مركز عبري: إسرائيل ستدفع ثمن أي خلاف بين حماس والجهاد في غزة
لا شك أن معركة "سيف القدس" مايو/ أيار 2021، ألهبت ظهر إسرائيل، لذا تحاول مراكز الأبحاث الإسرائيلية أن تجد نقاطا لتثيرها عن عدم توافق الفصائل الفلسطينية، في محاولة منها لضرب تواؤم المقاومة.
مركز أبحاث عبري، زعم أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" شكت للمخابرات المصرية أن حركة الجهاد الإسلامي تقف وراء محاولات التصعيد الأخير مع إسرائيل.
مركز "القدس لشؤون الدولة والعامة" العبري نقل عبر مقال للمحلل السياسي يوني بن مناحيم قول مسؤولين أمنيين كبار في إسرائيل إن "هذا ادعاء كاذب".
رغم ذلك النفي، ادعى كاتب المقال أن "هناك توترا بين حماس والجهاد الإسلامي على خلفية ما قاله زعيم التنظيم زياد النخالة، عن المعركة الأخيرة"، في إشارة إلى "سيف القدس" مايو/ أيار 2021.
غضب مصري
مقال المركز العبري ادعى نقلا عن مصادر في قطاع غزة أن "حماس تتهم الجهاد بالمسؤولية عن التصعيد على حدود قطاع غزة الذي أدى إلى إصابة 24 فلسطينيا وإصابة الجندي الإسرائيلي بارئيل شمولي".
وزعم المقال أنه "في محادثات حماس مع المخابرات المصرية، يتهم كبار المسؤولين في الحركة، الجهاد الإسلامي بتحريض النشطاء خلال المسيرة الكبيرة على حدود قطاع غزة".
توهم الموقع أن "تكون هذه محاولة من حماس لاسترضاء المخابرات المصرية الغاضبة من الحركة بعد الحراك الفلسطيني الأخير على السياج الحدودي"، مع الكيان المحتل.
وقال إن "رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، حصل من إسرائيل على تنازل بإدخال الأموال القطرية إلى غزة، وكذلك البضائع ومواد البناء من المعابر لمشاريع المياه والصرف الصحي بالقطاع".
المركز العبري، ادعى أن "المخابرات المصرية طلبت من حماس نقل المسيرة الكبيرة 28 أغسطس/ آب 2021، من حدود القطاع إلى مدينة غزة، وأن الحركة رفضت وتعهدت بالمحافظة على الهدوء".
وتابع: "مصر غاضبة بعد تعهدها لإسرائيل بالمحافظة على الهدوء، بناء على وعد حماس، ما دفع القاهرة لإغلاق معبر رفح 27 أغسطس/ آب 2021".
حديث النخالة
وفي إصرار من المركز العبري على إثارة حديث الخلاف بين حماس والجهاد، زعم أن "هذه الحادثة برمتها تشير إلى شيء آخر يختبئ تحت السطح وهو التوتر الذي ساد الأسابيع الأخيرة بين حماس والجهاد الإسلامي".
اعتمد الموقع في ادعاءاته على مقابلة أجراها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، 2 أغسطس/ آب 2021، في مكتبه بحي الضاحية في العاصمة اللبنانية بيروت لموقع "عربي 21".
وزعم الموقع العبري أن النخالة، أطلق "عناوين مثيرة، بعضها أثار غضب حماس، وأبدى تحفظات على وصف حماس لنتائج الحرب الأخيرة بأنها انتصار على إسرائيل".
ونقل عن النخالة قوله: إن "الحرب كانت إنجازا وطنيا"، مدعيا أنه القيادي في الجهاد رفض تقديمها على أنها "انتصار".
وقال: إن "النخالة شدد على ضرورة العودة إلى القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية، وأضاف إن هذه مهمة الفصائل الفلسطينية".
وتوهم المركز العبري أن النخالة "انتقد سرا تركيز حماس على قطاع غزة دون الضفة الغربية".
ولفت إلى حديث النخالة عن أنه "بعد الحرب الأخيرة، يشعر العرب والفلسطينيون أنه يمكن هزيمة إسرائيل، وخلقت الحرب شعورا في الإسرائيلي لمدة 11 يوما بأنه يعيش تحت التهديد".
المركز العبري عظم بشكل مثير للتساؤلات من تصريحات زياد النخالة بشأن صعوبة المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
تنافس طبيعي
المحلل الأمني في المركز العبري يوني بن مناحيم، قال: إنه "يجب عدم المبالغة في حديث التوتر بين حماس والجهاد الإسلامي، فهذا التنافس بين التنظيمين قائم منذ فترة طويلة كأمر طبيعي في الساحة السياسية الفلسطينية".
وأضاف: "على الرغم من التنافس بين المنظمتين إلا أنهما متحدتان في كفاحهما ضد إسرائيل".
ولفت إلى أن ذروة التوترات مع الجهاد جاءت "بعد اغتيال الجيش الإسرائيلي لأحد كبار مسؤولي الجهاد الإسلامي بهاء أبوالعطا، نوفمبر/ تشرين الأول 2019، إذ ردت الحركة بهجوم صاروخي على إسرائيل لمدة يومين".
وزعم الباحث الإسرائيلي أن هذه "أول مرة تمتنع فيها حماس عن القتال إلى جانب الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل"، مدعيا أن "صواريخ الجهاد أضرت بعلاقات حماس مع المخابرات المصرية".
وقال: إنه "بعد المصالحة بين المنظمتين فإن الجهاد الإسلامي تقاتل إلى جانب حماس في عملية سيف القدس".
ولفت بن مناحيم إلى زيارة زياد النخالة وزعيم حماس إسماعيل هنية طهران، معا، وحضرا يمين الولاء للرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي 5 أغسطس/ آب 2021.
ويدعي مقال المركز العبري أن حماس تقول: إن زياد النخالة يشعر بالغيرة من إنجازات حماس في الحرب ومبادرتها بإطلاق الصواريخ على القدس وإطلاق عملية "سيف القدس"، وبالتالي يرفض كلمة "انتصار".
وختم بالقول: "ستوضح الأيام مدى خطورة هذا التوتر بين المنظمتين".