على خطا فاغنر وجنجويد.. هكذا يرهن السيسي أمن مصر بـ"اتحاد القبائل العربية"

داود علي | 7 months ago

12

طباعة

مشاركة

على مدار عمر الدولة المصرية الحديثة، لم تعرف الأنظمة المتعاقبة الاتحادات القبلية أو المليشيات بالمعنى الدارج، واعتمدت بشكل كلي على الأجهزة الأمنية والعسكرية لدعم النظام. 

لكن الانقلابي عبد الفتاح السيسي كان له مسار مختلف عندما وسع من دور القوى القبلية وتجمعات البلطجية، ليكونوا تنظيمات ومليشيات منظمة ومتحركة تلعب أدوارا أمنية وقتالية لدعم النظام. 

غير آبه لما حدث في دول قريبة كالسودان الذي يشهد تفككا على يد مليشيا "الجنجويد" التي تحولت إلى قوات "الدعم السريع" وتخوض حربا  ضروسا ضد الجيش السوداني بغرض السيطرة الكاملة على الدولة. 

أو مجموعة "فاغنر" الروسية التي تمردت على الكرملين وهو غارق في المعارك على الجبهة الأوكرانية، وكادت الأزمة أن تعصف بموسكو، واضطر فلاديمير بوتين أن يتخلص من زعيمها "يفغيني بريغوجين" حتى يعيد ترويضها.

اتحاد القبائل العربية

في مطلع مايو/ آيار 2024، أعلن في مصر إطلاق “اتحاد القبائل العربية” في مؤتمر جماهيري حاشد بقرية العجرة جنوبي رفح في شمال سيناء.

وحضر المؤتمر أعضاء من مجلس النواب، وشيوخ العديد من قبائل مطروح والصعيد، وسط تأمين مسلح من أفراد قبيلة الترابين مستقلين سيارات دفع رباعي وضع عليها شعارات الاتحاد الجديد بدلا من اتحاد قبائل سيناء، وتمركزت حول الخيمة وأعلى التباب الرملية المحيطة.

وظهر العديد منهم حاملين أسلحة شخصية "طبنجات"، فيما غاب الوجود الأمني عن تأمين المنطقة، كما غاب عن الحضور قيادات عسكرية أو شرطية.

ولطالما دأبت الأنظمة الديكتاتورية على ابتداع آليات خاصة لبقائها منها تكوين ما عرف بظاهرة المليشيات، والاعتماد على القبائل أو الجيوب العائلية، التي تنشأ نتيجة لسياسات مرتبطة ببقاء الأنظمة أطول فترة ممكنة. 

تلك الاتحادات مثل "اتحاد القبائل العربية" لا تقع ضمن القواعد النظامية، أو مؤسسات الدولة الرسمية، لكنها تلعب دورا بارزا في حماية النظام والحاكم، لعدة أمور منها عدم التقيد بالأعراف والقوانين. 

وخلال حفل تدشين اتحاد القبائل العربية أعلن مصطفى بكري، النائب البرلماني والإعلامي التابع للنظام، بصفته المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية.

وبناء على رغبة أبناء سيناء تقرر تغيير اسم منطقة العجرة، التي أقيم فيها المؤتمر، إلى مدينة السيسي.

وتقع قرية العجرة في أراضي قبيلة السواركة وبجانب قرية البرث، التمركز الأساسي لقبيلة الترابين في مناطق شمال سيناء. 

ومنذ نهاية 2022 شرع العرجاني في شراء مساحات واسعة من أراضي العجرة من أصحابها السواركة بمبالغ مالية كبيرة.

وتوزعت قيادة الاتحاد المستجد على، العرجاني رئيسا، ونائبين: الأول، أحمد رسلان، من محافظة مطروح، وقد شغل منصب الرئيس الأسبق للجنة الشؤون العربية في مجلس النواب، وكان النائب الأول لرئيس البرلمان العربي.

