انسحاب الإمارات من اليمن.. صفقة خروج آمن أم إفلات من المحاسبة؟

شدوى الصلاح | منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في مشهد يعكس تحوّلًا جذريًا في مسار التحالفات داخل الحرب اليمنية، كشفت تطورات متسارعة عن تصدع غير مسبوق في العلاقة بين السعودية والإمارات، بعدما أعلن التحالف العربي قصف شحنات أسلحة وعربات قتالية وصلت من أبو ظبي إلى ميناء المكلا، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل أكثر من عقد.

التصعيد لم يتوقف عند الضربة العسكرية، بل تلاه قرار يمني رسمي بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، أعقبه إعلان أبو ظبي سحب قواتها المتبقية من الأراضي اليمنية، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع، تتجاوز الخلافات المكتومة إلى مواجهة سياسية وأمنية مكشوفة حول النفوذ ووحدة اليمن وأمن المنطقة.

وللمرة الأولى، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن في 30 ديسمبر/كانون الأول 2025، أنّه نفذ "عملية عسكرية محدودة" استهدفت أسلحة وعربات قتالية قادمة من الإمارات بميناء المكلا في محافظة حضرموت التي سيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي أخيرا.

ومنذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تشكلان نحو نصف مساحة اليمن (حوالي 555 ألف كيلومتر مربع)، وترفض دعوات محلية وإقليمية للانسحاب.

وقال متحدث قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن" اللواء السعودي تركي المالكي: إن "العملية جاءت استنادا لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني (رشاد العليمي) لقوات التحالف باتخاذ التدابير العسكرية كافة اللازمة لحماية المدنيين في محافظتي حضرموت والمهرة".

وذكر أن "طاقم السفينتين عطّل أنظمة التتبع وأنزل كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية بميناء المكلا لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظتي حضرموت والمهرة، بهدف تأجيج الصراع، مما يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة والوصول لحل سلمي".

ورأى المالكي أن قصف الأسلحة "جاء لما تشكله من خطورة وتصعيد يهدد الأمن والاستقرار، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وبما يكفل عدم حدوث أضرار جانبية".

وكشفا لتفاصيل القصف السعودي للسفينتين، بثّ المالكي صورا توثق العملية العسكرية التي نفذتها في ميناء المكلا. موضحا أن السفينتين دخلتا ميناء المكلا مخالفة للإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، ودون تصريح دخول من الحكومة اليمنية أو قيادة التحالف، كما أغلقتا جهاز التتبع والتعريف قبل دخول المياه الإقليمية اليمنية.

وأضاف في سلسلة تغريدات على منصة إكس مساء الثلاثاء، أنه خلال دخول السفينتين تم إغلاق الميناء، وإخراج العاملين والموظفين المحليين كافة، وبعد وصول السفينتين اتضح أنهما تحملان أكثر من 80 عربة، إضافة لعدد من الحاويات المحملة بالأسلحة والذخائر.

وقال المالكي: "رغم أنه تم إبلاغهم قام الجانب الإماراتي الشقيق -دون إبلاغ المملكة- بنقل العربات والحاويات إلى قاعدة الريان الموجود بها ما لا يتجاوز 10 عناصر إماراتية إضافة إلى قوات مشاركة في التصعيد".

وأوضح المتحدث أنه تم إبلاغ الجانب الإماراتي أن تلك الممارسات التصعيدية الهادفة لتغذية الصراع غير مقبولة ويجب إعادة الشحنة للميناء، وتمت إعادة العربات إلى الميناء وإبقاء حاويات الأسلحة في قاعدة الريان، وخلال ذلك توفرت معلومات مؤكدة لدى قيادة قوات التحالف أنه سيتم نقلها وتوزيعها على عدة مواقع في وادي وصحراء حضرموت، مما سيتسبب في زيادة التصعيد. وفق تعبير البيان.

وبدوره، أكد رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، أنه لم يتوانَ عن مواجهة التهديدات الإرهابية. مضيفا أن "الانتقالي" لم يستجب لدعواتهم لحل الخلافات واتخاذ القرارات المناسبة. مشيرا إلى أن شحن الأسلحة بسفينتين من الفجيرة بالإمارات إلى "الانتقالي" يمثل تصعيدًا خطيرًا.

