اجتماعات أردوغان في نيويورك.. كيف تمهد لاستثمارات جديدة في تركيا؟

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

على هامش الدورة الـ79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نفذت تركيا في 24 سبتمبر/ أيلول 2024 حملة واسعة لتعريف المستثمرين الدوليين بالتقدم الذي أحرزته في طريق تحقيق أهداف الاستدامة، والإمكانات المتوفرة لديها للاستثمار.

وفي ضوء ذلك، نشرت صحيفة الصباح مقالا للكاتبة التركية "ديليك غونغور" ذكرت فيه أنه تم الاجتماع مع مستثمرين أميركيين عديدين في مؤتمر "الاستثمار في تركيا" الـ15 بتنظيم من مجلس الأعمال التركي الأميركي.

وفي الاجتماع الذي عقد بنيويورك وحضره الرئيس رجب طيب أردوغان وكبار المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى، تم التعهد باستثمارات جديدة في تركيا. 

وينظم مجلس الأعمال التركي الأميركي كل عام تحت مظلة مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في نيويورك مؤتمر الاستثمار في تركيا بالتوازي مع اجتماعات الأمم المتحدة. 

ولم يتغير التقليد هذا العام أيضاً. حيث اجتمع الرئيس رجب طيب أردوغان مع المستثمرين الأميركيين على طاولة مستديرة.

مشاركة رفيعة المستوى

وفي مطلع مقالها، قالت الكاتبة التركية إن مؤتمر الاستثمار في تركيا الخامس عشر تميز بمشاركة أسماء رفيعة حضرت الاجتماع.

حيث حضر كبار المسؤولين التنفيذيين للعديد من الشركات العملاقة من أمازون إلى جنرال إلكتريك للفضاء، ومن سيتي إلى الولايات المتحدة إكسيم ، ومن وول مارت إلى جي بي مورغان، ومن جولدمان ساكس إلى لوكهيد مارتن. 

وأشارت إلى أنه في الاجتماع الذي عقد في تركيا، وعد المستثمرون الأميركيون الذين يديرون مليارات الدولارات باستثمارات جديدة في تركيا.

إذ أعلنت منصة التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون، التي دخلت تركيا في عام 2018، عن رغبتها في توسيع عملياتها في تركيا من خلال استثمارات أكبر. 

كما أعربت سلاسل الفنادق الدولية هيلتون وماريوت عن رضاها عن وجودها في تركيا وأعلنت عن نيتها بزيادة استثماراتها.

وتم مناقشة شراء الخطوط الجوية التركية لـ 250 طائرة من بوينغ في الاجتماع. 

وكان من المخطط أن يكون الطلب مكونا من 150-175 طائرة من طراز بوينغ ماكس بي 73  والباقي من طراز دريملاينر. وقد أشار الرئيس أردوغان في الاجتماع إلى عمليات شراء الطائرات وطلب عدم حدوث تأخير. 

لاحقا أوضح رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية أحمد بولات أن هناك تأخيرا في وصول محركات الطائرات. وأوضحت شركة "جي" أن التأخير في تسليم المحركات سيتم حله.

وكان الاقتصاد هو الموضوع الرئيس في اجتماعات المستثمرين في نيويورك. 

ففي العام الماضي سأل المستثمرون عما إذا كان هناك دعم سياسي للبرنامج المتوسط الأجل، بينما هذا العام بدأوا في طرح أسئلة تتعلق بالأهداف الكلية للبرنامج. 

وقد قدم وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك عرضا في مؤتمر الاستثمار موضحا العملية التي مرّ بها الاقتصاد التركي خلال العام الماضي، وأرسل رسالة مفادها أنّ "البرنامج يعمل".

لقد حضر الاجتماع رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية  نائل أولباك، ورئيس مجلس الأعمال الأميركي التركي مراد أوزيجين والرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأميركية سوزان كلارك.

بالإضافة إلى ذلك فقد حضر الرئيس التنفيذي لشركة كوتش هولدينغ ليفنت تشاكيروغلو، ونائبة رئيس أمازون العالمي سوزان بوينتر، ورئيس محركات جنرال إلكتريك التجارية الفضائية راسل ستوكس، وقد حضر كل هؤلاء مع العديد من الأسماء الأخرى المهمة.

