حرب التجويع تتواصل.. الأطفال الرضع يموتون وترامب يتلاعب والسيسي يبرر

منذ ١٤ ساعة

12

طباعة

مشاركة

جراء التجويع الممنهج الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على غزة لليوم الـ662، تصاعد أعداد الشهداء، وقالت لجنة الطوارئ في غزة: إن الكميات القليلة من المساعدات التي دخلت -وفق هدنة إنسانية أعلنتها إسرائيل- لم تغيّر شيئا.

وقال مسؤول في اللجنة في 28 يوليو/تموز 2025: إن الوضع الإنساني في غزة لم يشهد أي تحسن، مؤكدا أن ما دخل من مساعدات "لا يغطي احتياج نصف يوم من احتياجات القطاع".

وأضاف أن المطلوب من الأشقاء العرب تجاوز بيانات الإدانة، واتخاذ خطوات عملية وفورية لوقف الإبادة الجماعية والتجويع الذي يتعرض له السكان في غزة، وفق تصريحات لقناة الجزيرة.

وشدَّد المسؤول على أنه "إذا عجزت الحكومات العربية عن إدخال المساعدات، فعليها أن تفسح المجال أمام شعوبها لتتحرك وتعبر عن موقفها بحرّية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني".

بدوره، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال سمح بإدخال 87 شاحنة مساعدات إلى القطاع، مؤكدا أن غالبيتها تعرَّضت للنهب والسرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمدا.

وأضاف في بيان أصدره مساء 28 يوليو، أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مركّبة، بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، قبل أن يستهدف عناصر تأمينها التابعة للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصا.

وتابع بيان المكتب، "بعد التأكد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين".

وأشار إلى أن "عملية الإنزال الجوي المحدودة التي نُفّذت اليوم لم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات، وسقطت في مناطق قتال حمراء شرق حي التفاح وجباليا؛ حيث يوجد جيش الاحتلال، وهي مناطق لا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقا".

وأكد مكتب غزة أن ما يجرى في القطاع يُعد نموذجا واضحا وممنهجا على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بوعي إلى نشر الفوضى وهندسة المجاعة، ويمنع عمدا وصول المساعدات إلى مستودعاتها أو مستحقيها، بما يشكّل جريمة متعمدة ومستمرة بحق المدنيين المحاصرين.

وحمل الاحتلال والإدارة الأميركية "المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة والتجويع والفوضى المفتعلة والممنهجة"، مطالبا بتدخل دولي فوري وآلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات بما يحقّق مبادئ العمل الإنساني.

وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي من "خطر وشيك" بوفاة 40 ألف رضيع فلسطيني بالقطاع، جراء منع إسرائيل إدخال حليب الأطفال، مطالبا بفتح المعابر فورا ودون أي شروط، والسماح العاجل بإدخال حليب الأطفال والمساعدات الإغاثية.

وقال: إن "قطاع غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدّد حياة عشرات الآلاف من الأطفال الرُّضع، نتيجة استمرار الاحتلال في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما بشكل متواصل، في جريمة إبادة صامتة".

وفي تقريرها الإحصائي اليومي بشأن أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين جراء الإبادة الإسرائيلية، أعلنت وزارة الصحة في القطاع، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 59 ألفا و921 شهيدا، و145 ألفا و233 مصابا. 

وأفادت بأن المستشفيات وصلها خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 25 شهيدا وأكثر من 237 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1157 شهيدا، وأكثر من 7758 إصابة.

وقالت وزارة الصحة: "سجّلت مستشفيات قطاع غزة 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة، بينهم 88 طفلا".

من جانبه، أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوجود مجاعة في غزة، مستشهدا بمشاهد الأطفال الذين يموتون جوعا، وذلك في تراجع عن تصريح سابق رفض فيه وصف ما يحدث بغزة بأنه "مجاعة"، وتكذيب لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أنكر تفشّي المجاعة.

