النظام المصري يشن هجوما حادا على وسائل إعلام أجنبية.. هذه القصة

12

طباعة

مشاركة

يوم الأحد 15 مارس/آذار الحالي، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية خلاصة بحث أجراه علماء الأمراض المعدية في جامعة تورينتو بكندا، توقعوا فيه ارتفاع معدلات إصابة المصريين بفيروس كورونا لأكثر من 19 ألف حالة.

واستند العلماء الكنديون في بحثهم على عوامل عدة منها تزايد أعداد السياح المصابين العائدين من مصر في الأسابيع الأخيرة، مشيرين إلى ظهور أعراض المرض على 97 سائحا على الأقل زاروا القاهرة منذ منتصف فبراير/شباط الماضي.

ورغم أن ما نشرته "الجارديان" هو نقل لدراسة كندية استندت على بعض الدلالات للتحذير من انتشار الفيروس بمصر، إلا أنها قوبلت بالتشكيك من السلطات المصرية، واتهم وزير الإعلام في الحكومة، الصحيفة بأنها ممولة من قطر، كما نفت وزارة الصحة ما جاء بها.

وقررت هيئة الاستعلامات في مصر إغلاق مكتب صحيفة الجارديان البريطانية، وسحب اعتماده "لعدم التزامها بالقواعد المهنية في تقرير نشرته عن فيروس كورونا"، بحسب وصفها.

كما وجهت الهيئة المسؤولة عن الإعلام الأجنبي في مصر، إنذارا وصفته بـ"الأخير"، إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة، بالرجوع إلى المصادر الرسمية في الأخبار التي تُبث عن مصر والالتزام بالقواعد المهنية.

وفي وقت سابق، أكدت مراسلة الجارديان روث مايكلسون، صاحبة التقرير، عبر حسابها بتويتر، أن هيئة الاستعلامات المصرية لم تبلغها أو أي شخص في الجارديان بإغلاق المكتب، مشيرة إلى أنهم لم يجيبوا أيضا على الهاتف لتأكيد الخبر.

  

وأطلقت اللجان الإلكترونية التابعة للنظام المصري وسم #أكاذيب_الجارديان، وخصصوه لسب الصحيفة البريطانية وتكذيبها واتهامها بتلقي تمويل لزعزعة الأمن المصري وغير ذلك من الاتهامات المعلبة التي يوجهها النظام لأي جهة أو صوت معارض.

إلا أن ناشطين استنكروا عبر الوسم نفسه وتغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الجارديان، و#كورونا_مصر، إصرار نظام الانقلاب المصري على التعتيم عن حقيقة انتشار الفيروس، معلنين رفضهم لتصريحات رموز النظام بتبعية الصحيفة البريطانية لقطر أو غيرها من التصريحات التي تصرف الأنظار نحو قضايا أخرى فرعية. 

تكميم الأفواه

خبر إغلاق مكتب الصحيفة البريطانية في القاهرة، جرى تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل، ما دفع ناشطين لإدانة إجراءات النظام المصري، مستهجنين تمسكه باتباع الأسلوب البوليسي في التعامل مع الإعلام وتعمد اتباع سياسة تكميم الأفواه.

وأشار الناشط الحقوقي أسامة رشدي، إلى أن هيئة الاستعلامات تغلق مكتب #صحيفة_الجارديان البريطانية وتوجه إنذارا أخيرا لمراسل نيويورك تايمز، مستطردا: "نظام #السيسي البوليسي لم يكتف بتكميم الأفواه وإرهاب الصحفيين والمدونين المصريين بل يوسع إرهابه لقمع الإعلام في العالم".  

وسخر الشاعر والمدون المصري عبدالله الشريف، قائلا: "مكتب الجارديان في القاهرة تكلم عن بؤر كبيرة للفيرس في مصر لم يتم الإعلان عنها لحد ما العسكر انتبهوا وأغلقوها الحمدلله - البؤر؟ لا، الجارديان". 

وتهكم حسام يحيى -مقدم برنامج هاشتاج على قناة الجزيرة مباشر، قائلا: "ضمن خطواتها المتواصلة لمحاربة #كورونا #COVID2019 الحكومة المصرية تغلق مكتب صحيفة الجارديان البريطانية وتسحب اعتماد صحفييها، وتوجه إنذارا بالغلق لصحيفة نيويورك تايمز".

واستخف مغرد آخر بموقف النظام المصري قائلا: "الحكومات المسؤولة حول العالم تقفل الميادين والساحات والمطارات والحدود وحتى المساجد لاحتواء فيروس كورونا والحكومة المصرية تقفل مكتب الجارديان وتوجه إنذارا لنيويورك تايمز، وذلك للتكتم على أرقام كورونا، و احتواء المؤامرة الكونية على مصر!!!".

مطالبات بالشفافية

وطالب ناشطون النظام المصري بالشفافية وإعلان الأرقام الحقيقية واتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس وتجنب القرارات التي تظهر نهجها القمعي في التعامل مع الأحداث.

وحث الإعلامي والمذيع المصري أسامة جاويش، الحكومة على الاهتمام باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة #كورونا مثل قرارها بتعليق رحلات الطيران، ولتهتم لجانها الإلكترونية بنشر ما تقوم به الحكومة من إجراءات وليعلنوا لنا حقيقة الأعداد المصابة بشفافية ودون تهديد المصابين، بدلا من صناعة هاشتاج مثل هذا #أكاذيب_الجارديان. 

 وسجل أيمن سرور محامي وناشط في مجال حقوق الإنسان، رأيه قائلا: "إن صح غلق مكتب #الجارديان وتوجيه إنذار ل #نيويورك_تايمز #نیویورك ک_تایمز في #القاهرة #مصر، فإن خطأ كبيرا يرتكب، لمن يريد مصلحتها حتى وإن أخطأت وسيلة إعلامية مرة، فإن الرد يكون بإتاحة المعلومات والحجج والأدلة على كل حالة بحالتها لا بالغلق والإنذار أبدا، وإلا فالإعلام المحلي أولى".
وكتب أحمد: "طيب يا جدع اطلع قول للناس الأرقام كم بدال البهدلة دي!".

أكاذيب النظام

وصب ناشطون جام غضبهم على النظام المصري، واتهموه بالكذب وتزييف الحقائق وتعمد الإضرار بالشعب المصري، إضافة إلى خشيته من مواجهة العالم بالأرقام الحقيقية.