"غير مشرف".. لماذا يطالب إعلام عبري الكونغرس الأميركي بإلغاء خطاب نتنياهو؟

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

انتقادات شديدة للكونغرس الأميركي بعد دعوته لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمامه في 24 يوليو/ تموز 2024، وسط مواصلته عملية إبادة قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وترى صحيفة "معاريف" أن الزيارة ستسهم في "زيادة تصلب مواقف نتنياهو الرافضة لإجراء صفقة تبادل أسرى، وتعزز موقفه المعارض لحل سياسي لإنهاء الحرب".

وتعتقد الصحيفة أنه "كان من الأجدر بالكونغرس الأميركي أن يضغط على نتنياهو، لا أن يستضيفه لتعزيز مواقفه الشخصية وبقائه في السلطة".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عدوانا على غزة، خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الإبادة متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.​​​​​​​

علامة سوداء

وأكدت الصحيفة أن نتنياهو "لا يستحق شرف التحدث أمام الكونغرس"، قائلة: "إن شرف المثول أمام جلسة مشتركة للكونغرس مُنح على مر السنين لزعماء عدد غير قليل من الدول، بما في ذلك عدد من الرؤساء ورؤساء الوزراء الإسرائيليين".

وتابعت: "كان آخرهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه عام 2015، والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوغ في سبتمبر/ أيلول 2023".

لكن خطاب نتنياهو السابق كان "علامة سوداء" في العلاقات بين إسرائيل وأميركا. 

وأوضحت أن خطابه الذي ألقاه عام 2015، "أثار استياء الرئيس باراك أوباما، وتضمن هجوما سافرا على سياسة الإدارة الأميركية فيما يتعلق بالترويج للاتفاق النووي مع إيران، وهو ما أدى إلى ضرر شديد بعلاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي، وأيضا مع الولايات المتحدة".

وأضافت: "بل إن غالبية اليهود الأميركيين دعموا أوباما وجهوده للتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف تقدم إيران في مجال القدرات النووية العسكرية".

واسترسلت الصحيفة في نقدها لنتنياهو، محملة إياه مسؤولية ما آلت إليه قدرات إيران النووية.

فقالت: "واليوم، إذا نظرنا إلى الماضي، فسنجد أن هناك إجماعا واسع النطاق على أن الاتفاق كان أفضل كثيرا من البديل الحالي". 

وأردفت معاريف: "بات من الواضح ماذا يعني غياب الاتفاق، فمنذ أن قاد دونالد ترامب الولايات المتحدة إلى الانسحاب منه، أصبحت إيران بفضل ذلك الانسحاب دولة على أعتاب امتلاك سلاح نووي بدعم من الصين وروسيا".

وتابعت: "ولم تعد الدول التي كانت موقعة على الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد، ملتزمة بالتحالف الدولي لوقف المشروع النووي الإيراني".

"ورغم نتائج سياسته الخاطئة، استمر سعي نتنياهو للتأثير على السياسة الأميركية"، حسبما ذكرت معاريف.

مكانة ممزقة

وأكدت الصحيفة أن خطوة نتنياهو بالتحدث أمام الكونغرس تهدف إلى "استعادة مكانته الممزقة في إسرائيل".

وأضافت: "هذا ليس خطابا للأميركيين، بل هو تحرك داخلي، ومحاولة من رئيس وزراء فاشل فقد ثقة الجمهور به، لاستخدام منصة الكونغرس كوسيلة للبقاء السياسي".

وأشارت إلى الوضع الداخلي المتأزم قائلة: "نتنياهو وحزب الليكود متخلفان في معظم استطلاعات الرأي الانتخابية، والعديد من المواطنين يحتجون في الشوارع ضد الحكومة وسلوكها".

وتابعت: "نتنياهو يفضل التحدث إلى الكونغرس، بدلا من مواجهة مواطني إسرائيل والتحدث معهم، إنه يفر من استجوابات الكنيست في تل أبيب إلى تصفيق الكونغرس في واشنطن".

وشددت على أن هناك "معارضة متزايدة تجاه سياسة نتنياهو في إدارة الحرب".

وذكرت أن "كبار وزراء نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت، وشركاءه (الحاليين والسابقين) في مجلس الحرب، أعربوا علنا عن خوفهم من سلوك نتنياهو، وحقيقة أنه يقود إسرائيل إلى واقع حكومي وعسكري في قطاع غزة، فهو يرفض السماح لعناصر فلسطينية أخرى غير حماس بالسيطرة على القطاع".

تجدر الإشارة إلى أن الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت قدما استقالتهما من الحكومة اعتراضا على سياسات نتنياهو وحكومته.

ولفتت معاريف الانتباه إلى الدور القوي الذي يضطلع به كل من وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، فتبين أن "نتنياهو يخاف أكثر من سموتريتش وبن غفير، اللذين يهددانه مرارا وتكرارا بأنهما سيحلان الحكومة إذا وافق على أي صفقة تنهي الحرب".

وتبرهن على أن "دعوة نتنياهو للكونغرس تجعله أكثر تمسكا بنهجه لإدارة المعركة". فيقول: "ففي نفس اليوم الذي أُرسلت فيه دعوة لنتنياهو لمخاطبة الكونغرس، أصدر بيانا تنصل فيه مرة أخرى من خريطة الطريق لإنهاء الحرب، وإطلاق سراح الرهائن التي قدمها الرئيس بايدن في اليوم السابق".

ووجهت معاريف خطابها إلى أعضاء الكونغرس قائلة: "بدلا من المساعدة في الضغط على نتنياهو، فإنكم بدعوتكم تعطون زخما لرفضه صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين والتقدم نحو حل سياسي للحرب".

وترى أن نتنياهو "يفعل كل ذلك خوفا من المحاكمة"، فقالت: "عندما يحيط بنتنياهو سيف العدالة الجنائية الذي يتصارع معه، فهو مستعد لدفع ثمن باهظ من أجل البقاء في مكتب رئيس الوزراء، ويدفع الثمن الجمهور الإسرائيلي في النهاية".

وتعترف الصحيفة بالواقع الإسرائيلي الداخلي المتداعي بقولها "نحن ندفع ثمنا من الاختطافات التي يعاني منها الأسرى الذين مكثوا بالفعل لمدة تقارب ثمانية أشهر في سجون حركة حماس، ومن الحروب الدائمة، ومن المناطق الخالية تماما من السكان".

وناشدت الكونغرس بإلغاء دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمامه.

فقالت الصحيفة: "نطلب منكم، أن تستفيقوا ولا تسمحوا لنتنياهو باستخدام منصة الكونغرس لتعزيز مصالحه الشخصية وتعزيز عناده ضد أي صفقة يمكن أن تنهي الحرب وتعيد الأسرى إلى بيوتهم".