إسرائيل تقصف درعا وناشطون يحذرون نتنياهو: "سوريا الحرة ليست سوريا الأسد"

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها قصف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة كويا، الموجودة في منطقة حوض اليرموك، غربي محافظة درعا، جنوبي سوريا، بعد ساعات من استهداف إسرائيلي لمطار تدمر العسكري، ومواقع محيطة بالمدينة في ريف حمص.

وأسفر القصف الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي في 25 مارس/آذار 2025، أثناء توغله في بلدة كويا بريف درعا الغربي، عن استشهاد 7 أشخاص، فيما جرح آخرون -بعضهم في حالة خطرة- وذلك وفقا لحصيلة غير نهائية. 

ووفقا لشبكة "درعا 24"، فإن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد حاولت صباحا، التوغل في قرية كويا بحوض اليرموك عبر الوادي، غير أن عددا من شباب القرية اشتبكوا مع الجيش وتصدّوا له، الأمر الذي أجبره على التراجع.

وبدورها، استنكرت دمشق، "القصف والتوغل الإسرائيلي في محافظة درعا"، وطالبت بـ"فتح تحقيق دولي بشأن انتهاكات تل أبيب لسيادتها والجرائم التي ترتكبها بحق مواطنيها، داعية أبناء الشعب السوري، إلى "التمسك بأرضهم ورفض تهجيرهم.

وأكدت أن "هذا التصعيد يأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية"؛ معلنة رفضها "القاطع لهذه الجرائم".

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس العدوان الإسرائيلي على سوريا ووصفته بالهمجي.

كما أدانت وزارة خارجية قطر القصف الإسرائيلي على سوريا، مؤكدة أن "هذا التصعيد الخطير يعد انتهاكا سافرا للقانون الدولي"، فيما عدته الأردن "خرقا فاضحا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا لسيادة ووحدة سوريا".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة الشديدة لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلية لبلدة كويا، مؤكدة رفضها القاطع لهذا العمل العدواني، واستنكارها محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لتقويض أمن واستقرار سوريا والمنطقة.

وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي، إن قصف إسرائيل قرية كويا يعدّ استمرارا لنهجها العدواني في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن أمن سوريا واستقرارها يعدّان ركيزتين أساسيتين من ركائز استقرار المنطقة.

وقدم ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #درعا، #كويا، #إسرائيل_إرهابية، وغيرها، تحليلات وقراءات لدوافع الاحتلال من التصعيد على جنوب سوريا، محملين المجتمع الدولي والأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية التوغل الإسرائيلي.

وأكدوا أن "إسرائيل" تقصف سوريا من موقف الضعيف وليس موقف القوي لأنها تحاول أن تفرض أمرا واقعا يحمي لها حدودها، مشيدين بتصدي شباب قرية كويا لمساعي التوغل الإسرائيلي، وتداولوا مقطع فيديو لشقيق أحد أهالي الشهداء يعرب عن فخره ويعلن صمودهم بوجه الاحتلال. 

تنديد وغضب

وتعقيبا على الاعتداءات والجرائم المستمرة بحق السوريين التي كان آخرها محاولة التوغل بقرية كويا بريف درعا، قال الصحفي هادي العبدالله: "كنّا عم نواجه كلب الحراسة اللي حطوا الاحتلال على مدى خمسين سنة.. اليوم عم نواجه الاحتلال نفسه".

وأعرب الكاتب السياسي خليل نصر الله، عن غضبه من توغل الاحتلال في المنطقة وقصفها باتجاه سكان قرية كويا، قائلا: إن "إسرائيل" تتعامل مع السوريين كأرقام، وتقتل غيلة.

وعرضت رولا حديد، عبر مشاركتها في وسم #إسرائيل_إرهابية مشاهد قاسية لضحايا القصف الهمجي للاحتلال الإسرائيلي على قرية كويا، مشيرة إلى أن الاحتلال يقصف المنازل والمزارع بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ.

وقال صاحب حساب الكوردستاني، إن ما حدث في درعا يعزز حقيقة أن إسرائيل إرهابية لا تعترف بحدود ولا عرقيات ولا إثنيات بل تضرب المسلمين حيث تصل إليهم أيديها. 

تحليلات وقراءات

وفي تحليل وقراءة لأسباب تصعيد العدوان الإسرائيلي على سوريا، أوضحت الصحفية صبا مدور، أن إسرائيل تسعى إلى فرض قواعد اشتباك من طرف واحد، تعيد من خلالها رسم المشهد الحدودي مع سوريا. 

وأكدت أن الهدف المباشر من هذه الضربات المتكررة والمتصاعدة هو توسيع ما يشبه المنطقة العازلة، وقضم مساحات جغرافية تدريجيا، من شأنها أن تشكل أوراق ضغط مستقبلية على دمشق، تمهيدا لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية وأمنية في ملف الجولان المحتل.

وقال الكاتب محمد خير كنغو، إن المنظومة الدولية مازالت تدور في الفلك الإسرائيلي وتسهر على راحة دولة الاحتلال، المشكلة تكمن أن دولة الاحتلال لا تزال غير راضية عن القيادة السورية، ولهذا لن تكف عن تكرار عدوانها على الأراضي السورية والشعب السوري حتى تؤمن شريطا حدوديا آمنا إضافيا عبر عملائها ومرتزقتها.

وأكد عدم وجود قانون في الدنيا يمنع أصحاب الأرض من الدفاع عن أراضيهم من أي غزو، قائلا إن رد فعل أهلنا النشامى في درعا واقعي ومنطقي على التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، ووصفهم بالإرهابيين من قبل دولة الاحتلال قمة السفالة والوضاعة والاحتيال، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته حتى لا تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.