أما النائب الثاني، اللواء أحمد جهينة، من محافظة سوهاج، وهو ضابط سابق بجهاز أمن الدولة المنحل، ومحافظ الغربية الأسبق. 

بنية الاتحاد 

بحسب البيان التأسيسي لاتحاد القبائل العربية الذي أعلن يوم تأسيسه، فإن الاتحاد يهدف إلى خلق إطار شعبي وطني يضم أبناء القبائل العربية لتوحيد الصف وإدماج الكيانات القبلية كافة في إطار واحد.

وأضاف أن الأمر يأتي ضمن دعم ثوابت الدولة الوطنية ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها. إلى جانب السعي الدؤوب لتبني القضايا الوطنية والتواصل مع جميع القبائل العربية للوصول إلى قواسم مشتركة في إطار الدولة وخدمة لأهدافها، ودعما للسيسي. 

وذكرت صحيفة “اليوم السابع” المحلية التابعة للنظام في عددها الصادر يوم 1 مايو 2024، أن نواة إنشاء مجلس اتحاد القبائل العربية وضعت عام 2013. ليتم تدشينه بشكله النهائي في بداية عام 2020، وصولا إلى مرحلة الإعلان الراهنة.

ويتكون اتحاد القبائل العربية من 30 قبيلة تعيش في شمال سيناء، وهم كالتالي قبيلة الترابين، وهي من أكبر القبائل انتشارا فى شبه جزيرة سيناء، ومن أبنائها إبراهيم العرجاني رئيس الاتحاد الجديد، المقرب من السيسي وجهاز المخابرات العامة.

ثم تأتي قبيلة السواركة، وهي من أكبر قبائل سيناء وتسكن ضواحي العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد، بعدها قبيلة المساعيد، وهي فرع من قبيلة الأحيوات التي تسكن وسط سيناء.

ويشمل الاتحاد قبيلتي السماعنة والسعديين، وهما من أقدم البدو الذين توطنوا في شمال سيناء، وقبيلة العيايدة، التي هي من أكبر قبائل شمال سيناء ولها امتداد فى محافظة الجيزة.

ويوجد أيضا قبيلة الرميلات، التي كانت تسكن قديما في منطقة القطيف (بالمملكة العربية السعودية)، وقبيلة البياضية، إذ تسكن هذه القبيلة في منطقة بئر العبد بين القنطرة شرق والعريش.

كما يضم قبيلة العقايلة، وهي من قبائل ساحل سيناء الشمالية في منطقة قاطية ونزل جزء منهم في وادي النيل في الشرقية بمركز فاقوس وصعيد مصر.

وكذلك قبيلة الدواغرة، من قبيلة مطير (تستوطن وسط الحجاز حتى نجد) وتسكن هذه القبيلة منطقة الزقبة في مدينة العريش.

وقبيلة الرياشات، إحدى القبائل التي تقيم بمصر وفلسطين والأردن والسعودية واليمن.

ومن أبرز القبائل الأخرى في بنية "اتحاد القبائل العربية"، العبايدة والتياهة والحوات والنجمات وبلي والأخارسة والصفايحة. وأيضا قبيلة بني فخر وأولاد سليمان والأغوات وحجاب وأبو شيتة وعروج والسلايمة

كما يشتمل على قبائل الأحيوات والحويطات والعزازمة والشوربجي والشريف وأولاد سعيد.

هواجس مخيفة

ومثلت خطوة تدشين “اتحاد القبائل العربية”، خوفا كبيرا لقطاع من المفكرين والسياسيين، حتى أولئك المحسوبون على النظام، ورأى البعض أن الأمر  يهدد الأمن القومي للدولة. 

يذكر أنه في 29 مارس/ آذار 2018، كتب الصحفي المصري، عبد الناصر سلامة، مقالة لصحيفة "المصري اليوم" المحلية تحت عنوان "هاجس القبائل العربية" وكان الاتحاد وقتها فكرة محل نظر. 

