حل الدولتين على طاولة الأمم المتحدة.. إنجاز تاريخي أم غطاء جديد للاحتلال؟

"منتهى السخافة أن العالم مازال يتسلّى بنقاش حلّ الدولتين مع كيان مجرم"
بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادته لقطاع غزة، ويصعّد عدوانه على الضفة الغربية المحتلة ويستمر في سياسة التوسع الاستيطاني بطريقة غير مسبوقة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية واسعة قرارا لإحياء حل الدولتين بين الكيان الإسرائيلي المحتل والفلسطينيين.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 12 سبتمبر/ أيلول 2025، قرارا يؤيد "إعلان نيويورك" الرامي إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعزيز حل الدولتين لتحقيق التسوية السلمية لقضية فلسطين.
وتم اعتماد إعلان نيويورك بالجمعية العامة، بخصوص إقامة دولة فلسطينية بـ142 صوتا، مع معارضة 10 وامتناع 12 عن التصويت، حيث تم الإقرار بأغلبية ساحقة إعلانا يحدد خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
وجاء الإعلان المكوّن من سبع صفحات بمثابة ثمرة مؤتمر دولي، كان قد انعقد في الأمم المتحدة، خلال يوليو/ تموز 2025، استضافته السعودية وفرنسا بخصوص الصراع المستمر منذ عقود، فيما قاطعت كل من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي هذا المؤتمر.
وصدر عن المؤتمر "إعلان نيويورك" بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من الوضع القائم منذ عام 2012، وهو "دولة مراقب غير عضو".
ويتضمن "إعلان نيويورك" الاتفاق على "العمل المشترك لإنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بناء على التطبيق الفعال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة".
وأكد "رفض أي أعمال تؤدي إلى التغييرات الإقليمية (المتعلقة بالأرض) أو الديموغرافية (السكانية)، بما في ذلك التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".
كما جدد الإعلان "إدانة جميع الهجمات من أي طرف ضد المدنيين، بما في ذلك جميع أعمال الإرهاب والهجمات العشوائية وكل الاعتداءات ضد الأعيان المدنية والأعمال الاستفزازية والتحريض والتدمير"، مشيرا إلى أن "أخذ رهائن (أسرى) محظور بموجب القانون الدولي".
وأدان "الإعلان الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك استهداف البنية الأساسية المدنية والحصار والتجويع وصولا إلى كارثة إنسانية مدمرة من ناحية، والهجمات التي ارتكبتها حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 من ناحية أخرى".
بدورها، رحبت فلسطين باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يؤيد "إعلان نيويورك" بشأن حل الدولتين، وأشارت إلى أن "هذا القرار هو الأول للجمعية العامة بدورتها الـ 80"، مشيدة بـ"دور جميع الدول التي رعت ودعمت وصوتت لصالح القرار، كي يصبح إعلان نيويورك وثيقة رسمية أممية".
وطالبت "بتنفيذ مخرجات المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والضغط على إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، لوقف عدوانها ووقف إطلاق النار ووقف المجاعة التي تستخدمها كسلاح حرب، ومنع التهجير القسري، والإفراج عن الأسرى والرهائن".
فيما رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي القرار بذريعة أنه لا يتضمن أي إشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "منظمة إرهابية"، على حد زعمها، مدعية أن القرار "لا يتطرق إلى حقيقة أن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب، من خلال رفضها إعادة الأسرى ونزع سلاحها".
وزعمت أن "القرار لا يقرّب فرص السلام، بل يشجع حماس على مواصلة الحرب"، مقدمة الشكر للدول التي عارضت القرار أو امتنعت عن التصويت.
ورحبت دول ومنظمات عربية وإسلامية، منها السعودية وقطر والكويت ومصر والأردن، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، عادّة ذلك دعما جديدا للحقوق الفلسطينية وخطوة نحو تنفيذ حل الدولتين.
وتباينت ردود فعل الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بين الترحيب والإشادة في مقابل التشكيك في جدية التنفيذ والحديث عن التحديات التي تواجه ذلك وتصل إلى تحقيق تسوية سلمية عادلة خاصة في ظل التصعيد المستمر.
وعدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حل_الدولتين، #الأمم_المتحدة، #إعلان_نيويورك، وغيرها، حل الدولتين "فخا جديدا" يعني الاعتراف بدولة أخرى غير الدولة الفلسطينية، ويضفي شرعية على الوجود الإسرائيلي ويحول الأراضي الفلسطينية لدولة إسرائيلية شرعية وقانونية.