وأكد رسام الكاريكاتير عمار آغا القلعة، أن الاعتداء على سوريا طيش وزعرنة وبلطجة صهيونية، قائلا: "الواقع يقول إننا لا نستطيع الرد على إسرائيل عسكريا، ولكن في نفس الوقت ليس لدى إسرائيل القدرة على فتح الجبهة في سوريا".

وأضاف أن التطبيع والسلام الذي سربت خطته أخيرا، والذي ستقيد من خلاله تسليح الجيش السوري مقابل الاعتراف بالدولة السورية، هي تعرف أنه لن يفيدها في التحالف العسكري المتوقع بين تركيا وسوريا، والذي سيعوض عن تقييد التسليح، ولذلك هي تستبقه باستفزازات متكررة لعلها تخلط الأوراق باشتباك عنيف مع الجيش السوري.

إشادة وثناء

وإشادة بتصدي أهالي كويا لقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في القرية دفاعا عن أرضهم وكرامتهم، أثنى الصحفي محمد أبو طاقية عليهم قائلا: "لم يكن هذا مجرد تصدّ شعبي للعدو، بل رسالة وقاعدة دم كتبتها وجددتها كويا لتقول: "فلسطين ليست وحدها الهدف، والعدو المجرم واحد؛ يضرب غزة ويتربص ويهاجم سوريا ولبنان والأردن والقاهرة وأنقرة والرياض وطهران وبغداد وإسلام آباد".

ووجه أحد المغردين تحية لأهالي قرية كويا، مؤكدا أنهم من أوائل من أطلق الرصاص منذ عام 1974 على من اعتدى على الأرض السورية وهم مثل أهل غزة.

وأضاف أن أهالي قرية كويا يموتون ولا يخرجون من الأرض، ومستعدون للنضال، كي لا يدخلها الكيان الصهيوني، ووصفهم بأنهم "أمثولة المقاومة".

وقال الناشط الحقوقي والسياسي همام فهيم، إن "كويا قرية صغيرة بحجمها كبيرة بفعلها كحال شقيقاتها في درعا، واجهت أقوى جيش في مشرقنا بدم شبابها، ووقفت شامخة عزيزة صامدة بوجه مخططات التهجير الصهيونية". 

وأضاف: "عاشت درعا حرة عزيزة وشوكة بوجه كل طاغية ومحتل".

ثبات وصمود

وثناء على ثبات السوريين وصمودهم ودفاعهم عن أرضهم، عرض الصحفي موسى العمر، مقطع فيديو لكلمة لشقيق أحد الشهداء الذين تصدوا لمحاولة توغل الاحتلال المحتل في قرية كويا، أعلن فيها اسم الشهيد، مؤكدا استعداد السوريين تقديم مزيد من الشهداء للتصدي لمساعي الاحتلال الدخول للأراضي السورية.

وعد الصحفي عقيل حسين، كلمة شقيق أحد شهداء بلدة كويا موقفا رهيبا يؤكد مجددا تمسك الشعب السوري بهويته وكرامته وتدحض زيف الادعاءات الإيرانية والإسرائيلية بحق هذا الشعب العظيم.

وقال أنس الدغيم، إن شهداء كويا حجّةُ اللهِ على الراضين بالهوان، المستسلمين للأمر الواقع، والقاعدين عن النُّصرةِ ولو بالكلمة، في وجه إسرائيل.

وأعاد الباحث السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، نشر المقطع قائلا: "موقف بطولي من أهالي سوريا الكرام، بعد اشتباكات مع قوات العدو الإسرائيلي التي توغلت في درعا، واستشهد على إثرها سبعة شهداء سوريين.

وأضاف: "حمى الله سوريا، شعباً ودولة، من إسرائيل، وكل من أراد بسوريا سوءا".

المجتمع الدولي

وتحميلا للمجتمع الدولي والأنظمة العربية مسؤولية ما تشهده سوريا من عدوان وتصعيد إسرائيلي، دعا الصحفي السوري جميل الحسن، للجم حكومة النتنياهو وتجنيب المنطقة حمام دماء جديد، موجها رسالة إلى الاحتلال قائلا: "سوريا الحرة هي ليست سوريا الأسد".

وقال الصحفي مهاب ناصر: "لا تزال درعا تبذل الدماء وتدفع الأثمان الغالية من أبنائها دفاعاً عن كرامة السوريين. لم يعد السوريون يحتملون استفزازات قوات الاحتلال ودخولها إلى قراهم ومدنهم دون وجه حق منذ أشهر ودون مقاومة".

وأضاف: "لذلك شاهدنا ما حصل اليوم في بلدة كويا، بينما يقف المجتمع الدولي متفرجا وعاجزا عن وقف انتهاكات إسرائيل"، مؤكدا أن "مع استمرار هذا الصمت سيظل السوريون متمسكين بحقهم المشروع في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم".

ووصف أحد المغردين الأحداث التي شهدتها قرية كويا، بأنها "تطورات بالغة الخطورة" تؤكد كلما زاد الصمت والخنوع العربي والإسلامي على جرائم العدو فلن ترفع الأمة رأسها.

وقال أحمد يوسف، إن العدوان الذي حدث في درعا تطورات بالغة الخطورة تؤكد ما نقوله كل يوم، كلما زاد الصمت والخنوع العربي والإسلامي على جرائم العدو وتغوله في غزة زادت عنجهيته وإرهابه في دول الطوق.

الكلمات المفتاحية