وقال: "أكثر من مرة توقفت، إلى ما يسمى اتحاد القبائل العربية، وهي فكرة تؤكد أن هناك أمرا ما لا يتناسب مع الدستور، الذي نص على المساواة، ولا مع الدين، الذي نص على ألا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ولا مع الحالة الراهنة التي تعيشها البلاد، بل والمنطقة ككل، والتي كان محورها أولا وأخيرا الطوائف والمذاهب والعرقيات والقبائل".

وأضاف: "المخاوف التي يبديها البعض تتعلق بالمستقبل، ولنا العبرة في كثير من البقاع داخل مصر وخارجها، نحن أمام بذور للفتنة ما كان يجب أن تكون، سوف نفاجأ مستقبلا بأننا أمام مرشح رئاسي للقبائل العربية، بالتالي سوف يكون هناك مرشح للقبائل النوبية، ثم القبائل السيناوية".

وشدد: "هناك مجتمعات خرجت فيها هذه الظواهر على السطح في صورة نيران ومواجهات حامية الوطيس، لم تكن مصر ذات يوم لا من هؤلاء ولا هؤلاء، أما أن يرى البعض أننا في مرحلة شبه الدولة (تعبير استخدمه السيسي من قبل خلال إحدى لقاءاته)، أو مرحلة من التبعية البدوية، يجوز خلالها ما لم يكن جائزا في أي من العصور، فهو أمر في حاجة إلى إعادة نظر رسمية وشعبية فى آن واحد".

ويعد اتحاد القبائل العربية هو التجربة الأولى في تاريخ الدولة المصرية المعاصر، التي سمح فيها النظام للقبائل بتشكيل مجموعات سياسية ومسلحة منظمة لها تمركزات على الأرض وقيادات من القبائل ومعدات عسكرية من سيارات وأسلحة مختلفة وأعلام وشعارات، تحارب إلى جانب الجيش في مواجهة الخصوم.

الأمر استنفر سياسيين بارزين منهم مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير فرغلي طه، الذي كتب عبر حسابه بـ "فيسبوك" قائلا: "الأمر يدعو للقلق والتساؤل بسبب   تزايد التركيز  أخيرا على تشكيل اتحاد قبائل عربية ، مع أنهم أبناء سيناء وأبناء وطن واحد هو مصر ، وعلى ترفيع أفراد من القبائل لدرجة تولى أمور  في الدولة هي من صميم مسؤولية المؤسسات وليس الأفراد".

وتابع: "الحديث عن سيادة سيناء لا مبرر له، لأنه حديث يؤكد المؤكد بلا سبب، تماما كأن يقول محافظة القاهرة أرض مصرية، مع فارق الموقع الجغرافي".

لافتا إلى أن هذا الحديث له علاقة بجيران سيناء (الاحتلال الإسرائيلي) وأفعالهم ومخططاتهم، وهو حديث مريب يدعو كل مصري وطني في مؤسسات الدولة أن ينتبه ويحذر ويحافظ على سيادة سيناء بالفعل.

فيما عد الكاتب المصري محمد الجندي "اتحاد القبائل العربية" خطوة غير مبررة وشائكة ولها كثير من المحاذير وتفتح الباب لتشكيل اتحادات مماثلة تقسم المجتمع المصري.

واستغرب عبر حسابه بـ "فيسبوك" من وجود رئيس للاتحاد ونواب للرئيس ومجلس رئاسي ومتحدث رسمي ولجان وانتخابات.

أما الكاتب تامر شيرين شوقي فتساءل: كيف تمت الموافقة على هذا وأين أجهزة الدولة والمؤسسة الأهم من هذا التصرف غير المسبوق منذ أن وحد مينا القطرين سنة 3200 قبل الميلاد مؤسسا الأسرة الحاكمة الأولى وأول دولة مركزية في التاريخ!".

وتابع: "لا أعلم هل لا يتعلمون من تجربة حميدتي في السودان؟ فاغنر في روسيا؟ مليشيات الحشد الشعبي في العراق؟".