في المقابل، رحب ناشطون باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار حل الدولتين وعدوه "إنجازا تاريخيا" له ثقل سياسي ومعنوي يزيد من العزلة الدبلوماسية للاحتلال ويتجه نحو تسوية سلمية وعادلة للقضية الفلسطينية، مستنكرين رفض بعض الدول وامتناع أخرى عن التصويت.
ترحيب وحفاوة
وفي حفاوة وترحيب بالقرار الأممي، قال عبدالله الخريف: "ولله الحمد اقترب تنفيذ قرار حل الدولتين بدولة فلسطينية عاصمتها القدس بمبادرة سعودية فرنسية وغضب إسرائيلي كبير".
وقال الشيخ وعي: "نحمد الله على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم لحل الدولتين، والذي نعدّه خطوة سياسية مهمة"، ومعربا عن تطلعه إلى "استصدار قرار من مجلس الأمن بهذا الخصوص ليكون ملزما للمجتمع الدولي".
ووصف محمود خليل، قرار الأمم المتحدة بتأييد إعلان نيويورك لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية بأنه "إنجاز تاريخي"، لكنه يصعب تنفيذه كألف قرار أممي سابق بشأن فلسطين، يكسوها الغبار.
وعد ناجي الشهابي تصويت الأمم المتحدة بأغلبية 142 دولة لصالح حل الدولتين انتصارا تاريخيا لفلسطين وصفعة قوية لواشنطن وتل أبيب، مؤكدا أن القرار "تحول إستراتيجي وهزيمة للسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال".
ورأى راشد معروف القرار الأممي "أقوى وأهم خبر عالمي، وسابقة غير متوقعة وحدث تاريخي كبير"، وعده إهانة كبيرة لأميركا التي أصبحت في هذا الموقف "وحيدة وعارية من الحلفاء".
وأشار إلى أنه حتى الدول الثماني التي صوّتت ضد القرار بجانب أميركا هي دول صغيرة وغير معروفة، ولا تمتلك أي نفوذ أو هيمنة، بل يمكن القول إنها اشترت أصواتها.
وقال معروف: "طبعا، هذا التصويت سيُنقل إلى مجلس الأمن، الذي بدوره يصدر قرارا بحل الدولتين، ويُطرح للتصويت عليه.. وإذا استخدمت أي دولة حق النقض (الفيتو)، فلن يُعتمد القرار.. ولذلك من المتوقع، بل المؤكد أيضا، أن تستخدم أميركا الفيتو".
وأضاف أن "الأهم في الموضوع أن فلسطين كسبت القضية، وكسبت تأييد دول العالم، وهذا يكفي لاستمرار الضغط الدولي والمقاطعة لإسرائيل وعزلها دوليا حتى تخضع للحلول".
سخرية واستهزاء
وسخرية من امتناع بعض الدول عن التصويت على القرار الأممي، تهكم عاطف عبدالدايم قائلا: “معلش أنا تابعت أسماء الدول التي وافقت على حل الدولتين وأسماء الدول التي رفضت وأسماء الدول التي امتنعت عن التصويت، ملقتش اسم تونس التي كانت عاملة قافلة الصمود.. هي عندها ظروف ولا حاجة؟”
وتساءل مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية، مأمون فندي: “لماذا لا تقاطع الدول العربية والإسلامية على الأقل الدول الصغيرة من الدول العشرة التي رفضت التصويت بهدف تهديدهم بالتكلفة؟”
وعرض الكاتب محمد حسن العمري، قائمة بأسماء الدول العشر التي عارضت حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قائلا: "تعرف على عدوك!".
ونشر تامر قنديل، أسماء الدول الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، داعيا إلى فضحهم ومحاصرتهم.
ورأى أحمد عبدالدايم، أن إثيوبيا خانت القضية الفلسطينية بامتناعها عن التصويت لإعلان نيويورك بحل الدولتين رغم الإجماع الإفريقي على حل الدولتين، متسائلا: "كيف لدولة مقر الاتحاد الإفريقي أن تخون القرار الإفريقي".
وأشار إلى أن حل الدولتين حصل على إجماع دولي واعتماد الأمم المتحدة بعدد 142 صوتا مقابل رفض وامتناع 22 دولة عن التصويت، مما جعل إسرائيل على لسان نتنياهو تعلن بعدها رفضها لقيام دولة فلسطينية.
