"ذهبية ضد التنمر".. حفاوة بانتصار الملاكمة الجزائرية رغم حملات التشويه

3 months ago

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على منصة "إكس"، بتتويج الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، بذهبية وزن الوسط "66 كلغ" للسيدات في دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"، في النهائي على الصينية يانغ ليو، خلال النزال الذي أقيم بمجمع رولان غاروس.

البطلة الجزائرية إيمان خليف (25 عاما) استطاعت في 9 أغسطس/آب 2024 الفوز على نظيرتها الصينية بطلة العالم بـ3 جولات متتالية، بإجماع الحكام، لتظفر بالميدالية الذهبية الأولى في تاريخ الملاكمة النسائية الجزائرية.

وأهدت إيمان، بلادها ثاني ميدالية ذهبية في باريس، بعد الذهبية الأولى التي فازت بها لاعبة الجمباز كيليا نمور، على الجهاز المتوازي مختلف الارتفاعات ضمن منافسات الجمباز الفني.

وجاء فوز إيمان بعد تعرضها لحملة إساءة وتشويه غير مسبوقة شنتها شخصيات وصحف عالمية ومسؤولون سياسيون كبار، شككوا في هويتها الجنسية، وتزايدت حدة الهجوم عليها عقب فوزها بجدارة في نزالها الأول ضد الإيطالية أنجيلا كاريني بعد 46 ثانية فقط من بداية النزال.

وتقدم حملات الإساءة لإيمان، مالك منصة "إكس" إيلون ماسك، عقب فوزها على الملاكمة الإيطالية، وشارك فيها الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، ووعد بأنه "سيستبعد الرجال من منافسات النساء" إذا تم انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

كما انخرطت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في حملة الإساءة ضد اللاعبة الجزائرية عبر الإيهام بأن المنافسة كانت غير عادلة، فيما استخدم الوزير المتطرف ماتيو سالفيني، صيغة الضمير المذكر في وصف إيمان في تلميح إلى اتهامها بأنها "متحولة جنسيا".

حفاوة وترحيب

من جانبها، نددت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، بحملات التشويه التي استهدفت إيمان ووصفتها بأنها "تصرف غير أخلاقي ودعاية باطلة"، وأكدت أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لحمايتها.

وغرد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، قائلا: "كلنا فخر واعتزاز بكِ، أيتها البطلة الأولمبية إيمان.. انتصارك اليوم هو انتصار الجزائر وذهبك ذهب الجزائر.. شكرا لكِ إيمان خليف".

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #إيمان_خليف، #الجزائر، #اولمبياد_باريس، وغيرها، عن سعادتهم بفوز الملاكمة الجزائرية بكل عزيمة وجدارة واستحقاق، وعدو فوزها صفعة لكل من أساء لها وشهر بها.

ونددوا بـ"التكالب العالمي الممنهج ضدها".

وتحت عنوان "إنها العدالة الإلهية.. وأغلى ذهبية في تاريخ الأولمبياد"، قال الإعلامي حفيظ دراجي: "لا ترامب ولا إيلون ماسك ولا ميلوني، ولا الاتحاد الدولي للملاكمة، ولا الملاكمات الإيطالية والمجرية والتايلندية، ولا حتى بطلة العالم الصينية، ولا كل المتنمرين والحاقدين من السياسيين والرياضيين والمشاهير.. بل إيمان الجزائرية هي التي تفوقت على الجميع بفضل من الله ثم بجهدها وصبرها وثباتها..".

وعرض الإعلامي الجزائري أحمد حفصي، صورة الفائزة الأولمبية وهي تقبل الميدالية الذهبية، وعلق بالقول: "سيداتي سادتي.. الجزائر تنتصر كالعادة"، مؤكدا أن "العزاء علامة مسجلة في عدة عواصم".

وقال الصحفي سامي كليب، إنها “بطلة شرفّت بلادها والعرب، تعبت طيلة حياتها لتصبح أهم ملاكمة عالمية، أمضت أياما وليالي تتدرب وتتصبب عرقا وجهدا”، مستنكرا أن "بعد هذا العناء يأتي متخلفون يتهمونها بأنها رجل".

ودعا البطلة "ألا تنظر إلى الخلف، لأن هؤلاء يحبون الفاشلين ويحسدون الرابحين، يسكنهم الحقد والعنصرية، بينما هي سليلة بلاد كانت فيها المرأة صنو الرجل في مقاومة المستعمر".

وعرض الصحفي راشد لبيب، مقطع فيديو يوثق لحظة تتويج البطلة الجزائرية بالميدالية الذهبية بالألعاب الأولمبية متحدية بذلك كل العالم بعد الحملة المسعورة التي شنت ضدها، مباركا للجزائر التي حققت أفضل مشاركة عربية في الأولمبياد بميداليتين ذهبيتين.