وقال ترامب في تصريحات صحفية أدلاها، رفقة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قبيل لقائهما في اسكتلندا: إن هناك مؤشرات إلى "مجاعة حقيقية" في غزة؛ حيث ينهش الجوع سكانه، مدعيا بأن بلاده "ستنشئ مراكز لتوزيع الغذاء في غزة بحرية دون قيود ودون بناء أسيجة".

وأضاف: "يمكننا إنقاذ أرواح الكثير من الناس، بعض أولئك الأطفال يموتون فعلا جراء الجوع.. أنا أرى ذلك ولا يمكن أن يكون هذا مجرد ادعاء.. نريد إطعام الأطفال.. أعني، بعض هؤلاء الأطفال، إنها مجاعة حقيقية".

وشدد ترامب على ضرورة أن تتحمل الدول الأخرى أيضا مسؤوليتها في تقديم المساعدة لغزة، مشيرا إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أبلغته خلال لقائهما في 27 يوليو، أن الدول الأوروبية ستزيد دعمها "بشكل كبير" في هذا الخصوص.

وفي محاولة لغسل يديه، قال رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي: إن القاهرة تتحرك منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، بالتنسيق الكامل مع الشريكين القطري والأميركي، لتحقيق ثلاثة أهداف مركزية، وقف الحرب، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى.

وأضاف في خطاب متلفز وصفه بـ"الرسالة إلى الداخل والخارج"، أن حديثه يأتي في "توقيت دقيق"، على ضوء ما يتم تداوله أخيرا من "كلام كثير"، في إشارة إلى حملات الانتقاد التي نالت الدور المصري في إدارة الملف الإنساني والحدودي مع القطاع.

وأفاد السيسي بأن الموقف المصري لا يزال ثابتا، ويرتكز على "التمسك بحل الدولتين كمسار وحيد لتسوية القضية الفلسطينية"، محذرا من أن "أي محاولة للتهجير ستؤدي إلى تفريغ هذا الحل من مضمونه".

وأشار إلى أن قطاع غزة يحتاج في الظروف الطبيعية، ما بين 600 إلى 700 شاحنة مساعدات يوميا، زاعما أن مصر عملت خلال الأشهر الـ21 الماضية على إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات، رغم التحديات الميدانية والقيود المفروضة.

وأضاف رئيس النظام أن معبر رفح ليس خاضعا فقط للسيطرة المصرية، بل يتأثر كذلك بالوضع الأمني على الجانب الفلسطيني، ما يستدعي التنسيق مع الجهات المسيطرة في غزة. 

وتابع: "لدينا حجم ضخم جدا من المساعدات جاهز للدخول"، مشددا في الوقت ذاته على أن "أخلاقنا وقيمنا لا تسمح بمنعها"، لكن دخولها "يتطلب تنسيقا من الطرف الآخر داخل القطاع".

وفي محاولة لطمأنة الرأي العام المصري الذي أبدى انتقادات متزايدة للدور الرسمي المصري في الأزمة، خصوصا فيما يتعلق بإغلاق معبر رفح أو تأخر المساعدات، ادعى السيسي أن "مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين لا يتغير ولن يتغير".

وهاجم ناشطون على منصات التواصل السيسي وتحدثوا عن دوره في غلق المعابر وتدمير الأنفاق وشراكته في تجويع الفلسطينيين، مستنكرين كل ما ساقه في خطابه من مزاعم وادعاءات بشأن موقفه تجاه غزة، ووصفوه بـ"خطاب الخائف والمهزوز والمرتعب". 

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تقتل_جوعا، #غزه_تموت_جوعا، #غزة_تناديكم، وغيرها، عن غضبهم واستيائهم من فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا صعد من المجاعة في القطاع، متداولين صورا ومقاطع فيديو توثق المجاعة. 

واستنكر ناشطون منع الاحتلال دخول حليب الأطفال وعمله على إبادة الرضع، صابّين جام غضبهم على ترامب الذي اعترف أخيرا بوجود مجاعة في غزة بعكس إنكاره السابق لوجودها، وتباينت ردود الفعل بين من أرجعه للضغوط الدولية ومن عدّه دليلا على خلافه مع نتنياهو.