رفض وتنديد
وفي رفض للقرار الأممي وتسليطا للضوء على تبعاته وتفسيرا لمعناه وما قد يتبعه من تأثيرات على الفلسطينيين، رأت الصحفية مونيا عرفاوي، أن منتهى السخافة أن العالم مازال يتسلّى بنقاش "حلّ الدولتين" مع كيان مجرم ومارق لا يكترث لا لعهد ولا لميثاق ولا يلتزم لا بقانون ولا باتفاقية.
وذكرت أن اليمين المتطرّف الذي يقود الكيان قال ألف مرة إنه ضد كل اتفاقيات الإذلال السابقة، بما في ذلك "أوسلو" التي يتعامل معها البعض كمقدس، مؤكدة أن أوسلو "ما زالت فقط عالقة في ذهن أبو مازن ومن والاه".
وتساءلت عرفاوي: "هل هناك خطوة أعمق من أوسلو في حلّ الدولتين؟"، وأجابت: "لا يوجد.. ولكن أين انتهت أوسلو.. إلى مهزلة حقيقية!!".
وأكدت أن اليمين المتطرف مزّق أوسلو تمزيقا ورماها في أول سلة مهملات، مشيرة إلى أن المستوطنات التهمت الضفة الغربية، و"فتيان التلال" الذين فاقوا عصابات الهاغاناه إجراما ووحشية لا يعترفون أبدا بالاتفاقيات ويعبثون بالحدود المرسومة بالحبر وتجاوزوا في ذلك كل المناطق "أ" و"ب" و "ج".
وتجدر الإشارة إلى أن فتيان التلال تنظيم استيطاني إسرائيلي متطرف يعمل في الضفة الغربية، ويعد من أكبر الجماعات دموية وتطرفا، نشأ بهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية خاصة التلال والجبال عن طريق انتزاعها بالقوة وطرد المزارعين منها.
وأوضحت عرفاوي، أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من فتيان التلال.
وقالت: إن فتيان التلال لم يعودوا جحافل متطرفة تجوب التلال وتحاصر أصحاب الأرض وتحوّل حياتهم الى جحيم، تسمم المياه وتقتل الحيوانات وتهدم البيوت وتقتلع الزيتون وتطلق النار دون سبب تحت حماية دولة الاحتلال، فحسب.
وأكدت عرفاوي، أن فتيان التلال أصبحوا هم الدولة واجتمع التطرّف الفكري بالعقيدة المنحرفة في لحظة مروّعة من التاريخ، حيث ترفع التوراة وترّهات الحاخامات وخرافات التلمود على فوهات المدافع.
وتساءلت: "كيف يمكن أن تقنع هؤلاء بالحل الدبلوماسي؟ من سيفرض حلّ الدولتين.. من يجرؤ؟"، لافتة إلى أن الكيان يشهر في وجه الجميع خريطة إسرائيل الكبرى ويرى زعيمه السفاح أنه "في مهمة مقدسة لتطبيق وصايا الله إلى موسى، بينما أنت تهذي بحلّ الدولتين".
وأعرب عماد الملحم عن أسفه على أنه كلما تصاعدت حدة الإدانات الدولية للكيان وكلما اتخذت قرارات أممية لصالح قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ونحو تأييد حل الدولتين، استفاد منها العدو ووجدها حافز لمزيد من إجراءات تمدد وتعزيز الاستيطان والقضم والضم والعربدة والإبادة.
وأكد أن العلّة في ذلك والسبب هي موقف سلطة "احمونا" وكذلك مواقف الأنظمة العربية خاصة دول طوق فلسطين المحاذية، وهزال دور مقاومي خارج فلسطين؛ لأنهم الأشبه بظاهرة صوتية لا غير.
واستنكر المحلل السياسي ياسر الزعاترة، قول نائب رئيس السلطة الفلسطيني حسين الشيخ، في ترحيبه "باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع القرار المؤيّد لإعلان نيويورك بشأن تنفيذ حلّ الدولتين"، إن ذلك "يشكل خطوة مهمّة نحو إنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وقال: "كأن شعبنا لم يحصل على قرارات مشابهة، بل أكثر قوة وأهمية من قبل، فيما كان الاستيطان والتهويد يتصاعد، فيما يتسارع الضمّ والتهجير راهنا، مع عربدة صهيونية في إعلان الموقف من رفض (الدولة الفلسطينية)، بعيدا عن لعبة الاستدراج القديمة".
وأكد الزعاترة، أن كل عقلاء الأرض يدركون أنه لا وجود لغُزاة يرحلون من دون أن تغدو كُلفة وجودهم أكبر من قدرتهم على الاحتمال، أما الرحيل بالاستجداء و"التنسيق الأمني"، ومطاردة المقاومة، فهو اختراع تتفرّد به عُصبة "احمونا" الفتحاوية!.
