العملات المشفرة تترنح وهروب جماعي نحو "الملاذ الآمن".. ما علاقة ترامب؟

منذ ٥ أيام

12

طباعة

مشاركة

يعرب كثير من المستثمرين حول العالم عن تفاؤلهم بشأن مستقبل الذهب بعد عام 2024 الذي شهد أكبر مكاسب سنوية له منذ عام 2010.

وارتفع المعدن الأصفر 27 بالمئة في عام 2024 إلى مستويات قياسية ليحقق 2800 دولار للأوقية.

العملات المشفرة أيضا كانت من الصاعدين بقوة خلال 2024، لكن موقع "تيليبوليس" الألماني لا يتوقع لها نفس المسار في العام الراهن.

"الملاذ الآمن"

فيقول: إن الوضع تغير في 2025؛ حيث تفوق الذهب على البيتكوين بشكل واضح.

ويضيف أن التوترات الجيوسياسية كانت أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن، خاصة بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ورغم ذلك، لا يزال مؤيدو البيتكوين يؤمنون بأنه قد يصبح مخزنا للقيمة على غرار الذهب، مستفيدا من محدودية المعروض منه عند 21 مليون وحدة. 

كما يتوقع البعض أن تسهم صناديق الاستثمار المتداولة في تقليل تقلبات البيتكوين تدريجيا، مما قد يجذب المستثمرين الحذرين مستقبلا.

وبالإشارة إلى أن عملة البيتكوين فقدت بعض مكاسبها في بداية عام 2025، يؤكد الموقع الألماني أن الذهب تفوق عليها كخيار استثماري.

وعلى الرغم من أن البيتكوين عُدّ على طول الخط "الذهب الرقمي"، إلا أنه في أوقات عدم اليقين يتضح أن "المستثمرين يفضلون المعدن النفيس الحقيقي"، بحسب ما ورد عن الموقع. 

جدير بالذكر هنا أنه بينما ارتفع سعر البيتكوين عام 2025 بنسبة ثلاثة بالمئة فقط، قفز سعر الذهب بنسبة تسعة بالمئة، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 2,882 دولارا للأونصة.

وكما لفت الموقع سابقا، فإن التوترات الجيوسياسية كانت السبب وراء الإقبال الأخير على الذهب. 

ففي بداية فبراير/ شباط 2025، هدد ترامب بأن "الولايات المتحدة قد تسيطر على قطاع غزة". وتبع ذلك تصريحات متعددة في ذات السياق خلال الأيام الأخيرة.

وعلى الرغم من محاولات مستشاريه للتخفيف من حدة التصريحات، فإن المستثمرين القلقين لجأوا إلى "الملاذ الآمن" المتمثل في الذهب.

ومن ناحية أخرى، يضيف الموقع أن "الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المحتملة، تعزز جاذبية المعدن النفيس في أوقات الاضطرابات الاقتصادية". 

وفي المقابل، يلقي الموقع الضوء على أن البيتكوين شهد في الآونة الأخيرة تطورا مشابها لتحركات أسهم التكنولوجيا التي تتسم بالتقلب.

ووفقا لخبراء استندت إليهم وكالة "بلوميبرغ"، فإن "البيتكوين يتصرف حاليا مثل الأصل الأكثر خطورة بين الأصول ذات المخاطر العالية". 

وفي هذا السياق، يوضح الموقع أنه على الرغم من أن البيتكوين قد يُستخدم كوسيلة للتحوط ضد العملات الورقية، إلا أن جاذبيته تظل محدودة في سوق يشهد طلبا قويا على الدولار الأميركي.

البيتكوين في سويسرا

وفي هذا الإطار، يسلط موقع "تيليبوليس" الضوء على أنه "على الرغم من الأداء المتواضع لسعر البيتكوين، لا يزال العديد من الخبراء يؤمنون بمستقبل هذه العملة الرقمية". 

حيث أعلنت شركة "بلاك روك" أنها ستطلق منتجا متداولا للبيتكوين في أوروبا خلال أسابيع قليلة. 

ويبدو أن عملاق "وول ستريت" يرى إمكانات كبيرة لهذه العملة الرقمية في ظل الطلب المتزايد من المستثمرين والمستهلكين.

ووفقا لمصدر مطلع تحدث لوكالة "رويترز"، من المرجح أن يكون مقر المنتج في سويسرا. 