أمير الحرب 

تلك المخاوف في مصر من تدشين "اتحاد القبائل" ليست عابرة أو ظنية، ففي 28 سبتمبر/أيلول 2018، كشفت وكالة أسوشيتد برس، أن الجيش المصري سلح "اتحاد القبائل" من أجل حرب تنظيم الدولة، بعد سنوات من القتال المرير بينهما.

وقالت الوكالة الأميركية، إن الجيش سلح عناصر القبائل وجعلهم يسيرون دوريات، واستخدمهم في عمليات ضد المسلحين بعمق جزيرة سيناء، وذلك على غرار تجربة "الصحوات" التي ظهرت بعد اندلاع القتال الطائفي في العراق عام 2006.

وصرحت أليسون ماكمانوس مديرة قسم الأبحاث في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة، لأسوشتيد برس، أن الجيش يستفيد من إلمام هؤلاء البدو بطبيعة الأرض والمعلومات الاستخباراتية المحلية، وهذا مكمن قوتهم.

على الصعيد التنظيمي يقود اتحاد القبائل، رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني. المثير أن "العرجاني" كان معتقلا لدى الأمن المصري حتى 13 يوليو/تموز 2010، بتهمة احتجاز ضباط وجنود على حدود مصر الشرقية خلال فترة الصراع بين البدو والشرطة، بسبب دوره في تهريب بضائع وسلاح، عبر الأنفاق.

لكنه تحول بين يوم وليلة، عقب انقلاب السيسي عام 2013 إلى حليف للجيش والنظام.

حتى إنه في 13 مايو 2014 حرص السيسي على لقاء "العرجاني" ضمن مجموعة من أفراد قبائل سيناء، وظهر في صورة نشرتها وسائل الإعلام وهو يبحث معه ملفات خاصة بالأزمة السيناوية.

كما التقاه السيسي مرة أخرى في 15 يوليو 2021 خلال اجتماعه مع رجال أعمال، وعينه سفيرا من سفراء مبادرة "حياة كريمة"، بحضور رئيس المخابرات العامة عباس كامل. 

وبات العرجاني (الذي يعد حاليا من أكبر أمراء الحرب في مصر)، واتحاد القبائل يلعبون دورا أكبر من مجرد القتال وتقديم الدعم في العمليات العسكرية في سيناء.

إذ ضمن دوره في الوساطة من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد معركة "سيف القدس" خلال عام 2020.

فقد أوعز نظام السيسي للعرجاني بإرسال معدات شركته لإعادة إعمار القطاع.

ومن هنا فإن امتدادات العرجاني واتحاد القبائل تتوسع وتنذر أن تلك القوة ليست مجرد مجموعة صغيرة محكومة، وإنما مليشيا مسلحة قامت في سيناء بما لم يستطعه الجيش، وقد تصبح نموذجا مصغرا لقوة بدأت مماثلة وهي الدعم السريع في السودان.

حالات سابقة

ما أشبه الليلة بالبارحة فالسيسي وهو يدشن اتحاد القبائل العربية، ومن قبله اتحاد قبائل سيناء في حربه ضد المسلحين، يبدو أنه كان يمشي على نسق الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

ففي عام 2005 بعد انتهاء حرب جنوب السودان، انفجرت أزمة دارفور، أو ما يطلق عليها "حرب الغوريلا".

 وقتها احتاج البشير وقواته المسلحة إلى قوات مساندة لمكافحة التمرد، فأنشأت قوات شعبية من بعض القبائل الموالية للدولة لمكافحة التمرد، واشتهرت هذه القوات عالميا باسم قوات الجنجويد.

وكانت الجنجويد في بدايتها جماعة مسلحة في دارفور (غرب السودان)، تنتمي إلى العشائر العربية، وتحديدا قبيلة "الرزيقات" المقيمة هناك منذ أمد بعيد.

استطاعت "الجنجويد" حينها تدمير الحركات المتمردة، واستعادة كل الأراضي التي سيطروا عليها، تماما كما فعل اتحاد قبائل سيناء في مصر.

