طوفان طلاب أميركا يطيح برئيسة جامعة كولومبيا.. وناشطون: لا عزاء للمتصهينين

"شفيق كانت عبارة عن حقد أسود ضد كل ما هو فلسطيني وعربي"
بصورة لافتة، احتفى ناشطون باستقالة رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، من منصبها بعد عام واحد فقط، وذلك على وقع احتجاجات طلابية عارمة مناهضة لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك أعلنت في 14 أغسطس/آب 2024، استقالتها من منصبها بعد أشهر من الاحتجاجات التي اجتاحت حرم الجامعة ضد الحرب، لافتة إلى أن فترة ولايتها كان بها اضطرابات وكان من الصعب التغلب على وجهات النظر المتباينة.
وأضافت شفيق ذات الأصول المصرية: "لقد أحدثت هذه الفترة خسائر فادحة لعائلتي، كما حدث مع آخرين في مجتمعنا، وخلال الصيف، تمكنت من التفكير وقررت أن انتقالي في هذه المرحلة من شأنه أن يمكن الجامعة من اجتياز التحديات القادمة".
وجاء قرار شفيق في أعقاب دعوات متزايدة طالبتها بالاستقالة بسبب طريقتها السيئة في تعاملها مع الاحتجاجات.
وشهدت جامعة كولومبيا في أبريل/نيسان 2024، احتجاجات طالب خلالها الطلاب الجامعة التي لديها برنامج تبادل مع تل أبيب، بمقاطعة جميع الأنشطة المرتبطة بالاحتلال، ونصبوا عشرات الخيام في الحرم الجامعي، وطالبوا بوقف المساعدات العسكرية الأميركية للاحتلال.
وبعد تعرضها لانتقادات من الجمهوريين في جلسة بالكونغرس اتهمتها بمعاداة السامية في الجامعة والإخفاق بحماية الطلاب اليهود، طالبت شفيق الشرطة بالتدخل في الحرم الجامعي لتنفذ حملة اعتقالات واسعة.
وأعرب ناشطون عن سعادتهم من استسلام شفيق وإعلان استقالتها وخروجها من الجامعة مذلولة فيما بقيت غزة صامدة وشامخة ومازالت تقاوم، مسلطين الضوء على الفرحة العارمة في صفوف الطلبة والناشطين الداعمين لفلسطين لحظة سماعهم خبر استقالتها.
ورفضوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على فيسبوك وإكس ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نعمت_شفيق، #تمرد_طلاب_امريكا، #جامعة_كولومبيا وغيرها استخدام لفظ "استقالة" وكأنها رغبة طوعية، مؤكدين أن شفيق تم طردها وإقالتها ومصيرها "مزبلة التاريخ".
حفاوة وترحيب
وتحت عنوان "خبر جميل"، أعرب المحلل ياسر الزعاترة، عن سعادته من إعلان شفيق استقالتها، مشيرا إلى أن الخبر جاء قبل أسابيع من بدء العام الدراسي، والتوقعات بتفجّر الأوضاع إذا استمرّ العدوان، وتزامن ذلك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
وأكد أن الخبر سيضغط على أعصاب إدارة بايدن وهاريس، وعلى أعصاب "الكيان" وقادته ولوبيّاته أيضا، مشيرا إلى أن الاحتلال "كيان" أدمن الدعاية الكاذبة، وجاء "الطوفان" فأهال عليها التراب، وتركه عاريا أمام العالم أجمع.
ووصف الصحفي أبو بكر خلاف، إعلان شفيق استقالتها بأنه "خبر سار".
وقال عبدالرزاق الشايجي: "صباح الأخبار المفرحة"، مشيرا إلى أن شفيق استقالت من منصبها بعد ما أدّت الدور المطلوب منها بالسماح للشرطة بدخول الحرم الجامعي لإرهاب الطلبة على خلفية إبادة دولة الاحتلال لغزة.
وكتب محمد باسل: "نعمت شفيق استقالت وسيبقى مصيرها شاخصا كعبرة، حصيلة كلاسيكية للنذالة وإعانة الاستبداد والسكوت عن الحق، فقدت احترام المجتمع الأكاديمي وثقة الدوائر اليمينية في آن، ولم يشفع لها موقفها من المظاهرات ولا صمتها على سفالات النواب الجمهوريين ومسايرتها إياهم في خلط الدين بالسياسة والعلم".
وقالت المغردة علياء: "سقطت مينوش .. سقط جسر الصهيونية".
وقال الداعية محمد الصغير، إن الطوفان يجرف المتعصبة نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا بعد مواقفها المخزية من مظاهرات طلاب الجامعة ضد حرب الإبادة الجماعية في غزة.
وكتب المحامي محمود عفيفي: "باي باي نعمت شفيق .. استقالت من منصبها".