وفي هذا الصدد، يذكر الموقع أنه في يناير/ كانون الثاني 2024، كانت "بلاك روك" قد أطلقت أحد أول صناديق البيتكوين المتداولة في الولايات المتحدة، بعد أن وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية "SEC" على هذه المنتجات للمرة الأولى.

وعدت هذه الخطوة بمثابة نقطة تحول كبيرة للبيتكوين، حيث أثارت الآمال في تعزيز دمج العملة الرقمية في النظام المالي التقليدي. 

ووفق ما ورد عن الموقع، نما المنتج الأهم لشركة "بلاك روك" للبيتكوين "IBIT" بشكل سريع، حيث يدير حاليا أصولا بقيمة 57.5 مليار دولار.

وبشكل عام، يمكن القول إنه "مع إطلاق صندوق البيتكوين المتداول في أوروبا، تسعى "بلاك روك" إلى استهداف المستثمرين خارج الولايات المتحدة أيضا".

وتنوه "تيليبوليس" إلى أن شركة "ستراتيجي"، المعروفة سابقًا باسم "مايكرو ستراتيجي"، تواصل التركيز الكامل على البيتكوين رغم تسجيلها خسائر. 

إذ أعلنت الشركة، التي تتخذ من ولاية فيرجينيا مقرا لها، عن خسائرها الفصلية الرابعة على التوالي بسبب تخفيض قيمة ممتلكاتها من البيتكوين. ومع ذلك، فإن رئيسها التنفيذي، مايكل سايلور، وهو من أشد المؤيدين للبيتكوين، لا يزال مستمرا في إستراتيجيته.

جدير بالذكر هنا أن شركة "ستراتيجي" تملك حاليا 471,107 بيتكوين بقيمة تبلغ 46 مليار دولار، ما يجعلها أكبر شركة مدرجة في البورصة تمتلك هذا الكم من البيتكوين على مستوى العالم. 

وفي الربع الرابع من عام 2024 وحده، اشترت الشركة 218,887 بيتكوين بقيمة 20.5 مليار دولار. 

وبشكل عام، يبرز الموقع أن الشركة تخطط لجمع 42 مليار دولار إضافية خلال السنوات الثلاث المقبلة لشراء المزيد من البيتكوين.

ولتأكيد التزامها بالبيتكوين، يلفت الموقع إلى أن الشركة غيرت اسمها أخيرا إلى "ستراتيجي"، كما كشفت عن شعار جديد يحتوي على حرف "B" مصمم بأسلوب يرمز إلى البيتكوين. 

وهنا، ينقل الموقع عن سايلور أن "الشركة أصبحت (أول وأكبر شركة مالية للبيتكوين) في العالم، مع تراجع دور قسم البرمجيات الذي بدأت به "مايكرو ستراتيجي" سابقا".

البيتكوين بأوروبا

وإلى جانب ذلك، يسلط الموقع الألماني الضوء على أن شركات البيتكوين في أوروبا تواجه تحديات كبيرة، بينما تحتفل صناعة العملات المشفرة في الولايات المتحدة بإعادة انتخاب ترامب، الذي أعرب عن دعمه لهذا القطاع.

وبهذا الشأن، يوضح الموقع أن الاتحاد الأوروبي أصدر في بداية عام 2023 إطارا قانونيا صارما يُعرف بـ"MiCA"، ما يعني "تنظيم أسواق الأصول المشفرة"، والذي يجرى حاليا تنفيذه.

ومع ذلك، يأمل مؤيدو البيتكوين أن تثبت العملة الرقمية نفسها مع مرور الوقت كأصل نادر ولا مركزي، حيث إن العرض من البيتكوين محدود بـ 21 مليون وحدة، مما يجعلها مخزنا للقيمة يشبه الذهب. 

وفي الختام، ينقل الموقع عن وكالة "بلومبيرغ" ما صرح به بول هوارد من شركة "Wincent".

حيث قال: إن "صناديق البيتكوين المتداولة في بورصة "ETFs" الخاصة قد تسهم في تقليل التقلبات تدريجيا.

مما قد يجذب المستثمرين المحافظين نحو البيتكوين، بينما ينتقل المستثمرون الأكثر جرأة إلى العملات المشفرة الأخرى.