أميركا تريد تحويل تحالف "أوكوس" مع أستراليا وبريطانيا لـ"ناتو آسيوي".. كيف؟

8 months ago

12

طباعة

مشاركة

سلط مركز دراسات تركي الضوء على إمكانية انضمام اليابان إلى تحالف "أوكوس" ودور الأخير في المساهمة بتطوير تكنولوجيا الدفاع في طوكيو. 

وهذا التحالف دشنته الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2021، مع بريطانيا وأستراليا، وبدأ بإعلان إمداد كانبيرا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.

ثم تلته اتفاقات بين الدول الثلاث لتعزيز التعاون العسكري، في جهود جميعها موجهة نحو احتواء نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

حليف جديد

ويقول مركز أنقرة للأزمات والأبحاث السياسية "أنكاسام" في مقال للكاتب التركي "جينك تامر": تجري الولايات المتحدة مفاوضات مستعجلة مع بريطانيا وأستراليا قبل زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في أبريل/نيسان 2024.

وفي تصريحات لمجلة "نيكي آسيا" اليابانية قال مسؤولون أميركيون إنّ الولايات المتحدة بدأت مفاوضات مع المملكة المتحدة وأستراليا لدعوة اليابان للتعاون في مجال تكنولوجيا الدفاع في نطاق الاتفاقية الأمنية أوكوس، وأنهم يهدفون إلى الإعلان عن ذلك خلال زيارة كيشيدا إلى البيت الأبيض. 

وستكون اليابان أول دولة تتم دعوتها للعمل ضمن إطار تعاون أوكوس الثلاثي منذ إطلاقه. 

وأردف الكاتب: أوكوس تساعد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أستراليا في تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، وتعزيز الوجود العسكري الغربي بمنطقة المحيط الهادئ. 

وأضاف: تشكل أوكوس أساساً لهدفين؛ الأول هو مساعدة أستراليا على الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية بأسلحة تقليدية. 

والهدف الثاني تطوير القدرات القتالية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والمركبات الجوية بدون طيار والغواصات وتقنيات الحرب التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والحرب الإلكترونية. 

في هذا السياق، من المتوقع أن تنضم اليابان ونيوزيلندا وكندا إلى الركيزة الثانية لأوكوس.


 

وفقا لمسؤولين أميركيين، يكمن السبب وراء دعوة دول مثل اليابان ونيوزيلندا إلى العمود الثاني من أوكوس في إنشاء شبكة واسعة من التحالفات في المنطقة. 

ومن خلال التعاون والشراكة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يمكن لليابان الاستفادة من التكنولوجيا والخبرات المتقدمة في مجال الدفاع. 

إذ يمكن أن يشمل ذلك تبادل المعلومات والتكنولوجيا والتعاون في مجال البحث والتطوير وتعزيز القدرات الدفاعية لليابان.

ولفت الكاتب إلى أن أستراليا مترددة في إدراج أعضاء جدد في تحالف أوكوس على المدى القصير. 

وتشعر كانبرا بالقلق من أن إدراج بلد جديد سيُعَقّد تقاسم التكنولوجيا وسيؤخّر التنمية. لذلك تأخرت مشاركة اليابان ونيوزيلندا وكندا في تحالف أوكوس.

وذكر الكاتب التركي أن توبياس إلوود، رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم في المملكة المتحدة، دعا إلى توسيع تحالف أوكوس لتشمل الهند واليابان في أوائل عام 2023. 

وأشار إلى أن مشاركة اليابان ونيوزيلندا وكندا والهند في مثل هذا التحالف العسكري يمكن أن يغير أمن آسيا والمحيط الهادئ وتوازن القوى الإقليمي بشكل جذري. 

ففي السنوات الأخيرة تزايدت الأنشطة الأمنية للغرب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وظهرت تحالفات جديدة في المنطقة أو توسع نطاقها.

ويجري الآن مناقشة الحوار الأمني الرباعي "كواد"، والذي أضفي الطابع الرسمي عليه عام 2017 بين الهند واليابان والولايات المتحدة وأستراليا، وذلك لتحويله إلى منظمة دفاع جماعي أوسع أو دمجها مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الناتو الآسيوي
 

ومن المعروف أن حلف شمال الأطلسي قد أقام شراكات جديدة مع كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا في العامين الماضيين. 

بالإضافة إلى ذلك، تم تفسير الحوار الإستراتيجي المخطط له مع الهند على أنه توسع للناتو نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

واستدرك الكاتب: يعد تحالف أوكوس جزءا من إستراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء الصين. 

إذ تهدف هذه المنصة إلى تشكيل تحالف دفاعي وأمني، على عكس الحوار الأمني الرباعي "كواد". 

وتابع: على الرغم من أن هناك مناقشات طويلة حول إمكانية انضمام اليابان إلى هذا التحالف، إلا أنه لم يتم التأكيد على ذلك رسميا من قبل الأطراف المعنية.

لكن، في هذه المرحلة يجب القول إن هناك ادعاءات حول رغبة اليابان ونيوزيلندا وكندا في الانضمام إلى تحالف أوكوس. وهذا يعني أن التحالفات "المناهضة للصين" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تزداد قوة واتساعاً.

في الوقت الحالي لم تكن المملكة المتحدة على استعداد لمشاركة تكنولوجيا الغواصات النووية مع معظم الجهات الفاعلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل اليابان والهند، حتى وقت قريب. 

علاوة على ذلك، تعتقد الهند أن أوكوس هو تحالف دفاعي يستهدف الصين بشكل مباشر، ولهذا تبقى بعيدة عن المشاركة فيه.

وتابع الكاتب: تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفات دفاعية في آسيا والمحيط الهادئ مثلما هو الحال في أوروبا. 

وإذا نجحت في دعوة اليابان ونيوزيلندا وكندا والهند للانضمام إلى حلف إقليمي "ضد الصين" مثل أوكوس، فسيكون ذلك بمثابة تمهيد لتشكيل تحالفات مشابهة لحلف شمال الأطلسي في آسيا. 

وأضاف: وبسبب تعزيز التعاون مع بريطانيا ونيوزيلندا والهند في إطار تشكيل تحالف دفاعي إقليمي، فإن الولايات المتحدة لن تواجه صعوبة كبيرة في إقناع كندا واليابان.

وذلك نظرا لامتلاك الولايات المتحدة علاقات وثيقة مع كندا واليابان في العديد من المجالات بما في ذلك الأمن والدفاع.

وختم الكاتب مقاله قائلاً: إن توسيع التحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يشكل جزءا من إستراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء الصين. 

وفي الفترة المقبلة يمكننا القول إنّ الجهات الفاعلة مثل اليابان ونيوزيلندا والهند وكندا وكوريا الجنوبية وأستراليا والفلبين وفرنسا ستستمر في توسيع دائرة التحالفات في المنطقة، وفق تقديره. 

وأردف: "من الواضح أن العالم الغربي سيسرع من سياساته الاستقطابية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في المستقبل القريب".

 وتابع: "عندما تنضم اليابان ونيوزيلندا وكندا رسميا إلى تحالف أوكوس، سيكونون قد اقتربوا خطوة أخرى نحو إنشاء الناتو الآسيوي".