خروج مصابين يفضح كذب النظام.. أدلة وشواهد وجود كورونا في مصر

أحمد يحيى | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

"إذا تصرفتم بحزم الآن، فيمكن احتواء الفيروس، يمكن تفادي إصابة الناس بالمرض، يمكن أن تنقذوا أرواحا، نصيحتي هي التصرف سريعا.. الفيروس خطير جدا".

أحدث تصريح لمدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، حذر خلاله من بلوغ انتشار فيروس كورونا نقطة حاسمة، لا عودة فيها مع تفشيه في عدة دول خارج الصين.

تصريح أدهانوم تزامن مع أنباء عن وجود حالات إصابة ووفيات بالفيروس تتحفظ الحكومة المصرية في الإعلان عنها، لكن كشفت عنها دول مثل فرنسا وكندا مؤخرا عندما أعلنتا عن ظهور حالات إصابة بالفيروس لديهما، عقب قدوم هؤلاء الأشخاص من مصر.

فيما أعلنت ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الإثنين 2 مارس/آذار 2020، تسجيل حالتي إصابة جديدتين بكورونا لزوجين عادا من مصر مؤخرا.

كل الدلائل والشواهد تؤكد عدم شفافية القاهرة في التعامل مع وباء خطير مثل كورونا، ما قد ينذر بكارثة في دولة يزيد عدد سكانها عن الـ 100 مليون نسمة، وتفتقد للآليات والأدوات والإمكانيات التي تؤهلها للتصدي للفيروس في حالة تفشيه لا قدر الله.

تصريحات مشبوهة

حتى الآن، ترفض وزارة الصحة في مصر، الاعتراف بوجود أي حالات إصابة داخل البلاد، فقط أعلنت عن شفاء الإصابة الأولى التي اكتشفت في يناير/كانون الثاني 2020، مؤكدة خلو البلاد من الفيروس.

وفي 1 مارس/ آذار 2020، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي المصري عمرو أديب عبر فضائية "MBC" قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان: إن "فيروس كورونا غالبا سيأتي إلى مصر وإذا جاء فإن 82% من المصابين لا يحتاجون إلى مستشفى أو علاج" وأضافت: "هيقعد في البيت شوية وهيخف".

وأردفت: أن "15% من المصابين فقط سيحتاجون الذهاب إلى المستشفى"، مؤكدة على استعداد الوزارة بشكل تام.

كندا وفرنسا

في 28 فبراير/ شباط 2020، أكد "ديفيد وليامز" مسؤول الصحة بمقاطعة تورنتو الكندية، إصابة جديدة بفيروس كورونا سجلت "لأحد السائحين العائدين من مصر، وعمره 80 سنة، عاد من رحلة سياحية إلى مصر يوم 20 فبراير/ شباط 2020". 

وفي 29 فبراير/ شباط 2020، ذكر موقع تليفزيون "فرانس تي في انفو" الفرنسي، أن وزير الصحة الفرنسي "أوليفيه فيران"، أعلن أن "هناك 6 حالات، مصابة بكورونا، مُسجلة في مدينة آنسي (جنوب شرق البلاد)، تتعلق بمسافرين عائدين من رحلات مُنظمة إلى مصر". 

وفي نفس اليوم، أعلن "مركز مكافحة الأوبئة" في تايوان، عن إصابة امرأة عائدة من الشرق الأوسط، وأن السيدة الستينية كانت في جولة سياحية إلى مصر ودبي، وعادت إلى تايوان في 21 فبراير/ شباط 2020، بعد أن "شعرت بإعياء أثناء زيارتها إلى مصر".

تلك المستجدات الطارئة، دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إصدار بيان، قالت فيه: إنها "على علم بالتقارير الصادرة عن السائحين الفرنسيين والآخر الكندي والذين ثبت مؤخرا إصابتهم بفيروس كورونا بعد عودتهم من مصر".

وأكدت المنظمة: أن "الحالات المؤكدة في فرنسا كانت في زيارة سياحية لمصر، وما زال مصدر ومكان الإصابة قيد التحقيق، وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية فور تلقيها الإخطار".

وأضافت: "تقوم مصر بتنفيذ فحص دخول المسافرين القادمين من هذه الدول فقط بناء على تقييم ذاتي قامت به وزارة الصحة والسكان، حيث خلص التقييم أن فحص جميع المسافرين من جميع البلدان يستهلك الموارد".

حالة وفاة

 في 27 فبراير/ شباط 2020، كتب الحقوقي المصري أحمد سميح، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، متسائلا عن وجود "حالة وفاة داخل مستشفى شبين الكوم العام بمحافظة المنوفية".

وقال: إن "لديه معلومات مؤكدة عن حجز 5 حالات مصابة بفيروس كورونا في مستشفى طنطا العسكري بمحافظة الغربية، بينهم 3 من أسرة واحدة".