وأعلن في كلمة متلفزة إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، مطالبًا القوات الإماراتية بالخروج من الأراضي اليمنية، وأوضح أن "دور الإمارات أصبح موجها ضد أبناء الشعب اليمني". داعياً القوات الإماراتية لمغادرة البلاد خلال 24 ساعة.

كما أشار العليمي إلى فرض حظر جوي وبحري وبري لمدة 72 ساعة، مع الإعلان عن حالة الطوارئ في اليمن لمدة 90 يومًا قابلة للتمديد، مع استثناء ما يصدر من التحالف من هذا الحظر.

وبعد ساعات من منح التحالف الذي تقوده السعودية مهلة لأبوظبي لسحب قواتها ومنسوبيها من الأراضي اليمنية، على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة في جنوب اليمن، قالت وزارة الدفاع الإماراتية: إن إنهاء مهام "فرق مكافحة الإرهاب" يأتي "بما يضمن سلامة العناصر"، وبما ينسجم مع التزامات الدولة ودورها في دعم أمن واستقرار المنطقة. 

وأوضحت في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات اليوم الثلاثاء (30 ديسمبر/ كانون أول) أن هذه القوات كانت آخر وحدات عسكرية إماراتية متبقية في اليمن بعد تقليص الوجود العسكري منذ عام 2019.

وتباينت ردود فعل الناشطين على منصات التواصل مع الأحداث، بداية من إعلان التحالف استهداف سفينتين وصولا لانسحاب الإمارات؛ إذ برزت الحفاوة بإعلان الإمارات انسحابها، فيما تحفظ آخرون على إبداء هذه الحفاوة والتعامل مع السعودية كطرف مناصر لليمن.

وحذروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #اليمن، #جنوب_اليمن، #الانتقالي، #انسحاب_الإمارات_من_اليمن، من أن انسحاب الإمارات الآني من اليمن قد يكون تكتيكا لإعادة التموضع، فيما طالبها آخرون بالخروج الفعلي وسحب كامل قواتها ووقف مخططاتها التخريبية.

وقدم ناشطون تحليلات وقراءات للمشهد وخروج الخلاف بين السعودية والإمارات خارج الكواليس بسبب اليمن، مسلطين الضوء على دور الإمارات التخريبي في اليمن ومساعيها لتقسيمه.

دولة الجنوب

وفي تحليل للأحداث، قال الباحث لقاء مكي: إن الوضع في جنوب اليمن أكبر من مجرد خلاف الشرعية مع المجلس الانتقالي. 

وأكد أن ما يجرى هناك هو جزء من ترتيب الشرق الأوسط الجديد. تأسيس دولة الجنوب العربي المتحالفة مع إسرائيل. هذه الدولة ستكون تهديدا للسعودية وعين إسرائيل في المنطقة. 

وأشار مكي إلى أن السعودية عادة تتصرف بصبر كبير، وذهابها إلى استخدام خيار عسكري وخطاب سياسي حاد، يعني أن الأمر بلغ فعلا مرحلة خطيرة.

وتحدث هيثم هلال عن محاولات تقسيم اليمن إلى شمال (يسيطر على الحوثي المدعوم من إيران) وجنوب (يسيطر على قوات انفصالية مدعومة من الإمارات)!

ووصف ما يحدث بين الإمارات والسعودية بأنه تطور تاريخي خطير؛ إذ قصفت السعودية شحنة أسلحة إماراتية على متن سفينتين خرجت من ميناء الفجيرة واتجهت على ميناء المكلا في جنوب اليمن، ولأول مرة تعلن بشكل رسمي ضربها لشحنة الأسلحة.

ولفت إلى أن السعودية حذرت من أن ما يحدث يهدد أمنها القومي وستتخذ كل الإجراءات التي تحفظ أمنها، وأنها ترفض تكرار ما حدث في الشمال.