دور "مينوش"
وذكر ناشطون بدور شفيق المناوئ للطلاب المناهضين للاحتلال الإسرائيلي وتملقها للوبي اليهودي، إذ أصدرت تعليمات للشرطة بدخول الحرم الجامعي، ما أدى إلى اعتقال نحو 100 طالب كانوا يعتصمون بأحد مباني الجامعة.
وولدت شفيق، المعروفة إعلاميا باسم "مينوش"، في محافظة الإسكندرية المصرية في 1962، وانتقلت في 1966، عندما كانت في الرابعة من عمرها، مع أسرتها إلى أميركا بعدما تعرضت ممتلكات العائلة للتأميم في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
واستقرت الأسرة بداية في سافانا بولاية جورجيا، حيث عاصرت نعمت خلال طفولتها أحداث واضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة في الولايات المتحدة، مثل حرب فيتنام وظهور حركة الحقوق المدنية، والتحقت بعدة مدارس في فلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية خلال تلك الفترة.
وتتحدث اللغتين الإنجليزية والعربية بطلاقة، وتحمل الجنسيات المصرية والبريطانية والأميركية، وتخرجت في 1983 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ماساتشوستس-أمهيرست، حيث حصلت على بكالوريوس في الاقتصاد والسياسة.
وأوضح الكاتب داهم القحطاني، أن شفيق كانت عبارة عن حقد أسود ضد كل ما هو فلسطيني وعربي، مشيرا إلى أنها غادرت منصبها مطرودة من مجلس الأمناء.
وأوضح أنها غادرت منصبها خوفا من اندلاع تظاهرات طلابية تضم الطلبة من كل توجه بمن فيهم العرب واليهود ضد إجراءاتها القمعية المتخلفة التي حاول فيها اللوبي الصهيوني جعل نعمت حصان طروادة يتم من خلاله قمع التظاهرات الطلابية غير المسبوقة في مسألة دعم ضحايا الإبادة الصهيونية في غزة.
وأضاف القحطاني أن من يقرأ خطاب استقالتها يعتقد أنها الأم تيريزا فالتزييف فيه والكذب أتى بدرجة لا توصف، متوقعا أنها تم تعويضها بوظيفة بديلة كمكافأة لها على إجراءاتها الهستيرية ضد حرية الطلبة.
ورأت الإعلامية مريم البسام، أن استقالة مينوش وحدها لا تكفي، وأن المحاكمة واجبة، قائلة لها: "بينك ِوبين الطلاب حق وظلم ووشاية واستدعاء الشرطة وفصل لطلاب ظلموا لأنهم نطقوا بالغضب على الإبادة الإسرائيلية في غزة".
وأضافت: "نعمت شفيق المصرية الأصل الصهيونية الهوى أنتِ كاذبة وحاقدة ومزورة شهادات أمام لجان أميركية، وبعد الاستقالة فإن المعركة اليوم: خضوعكِ للمحاكمة، هذه جريمة كنتِ شريكا قذرا فيها، ولا يضيع حق وراءه طالب ثائر على ميزان عدالة مختل في العالم".
وذكرت الصحفية أمينة بن دحمان، بأن شفيق كانت قد أشعلت غضب الطلاب وأججت احتجاجاتهم واعتصاماتهم بمواقفها المناهضة لهم ولطلبهم وقف العدوان.
وأشار الإعلامي حافظ المرازي، إلى أن شفيق، كانت قد حظرت نشاط جمعيات الطلاب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية من العرب واليهود على السواء، ثم استدعت الشرطة لفض اعتصام طلاب الجامعة واعتقالهم بدعوى تعطيل العملية التعليمية وتهديد سلامة زملائهم وأساتذتهم اليهود المتعاطفين مع إسرائيل.
ولفت أستاذ العلوم السياسية خليل العناني، إلى أن شفيق استدعت الشرطة لقمع مظاهرات الطلبة وتسببت في إشعال موجة من المظاهرات الطلابية بأميركا وحول العالم.
وأكد الصحفي أمين محافظية، أن شفيق أول امرأة عربية ومصرية الأصل في هذا المنصب تغادر تاركة وراءها أسئلة حول حرية التعبير والتوازن في الحرم الجامعي.
وعرض كريم نجيب، صورة لشفيق، قائلا: "شايف حضرتك الحيزبون اللى في الصورة أدناه، دى اسمها نعمت شفيق من أصل مصري من أقباط المهجر ولها توجهات معادية لقضايا الأمة رئيسة واحدة من أعرق الجامعات فى أميركا جامعة كولومبيا".