بعدها بيومين، أظهر "مركز مكافحة الفيروسات ومنع انتشارها في الصين"، وثائق تقول: إن "3 حالات لمواطنين صينيين ثبتت إصابتهم بالفيروس بعد عودتهم من مصر، وهم سيدة صينية كانت تعمل مديرة لمكتب شركة صينية في القاهرة، ومساعدها، وقد خرجا من مصر في 4 فبراير/شباط 2002، وثبتت إصابتهما بالمرض".

وأضاف: "لدى فحص أحد المخالطين لهما في مكتب العمل بأحد المتاجر بحي مدينة نصر في القاهرة، ثبت أنه حامل للفيروس، وتم عزله، والإعلان عنه بوصفه أول حالة إصابة مؤكدة داخل مصر".

المركز الصيني أظهر، وثيقة أخرى بتاريخ 16 فبراير/ شباط 2020، تؤكد أن "مواطنا صينيا عاد من القاهرة إلى الصين عبر موسكو، في 7 فبراير/ شباط 2020، وثبتت إصابته بالفيروس، مشيرا إلى مطالبته بفحص المسافرين على متن الرحلة التي أقلعت من القاهرة، لكن السلطات المصرية لم ترد على طلب إجراء الفحوصات".

إجراءات معيبة

في 20 فبراير/ شباط 2020، أعلنت شركة مصر للطيران في بيان أنها "ستستأنف بعض الرحلات من وإلى الصين، اعتبارا من 27 شباط/ فبراير 2020، حيث سيتم تشغيل رحلة واحدة أسبوعيا كل يوم خميس".

وهو القرار الذي جعل النائبة بمجلس النواب، منى منير، تتقدم بطلب إحاطة عاجل لوقف هذا القرار، وقالت: "في الوقت الذي تُوقف فيه دول العالم رحلاتها إلى الصين تقوم شركة مصر للطيران باستئناف رحلاتها، وهذا خطر لا بد من وقفه"، وأن "هذا القرار يحقق مكاسب مادية رخيصة على حساب صحة المصريين وحياتهم".

وفي 29 فبراير/ شباط 2020، كلف النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، مكتبه الفني بفحص البلاغ المقدم من المهندس عمرو رؤوف، ضد كل من وزراء النقل كامل الوزير، والصحة هالة زايد، والبيئة ياسمين فؤاد.

البلاغ يتهم المسؤولين الثلاثة  بتهديد حياة 3 ملايين و500 ألف مواطن مصري، وتعريضهم للإصابة بفيروس كورونا، المنتشر في الصين، والذي انتقل منها إلى عدد من دول العالم خلال الفترة الأخيرة، مع تكتم السلطات على حالات إصابة بالفيروس.

البلاغ قال: إن "وزارة النقل، تقوم بوقف تشغيل أجهزة التكييف والتهوية بمحطات وعربات المترو، بغرض تقليل تكلفة استهلاك الكهرباء. التهوية أصبحت سيئة جدا في مرفق ينقل نحو 3 ملايين و500 ألف مواطن يوميا. ما تقوم به وزارة النقل قد يتسبب في انتشار الأمراض التنفسية القاتلة".

كارثة كبرى

الطبيب المصري بيتر مجدي، قال "للاستقلال": "فيروس كورونا المعروف بـ (كوفيد19) عدوى تصيب الجهاز التنفسي، وتحتاج في الأساس إلى رعاية مركزة متقدمة، ومصر تعاني من نقص حاد في أماكن الرعايات على جميع المستويات، فإذا ما تفشى الفيروس، ووصل إلى مستويات خطيرة مثل الصين، وإيران، فسيكون الأمر بمثابة كارثة قومية على البلاد". 

وأضاف الطبيب المصري: "لا يوجد في مصر ما يخفف من الأزمة، فحتى نظام الحجر الصحي على المدن والأحياء، من الصعب تطبيقه في نطاق مدينة ضخمة، وتتسم بالعشوائية مثل القاهرة، ففي ووهان الصينية مركز المرض، تم عزل المدينة، والمدن المتفشي فيها الوباء، أما في القاهرة فهناك صعوبة في ذلك، بالإضافة لا توجد مستشفيات كبرى، لديها قدرة استيعابية على احتواء آلاف المرضى في وقت واحد".

واختتم مجدي حديثه مشددا: "ليس هناك مجال في مثل هذه الحالات على عدم الوضوح والشفافية، الدول الكبرى تعلن وجود الإصابات بشفافية كاملة، ورفع حالات الاستعداد والطوارئ، فيجب على الحكومة المصرية أن تعلن عن إصابات إذا ما وجدت، وتضع خطة واضحة على جميع المستويات للتعامل مع الوضع القائم".