وفاة شعبان الشامي بعد إعدام الأبرياء.. وناشطون: اليوم تنعقد جلسته الأولى

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

على نطاق واسع تفاعل ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الرئيس السابق لمحكمة جنايات القاهرة، القاضي شعبان الشامي، الشهير بلقب "قاضي الإعدامات"،  في 11 مايو/أيار 2025، بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر 72 عاما.

والشامي قاض مصري بدأ مسيرته المهنية وكيلا للنيابة، ثم كُلَّف بالنظر في قضايا كبرى، وذاع صيته بعد إطاحة رئيس النظام المصري الحالي عبدالفتاح السيسي بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، لإصداره أحكاما بالإعدام بحق مئات المعارضين، من بينهم مرسي نفسه.

وبرز حضور الشامي في المشهد القضائي المرتبط بالقضايا السياسية حتى اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وكُلِّف مجددا بالإشراف على قضايا تتعلق بمعارضي النظام، قبل وبعد الإطاحة بمرسي في يوليو/تموز 2013.

وتولى قاضي الإعدامات معظم القضايا التي حوكم فيها مرسي وقادة الإخوان المسلمين، وقضى بالإعدام على أكثر من 120 شخصا من رافضي الانقلاب العسكري، وارتبط اسمه منذ بداية عمله بكثير من القضايا التي أثارت الرأي العام.

ومن أبرز القضايا التي تسلمها الشامي وقضى فيها بالإعدام قضيتا ما عرف بـ"التخابر مع حماس"، و"الهروب من سجن وادي النطرون"، كما أنه صاحب حكم إخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في قضية الكسب غير المشروع.

وأمر الشامي بمنع قيادات جماعة الإخوان المسلمين من التصرف في أموالهم، وأيّد سجنهم بتهمة إهانة المحكمة وأبرزهم الداعية صفوت حجازي. 

وأصدر حكما شهيرا في 16 يونيو/حزيران 2015 بالإعدام على 16 متهما في قضية "التخابر مع حركة المقاومة حماس". 

وقضى الشامي بإعدام مرسي وخمسة آخرين من قيادات الإخوان حضوريا في القضية المعروفة إعلامياً بـ"اقتحام السجون"، وعلى 94 آخرين بالإعدام غيابيا، منهم الداعية الإسلامي الراحل يوسف القرضاوي، ووزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود.

كما أصدر حكما بمعاقبة 25 متهما بأحكام تتراوح بين السجن المشدد والمؤبد، بدعوى اتهامهم بـ"التخطيط لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة الحيوية"، وآخر بإعدام 26 متهما في قضية "التخطيط لاستهداف المجرى الملاحي لقناة السويس"، دون سماع مرافعة الدفاع عن المتهمين.

 كذلك، أصدر حكما بسجن 20 من قيادات الإخوان سنة مع الشغل خلال نظر قضية "اقتحام السجون"، لمجرد أنهم أداروا ظهورهم للمحكمة اعتراضا على وضعهم في قفص زجاجي عازل للصوت.

وذكر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قاضي_الإعدامات، #شعبان_الشامي، #قاضي_السماء، وغيرها، أنه رحل تاركا خلفه سجلا حافلا من الأحكام الجائرة والمواقف المثيرة للاشمئزاز.

جنازة خاوية

وتفاعلا مع الخبر، كتب عبدالحميد قطب: "القاضي شعبان الشامي الذي حكم في يوم واحد على أكثر من 500 بريء بالإعدام شنقا، لم يحضر جنازته سوى 15 شخصا فقط لا غير.. وعند الله تجتمع الخصوم".

من جانبه، ذكر يوسف الدموكي: "وقُبض خرتيت القضاء، خنزير الإعدامات، قاضي مصاصي الدماء، قُبض سارق الأعمار، ولص الحقوق، ومُصادر الأملاك، قُبض محامي الشيطان، ووكيل إبليس، وسفاح الأطهار، قُبض مغتال البراءة، وعدو البراءة، وخصيم البررة. يا أيها المعذبون في الأرض، اليوم نُزعت روح شعبان الشامي. أإلهٌ مع الله؟!".

وأضاف: "اليوم انتهى إخلاء السبيل، وبدأ سجن أبدي، وشرعت محاكمة السماء، وعدالة الحق، واقفا من دون أحد، فردًا، ذليلًا، عاريًا، ليس يرافقه حرسٌ، ولا يزينه وشاحٌ، ولا يعصمه ملك، اليوم تنعقد الجلسة الأولى، متصلةً بذاتها حتى معقد الثانية، في يوم القيامة، ولو بعد مليون عام، يسَّاقط لحمه فلا يموت، ويسيح جلده فلا يهلك، وتنسحق عظامه، فيبدَّل بكل شيء شيء غيره، ليذوق العذاب".

