موقع إيطالي: لهذا السبب يقاتل عباس ونتنياهو لإبقاء مروان البرغوثي في الأسر

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

يرى موقع إيطالي أن تحليل توجهات المجتمع الفلسطيني سياسيا، يتطلب جهودا هائلة في ظل الظروف الحالية نتيجة تواصل العدوان الإسرائيلي وقصف المدنيين وانتشار المجاعة في أنحاء عدة من قطاع غزة المحاصر. 

ومع ذلك، لفت موقع "إنسايد أوفر" إلى أن بعض الإشارات تظهر بوضوح نسب التأييد وشعبية الشخصيات والفصائل الفلسطينية تحديدا منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

آخر الاستطلاعات 

وقد أظهرت ثلاثة استطلاعات مختلفة أجريت في شهر مايو/أيار 2024 أن دعما لحركة المقاومة الإسلامية حماس مستقر وينمو أكثر في الضفة الغربية وذلك رغم العدوان والأوضاع الصعبة والتهجير والمجاعات.

في حين أن الدعم لحركة التحرير الوطني الفلسطيني المعروفة باسم فتح ينمو قليلاً في قطاع غزة.

وتشير الاستطلاعات التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومركز القدس للإعلام والاتصال، ومركز العالم العربي للبحوث والتنمية، أن 46 بالمئة من سكان القطاع و62 بالمئة في الضفة الغربية يعتقدون أن حماس ستبقى في السلطة بعد العدوان.

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام أن جميع الاستطلاعات تظهر أن القيادي البارز بحركة فتح، مروان البرغوثي، يعد الزعيم الأكثر شعبية على الإطلاق بين الفلسطينيين.

وهو لا يزال أسيرا في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002 ومحكوم عليه بخمسة مؤبدات بتهم مرتبطة بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.

في المقابل، كشفت الأجوبة انهيار شعبية الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس لا سيما أن 90 بالمئة من الفلسطينيين يرغبون في استقالته.

وأظهرت كذلك أن البرغوثي سيفوز في الانتخابات الرئاسية بأغلبية كبيرة في صورة ترشح لخوضها متقدما على جميع المرشحين الرئاسيين المحتملين على غرار عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

ويقدر استطلاع رأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن تبلغ نسبة المشاركة في انتخابات رئاسية بين ثلاثة مرشحين، هم مروان البرغوثي ومحمود عباس وإسماعيل هنية، 72 بالمئة.

 ويتوقع أن يحصد خلالها القيادي الأسير 40 بالمئة، وهي النسبة الأعلى له منذ سبتمبر/ أيلول 2023، فيما سيحصد هنية على 23 بالمئة يليه عباس بنسبة 8 بالمئة.

وفي حال انحصرت المنافسة على الرئاسة بين مرشحين اثنين فقط، هما محمود عباس من فتح وإسماعيل هنية من حركة حماس، ستنخفض نسبة المشاركة إلى 52 بالمئة.

 وبهذه الحالة، سيكون التصويت لهنية بنسبة 37 بالمئة، ولعباس بنسبة 11 بالمئة.

وسترتفع نسبة المشاركة إلى 69 بالمئة إن كان المرشحان للرئاسة هما البرغوثي وهنية على أن يحصل الأول على نسبة 42 بالمئة من الأصوات والثاني على 26 بالمئة.

 ووفقا لاستطلاع رأي مفتوح أي بدون قائمة بالإجابات المحتملة المحددة مسبقًا، بلغت نسبة تأييد البرغوثي 29 بالمئة مقابل 14 بالمئة لإسماعيل هنية، و8 بالمئة للقيادي السابق بحركة فتح محمد دحلان و7 بالمئة لرئيس حماس بقطاع غزة يحيى السنوار.

كابوس نتنياهو وعباس

ولد القيادي الأسير في عام 1959 وانضم إلى حركة فتح عندما كان عمره 15 عامًا، واعتقل في عمر 18 عامًا بتهمة المشاركة في مظاهرات.

تعلم العبرية في السجن وعندما أطلق سراحه التحق بجامعة بيرزيت وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية.

واعتقل مجددا عام 1987 لمشاركته في الانتفاضة الأولى ونُفي إلى الأردن.

ولم يتمكن من العودة إلى الضفة الغربية إلا عام 1994 بعد اتفاقيات أوسلو، لينتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني وكان من المؤيدين لحل الدولتين ودعا لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، كان من المشاركين فيها ونجا من عدة محاولات اغتيال فاشلة، أبرزها قصف موكبه أمام مكتبه في رام الله يوم 4 أغسطس/آب 2001، قبل أن تعتقله سلطات الاحتلال في عام 2002.

وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2004 بتهمة "المسؤولية عن عمليات، نفذتها مجموعات مسلحة، محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين" وهو ما نفاه البرغوثي. 

 وبحسب الموقع الإيطالي، يعتقد كثير من المراقبين أن الأحكام الصادرة في حق القيادي بحركة فتح ترجع بشكل رئيس إلى شعبيته بين الفلسطينيين وقدرته على تجميع كل الأطياف والتوجهات السياسية المختلفة والمقاومة لإسرائيل حول طاولة الحوار.

وأشار إلى أن عددا لا بأس به من الشخصيات بذل جهدا كبيرا من أجل إطلاق سراحه وهو ما لم يحدث.

 وكذلك لم تشمله كل اتفاقيات تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال التي جرى التوصل إليها سابقا.

واليوم، أكد موقع إنسايد أوفر أن البرغوثي لا يزال يقض مضجع كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويشكل كابوسا لكليهما وهو وراء القضبان منذ أكثر من عشرين عاما.

كما أدرجت حماس "كما هو الحال دائما عبثا"، وفق تعبير الموقع الإيطالي، اسمه بين أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بإطلاق سراحهم مقابل تحرير أسراها.

وبحسب الموقع، يعرف عباس أن استرجاع البرغوثي لحريته سيكون بمثابة نهايته، بينما يدرك نتنياهو أن القيادي الرمز قد يصبح بمجرد إطلاق سراحه الزعيم القادر على إعادة توحيد الفلسطينيين.

وبذلك خلص إلى الاستنتاج أن هناك أسبابا كثيرة تحيل إلى الاعتقاد أن "أبواب ذلك السجن الذي يقبع خلف قضبانه البرغوثي منذ عام 2002 لن تُفتح أبدًا أمامه".