وقال هلال: إن أشقاء الأمس في تحالف واحد ضد الحوثيين هما طرفا صراع اليوم، أحدهما (الإمارات) يدعم ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الراغب في الانفصال عن اليمن بعدما سيطر على محافظتي الجنوب حضرموت والمهرة.. والثاني (السعودية) ترفض وتحارب محاولات الانفصال على يد المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال المحامي الكويتي ناصر الدويلة: "تتدحرج كرة الثلج في جنوب اليمن وتتصادم مصالح القوتين المهيمنتين على مسرح العمليات في اليمن؛ فالسعودية دخلت اليمن وفق إستراتيجية مختلفة مع الإمارات وكنت أعرف أن نقطة الاصطدام ستحدث في وقت ما وها نحن قد أصبحنا على خلاف تجاوز التصريحات إلى ضرب بالطائرات وسط ذهول الأصدقاء وشماتة الأعداء".

وحث الكويت وقطر وعمان على بذل كل المساعي لمنع تدهور الأوضاع إلى أسوأ من ذلك ومنح الحكومة اليمنية الشرعية مجال واسع لبسط سيطرتها على كامل اليمن والشعب اليمني هو الذي يقرر مصيره غير الانتخابات الحرة النزيهة.

واستنكر فهمي الهمياري، حفاوة بعض اليمنيين بموقف السعودية وتناسيهم أنها السبب الرئيس في هذه الأزمة التي يعيشها اليمنيون اليوم، وأنها أول من داست على السيادة اليمنية وسلبت من اليمنيين الكلمة والقرار، نسوا أن السعودية هي أكبر عائق أمام النفير العام".

وقال: "صحيح أنها -السعودية- أخرجت الإمارات من اليمن ولكن ليس حبا فينا ولا خوفا علينا من التقسيم بل هو خلاف على نصيبها من الكعكة"، مضيفا: "نحن لا شيء بالنسبة للسعودية والإمارات سوى لعبة بأيديهم كأحجار الشطرنج.. فلا تفرطوا بالفرحة".

نفاد الصبر

وعن قصف التحالف العربي بقيادة السعودية لميناء المكلا عقب رصد دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة، قال محمود عبدالفتاح الخولي: "كده صبر السعودية بدأ ينفد، من أول ما وزير الدفاع السعودي بدأ يتكلم كان واضح جدا أن صبر السعودية بدأ في النفاد؛ لأن مجرد ما كلام الخارجية يخلص وميطلعوش تصريحات وتتكلم وزارة الدفاع يبقى الدبلوماسية انتهت".

وأضاف: "ده كان التحذير الأول للإمارات، اللي هو إرجع ومرجعش"، موضحا أن التحذير الثاني حين بدأت المليشيات تدخل تعمل مشاكل مع قبائل حضرموت والمهرة، فحركت السعودية طيرانها وضربت حول المعسكرات ومخازن الذخيرة، ولم تستهدفهم مع استطاعتها ضرب المليشيات نفسها بالمعسكرات والمخازن وإنهاء هذه القصة.

وأكد الخولي، أن الإمارات إذ تهورت ستضطر السعودية للرد بشكل عنيف، محذرا من أن بذلك ستصبح هناك مشكلة كبيرة جدا في الخليج.

وأكد الكاتب علاء عواد، أن الضربة السعودية لميناء المكلا لم تكن مجرد عملية "محدودة" ضد أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من سفينتين قادمتين من الإمارات، بل كانت ترجمة عملية لقرار سيادي، ورسالة مكتوبة بالنار بأن جنوب شرق اليمن خرج من دائرة المساومة، والمشاريع المشبوهة تؤكد ذلك.

وأشار إلى أن في التوقيت ذاته، أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، وطالب بخروج قواتها من كامل الأراضي اليمنية خلال أربع وعشرين ساعة.

وجزم عواد بأن هذا التزامن ليس صدفة، بل تناغم سياسي–عسكري يعكس أن القرار لم يُتخذ في لحظة غضب، بل بعد استنفاد مرحلة كاملة من إدارة الخلاف.