ورأى هيثم أبو خليل، أن جنازة شعبان الشامي عبرة لمن يعتبر، مذكرا بأن السلطة وفرت له جناحا فاخرا في فندق الدفاع الجوي وطقم حراسة مكونة من 3 سيارات ترافق سيارته للمحكمة والعودة للفندق عندما كان يحكم على الأبرياء بالإعدام.

وقارن بما فعلته السلطة معه عندما مات، حيث برز الغياب الرسمي الكامل للجنازة، وعشرات من الأقارب، ومعهم رفيق دربه في الظلم والإجرام محمد شيرين فهمي!

بدوره، قال علي بكري: "مات القاضي شعبان الشامي، وقبله القاضي معتز خفاجي ولن ينفعهم السيسي الذي استعملهم في البطش والتنكيل بآلاف الأبرياء.. رحلوا وبقيت صحائفهم شاهدة على ما اقترفوه.. رسالة لكل من باع ضميره: النهاية معروفة، وكفى بالموت واعظا".

وتساءل أحمد عطوان: "هل شاهدتم جنازة قاضي الإعدامات ذهب إلى لقاء ربه وحيدا.. بلا صولجان ولا حراسات، يشيعه بضعة نفر من العامة، لم يشيعه مسؤولون ولا وزراء، لم يحضر جنازته سيسي ولا بيصي، كلهم أنكروه ولو حضروا ما نفعوه".

وأضاف أن القاضي "مات بعدما باع دنياه بدنيا غيره، وتشيعه لعنات المظلومين ودعوات المضطهدين فهم ذوو الحق وشهداء الله في الأرض"، داعيا عليه بالقول: "اللهم عامله بعدلك وانتقم لمن ظلمهم واشف صدور قوم مؤمنين".

وعرضت آيات عرابي صورة للشامي، قائلة "الحمد لله رب العالمين على نفوق هذا المجرم عتيد الإجرام الذي سيقابل الله ويداه ملوثتان بدماء الأبرياء وسيختصمه العديد من الأبرياء الذين ألقى بهم في ظلمات معتقلات العسكر ليرضي أسياده العسكر".

ووصفت الشامي بأنه "أحد جوقة قضاة العسكر المجرمين الذين يطوعون القانون لخدمة الطغاة المجرمين"، مؤكدة أن ‏"الهالك الشامي كان يصدر الأحكام بناء على اتصال تليفوني".

“ما زرعت يداك”

من جهته، عرض الصحفي أحمد سمير، صورة للشامي وهو يصرخ على المعتقلين خلال أحد المحاكمات، قائلا له: "اليوم تقف أمام الحي القيوم؛ العدل المطلق؛ تأكد لن تنفعك المناصب وإن صرخت كما كنت تفعل: أنا رئيس محكمة جنايات مصر".

وأضاف مخاطبا الشامي: "أحصد ما زرعت يداك؛ ليس تأليا على الله سبحانه؛ ولكن ثقة في عدله سبحانه وتعالى".

وأصدر الشامي أثناء جلسة المحاكمة الهزلية للرئيس مرسي وآخرين في قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، في أبريل/نيسان 2014، حكما يقضي بمعاقبة الداعية الإسلامي صفوت حجازي بالحبس سنة مع الشغل، بدعوى اتهامه بـ"إهانة القضاء".

وأفاد حينها مصدر قضائي بأن حجازي خاطب رئيس المحكمة القاضي شعبان الشامي، أثناء نظر القضية، باسمه مجردا قائلا له: “إيه (ماذا) يا شعبان؟!” وذلك في أعقاب قيام رئيس المحكمة بالنداء على مرسي باسمه فقط دون لقبه.

وتذكيرا بالحكم، روت نوسا المريغي الواقعة، مشيرة إلى الشامي خاطب الرئيس الشرعي قائلا محمد يا مرسي، فرد عليه حجازي: “ايه يا شعبان! اسمه الدكتور مرسى..ترضى حد يقولك شعبان يا شعبان؟”

ولفتت إلى أن القاضى الشامي عاقب حجازي بالسجن سنة، موضحة أن حجازي قال له: شكرا يا شعبولا.

تلعثم بالقراءة

من جانبها، وصفت شيرين عرفة، الشامي بأنه "كان بغيضا.. ذميما.. عنيفا.. ظالما.. مُتجبرا.. سليط اللسان، فاشلا في القراءة والبيان، حذاء في قدم السلطة، وسيفا مُسلطا على رقاب العباد، ثم هَلَك، فارتحنا منه.. والحمد لله".