المجاعة تتصاعد

وتنديدا بتصاعد المجاعة في غزة، عرض الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، مقطع فيديو لجحافل من الفلسطينيين أثناء ترقبهم توزيع المساعدات، قائلا: "هؤلاء ليسوا حجاجا يطوفون حول البيت الحرام، وإنما مجوّعين يطوفون حول شاحنة طحين!!".

ونشر الصحفي وائل أبو عمر، صورة توثق أحد مظاهر المجاعة، قائلا: "في اليوم الثاني لإعلان الهدنة المزعومة ودخول الشاحنات.. هذا هو المشهد وهكذا يتم إدخال الشاحنات بكمياتها القليلة جدا".

ووجّه الناشط يوسف أبوزرق، رسالة من قلب غزة إلى الأمة العربية والإسلامية، قائلا: "غزة تعيش بمجاعة حقيقية، والشاحنات التي دخلت إلى غزة لا تكفي لإطعام حارة، وتمَّ سرقتها من قِبل مجموعات منظمة تخدم جيش الاحتلال قبل أن تصل إلى مستودعات المؤسسات الإغاثية".

وعرض إبراهيم مسلم، مقطع فيديو يظهر رجلا جريحا يكافح لحمل كيس طحين لإطعام أسرته رغم إصابته في ساقه، بينما يجمع آخر ما تساقط على الأرض، وسط حرب التجويع الإسرائيلية المستمرة، واصفا ما يحدث بأنه "مؤلم".

إبادة الأطفال

واستنكارا لمنع الاحتلال دخول حليب الأطفال، قال الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق: إن "قوة نووية، في ظهرها الولايات المتحدة وبريطانيا، ومدعومة من خمس قوى عظمى بالمال والسلاح والأمن والاستخبارات، تخوض حربا شخصية ضد حليب الرضع وحفاضات الأطفال".

وأضاف: "هذه إسرائيل التي طبّعتم وتودون التطبيع معها يا عرب، هذه إسرائيل التي تعقد معكم الاتفاقات لتُهينكم أمام شعوبكم وتُخضعكم وتستلب إرادتكم، حدّ الإذلال…!".

ووجه وائل فؤاد نداء إلى كل النشطاء والإعلاميين العرب والأجانب، ليتحدثوا، ويتكلموا، ويرفعوا أصواتهم؛ لأن الأطفال الرُّضع (40 ألفا دون السنة الواحدة) على أعتاب الموت جوعا بسبب منع الاحتلال النازي المجرم إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما.

ونشر الصحفي محمد هنية، صورة لمجندة إسرائيلية تقف أمام قدميها حليب الأطفال الذي بات حلما مستحيلا، وبامبرز الصغار الذي أصبح أمنية بعيدة المنال، قائلا: "ووراءها صمتكم يُطيل أمد الجوع، ويبرر وجع الأمهات".

وأضاف: "هذه المجندة لا تحرس أمنا، بل تحرس حرمانا.. هذه المجندة… ليست وحدها، فخذلانكم يحرس معها بوابة الموت"، مستطردا: "طفولة تُذبح بحرمان الغذاء، ونسوة يُجردن من أبسط حقوق العناية".

وعلقت الإعلامية حنين ورديح، على إعلان أن 40 ألف رضيع في غزة على حافة الموت خلال ساعات، متسائلة: “هل هذا خبر؟ أم نشرة نعي جماعية مكتوبة بحبرٍ بارد؟، هل يُعقل أن يجوع الرضيع في حضن أمّه؛ لأن معبرا أُغلق؟ أم لأن العالم أغلق قلبه؟”

وتابعت: "هل يُصدّق أحد أن الموت الآن لا يأتي من القصف فقط، بل من غياب قطرة حليب؟ من رُضعةٍ لم تصل، ومن عالم يرى ولا يهتز؟"، قائلة: "نعم… في هذا الزمن، صار موت الرضع خبرا عاديا، مرّ كَنَسمة على شاشات مكتظة بالضجيج، وكأن بكاء أربعين ألف طفل لا يكفي ليوقظ إنسانا واحدا".

