"من لم يؤدبه الزمن يؤدبه اليمن”.. تفاعل واسع مع ضرب مسيرة في عمق إسرائيل

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون على منصة إكس عن سعادتهم بإقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل شخص وإصابة 10 آخرين، جراء ضربة حوثية بطائرة مسيرة  مفخخة استهدفت "تل أبيب" قرب مبنى القنصلية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح 19 يوليو/تموز 2024.

المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، أقر بأن المسيرة التي ضربت تل أبيب، أُطلقت من اليمن، فيما نقلت صحيفة كالكاليست العبرية عن مصدر كبير في الجيش قوله إن ضربة المسيّرة اليمنية تعد بمثابة “السابع من أكتوبر/تشرين الأول لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي”.

وأفادت تقديرات إسرائيلية بأن الطائرة المسيرة قطعت نحو 2000 كيلومتر، وسلكت مسارات جديدة لتضليل أنظمة الرصد التابعة للجيش، وتم تصميم رأس الطائرة الحربي الذي يزن بضعة كيلوغرامات بما يتلاءم مع رحلة طويلة متوقعة.

من جانبها، أعلنت جماعة "الحوثي" اليمنية تنفيذها عملية عسكرية نوعية بطائرة مسيرة جديدة أسمتها "يافا"، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها، مؤكدة على لسان المتحدث العسكري باسم الحوثي يحيى سريع، تحقيق أهدافها بنجاح.

وفي كلمة مصورة، أعلن سريع مدينة تل أبيب  "منطقة غير آمنة وهدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا (...) وسنركز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق".

وأشاد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #اليمن_يؤدب_إسرائيل، بقدرة مسيرة يمنية على الوصول إلى عمق تل أبيب واستهدافها وعدوا ذلك دليلا على فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، صابين جام غضبهم على خذلان الأنظمة العربية وتواطئها مع الاحتلال.

سعادة وحفاوة 

وتفاعلا مع الأحدث، كتب الكاتب رضوان الأخرس، أن مثل هذه الضربات تهز الكيان وتهز أمنه وسياسة ردعه، وتثبت للصهاينة أن (منظومتهم الدفاعية) لا يمكن أن توفر لهم حماية مطلقة ومفتوحة.

من جانبه، ذكر الناشط أدهم أبو سلمية، أن الضجيج الذي أحدثته مسيرة اليمن في تل أبيب لم يوقظ سكان الأبنية المحيطة ولا وحدات التصدّي وحسب، بل كان قنبلة حقيقية في وجه نتنياهو وجيشه.

وقال إن المسيرات التي هي اليوم بمتناول الجميع، متفجرة كانت أم غير متفجرة كفيلة أن تربك القبة الحديدية على الأقل وأن تكلّف الاحتلال مليارات الدولارات لإبطال عملها، وكفيلة أن تقلق الاحتلال حتى آخر لحظة قبل زواله. 

فيما عرض الإعلامي محمد هنية، رسالة طفل فلسطيني يدعى معاذ حازم من مخيمات النزوح بغزة وجهها لليمن، وختمها بتحية عسكرية، قائلا: "أنا ابن يافا التي شهدت اليوم صباحا استثنائيا.. من لم يؤدّبه الزمن.. تؤدّبه اليمن".

ونشر الصحفي أحمد فوزي، مقطع فيديو لمواطن فلسطيني في غزة يصف مشاعر أهل غزة بعد عملية القوات المسلحة اليمنية وقصف تل ابيب بقوله: "احنا في غزة عندنا عيد..".

وقال الصحفي محمد أبو طاقية، إنه على القارئ لعملية المسيرة اليمنية التي ضربت تل أبيب أن يجمع بين المسيرة “يافا” شقيقتها "الهدهد"، وبين جرائم المدارس والمواصي وتهديدات الجميع بأنها لن تمر دون عقاب.