وأكد جهاد غاضب، أن الشامي كان جاهلا بالقانون والقراءة والكتابة، قائلا: "لكن ماهرا في إرضاء الظالمين، استعملوه لسجن وإعدام الشرفاء، وحين مرض أهملوه وتركوه لمصيره".

وعلق المغرد السيد، على تغريدة للإعلامي أحمد موسى، قائلا له: "على فكرة أخوك شعبان الشامي الذي لا يجيد قراءة آية من القرآن الكريم هلك ونفق اليوم!! ألا تتعظون ربنا ياخدكم".

 

وعرضت إيما، مقطع فيديو لقاضي الإعدامات وهو يتعثر في القراءة، ساخرة بالقول: "تخيل ده كان قاضي والمفروض من النوابغ مش عارف يقرأ المكتوب له.. 

قاضي بيحكم ف قضايا كبيرة يبقي بالمستوي الرديء ده؟؟؟!!"

فيما قال قطب العربي: "قد يكون لهذا الرجل (المستشار شعبان الشامي) محاسن لا نعلمها، لكننا نعلم مساوئه، بل جرائمه بحق الإنسانية، لقد أهدر دماء ذكية بأحكام هزلية لم يحسن حتى قراءة منطوقها (أهدر دماء اللغة العربية كما أهدر دماء البشر الأبرياء)".

وأكد أن هذه الدماء تنتظره في محكمة العدل الإلهية يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، مضيفا: "لقد مات الرجل اليوم وترك خلفه أحكاما تلعنه، ومظاليم يشكونه إلى ملك عادل، ودعواتهم معلقة في السماء ينصرها الله ولو بعد حين".

ذوو الشهداء

من جهته، نشر أحمد النجل الأكبر للرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، صورة لأبيه الذي حكم عليه قاضي الإعدامات بالإعدام، معلقا عليها بالقول: "المستشار شعبان الشامي ولازال لنا عند الله لقاء".

وقال إبراهيم عز الدين: "من فترة القاضي معتز خفاجي مات، والنهارده شعبان الشامي حصله، ودول كانوا من ضمن قضاة مختارين بعناية عشان يكونوا ايد النظام اللي بتحبس المعارضين باسم القضاء".

وأضاف: "أكتر من مرة معتز خفاجي جدد حبسي من غير ما يشوفني أصلا، أو تتاح ليا فرصه حقيقية في الدفاع عن نفسي".

وتابع عزالدين: "فاكر معتز خفاجي كان طلب إجازة أو مكافأة من الحكومة والموضوع اترفض، راح تاني يوم دخل المحكمة وحكم بإخلاء سبيل كل المتهمين واللي تخطوا 500 متهم في اليوم ده، وكل الصحف قالوا النظام بدأ مصالحة، وتاني يوم كل المتهمين اتدورا في قضايا تانية، عشان سيادة القاضي كان بيعاقب الحكومة وبيقولهم والله هخرج كل المساجين".

واستطرد: "احنا حقيقي بنعيش في أوسخ حقبة قضائية شافتها مصر".

ونقلت حنان العبدالله، تعليق إحدى الأمهات في مصر على نفوق القاضي شعبان الشامي، مشيرة إلى أنه حكم على الرئيس الدكتور محمد مرسي بالإعدام وظلم عددا كبيرا من شباب مصر.

وأوضحت أن الأم قالت: "ابني وكل الشباب المحبوسين على ذمة قضايا التضامن مع فلسطين ليسوا مجرمين ولا إرهابيين، بل ضمائر حية تحركت من أجل العدالة والحرية ورفض العدوان".

وأشارت العبدالله إلى قول الأم إن ابنها والمعتقلين: "مكانهم بيننا، في بيوتهم وأحضان أمهاتهم، مش خلف القضبان.. التعبير عن الرأي مش جريمة، والدعاء لفلسطين مش تهمة، والوقوف مع المظلومين شرف ما يستحقوش عليه العقاب".

وكتب سامي كمال الدين: "وصلتني رسائل من بعض أهالي ضحايا أحكام القاضي شعبان الشامي -التي أبطلها نظام السيسي نفسه بعد ذلك- بأني عبرت عما يجيش بداخلهم من أذى تعرضوا له وقلت ما أرادوا قوله.. للأسف لم أقل شيئا يوازي 1% من آلام الناس.. هناك فرق بين رهبة الموت وظلم الناس".