كلمة باهتة

وتنديدا بكلمة رئيس النظام المصري الأخيرة التي أطلقها ردا على الاحتجاجات المتصاعدة المنددة بالموقف المتخاذل مع غزة، وصفها الإعلامي قطب العربي، بالكلمة "الباهتة التي لا تسمن ولا تغني من جوع".

ورأى أن كلمة السيسي لم تقدم دفاعا مقنعا عن التخاذل المصري الرسمي تجاه غزة، وأظهرت مصر في موقف الضعيف المستكين في مواجهة عدو متجبر، يفرض كلمته متى  وكيف شاء.

وأكّد العربي أن هذه ليست مصر التي نعرفها، والتي كانت صاحبة مهابة في إقليمها، والتي نجحت في 2012 في وقف العدوان على غزة بكلمة منها، ولم تنتظر إذنا لفتح المعبر من جانبيه لدخول المساعدات طيلة أيام الأسبوع وساعاته.

ورأى الباحث المتخصص في النزاعات والاقتصاد السياسي محمود العيلة، أنه لولا مصر السيسي ما جاعت وحوصرت غزة، قائلا: "حين ننتقد مصر، فنحن ننتقد نظاما خرس أمام الإبادة، وحين نلوم، نلوم سلطة أغلقت أبوابها في وجه المجوعين المقهورين".

وأضاف: "حين نرجو وندعو، فنحن نخاطب شعبها الذي لم يخذل يوما.. شعب مصر الذي لا تكاد تفرق بينه وبين أهل غزة في العادات والهموم والتقاليد.

وجزم العيلة بأن "إسرائيل" لن تتوقف عن إجرامها بحق غزة والمنطقة ما لم يصدر موقف شعبي عربي حازم، وتحديدا من مصر والأردن، بصفتهما من دول الطوق، وتمتلكان خزانا بشريا يهدد وجود إسرائيل.

وقال: "لا تستهينوا بما يجري الآن أمام سفارات مصر في الخارج؛ الحركات انطلقت وشرارتها أصبحت نيرانا متفرقة سريعة الانتشار، قادرة على مراكمة الضغط".

وأعرب العيلة عن أمله "أن نشهد حراكا عربيا متكاملا، يوازي في زخمه وتأثيره ما شهدناه في معركة سيف القدس عام 2021، حين هبّ الفلسطينيون والأردنيون من غزة والضفة والقدس والداخل المحتل والأردن، في مشهد تاريخي نادر من الوحدة والمقاومة".

وقال هيثم محمدين: إن نفي تهمة المشاركة في حصار غزة لا تُقبل إلا بالوقوف مع غزة ومحاصرة العدو سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا وشعبيا، متسائلا: “ما الذي وضع (مصر/ النظام) موضع الاتهام؟!”

وتابع تساؤلاته: "لماذا لم تنضم مصر إلى قضية جنوب إفريقيا أمام المحكمة الدولية ضد إسرائيل لمحاكمتها على جرائم الحرب والتجويع والحصار! لماذا لم تنضم مصر إلى مجموعة لاهاي لإنهاء الاحتلال التي تضم عددا كبيرا من دول الجنوب!، لماذا صمتت مصر على احتلال محور فيلادلفيا بالمخالفة لاتفاقية كامب ديفيد!".

وواصل محمدين تساؤلاته: "لماذا لم تقم مصر بإقامة معسكرات مدنية على طول الحدود مع غزة تستقبل فيها وفودا دائمة من الأطباء والصحفيين والقانونيين والحقوقيين والمنظمات الإغاثية والشخصيات العامة من كل أنحاء العالم تقوم هذه الوفود بتوثيق جرائم الإبادة وجرائم التجويع والحصار ومنع المساعدات وفضح إسرائيل والضغط عليها على مدار الساعة". 