وأضاف: "عندما ارتكبت إسرائيل المجازر فى غزة انتفض الطلبة فى حرم جامعة كولومبيا لإعلان سخطهم وغضبهم من جراء وحشية إسرائيل وقاموا بالاعتصام في حرم الجامعة فقامت الهانم بفصل الطلاب واستدعاء الشرطة التي قبضت على عدد كبير منهم قبل أن يتم إخلاء سبيلهم".
درس للمتصهينين
من جهته، رأى مدير معهد لندن للدراسات الإستراتيجية مأمون فندي، أن استقالة نعمت شفيق من جامعة كولومبيا تعني شيء واحد فقط: "حتى لو زحفت على بطنك وعملت خدك مداس لن يرضى عنك الصهاينة وفي الآخر تأخد بالجزمة وتروح"، ساخرا بالقول: "كنتِ فين يا كرامه لما اخترت اتهان!".
وعد الناشط أحمد القارئ، سقوط نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك درس للمتصهينين مفاده أن "جماعات الضغط اليهودية لم تعد قادرة على حماية عملائها"، مؤكدا أن "الطلبة ينتصرون. الحق ينتصر. فلسطين تنتصر".
وأكد الباحث نظير الكندوري، أن ما وقف أحد أمام حق فلسطين بالتحرر، إلا وكانت مزبلة التاريخ مستقرا له ولو بعد حين.
وأشار إلى أن استقالة شفيق جاءت رغم ما فعلت لإرضاء داعمي "إسرائيل" من قمع للاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل والمساندة لغزة، قائلا: "لتكن شفيق عبرة لكل المتصهينيين العرب".
وقال الكاتب سَري سمور: “ما أغنى عنك نفاقك وتملقك لمن هم في دينك قتلوا الناصري فارقدي في عارك على أطراف مزابل التاريخ لأن وسطها ينتظر من هو أعظم منك شأنا.”
وكتب محمد شكر: "رغم كل اللي عملته عشانهم.. نعمت شفيق أُجبرت على تقديم استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا.. خرجت من الباب الخلفي إلى مزبلة التاريخ وسابت وراها موقف مخزٍ وبُغض شعبي على مستوي العالم".
وأكد يوسف عبدالمقصود، أن الصهاينة يعاملوا عملاءهم كما لو كانوا مناديل حمام.
فرحة طلابية
وسلط ناشطون الضوء على الفرحة العارمة التي أبداها طلاب جامعة كولومبيا باستقالة شفيق.
وكان أكاديميون بجامعة كولومبيا قد دعوا في مايو/أيار 2024، إلى حجب الثقة عن رئيسة الجامعة نعمت شفيق، على خلفية طلبها تدخل الشرطة لفض مخيم الطلاب المناهض للحرب الإسرائيلية على غزة، وأدانوا دعوتها الشرطة لإخلاء قاعة هاملتون وفض المخيمات.
وأكد خبير إدارة الأزمات مراد علي، أن الأكثر أهمية من استقالتها، هو رد فعل الطلاب واحتفالهم بخلعها.
وتساءل: "ما قيمة أن تصبح مكروها من طلابك لهذه الدرجة؟ هل ترضى لنفسك أن تكون مفضوحا يبغضك الجميع من أجل منصب؟"، متمنيا أن يشاهد الأكاديميين الذين يخالفون ضمائرهم لإرضاء الفاسدين احتفال الطلاب.
وعرض رضا ياسين مقطع فيديو يوثق لحظة إعلانها الاستقالة وفرحة الطلاب.
وأشار إلى أن مينوش المتصهينة كانت من أسباب تفجّر حراك الجامعات الأميركية الذي من المتوقع أن يشهد موجة جديدة مع العودة للدوام بعد أيام.
وداعا علي حاتم، لمشاهدة ردة فعل المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الولايات المتحدة على خبر استقالة رئيسة جامعة كولومبيا مينوش، عارضا مقطع فيديو يوثق الحفاوة.
ونشرت الإعلامية سمر جراح مقطع فيديو لرد فعل طلاب جامعة كولومبيا عند سماعهم خبر استقالة رئيستها المكروهة جدا، داعية للاستعداد لأحداث تمرد طلاب أميركا حيث اقترب موعد عودتهم لمقاعد الدراسة.
وعلق علاء الروبي، على المقطع الذي نشرته جراح، قائلا: "ذهبت مينوش (نعمت شفيق) وبقي الأحرار، نعم دفعوا الثمن، لكن نالوا مرادهم".
وأشار صاحب حساب نحو الحرية، إلى الفرحة الجنونية لطلاب جامعة كولومبيا باستقالة شفيق، مشيرا إلى أنها مثّلت شفيق الذراع الأمني القمعي الذي تعامل مع اعتصامات الطلبة بقسوة مفرطة لم يكن لها مبرر، والآن إلى مزبلة التاريخ.