وأكد أن المسيرة فتحت أبوابا جديدة لدفع الثمن من قبل الجبهة الداخلية للاحتلال، كما عقدت حسابات أي مغامرة نحو الشمال.

وعرض الناشط محمد النجار، صورة لفلسطيني يرسم العلم اليمني والعلم الفلسطيني معا على حطام مبني مرفقا بعبارة “إنما الحب اليمن السعيد”.

وكتب: من "يافا" عروس اليمن الطائرة، إلى يافا عروس فلسطين الساحرة، ترنيمة حب عميقة، كُتبت على أجنحة مُسيّرة تجاوزت آلاف الكيلومترات، لترسم لوحة وحدة عربية رَنت لها شعوب المنطقة سنين. 

خذلان عربي

واستنكارا لخذلان الأنظمة العربية لغزة، قال رئيس تحرير موقع وطن “نظام المهداوي”: "هزمهم المشروع الإيراني بنصرة غزة، فيما هم يخوضون معاركهم عبر ذبابهم الإلكتروني، وكأن تغريدة ستمحو الحقائق أو تبدلها وتغير اصطفافهم الصهيوني الواضح".

وأكد أن من أراد أن يحارب المشروع الإيراني فلا يحاربه بتحالف مع عدو هالك لولا أميركا، إنما يحاربه بنصرة غزة وفلسطين.

وتعجب الكاتب أحمد عبدالعزيز، من تسخير حكومات كبرى الدول "السنية" كل إمكاناتها لخدمة العدو الصهيوني إعلاميا واقتصاديا، وتأليب شعوبها ضد جند الله في فلسطين، بينما يقوم ما يسمونهم "الروافض" بدعم وإسناد المقاومة "السنية" في غزة قولا وفعلا، إلى درجة قصف "يافا" المعروفة صهيونيا باسم تل أبيب.

ورأى الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، أن الطائرة المسيرة التي ضربت تل أبيب تؤكد أن الأمة العربية والإسلامية تستطيع الوقوف في وجه أعدائها، وأنها لم تفعل ذلك حتى الآن بسبب بعض الحكام الخونة أو الجهلة أو المرتعشين خشية على كراسيهم.

وأشار الباحث علي أبو رزق، إلى أن الفلسطينيين يعلمون أن صواريخ اليمن لن تحرر فلسطين، وأن مسيّرات اليمن وتصعيد جنوب لبنان لم يوقف الحرب حتى الآن، وأن جبهات اليمن ولبنان مستفيدة شعبيا وإقليميا من هذا التصعيد.

وأكد أنه إن لم تكن هناك أي قيمة لهاتين الساحتين لكفاهما شعور المقاتل الفلسطيني أنه ليس وحيدا في هذه المعركة، وأن ليوسف أخًا وفيًّا واحدًا أو اثنين، سانداه في محنته العظيمة، ولم يكونا في صف باقي إخوته، المتآمرين القتلة.

تداعيات الضربة

وعن تداعيات الضربة، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، إن وصول مسيرة أنصار الله مدينة تل أبيب ربما تشكل انعطافا في الحرب من حيث؛ الأهداف وأهميتها، والوسائل والأدوات وقدرتها، والإجراءات والاستعدادات وتعقيداتها.

وأضاف: "واتساع نسبة المتأثرين في الحرب من حيث عدد المستوطنين، ونوعية المكان وتأثيره النفسي والمعنوي، وكذلك تداعيات هذا الحدث في حال استمر وتجاوز طبقات الدفاع الجوي لدى العدو فله تداعيات كبيرة من ناحية اقتصادية وعسكرية ونفسية وأمنية".

وتوقع مرداوي، أن تحدث طائرة يافا اليمنية الفرق بالقيمة نظراً لحجم الدلالات والتداعيات الناتجة عن هذا الحدث المهم، موضحا أن ميزة الطائرة أن محركها كهربائي، وحديثة، وقدرتها على الوصول عالية والتحكم بها عال، وارتفاع طيرانها عن سطح الأرض منخفض يمثل تحديا كبيرا لمنظومة الدفاع الجوي الصهيوني.

