"استغلال كورونا سياسيا".. صحيفة تركية ترد على مزاعم المعارضة

12

طباعة

مشاركة

انتقدت صحيفة تركية سخرية أحزاب المعارضة في البلاد من الإجراءات التي اتخذتها أنقرة لمواجهة فيروس كورونا، ومحاولتها ترويج أن "هذه التدابير الاحترازية هي فقط لخدمة أجندة حزب العدالة والتنمية الحاكم مستغلا أوجاع الناس وحالات الوفاة في نوع من أنواع الدعاية". 

وقال الكاتب بولانت كور أوغلو في مقالة بصحيفة يني شفق: إنه "بغض النظر عن الخلاف السياسي، يجب على جميع أطياف المجتمع أن تبقى يدا واحدة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، وهذا لا يشمل الإرهابيين من جماعة غولن أو بي كاكا وتنظيم الدولة، لأنه يجب عدم السماح لقوى الشر بالنيل من تركيا وأهلها". 

ولفت إلى أن جماعة غولن تستغل هذه الظروف لخلق فوضى في البلاد عبر إثارة أجواء من الخوف والهلع، والهدف هو كما كان دائما النيل من الوحدة في البلاد ومن الرئيس رجب طيب أردوغان والتحالف الذي يجمعه مع الحركة القومية وزعيمها دولت بهشتلي.

محاولة الانقلاب

ومع ذلك، تطرق الكاتب إلى تغيير قناة Halk TV، بالتعاون مع هذه المنظمات الإرهابية، من أساليبها عبر استهداف الناخبين الذين يصوتون لصالح حزب العدالة والتنمية.

ويأتي هذا بعد محاولات غولن اختراق الشرطة والقضاء والقوات المسلحة التركية بدعم وتحريض من البنتاغون وحلف شمال الأطلسي، قبل أن يتم إفشال محاولات الانقلاب العسكري والمالي (٢٠١٦) من خلال التعاون بين الدولة والأمة بقيادة أردوغان.

ولفت الكاتب إلى أن "تركيا بعد محاولة الانقلاب عملت على تغيير مفهوم مكافحة الإرهاب، وبدأت بضرب المنظمات الإرهابية من الداخل وفي العمق".

وأوضح أن أنقرة "لا تنتظر أيا من هذه الهجمات، بل دائما تبادر إلى ضربات استباقية، فعملت مثلا على تدمير ممر الإرهاب على حدودها الجنوبية في عمق الأراضي السورية شمالا، وخاضت أشبه ما يكون بحرب الاستقلال وانتصرت بها".

في هذه الانتصارات، "بينما منعت الأمة التركية الخونة الذين تسللوا إلى صفوف الشرطة والجيش وأرادوا تقسيم وطنهم على رؤيتهم وأهوائهم الخاصة، تشكلت روح يني كابي الثورية عبر مشاركة الملايين في مظاهرات في ساحات الميدان لتسطر ملحمة بطولية تضاف إلى ملحمة جناق قلعة التاريخية"، بحسب وصف الكاتب.

وتابع: "مع العلم أن الأمة وقفت ضد منظمة غولن الإرهابية بشعارات أننا لن نسمح بتقسيم الوطن في 15 يوليو/تموز (٢٠١٦)، وأن الحكومة لن تعطي أبدا تهاونا أمام الغزو أو الانقلاب الجديد، ولكن يبدو أن هذه القوى الشريرة قد اتخذت من الأمة هدفا لها مرة أخرى".

فيروس كورونا

وهو ما أكدت عليه الحكومة حين صرح وزير الصحة فخر الدين كوجا أن على الشعب التركي أن يقف خلف حكومته في مواجهة فيروس كورونا وألا يسمح لأحد بأن ينال منه أو من عزيمته.

ونقل الكاتب عن كوجا قوله: "نضالنا ضد الفيروس التاجي يختلف عن معظم الدول في العالم؛ وهذه حقيقة أخرى يمكننا أن نفخر بها الآن، فالتضامن الذي قدمناه غير موجود تقريبا في العالم".

وأضاف في السياق: "يفي المجتمع بالعديد من مهامه بشكل طوعي وتلقائي، كما تتحمل منظمات المجتمع المدني المسؤولية، كما أصبح العلماء والمختصون في الواجهة، وسائل إعلامنا حذرة للغاية ولا يمكن إعطاء تهاون تجاه من ينشر الشائعات في البلاد". 

وتطرق إلى الحظر المفروض على كبار السن من الخروج للشوارع، باستحضار تصريحات أردوغان التي قال فيها: إن القرار "يأتي انطلاقا من القيم الثقافية والدينية للبلاد والتي تحرص عليهم، وليس التخلص منهم كما هو الحال في أوروبا".

وأضاف أردوغان: "على العكس من ذلك، في ثقافتنا، يعتبر احتجاز كبار السن أحد الشروط الأساسية للنجاح في الدنيا والآخرة لذلك فإن حمايتهم هو واجب ومهمة تقع على رقابنا".

ومع ذلك، قال الكاتب: إنه "من بين بعض المجموعات الإعلامية التي تحاول التلاعب بمنع الخروج من سن 65 عاما، خرجت قناة Halk TV بفضيحة جديدة تقول إن حماية كبار السن تنجم من أن ناخبي العدالة والتنمية هم تلك الفئة، وبالتالي حمايتهم فيه مصلحة حزبية خالصة".

وختم: "لم يحدث حتى هذه اللحظة أن استخدم فيروس كورونا ضمن الدعاية السياسية لحزب ما، أو أن تستخدم حالات الوفاة لخدمة أجندة ضيقة، وهي جزء من سياسة العداء لحزب يستمر في خدمة بلاده منذ قرابة عقدين من الزمن".