الشركات الكبرى متحمسة

وأشار وزير التجارة عمر بولات إلى أن المشاركة في الاجتماع الذي نظمه مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية ومجلس الأعمال الأميركي التركي كانت أعلى مقارنة بالاجتماعات السابقة. 

وأوضح بولات أن النتائج الناجحة التي حققتها تركيا في الاقتصاد الكلي من خلال التنفيذ الدقيق للبرنامج المتوسط الأجل كانت تحت متابعة دقيقة من الأميركيين. 

وأضاف بولات: "أعربت الشركات الأميركية الكبرى عن رغبتها الواضحة في توسيع استثماراتها الحالية في تركيا، وأبدت حماسها الكبير للاستثمار والتجارة والعمل مع تركيا. 

كما لاحظوا توجه الاستثمارات من الشرق الأقصى نحو تركيا وأكدوا على تقييمهم لتركيا كمركز استثماريّ وتوريديّ ولوجستي مهم.

لقد كنا راضين جدا عن هذا الاجتماع من كلا الجانبين التركي والأميركي، وكان الاجتماع مثمرا للغاية".

وأضافت الكاتبة التركية: صرح أحمد بوراك داغلي أوغلو، رئيس مكتب الاستثمار في رئاسة الجمهورية التركية، أنهم أخبروا المستثمرين الدوليين عن التقدم المحرز نحو أهداف الاستدامة في تركيا وقال: 

"نوضح أنه يمكن لجميع المستثمرين تطوير خطط أعمالهم والاستثمار في تركيا بطريقة تمكنهم من تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم". 

وأشار إلى أن تركيا جذبت 6 مليارات دولار من الاستثمارات في الأشهر السبعة الأولى من 2024، بالإضافة إلى أن داغلي أوغلو قال إن هذا سيتسارع في الأشهر المقبلة.

بينما شارك وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك في ثلاثة اجتماعات استثمارية في نيويورك التي قام سيتي بنك، وهو أحد البنوك الرائدة في الولايات المتحدة، في استضافتها بمناسبة الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة. 

وقد حضر الاجتماعات كبار مديري الصناديق والاقتصاديين من شركات إدارة المحافظ الرائدة في الولايات المتحدة. 

وشارك شيمشك التقدم المحرز في البرنامج الاقتصادي وأولويات الفترة المقبلة.

وفي عرضه التفصيلي في الاجتماع أكد وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك على أهداف تركيا لزيادة الاستثمارات المباشرة، وشرح المزايا الإستراتيجية التي تتمتع بها البلاد. 

عوامل إستراتيجية

فتركيا، بحسب الكاتبة، تعد وجهة استثمارية مهمة نظرا لعدة عوامل إستراتيجية تشمل:

1. الموقع الجغرافي المتميز: تركيا تقع في نقطة تقاطع بين القارات الأوروبية والآسيوية وتعد جسرا بين الشرق والغرب. إن هذا الموقع الإستراتيجي يجعلها مركزا للتجارة والنقل الدولي.

2. اقتصاد قوي ومتنوع: تركيا لديها اقتصاد قوي ومتنوع يعتمد على الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات. حيث تعد تركيا من أكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط بل وتحقق نموا اقتصاديا قويا في السنوات الأخيرة.

3. سوق كبيرة ومتنوعة: تركيا تمتلك سوقا داخلية كبيرة ومتنوعة تضم أكثر من 80 مليون نسمة. هذا يوفر فرصا استثمارية في مجموعة متنوعة من القطاعات والصناعات.

4. بنية تحتية قوية: تركيا قامت بتطوير بنية تحتية حديثة ومتطورة تشمل الموانئ والمطارات والشبكات الطرقية والسكك الحديدية. هذه البنية التحتية القوية تسهل عمليات النقل والتجارة وتجعل تركيا مركزا للأعمال الدولية.

5. قوة العمل الماهرة: تركيا تمتلك قوة عمل ماهرة ومتعلمة تتمتع بمهارات متنوعة في مختلف القطاعات. هذا يجعلها مكانا جذابا للاستثمار وتأسيس الشركات.

وختمت الكاتبة التركية المقال قائلة: بناءً على المزايا الإستراتيجية، تعمل تركيا على جذب المزيد من الاستثمارات المباشرة من الشركات الأميركية وغيرها، وتوفير بيئة استثمارية ملائمة ومشجعة للأعمال التجارية.