وأشار الصحفي ياسر أبو هلالة، إلى عرض القناة  13 العبرية تفاصيل عنها ومنها أن حجم الجسم الغريب حوالي 10 كغم من المتفجرات، وتتبع نظام التحكم في القوات الجوية الطائرة بدون طيار لمدة 6 دقائق على طول مسار طيرانها، وخلال تلك الفترة اتخذوا قرارًا بتصنيفها كهدف غير معاد وعدم اعتراضها.

ولفت إلى قول القناة إن المسار الظاهري للجسم الغريب، مسار دائري يحيط بالبحر الأحمر، ويمر فوق إفريقيا، ثم فوق سيناء ثم من البحر شرقا إلى تل أبيب، وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن الطائرة بدون طيار كانت في الجو لمدة 10 ساعات تقريبًا أثناء رحلتها من اليمن إلى تل أبيب.

وعرض المحلل السياسي ياسين عز الدين، خريطة توضح المسار المتوقع للطائرة المسيرة اليمنية والمسافة التقريبية 2400 كم، موضحا أنها تجاوزت الأساطيل الأميركية والفرنسية والبريطانية في البحر الأحمر والدفاعات الجوية في السعودية ومصر، ثم سارت في البحر المتوسط وصولًا إلى تل أبيب وتجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ورأى أن هجوم الطائرة اليمنية على تل أبيب يؤكد أن السابع من  أكتوبر لم يكن حدثًا استثنائيًا ولا هفوة ولا خطأ ارتكبته المنظومة الأمنية  الصهيونية، بل إن الفشل متأصل ومتجذر في المنظومة الأمنية الصهيونية.

وأوضح الإعلامي حسام يحيى، أن المسار المرجح للمسيرة اليمنية التي ضربت تل أبيب، حلقت لما يقرب من 10 ساعات، واستطاعت الإفلات من الرادارات المصرية ومنظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية متعددة الطبقات، وضربت مبنى على بعد أمتار من السفارة الأميركية.

وأشار إلى أن المسيرة اليمنية دخلت الأجواء المصرية من البحر الأحمر وصولًا للبحر المتوسط، ما يعني أنها حلقت في أجواء السويس والإسماعيلية وبورسعيد، دون أن تعمل المضادات الدفاعية أو تلتقطها أجهزة الرادار المصرية.

وأكد مجاهد علي دهقم، أن المسيرة اليمنية هي في الحقيقة ضربت سمعة الأسطورة الدفاعية الصهيونية ما يسمى (القبة الحديدية) وأظهرت للعالم أن هذه القبة ما هي (الكذبة الحديدية) وأن القبة الحديدية الفعلية لإسرائيل هي الأنظمة العربية العميلة.

احتلال مرتبك

من جانبه، سلط الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، الضوء على تطور يعكس تفاقم الانقسامات الداخلية داخل كيان الاحتلال، بعد  ضرب تل أبيب بطائرة استطلاع يمنية، لافتا إلى أن سكان تل أبيب ذاقوا لأول مرة طعم "روتين الحرب" الذي يعاني منه سكان الشمال منذ تسعة أشهر ونصف.

وأشار إلى دعوة رئيس الأركان الصهيوني خلال اجتماع مع رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى التوصل إلى صفقة عاجلة، مؤكدًا أن الظروف قد نضجت لتحقيق ذلك. ومع ذلك، أعلن نتنياهو إنهاء الجلسة بعد دقائق من النقاش، مما يكشف عن التوترات والاختلافات العميقة داخل صفوف القيادة الصهيونية.

وأكد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، أن مسيرة تل أبيب تمثل انقلابا في المعادلة، ولو استمرّت الهجمات فهذا يعني أن تذوق تل أبيب ما ذاقته كريات شمونة وسيديروت، وعندها ستعرف إسرائيل معنى الحرب على حقيقتها.