رضوخ أم تكتيك؟

وتحت عنوان "للتاريخ..الإمارات رضخت للقصف السعودي وأعلنت إنهاء وجودها العسكري في اليمن"، أكد الكاتب عبده فايد: "هذه هزيمة مروعة وغير مسبوقة للإمارات، لم يتخيل أحد حتى قبل ساعات أن تصاب الإمارات بتلك الضربة القاصمة لنفوذها". 

وأضاف: "لمن لا يعلم.. اليمن هو أهم استثمار خارجي للإمارات.. عشر سنوات من الحرب على صنعاء ومئات المليارات المدفوعة لإنشاء مليشيات موالية لها في جنوب اليمن.. واستقدام مرتزقة كولومبيين وعشرة آلاف من عناصر الدعم السريع.. كل ذلك انكشف خلال ساعات".

وتوقع فايد أن مع كل ذلك سيبدأ انهيار المشروع الاستعماري الإماراتي الذي يقوم على الهيمنة على جنوب البحر الأحمر انطلاقا من سواحل عدن. مشيرا إلى أن "حكام الإمارات قالوا إن الانسحاب من اليمن بمحض إرادتهم، لكنها كذبة بالتأكيد لحفظ ماء الوجه، الآن أصبح كل شيء واضح".

وأكد أن السعودية نالت الضوء الأخضر الأميركي لتصفية الوجود الإماراتي.. ومن ثم انطلقت العملية العسكرية السعودية ضد عصابات الانفصال الجنوبي.

ورأى أن أبو ظبي أخطأت حينما ظنت أن العدو العبري سوف يكفل لها مكانة أكبر في دوائر صنع القرار الأميركي، أكبر من النفوذ السعودي، وخسرت الإمارات بعد دفع 1.2 تريليون دولار لترامب، كلها ذهبت سدى.

وأضاف: "لم يحسب آل زايد حساب أن الأميركيين يميلون تاريخيا للسعودية كقوة شرطية موثوقة لحفظ الترتيبات الأمنية في الخليج منذ الستينيات على وجه أدق، وخانتهم الطفرة النفطية للعب أدوار لا يمكن لهم القيام بها..وخسارتهم بدأت من واشنطن وليس من الخليج".

وحذر فايد قائلا: "الإمارات ربما تنسحب تكتيكيا بعد خسارة المعركة مع السعودية.. لكن عدد القوات الإماراتية في اليمن لا يتجاوز بضع مئات في سقطرى وعدن وأبين وشبوة..وبالتأكيد سوف تسحبهم الإمارات، لكنها سوف تبقى في الأغلب على شبكات الدعم لحلفائها الانفصاليين في جنوب اليمن، مع البحث عن مسارات تهريب أوسع من الشواطئ الإماراتية".

وقال أبو راشد: إن من يعرف شيطان العرب -في إشارة إلى محمد بن زايد- يعرف أنه لن يخرج بهذه السهولة، فكيف وهو أداة بيد الصهاينة.

وأكد قيس عبدالرحمن الصلاحي، أن انسحاب الإمارات من المشهد اليمني عسكريا وسياسيا لا يعني أنها خسرت نفوذها بشكل كلي في اليمن وعلى وجه الخصوص في جنوب اليمن، ولكن سيكون لها وجود نسبي وستواصل دعمها لمليشياتها وأدواتها التي تحقق مصالحها وسيكون ذلك بطريقة غير مباشرة.

وعد أديب صلاح انسحاب الإمارات بلا محاسبة، نهبٌ موثّق وخروج آمن للعدوان، مؤكدا أنه ليس مكسبًا للشعب اليمني، بل هو صفقة خروج آمن بعد عشر سنوات من النهب والتدمير.

وقال: إن الانسحاب الذي لا يسبقه اعتراف، ولا يرافقه تعويض، ولا يتبعه مسار محاسبة، ليس سلامًا، بل إفلاتًا رسميًا من العقاب.

وكتب المفكر السوداني تاج السر عثمان: “أسرع إنهاء وجود عسكري في التاريخ!

مهلة 24 ساعة ؟! لا داعي… تم الإخلاء خلال 8 ساعات فقط.. سرعة استجابة خارقة، مسافة الطريق لا أكثر، إنجاز يستحق دخول موسوعة غينيس كأسرع عملية إجلاء عسكري".

