"تغيير شكلي".. صحيفة صينية: دخول مساعدات لغزة لن يوقف الحرب الإسرائيلية

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

بعد تجويع دام 80 يوما، استجاب الكيان الإسرائيلي في 18 مايو/ أيار 2025، للضغوط الدولية وسمح باستئناف إمدادات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة.

وتفاعلا مع هذه الخطوة، نشر موقع "إذاعة الصين الدولية"، تقريرا سلط فيه الضوء على الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.

تغيير شكلي

وأوضح الموقع أن المساعدات الإنسانية ستدخل غزة مؤقتا، عبر القنوات القائمة قبل وضع الآلية الجديدة التي اقترحتها إسرائيل موضع التنفيذ.

وذكر أن إسرائيل، منذ مارس/ آذار 2025، تفرض حصارا على قطاع غزة، وتمنع بشكل كامل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع؛ حيث يواجه سكان غزة أزمات خطيرة في الغذاء والملابس والصحة.

ولمواجهة انتقادات المجتمع الدولي، أشار الموقع إلى أن إسرائيل اقترحت أن "يتولى الجيش الإسرائيلي توزيع المساعدات الإنسانية".

واستدرك: "لكن هذا الاقتراح قوبل بانتقادات واسعة من عدة أطراف، ثم بعد ذلك طرحت الولايات المتحدة خطة بدت وكأنها (تغيير في الشكل دون المضمون)، وقد قوبلت جميع هذه الخطط برفض واضح من الأمم المتحدة".

الضغط الدولي

ويرى وانغ جين، الأستاذ المساعد في معهد الشرق الأوسط بجامعة نورث وسترن، أن "قرار إسرائيل السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة جاء نتيجة الضغوط الدولية، لكن هذه الخطوة قد لا تلبي الاحتياجات الحقيقية لسكان المنطقة".

لافتا إلى أن "الأزمة الإنسانية في قطاع غزة أثارت، خلال الأيام الماضية، اهتماما كبيرا من الرأي العام الدولي، مما دفع حكومة نتنياهو إلى اتخاذ خطوات لتحسين صورتها الدولية".

وأكد في الوقت ذاته أن "تسليم إسرائيل لما يسمى بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يهدف في الواقع إلى تسهيل العمليات العسكرية اللاحقة".

وتابع موضحا: "الهدف من العملية العسكرية واسعة النطاق التي أعادت إسرائيل إطلاقها أخيرا في غزة هو التفريق بين المدنيين ومقاتلي حركة حماس".

ووفقا له، فإن "تقديم بعض المساعدات لسكان غزة يساعد في تقليل التوترات الإنسانية، مما يسهل تحركات الجيش الإسرائيلي في القطاع".

وهكذا يصبح "تقديم مساعدات محدودة أمرا يساعد في تهيئة الظروف لتنفيذ خطة (عربات جدعون)، حيث يمكن أن تُستخدم المساعدات كوسيلة لتخفيف الضغط على السكان المدنيين، مما يسهل عزل مقاتلي حماس".

واستدرك: "لكن كمية المساعدات الإنسانية التي سمحت إسرائيل باستئناف نقلها إلى غزة محدودة للغاية، ولا تكفي إلا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان، كما أن آلية التوزيع لا تزال غير مكتملة".

وضع معقد

وأوضح وانغ جين أن "التناقض الظاهري بين شن إسرائيل عمليات عسكرية واسعة النطاق في غزة من جهة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من جهة أخرى، يعكس الوضع المعقد الذي تواجهه إسرائيل حاليا".

وأضاف: "على السطح، تبدو التوجهات الاستراتيجية لإسرائيل متناقضة، لكن في الواقع، لإسرائيل حساباتها الخاصة".

"فهي، لا تسعى، كما يعتقد البعض، إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، بل تركز الحكومة الإسرائيلية حاليا على استغلال الشعار الذي طرحته الولايات المتحدة سابقا، وهو (تفريغ غزة)، لخدمة أهدافها الإستراتيجية، وهي توجيه أكبر قدر ممكن من الضربات لحركة حماس"، يقول الموقع.

وأكمل: "وفي الوقت ذاته، بما أن حماس لا تزال تحتجز رهائن إسرائيليين، فإن إسرائيل بحاجة إلى إجراء اتصالات مع الحركة، على أمل أن تجبرها من خلال الضغط العسكري والحوار السياسي، على إطلاق سراح الرهائن وتسليم جثث المحتجزين".

ومع توسع ما يسمى بـ "المنطقة العازلة" في غزة، وتوسع نطاق العمليات العسكرية، أشار التقرير إلى أن إسرائيل تضطر إلى "تحمل مسؤولية تقديم الإغاثة للمدنيين في المناطق التي تجرى فيها العمليات العسكرية، بما في ذلك النظر في مسائل الإغاثة الإنسانية".

ورجح أن "يستمر هذا المشهد المتضارب الذي يجمع بين العمليات العسكرية والمفاوضات والإغاثة".

وتوقع "بقاء القضية الفلسطينية، خاصة قضية غزة، ضمن الملفات الرئيسة التي ستواجه إسرائيل صعوبة في حلها وفقا لإرادتها الخاصة، لفترة طويلة في المستقبل".