وأوضح أن عمق إسرائيل الذي لم يتعرض لضربات موجعة منذ بداية الحرب هو أحد أهم الأسباب الرئيسة لتماسك الجبهة الداخلية للكيان، وعدم تحولها لجبهة ضاغطة لإنهاء الحرب.

وقال عبدالله الوادعي، إن الهزائم المتكررة للعدو في الشمال والجنوب مروراً بمعركة البحار التي يخوضها اليمن وإشغال القبة الحديديّة التي ينفذها العراق قرّبت بشكلٍ كبيرٍ جدًا من حسمِ هذه المعركة، مشيرا إلى أن المخاوف بإعلام العدوّ أدت إلى طرح تساؤلٍ يقول: "ماذا لو انفجرت المسيرة في قلب وزارة الأمن في تل أبيب".

وعد الكاتب رفيق عبدالسلام، سريان طائرة مسيرة يمنية أكثر من ألفين وخمس مائة كلم وتخترق الرادارات الاسرائلية/ الأمريكية وتضرب في قلب تل أبيب، دليل على أن الفاعلين غير الرسميين أصبح لهم من القوة ما يفوق الجيوش النظامية العربية العاجزة والمقعدة، والتي تكدس أسلحة معطوبة لا غير.

وأضاف أن ما فعلته الطاءرة المسيرة اليمنية دليل على أنه يمكن تحييد التفوق العسكري بتوخي أساليب بسيطة وذكية تكنولوجيا، وأن اسرائيل لم تعد آمنة في عاصمتها وبالتالي تفعيل سلاح الردع المتبادل، غزة وبيروت مقابل تل أبيب.

آراء أخرى

في المقابل، شكك ناشطون في حقيقة أهداف الحوثي من قصف تل أبيب، إذ قال الكاتب نبيل البكيري: "كيفما كانت نية ضربة الحوثيين اليوم لتل ابيب وأهدافها الحقيقية التي نعرفها جيدا وهي غسيل جرائمه بحق ملايين اليمنيين، تحت لافتة دعم غزة".

وأضاف: "تبقى عملية جريئة، وبغض النظر عن موقفنا الرافض لهذه المليشيات الطائفية العنصرية، فإسرائيل كانت وستظل دولة عدو وجودي لأمتنا كلها، حتى ترحل عن فلسطين ويزول هذا الاحتلال البغيض".

وأكد البكيري، أن الحوثي خصم داخلي لليمنيين كمليشيات أسقطت دولتهم، وقتلت وشردت مئات الآلاف ولاتزال، ولا سبيل لإسقاط انقلابها إلا عسكريا، وبأيدي اليمنيين وحدهم، وبرغم كل هذا تبقى حدود خصومتنا مع هذه المليشيات داخل الجغرافيا اليمنية فحسب.

وأشار الكاتب ياسين التميمي، إلى أن المتحدث العسكري الإسرائيلي قدم وصفا كاملا للطائرة التي استهدفت تل أبيب، وكان هناك حرص على تأكيد أن الطائرة ذات طبيعة انتحارية أي أنها تطير لتنفذ هجوما تكون هي سلاحه ومتفجراته، لافتا إلى أن ذلك لا يتفق مع النتيجة المتواضعة التي حققتها الطائرة التي أصابت جزئيا شقة في عمارة سكنية.

وعد حرص الاحتلال على تأكيد أنها قطعت مسافة ألفي كيلو بعد أن خضعت للتطوير، مبالغة لا يمكن استيعابها، مشيرا إلى أن تصريحات المتحدث كانت محايدة تجاه من يفترض أنه منفذ الهجوم وجرى التركيز على إيران. 

ورأى التميمي وجود سر وراء ربط الطائرة باليمن وهو رغبة الكيان الصهيوني في الحفاظ على قواعد الاشتباك مع المليشيات الإيرانية التي تعمل في الجوار الجغرافي للكيان.