بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.. صحيفة عبرية: أفضل فرصة سياسية لنتنياهو

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

التصعيد الإسرائيلي الأعنف على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، منذ بداية المواجهات مع "حزب الله" في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فتح الباب بشأن فرص رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سياسيا.

ووصفت صحيفة "زمان إسرائيل" هذه الضربات الإسرائيلية بـ"النجاح العسكري في لبنان"، مشيرة إلى أن "هذا النجاح يمثل أفضل فرصة سياسية لنتنياهو منذ بدء الحرب، ويمكنه استغلال ذلك لتقديم صفقة تتعلق بتحرير الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف تدريجي للقتال هناك".

ودعت الصحيفة نتنياهو إلى "اتخاذ قرار سريع بخصوص صفقة الرهائن، حيث إن ذلك يمكن أن يعزز مكانته السياسية ويثبت قيادته في ظل الظروف الأمنية والسياسية الراهنة".

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، فيما أعلنت حركة “حماس” مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

عودة الصورة

وزعمت الصحيفة العبرية بوصف حال شوارع الكيان المحتل بعد العمليات العسكرية على لبنان، بأن الجمهور رفع لافتة "الشعب معك أيها القائد"، كُتبت بحروف زرقاء مع خط أحمر تحتها، كما ظهرت صورة نتنياهو بجانب النص على خلفية علم الاحتلال. 

وعلى حد قول الصحيفة، إن "هذه الصورة قديمة، يظهر فيها نتنياهو مرتديا سترة سوداء من الصوف وقميصا أزرق فاتح اللون، مع ابتسامة مائلة توحي وكأنه يقول (اعتمدوا علي، أنا أعرف ما أفعل)".

وافترضت أن هذه اللافتات ستنتشر في جميع أنحاء البلاد، إذ صرح نتنياهو مرة، قبل سنوات عديدة، بأنه "عندما يكون الزعيم في فترة جيدة، عليه أن يظهر نفسه وأن يروج لشخصيته ونجاحه". 

ويمكن القيام بذلك -وفق الصحيفة- بطرق مختلفة؛ من خلال مقابلات في وسائل الإعلام أو حملة في الشوارع أو مدح من المحيطين به.

وفي هذا الإطار، رأت "زمان إسرائيل" أن هذه اللحظة السياسية هي "الأفضل لنتنياهو منذ اندلاع الحرب".

وأوضحت ذلك قائلة إن "الجمهور مليء بالإعجاب إزاء العملية التي قد تغير خريطة الحرب في الشمال، وتوازن الصورة بعد سلسلة الإهانات التي وجهها حزب الله لإسرائيل منذ بداية الحرب، بعد أن أفرغ شمال البلاد من سكانه".

أخيرا، في خطاب له، اعترف أمين عام حزب الله حسن نصر الله بقوة الضربة التي وُجهت له، قائلا: "لقد تلقينا ضربة قاسية وغير مسبوقة في تاريخ الصراع".

علاوة على ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو سيسافر إلى الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في 25 سبتمبر 2024.

وادعت أن "يجذب خطابه هناك اهتمام العالم بأسره ويترك انطباعا قويا على جمهور كبير في البلاد، وهذا هو الغرض من رحلته.

ورأت الصحيفة العبرية أن "استطلاعات الرأي، التي تشير إلى زيادة في قوة نتنياهو والليكود، ستستمر في الصعود، ما لم تحدث كارثة".

إثبات القيادة

وفي هذا السياق، ترى الصحيفة أن “هذا هو الوقت المثالي له لاستغلال النجاح في الجنوب”.

وأردفت: "ففي وضعه الحالي، يمكن لنتنياهو تنفيذ الصفقة التي بادر إليها بنفسه دون تأخيرات غير ضرورية؛ الإفراج عن الأسرى مقابل المئات من الأسرى الفلسطينيين ووقف نار تدريجي حتى يصبح دائما، بالإضافة إلى الانسحاب من غزة ونزع سلاح القطاع وما إلى ذلك".

وفي هذه النقطة، سلطت الصحيفة العبرية الضوء على أن "نتنياهو يعلم أن استمرار الجمود في غزة خطر عديم الجدوى ويكلف إسرائيل العديد من الأرواح". 

ولذلك، تعتقد أنه "تحت تأثير العملية في لبنان، يمكنه أن يتخلص من أوهام النصر الكامل في غزة". 

ومن ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن "صفقة الأسرى ستحرر نتنياهو من الضغط الذي يثقل كاهله، إذ يؤيدها غالبية الجمهور". 

علاوة على ذلك، ستخفف الصفقة التوتر مع حزب الله، إذ أعلن نصر الله أنه "سيستمر في التصعيد طالما تستمر الحرب في غزة".

وفي هذا السياق، شددت الصحيفة على أنه "لن يجرؤ أحد على تعريض نتنياهو للخطر إذا وقع على صفقة تعيد عشرات الأسرى المتبقيين في الأنفاق". 

كما أوضحت أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، لن يسقط الحكومة، كما لم يسقطها بعد صفقة الأسرى التي دعمها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

من جانبه كذلك، لن يفكك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الائتلاف ويتجه إلى الانتخابات، بحسب الصحيفة. 

جدير بالإشارة هنا إلى أن “ابن غفير سيصوت ضد الصفقة في حال حدوثها، لكنه سيبقى في الائتلاف”.

وبشكل عام، شددت الصحيفة على أن "نتنياهو، في المجمل العام، سيتقوى من صفقة لإعادة الأسرى، حتى لو كان الثمن هو الإفراج عن مئات الفلسطينيين ووقف الحرب في غزة". 

وهذا أيضا ما ينبغي فعله بشكل فوري، من وجهة نظر الصحيفة، لا سيما بعد الضربات التي تعرضت لها لبنان.

وختمت الصحيفة العبرية تقريرها بالتأكيد على أن "رئيس الوزراء يجب عليه ألا يتردد، خاصة وأن شوارع إسرائيل مليئة بكتابات مفادها (الشعب معك)".