وأعرب الإعلامي حفيظ دراجي عن رفضه حل الدولتين، قائلا: إنه في انتظار مؤتمر الاعتراف بدولة فلسطين المقرر بعد أيام.
وذكر أن الجمعية العامة تبنّت عام 2024 قرارا بشأن إقامة دولة فلسطين بأغلبية 172 صوتا، أي أكثر بكثير من الأصوات المسجلة اليوم، لكن على الأرض إسرائيل تمددت وتغولت أكثر، واحتلت مزيد من الأراضي الفلسطينية.
وأضاف دراجي: "لذلك أنا شخصيا أرفض حلّ الدولتين لأنني لا أعترف سوى بدولة واحدة هي دولة فلسطين.. أما المرتزقة، فعليهم أن يعودوا من حيث أتوا أو أن يقيموا دولتهم في إحدى الدول التي تدعمهم".
إنجاز وهمي
وقال رأفت بدران: “مازال مسلسل الجمعية العامة للأمم المتحدة مسلسل هابط قديم.. الكل فرحان باعتماد حل الدولتين.. ممكن حد يقولي مين اللي هينفذ القرار؟”
وأضاف: "142 دولة اعتمدوا القرار و10 رفضوا وإسرائيل بتضحك لأنها لن تنفذ أي قرار يصدر من جمعية أبسط ما يقال عنها إنها مسرح للعروض الهابطة.. اصحوا ياعرب اصحوا يا مسلمين اليهود بيحاربوكم عن عقيدة يهودية مزيفة".
ووصف محمد رديني، حل الدولتين بأنها "فكرة خبيثة" وتعني القبول ضمنيا بدولة إسرائيل، مؤكدا أنه "لا يجوز شرعا التخلي على شبر من فلسطين بلد الإسراء والمعراج".
وأكد أحمد محمد السياغي، أن حل الدولتين عبارة عن تشريع جديد للبؤرة الاستيطانية الغربية في الأراضي العربية المسماة إسرائيل وهو سقوط أخلاقي للدول العربية والإسلامية للاعتراف بهذا الكيان اللقيط بأنه دولة على أراضٍ عربية والحقيقة ليس هناك غير دولة واحدة فقط عربية اسمها فلسطين.
وأكد طارق المطيري، أن "حل الدولتين" يعكس نفس الفشل الذي يكرره النظام العربي حين يقدم حلولا تجاوزها الزمن ولا قيمة لها.
وأشار إلى أن حل الدولتين يذكر بما سمي "المبادرة السلام العربية" حين أطلقها العرب في بيروت عام 2002، وداست الدبابات الصهيونية على المبادرة بعد 10 أيام باجتياحها جنين وتدميرها وارتكاب مجزرة مروعة فيها على مقربة من مقر اجتماع النظام العربي في بيروت.
وقال المطيري: "لا يمكن أن نتوقع أي حلول من سبب المشكلة".
واستنكر الأكاديمي حمود النوفلي حفاوة البعض بإنجاز وهمي فحواه اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بحل الدولتين بـ142 صوتا، في تراجع كبير عن تصويت السنة الماضية بموافقة 172 صوتا.
وأشار إلى أن سبب التراجع لأن القرار الحالي به اعتراف بالكيان الصهيوني كدولة وبه نص يجرم المقاومة دوليا.
وأكد أن هذا القرار لا يمثل أهل الأرض وهو ليس ملزم أصلا، والأجمل أن الكيان الصهيوني لا يعتد به أبدا لأن هدفه أبعد من أرض فلسطين، وسيأتي اليوم الذي سيحرر أهل الأرض أرضهم دون الحاجة لوصاية من العرب أو دعمهم للصهاينة بهدف الحصول على صفقات عسكرية وسياسية.
وقال النوفلي، إن "فلسطين ومعهم الأحرار من إيران والعراق واليمن ولبنان سينتزعون حقهم بالقوة وسينهون وجود هذا السرطان الذي يحاول البعض تثبيته لأجل حمايته من خصومه السياسيين".
وأضاف أن “فلسطين والقدس ليس للبيع وليس مكان للحصول على صفقات بالحصول على الحكم أو الصفقات العسكرية، فلسطين بها رجال يؤمنون بوعد الله بنصرهم على اليهود طال الزمان أو قصر دون أي اعتراف”.
وأكد النوفلي أن "هذا ما وجب توضيحه للشعوب حتى لا يسوق لها الوهم والهوان والبيع لأرض فلسطين على أنه إنجاز".