وأضاف: "لماذا تحبس مصر المتضامنين مع غزة وتمنع أي حراك داعم للقضية!"، مذكرا بأن "شعب مصر يملك تاريخا حضاريا ورصيدا نضاليا يجعله في قلب المسؤولية التاريخية للدفاع عن هذه المنطقة من العالم دفاعا عن نفسه وعن جيرانه ولا يليق به هذه المواقف المخزية".

ورأى الناشط السعودي ناصر بن عوض القرني، أن "السيسي خرج مرتبكا وخائفا في خطاب متلفز، يزعم أنه لا يستطيع إدخال المساعدات لغزة!".

وتساءل: "من الذي اعترض قافلة الصمود في مطار الإسماعيلية؟ هل هو الاحتلال أيضا؟ وماذا عن استقبال السفينة الألمانية كاثرين المحمّلة بالمتفجرات لصالح الاحتلال؟"، مؤكدا أن الخوف في عين السيسي هو خوف من الشعب المصري.

وقال أستاذ العلوم السياسية عصام عبدالشافي: إن "المجرم الأصغر المتواطئ في حرب إبادة غزة هو السيسي، أما المجرم الأكبر فهو جيش السيسي الخانع والصامت على كل الجرائم التي ارتكبها السيسي ضد مصر وشعبها أولا وضد كل ما يهدد أمنها القومي ثانيا".

ورأت الإعلامية دينا زكريا، أن "سهوكة وخنوع واستجداء واعتراف بخذلان واضح لغزة في خطاب السيسي الذي أكّد فيه حاجة واحدة أنه مفيش فايدة حاجة تتعدل طول ما هو مسيطر على السلطة".

وأكدت أن "الحل في أن السيسي يتقال له ارحل أو استعد للرحيل"، وعدت الخطاب "إعلان نهاية نظامه وليس تبريرا لخذلانه".

تناقضات ترامب

وتسليطا للضوء على تناقض وتضارب تصريحات الرئيس الأميركي حول حقيقة المجاعة في غزة وحديث عن دلالات تصريحاته، أشار أحد المدونين إلى قول ترامب أخيرا "سنساعد في توفير الغذاء وسنتأكد أيضا من عدم وجود عوائق تمنع الناس.. يمكننا إنقاذ الكثير من الأرواح.. هذه مجاعة حقيقية.. أنا أراها، ولا يمكن تزييف ذلك".

وعلق قائلا: "هذا هو ترامب نفسه الذي قال أمس: لا يوجد مجاعة، هي فقط سوء تغذية!!"، مؤكدا أن الرئيس الأميركي هو الذي تسبب في تلك المجاعة، وأن العالم ليس أعمى حتى لا يرى الحقائق.

ورأى الباحث في الدراسات السياسية والإستراتيجية محمد وزان، أن اللافت في كلام ترامب، هو توقيته؛ حيث أصبحت المجاعة في غزة حقيقة موثقة بتقارير أممية. مشيرا إلى أن إسرائيل تواجه هجوما دوليا على سياساتها تجاه المدنيين، والآن حتى أقرب حلفائها التاريخيين بدأوا يشكّكون في روايتها.

ولفت إلى أن ترامب، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل، لم يقل "قد يكون هناك جوع" بل قال بوضوح، "يبدون جائعين للغاية"، مؤكدا أن هذه شهادة من رئيس أميركي بتكذّب مزاعم حكومة الاحتلال، وتؤكد أن الصورة التي تصل للعالم لا يمكن تلميعها إعلاميا.

وأضاف الوزان: "لما ترامب نفسه يقول كده يبقى الرواية الإسرائيلية بدأت تنهار من جوه البيت الأبيض".

واستهزأ الناشط تامر قديح بحديث ترامب عن المجاعة ووعوده بالمساعدة في توفير الغذاء، قائلا: "هذا هو ترامب نفسه الذي تسبب في تلك المجاعة.. العالم ليس أعمى حتى لا يرى الحقائق".