وقال محمد ماجد العنابي، إن "الذهب للذهب رغما عن أنف النفاق الغربي الذي قدّم لنا حفلا افتتاحيا ماسخا، وفي الوقت نفسه أراد أن يحرم امرأة عربية/مسلمة بطلة اسمها إيمان خليف من حقها الطبيعي في المشاركة والفوز".

وأضاف أن "هذا الغرب كذاّب ولا أسخف منه إلّا مروجوه لنا من العرب".

صمود وعزيمة

وتسليطا للضوء على الحياة الشخصية للملاكمة الجزائرية وإشادة بعزيمتها وصمودها، أشار الأكاديمي طارق الأحمري، إلى أن "إيمان من طفلة تبيع الخبز، إلى امرأة رياضية يحاربها الإعلام الدولي، إلى الأذى النفسي التي مرت به، استمرت رغم كل ذلك وحققت ميدالية ذهبية هي الأولى في حياتها".

وقال الأحمري، إن "قصة إيمان عميقة هي لم تهزم أحد في الحلبة فقط، بل هزمت كل شخص ضعيف لم يقاتل من أجل حلمه!".

وأشار الحاج العثماني، إلى أن إيمان "تحولت من بائعة خبز في الشارع إلى بطلة أولمبية تكلم عنها كل العالم".

وأشاد إبراهيم مجذوب علي، بصمود البطلة الجزائرية "بكل عزيمة وإرادة أمام كل من حاربها حتى أسكتتهم جميعا"، مقدما الشكر لها على "لحظات الفخر التي عاشها معها العرب".

وأعرب الصحفي فضل عرابي، عن سعادته بفوز إيمان، مشيرا إلى أن عزيمتها "لم تنكسر رغم كل ما حدث ورغم كل القذارة، لكن توجت بالذهب لأنها امرأة بمليار رجل".

وعبر شريف رمزي، عن فخره بالبطلة الجزائرية، مشيرا إلى أن "ما واجهته من اتهامات وهجوم من وسائل الإعلام التي اتهمتها بأنها رجل متحول بسبب قسماتها كفيل بإحباط وكسر عزيمة أي شخص يخوض المسابقات". 

وأكد أن إيمان "كافحت وقاومت وانتصرت لتفوز بالذهب"، ووصفها بأنها "امرأة ذهبية"، مباركا فوزها.

وأكد علي سعيد، أن إيمان "تحدت العالم من أجل الذهب فخضع لها"، مضيفا أن البطلة الجزائرية "مثال للعزيمة والإصرار".

وأوضح أحد المدونين، أن إيمان خليف تربت فقيرة ولكنها تعبت وكدت وباعت الخبز في الطريق وكذلك البلاستيك، حتى وصلت وشرفت الجزائر أحسن تشريف في باريس.

مجابهة للتنمر

وتأكيدا على أن فوز اللاعبة الجزائرية بالذهبية بمثابة مجابهة وتصدي للتمييز العنصري، باركت الإعلامية سمر جراح، فوزها وعدته “انتصارا على التنمر والعنصرية”.

وكتب الكاتب قيس الأسطى: "إنجاز كبير أن ترفع علم بلدك بأكبر المحافل الدولية، والأكبر أن تتحمل التنمر والاستهزاء بشخصك وتحول هذا الأمر لحافز للوصول إلى الهدف".

ووصف أحد المغردين الميدالية التي توجت بها اللاعبة الجزائرية بأنها "ذهبية ضد التنمر".

وعد الباحث في الاقتصاد السياسي حسان قباني، إيمان "درسا في العزيمة والمثابرة وتحدي الإحباط والتنمر"، مشيرا إلى أنها "قدمت درسا لكل العالم خلاصته أن العزيمة والتحدي سر نجاح أي إنسان وفي أي مجال".

وقالت المغردة صوفيانا، إن فوز إيمان بالميدالية الذهبية "هو انتصار لكل من واجه التنمر والعنصرية"، مضيفة أن إنجازها يثبت أن "القوة الحقيقية تكمن في عزيمة الروح وإرادة التغيير". 

وخاطبت البطلة الأولمبية قائلة: "أنت قدوة لكل محارب من أجل العدالة والكرامة.. فخر لا يوصف لك ولكل حرائر الجزائر".

وكتب أحد المغردين: "رغم حالات التنمر التي تعرضت لها الملاكمة الجزائرية من الإعلام الغربي والساسة الغربيين ومنهم ترامب.. إلا أنها استطاعت أن تنتزع الميدالية الذهبية من براثن التنين".

ورأى محمد أبو صفوان، أن البطلة "عالجت كل المرضى النفسيين عبر العالم وأعادت التربية للرئيس السابق ترامب وماسك والشمطاء الإيطالية وأعطت درسا في مكافحة التنمر والعنصرية".

الشارع يحتفل

وعرض ناشطون مقاطع فيديو توثق فرحة الشارع الجزائري بالفوز وحفاوة منافسيها الآسيويين بها، وأخرى للحظة تهنئة الرئيس الجزائري للبطلة.