صحيفة تركية: لهذا يفشل المنشقون عن حزب العدالة والتنمية

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة تركية، أن المنشقين عن حزب العدالة والتنمية، لا يُسمع لهم بالغالب أي صوت، يتخبطون من حزب لآخر، بعد أن كانوا يتقلدون مناصب وسلطة ونفوذ تحت ظل الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان منذ أكثر من 18 عاما.

ويوضح الكاتب فرحات إيرسيرن في صحيفة ديرليش بوسطاسي: "عاشت تركيا فترة مظلمة قبل أن يطل حزب العدالة والتنمية بنوره ويتقلد زمام الأمور. إن أمتنا التي خسرت آمالها في المستقبل سابقا، رأت في حزب أردوغان أملا باعتباره الشخص الوحيد القادر على قيادة الدفة والتحول إلى بلاد قوية واقتصاد متين".

قيادة أردوغان

وتابع: أن "أردوغان لم يخيب الآمال، فعمل على تحسين النظام المترهل، ووضع القواعد والقوانين للكثير من العشوائية التي كانت تسري في البلاد، كما عمد إلى رفع كل الممنوعات والمحظورات في البلاد واحدة تلو الأخرى، وعمل على أن يكون للشعب صوت وقرار".

وأردف: أن أردوغان "هو صاحب الثروة في البلاد، بعد أن أعطى السلطة والإدارة حقا للشعب والتي كانت سابقا تنقسم بين مجموعات محددة تتنوع بين الرأسمالية والهياكل الأيديولوجية، حتى بات للشعب الكلمة الرئيسية". 

ومضى الكاتب في مقاله بالقول: "لم يكن ذلك بالأمر السهل بالطبع، لكن العدالة والتنمية بقيادة أردوغان فعلتها وواجهت في سبيل ذلك صعوبات لا حصر لها".

وبطبيعة الحال، نجا الحزب من العديد من المكائد السيئة منذ إنشائه بداية بمحاولات الاغتيال، وإغلاق مقرات الحزب وصولا إلى الانقلابات العسكرية والضربات الاقتصادية الممتالية، وفقا لإيرسيرن.

كل هذا، بحسب الكاتب: "تحقق بفضل القيادة القوية لرئيسنا رجب طيب أردوغان، الذي يتمتع بمهارة وشجاعة لتحمل المخاطر، ومهارة عناصر حزب العدالة والتنمية وولائهم للزعيم بشكل عام". 

وبعد هذا كله ثمة بعض التطورات التي تجذب الانتباه، فمن المعروف أن بعض الإنجازات تحققت بفضل قيادات في الحزب وعناصر تحت قيادة أردوغان الذي أجاد استخدام هذه الكوادر وتوظيف المهارات التي تتمتع بها بصورة صحيحة وناجحة.

واستدرك الكاتب: "البعض ظن أن هذه النجاحات تعود له، وأن الشعب يهيم بهم حبا، لكن الحقيقة أنهم وقعوا ضحية لأنفسهم، وحبهم للمقاعد وللسلطة".

وتابع: "لقد ظنوا أن الإحسان، الذي ظهر أثناء وجودهم في حزب العدالة والتنمية، سيستمر ذاته مع تشكيل أحزاب جديدة، واعتقدوا أنهم عندما يغادرون العدالة والتنمية أن الحزب سينتهي أو أنه سيتأثر بشكل كبير لكن أيا من هذا لم يحدث". 

أبرز المنشقين

وفي هذا الشأن، تطرق الكاتب إلى بعض الأسماء قائلا: "أول من انفصل عن الحزب كان إيركان مومجو، وزير التعليم الوطني والذي شغل أيضا وزير السياحة والثقافة في عهد العدالة والتنمية بيد أن المنصب جاءه ثقيلا فلم يستطع حمله فاستقال من الوزارة والحزب عام 2005 وتحول مرة أخرى إلى حزب -الوطن الأم- الذي كان ضمن قياداته".

ولفت إلى أن ذلك الرجل "تعاون مع الكثيرين من أجل أن يحوز على أي صوت في البرلمان في الانتخابات التي كانت بعدها بعامين لكنه لم يحصل من مراده على شيء وانتهت صفحة مومجو السياسية إلى الأبد".

الشخص الثاني هو عبد اللطيف شينير، والذي كان وزير الاقتصاد في حكومة "الرفاه – الطريق". وأعد ميزانية أعجب وصفق لها الجميع، وربما تأتي في المرتبة الثانية بعد صقللي محمد باشا القيادي العثماني المخضرم، وكان واحدا من أوائل الأشخاص الذين يثق بهم  الرئيس أردوغان.

لكن تكرر الأمر معه في انتخابات 2007 فاستقال هو أيضا من الحزب وأسس حزبا آخر قبل أن يحله ويرتمي في أحضان حزب الشعب الجمهوري. ومضى الكاتب في مقاله قائلا: "ليست هناك حاجة حتى إلى ذكر اسم إدريس بال وإدريس نعيم شاهين، اللذين أصبحا فيما بعد لعبة لتنظيم غولن، حيث أسسا حزبا ولم يستطيعا الحصول على أصوات".

وأضاف: "لكن ورغم ذلك كله، لم يكن من المقبول لعبد الله غول وأحمد داود أوغلو وعلي باباجان الذي تسلم اقتصاد البلاد في وقت يخشى فيه آخرون تسليمه إدارة شركة أن ينشقوا جميعا عن الحزب". 

واستقال باباجان من حزب العدالة والتنمية في "يوليو/تموز" ٢٠١٩، معللا ذلك بخلافات متفاقمة، وهو واحد من الأعضاء المؤسسين للحزب وشغل منصبي وزير الاقتصاد والخارجية خلال سنواته الأولى في السلطة قبل أن يصبح نائبا لرئيس الوزراء، وهو منصب تولاه من 2009 إلى عام 2015.

وفي ١١ مارس/آذار ٢٠٢٠، أطلق علي باباجان، حزبه السياسي الجديد ويحمل اسم "الديمقراطية والتقدم". وفي ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٩، أسس رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو حزبا سياسيا جديدا يحمل اسم "حزب المستقبل".

وختم الكاتب مقاله بأن "هؤلاء لا توجد مشكلة لديهم عندما يكون لهم مناصب في الحزب، لكن عندما تختفي السلطة والمقاعد ينضمون إلى صفوف المعارضة، لقد نسوا ماضيهم والفرص المتاحة لهم والمقاعد التي شغلوها والوعود التي قطعوها وشاركوا في العديد من التحالفات المختلفة"، وفق تعبيره.

ولفت إلى أنهم "حاولوا أن يغمزوا وينظروا إلى العديد من القطاعات المختلفة، وممثلي الإرهاب، والذين يشعرون بالقلق من القيم الوطنية والروحية لهذه الأمة، وأولئك الذين هم على استعداد لإسقاط البلاد والرئيس. لقد تنافسوا تقريبا لإثبات أن الشعور بالولاء لم يكن له مكان في السياسة". 

واعتبر الكاتب أن المحاولات السابقة فشلت وستفشل هذه أيضا، مضيفا: "هؤلاء لديهم مشكلة مع القيم القومية والأخلاقية للأمة، حيث أن شرعيتهم تأتي جماعات رأسمالية معينة لا يمكن لها النجاح. كما أن الأمة التي دعمت أردوغان لمدة 18 عاما ورفعته عاليا أسقطت في الوقت نفسه من يواجهه".