لكن كانت التكلفة باهظة، وتورطت هذه المليشيات التي تعمل بإشراف الدولة في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، وهو الأمر الذي تسبب في إحالة ملف دارفور إلى "محكمة الجنايات الدولية"، ومنها تم استصدار أمر توقيف بحق الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

وبالنظر إلى خشية البشير من فقدان السيطرة على تلك القوة التي أصبحت هائلة ومرعبة، ضمها للحكومة السودانية تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وأصبحت تحت مسماها الحالي "الدعم السريع".

وبعد سقوط البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019، لعبت هذه القوة دورا محوريا في ترتيب العملية السياسية في السودان.

وأصبح قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو بمثابة الرجل الثاني بعد قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان. 

واستمر الحال في تذبذب مستمر، حتى اندلع القتال المستعر بين الجيش و"الدعم السريع" في 15 أبريل/ نيسان 2023. 

أما "الدعم السريع" التي يواجهها الجيش، والتي هي تطور لمليشيا "الجنجويد"، ليست قوة عادية بعد أن تعاظمت.

فقد أصبحت قوة موازية للجيش النظامي، تعدادها يصل إلى 100 ألف مقاتل مجهزين بأسلحة حديثة.

والمشكلة الأكثر تعقيدا أن دورها الإقليمي عابر للحدود، ولها تقاطعات إقليمية وتحالفات خاصة، وتدخلات خارجية نافذة في العديد من البلدان، أبرزها اليمن وليبيا وتشاد وهددت أمن قطر إبان الحصار الخليجي عام 2017.

واليوم أصبحت قوة خطيرة على السودان كدولة، بعد حشدها الحشود وإرسال القوات لإشعال الخرطوم والانقلاب الكامل على الجيش والسلطة الحالية.

وإقرار ما أطلق عليه مستشار حميدتي، أحمد عابدين، خلال تصريح إعلامي في 19 أبريل 2023، "نحن أمام دولة جديدة وسودان جديد".

جمهورية القبائل 

وتعليقا على المشهد، قال الباحث السيناوي عادل رضوان إن "ما يفعله السيسي على مدار 10 سنوات في سيناء، جريمة ستدفع ثمنها الأجيال اللاحقة، فنستطيع القول إنه أخرج سيناء من مركزية الدولة وفاعليتها إلى عصر القبائل بما فيه من تنافس وفرقة". 

وأضاف لـ"الاستقلال": "كل من يعيش وسط قبائل سيناء وأنا منهم ومن أبنائهم يعلم حجم التنافس وأحيانا الكراهية بين بعض القبائل، وأن توحيدهم تحت كيان واحد ما هو إلا محاولة لاستغلالهم في معارك وصدامات قادمة سيدفعون ثمنها". 

ومضى رضوان يقول: "هناك أطماع إسرائيلية قديمة في سيناء، ولنعد إلى عام 1968 عندما احتلت سيناء، وقتها عقد مؤتمر (الحسنة) الشهير، الذي أقامته السلطات الإسرائيلية لقبائل سيناء، وكان هدفه الأساسي إعلان استقلالهم بالإقليم وإعلانه دولة مستقلة منفصلة عن مصر". 

وتابع: "وقتها كان موشيه ديان (وزير الدفاع الإسرائيلي) حاضرا، لكن الجميع اصطدموا بالشيخ سالم الهرش (رحمه الله) شيخ قبيلة البياضية، الذي أعلن وقتها أن سيناء مصرية وقطعة من مصر، ولم يرض بديلا عن مصر، وواجههم قائلا: (ما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل) سيناء مصرية، لا نملك فيها شبرا يمكننا التفريط فيه".

لكن “اليوم لا يوجد الشيخ سالم، والعرجاني ليس كسالم بل هو أقرب لحميدتي، ويمكننا أن نرى مستقبلا دعوات انفصالية، أو حربا أهلية بين القبائل، أو صداما ضخما بين النظام والقبائل، فلا أعلم أي شيطان مثل للنظام هذه الفكرة الجنونية”، يختم الباحث السيناوي.