وتبديد أموالها، مشيرين إلى دور الذباب الإلكتروني في تغييب الوعي وقلب الحقائق.

وسخر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل قائلا: "موضوع القصور ده حساس حبتين يا جماعة...لوسمحتم محدش يتكلم عنه لأنه بيحرج الذباب الإلكتروني وقطيع المغيبين وبيخليهم يحسوا بحقيقتهم..!".

  وقال الإعلامي محمد ناصر: "انتوا اللي فاهمين #قصور_السيسي غلط قصور السيسي مش للحجر، دي قصور عن الوعي، قصور عن الفهم قصور في كل حاجة غير أنها #قصور_السيسي_للحجر".

تراخي النظام

وأكد ناشطون أن توفير الرعاية الصحية وتحمل تكاليف الحجر الصحي هي مسؤولية الدولة ومسألة أمن قومي، جازمين بأن صندوق تحيا مصر هو أكبر صندوق فساد لا يخضع لأي نوع من أنواع الرقابة.

وقال الإعلامي أحمد منصور: صندوق الإتاوات الذى أسسه عبدالفتاح #السيسي وسماه صندوق "تحيا مصر"، والذي بدأ بشعار "صبّح على مصر بجنيه" أصبحت ميزانيته بالمليارات وهو "صندوق أسود يديره السيسي والأربعون حرامي"، مضيفا: " لا رقابة ولا مساءلة. مستنقع فساد خاص بخلاف مستنقع الفساد الكبير الذى يضم كل خيرات وثروة #مصر".

ودون الناشط الحقوقي المعارض أسامة رشدي، سلسلة تغريدات تحت الوسم عرض فيها نتيجة تخلي الدولة عن مسؤوليتها، وعقب على الإعلان المتأخر للنظام عن تسديد تكاليف الحجر الصحي من صندوق تحيا مصر.

وأشار إلى أن #صندوق_تحيا_مصر يتحكم فيه #السيسي وهو أكبر خميرة للفساد ولاتخضع لحساب او رقابة، لافتا إلى أن وحدة الموازنة العامة في الدولة هي مبدأ أصيل في مالية كل دول العالم المتحضر باستثناء الدول التي تدار كالعزب والضيعات.

وأضاف أن المصريين هم سادة البلد وحقهم أن تستضيفهم مصر ولا يحتاجون لصدقاتكم.

المستشفيات العسكرية

واستنكر ناشطون تجاهل السيسي بناء المستشفيات وتركيزه على بناء القصور والاستراحات والفلل بكلفة باهظة والتي كشف الإعلام ملكية ذويه وقادة عسكريين لها.

وقال الصحفي حسان الشوربجي: "قصور #السيسي واستراحات مراته انتصار كتيرة وفي كل المحافظات والمطبلاتية طلعوا بحجة أن القصور دي بتاعت الشعب، وفي الأول وفي الآخر واجهة للبلد وخلافه، طيب دلوقت الشعب محتاج القصور دي لأن مفيش مستشفيات كفاية للحجر الصحي والمغتربين قاعدين في فنادق".

واستهجن مغرد آخر قائلا: "كان عمل مستشفيات العسكر للحجر دا مفيش مستشفى واحد للعسكر أو الشرطة دخلت للحجر".

وجزم عامر بأن "الوضع الصحي في مستشفيات الحجر الصحي والعزل صعب جدا"، قائلا: " ياريت السيسي يفتح مستشفيات الجيش الفخمة طبعا والقصور بتاعته عشان نعالج أهلنا والشعب ده".

رد الجميل

وطالب ناشطون السيسي برد الجميل للمصريين العائدين من الخارج الذين كان يعتبرهم مصدرا للعملة الصعبة ويقر القوانين التي تلزمهم بدفع رسوم مضاعفة على تحويل أموالهم من الخارج وغيرها من الإجراءات التي تستنزف أموالهم.

ووجه عادل أحمد سؤالا للسيسي قائلا: "أنا بسألك مش هي برده اتعملت بفلوس ولاد مصر والمتغربين من ولادها وعائلتهم اللى ياما بعتولك عملة صعبة عديتك من أزمات طاحنة من نقص ف الاحتياطى النقد الأجنبى، رد بقى الجميل وخليك مرة واحدة صادق ومحترم أمام شعبك".

وكتب خالد: "#قصور_السيسي_للحجر والفلل والاستراحات والفنادق وكل اللي قال عليهم محمد علي وأنا مش فاكرهم".

وأثنى مغرد آخر على مقترح تخصيص #قصور_السيسي_للحجر، قائلا: "نعم الفكرة، الشعب المصري أولى بها لمواجهة كورونا فهي بنيت من عرق جبينه وهي مؤهلة وجاهزة لتتحول إلى مستشفيات رائعة وراقية! فهل يفعلها السيسي من أجل الشعب المصري "نور عينيه"؟! هل تهون عليه قصوره من أجل الشعب أم أنها بنيت فقط لاستمتاعه هو وحاشيته؟!".