وسخر قائلا: "أنا لو أردت أنقل من بيت إلى بيت آخر أحتاج 30 ساعة على الأقل".

وتهكم عادل الحسني، قائلا: "بعد أن صنعت عشرات المليشيات، ولا تزال تدعمها بالمال والسلاح، تُعلن انسحابها من اليمن، والحقيقة أن المطلوب ليس إعلانًا إعلاميًا، بل رفع يدها كليًا عن دعم العصابات المسلحة، وتمويل الإرهاب، وصناعة الفوضى، ولا شكّ أنها، رغم كل التصريحات، ستستمر".

إمارة الشر

وهجوما على الإمارات واستنكارا لسياساتها التخريبية والتدميرية والتقسيمية في المنطقة، قال الكاتب سعيد الحاج: إن المشكلة مع النظام الإماراتي ليست مجرد خلاف سياسي أو تضارب في المصالح والأفكار والتوجهات، فهذا مما يحصل مع الجميع. 

وأوضح أن مشكلة النظام في الإمارات أنه تبنى نهجا ضارا بل تدميريا في مجمل المنطقة، لا يمكن أن تلمس فيه حتى مصلحة ذاتية ضيقة، وإنما خدمة مشاريع خارجية أهمها وفي مقدمتها دولة الكيان. 

وأشار الحاج إلى دور الإمارات في تقسيم الدول، ودعم مشاريع الانفصال، وتشجيع الحروب الأهلية، ومحاربة الإسلاميين، والتضييق على المقاومة، والتعاون العسكري والأمني (وليس مجرد التطبيع) مع الاحتلال، وصولا للتحريض على المسلمين العاديين في الغرب.

وأكد أن كلها مسارات إضرار وإفساد وتدمير، ليس فيها رائحة المصلحة الإماراتية الذاتية، وإنما خدمة الكيان في المقام الأول. 

ورأى الحاج أن من الجيد أن يصحو الكثيرون اليوم على ملامح هذا الخطر بعد أن وصلهم أو اقترب منهم أو ارتفع - من وجهة نظرهم - حرج نقد هذه السياسات. 

وقال: "أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبداً، على أن يكون ذلك قناعة راسخة لا مناورة مؤقتة لا تلبث أن تنقلب لاحقا إذا تغيرت مواقف بعض الدول والأطراف منها".  

وأكد أن أولئك المصرّين على الاستمرار في الغي والتطبيل والارتزاق فوضعهم أصعب من أن يشرح وأقل من أن يحاور وأيأس من أن يؤمل تغييره.

ورأت أميرة عبد الفتوح، أن الوقت قد حان للوقوف في وجه إمارة الشر التي تريد تقسيم الدول العربية بسكين صهيوني، من اليمن إلى السودان إلى الصومال والحبل على الجرار.

وأوضح مدير مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، أن تشغيل الجماعات الإرهابية، ودعم الحوثيين، والدفع بقوات المجلس الانتقالي للتمرد، وتشجيع مجموعات من العمالقة وحراس الجمهورية على المواجهة، وتمويل تجار السلاح والمخدرات والقراصنة للقيام بأعمال فوضى، كلها ملفات قد تلعب فيها أبوظبي في حال قررت اللعب من الخلف، وعدم تقييم الأخطاء!

وأضاف: "كما أن الإمارات قد تخلق مع إسرائيل تحالفا عسكريا في البحر الأحمر، وتصنع مع الهند تحالفا آخر في بحر العرب، ليكون مظلة لها في تهريب الأسلحة ودعم مليشياتها في اليمن".

ورأى الناشط تامر قديح، أن الإمارات نجحت في شيء واحد لم تستطع أي دولة عربية فعله من قبل وهو أنها جمعت معظم الشعوب العربية على عدائها وذلك بسبب سياستها القائمة على التدخل في شؤون الآخرين.

وأشار إلى أن الإمارات تدخلت بنهج تقسيمي وتدميري في اليمن والسودان والصومال وليبيا وسوريا وغزة وكانت السبب الأكبر في حصار قطر.