إيطاليا تصادر شحنة أسلحة صينية جديدة.. ماذا عن علاقتها بخليفة حفتر؟

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

بناء على معلومات استخباراتية أميركية، تمكنت إيطاليا وللمرة الثانية في غضون أيام، من ضبط شحنة جديدة من الأسلحة الصينية كانت متجهة إلى ميناء بنغازي شرقي ليبيا.

وأفادت وسائل إعلام إيطالية بأن سلطات ميناء جويا تاورو بإقليم كالابريا جنوب البلاد صادرت الشحنة الجديدة في 28 يونيو/حزيران 2024.

وكانت الشحنة "مخبأة" في سفينة حاويات انطلقت من ميناء يانتيان بمدينة شنتشن جنوب الصين في 30 أبريل/نيسان، بحسب صحيفة "نيغريسيا" الإيطالية.

شحنة جديدة

وأوضحت أن السفينة توقفت بعد ذلك في سنغافورة، وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح، متجنبة البحر الأحمر وقناة السويس، ثم دخلت البحر المتوسط من جبل طارق وتوقفت في فالنسيا وبرشلونة بإسبانيا.

وقد اكتشفت السلطات حاويتين مملوءتين بمكونات مختلفة قادرة على تجميع طائرتين عسكريتين بدون طيار صينيتي الصنع.

وقال مسؤولو شرطة الجمارك والضرائب الإيطالية في بيان صحفي إنه "جرى إخفاء مكونات الطائرة بدون طيار بين المواد المركبة لنسخ توربينات الرياح لتجنب اكتشافها من قبل السلطات".

وفي تعقيبها على عمليات المصادرة المتواصلة لشحنات الأسلحة إلى الشرق الليبي، أعادت صحيفة “نيغريسيا” التذكير بأن سلطات البلاد ضبطت في ميناء جويا تاورو أسلحة قادمة من الصين.

وكانت الأسلحة المذكورة في طريقها يوم 22 يونيو إلى إقليم برقة الذي تسيطر عليه مليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر. 

وتشرح الصحيفة أن تواتر عمليات مصادرة شحنات الأسلحة المتجهة إلى قوات حفتر تكشف عن رغبة أميركية قوية في منع تعزيز السيطرة العسكرية الصينية والروسية على برقة. 

في هذا الصدد، تذكر اتهامات المخابرات الأميركية لموسكو وبكين بمحاولة السيطرة الحصرية على ميناء عسكري في برقة لتعزيز الوجود الصيني والروسي في إفريقيا.

وقبل بضعة أسابيع فقط، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة "جوزناك" الروسية، بتهمة تزوير عملة في ليبيا تزيد قيمتها عن مليار دولار لتمويل مليشيات حفتر وموسكو في ليبيا. 

حضور صيني روسي

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد صرح أن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن مهمات بحرية روسية تعمل على تسليم معدات عسكرية إلى ليبيا".

وأضاف ميلر أن التحركات الروسية الأخيرة تأتي بعد خمس سنوات من نشر مرتزقة روس (فاغنر) في البلاد، مؤكدا على أن "الانتشار الروسي أدى إلى زعزعة الاستقرار في ليبيا والمنطقة".

وتقول الصحيفة إن تركيا وروسيا قسمتا ليبيا إلى مناطق نفوذ منذ الاتفاقيات الموقعة في 2019، في إشارة إلى اتفاق أنقرة مع حكومة الوفاق السابقة بشأن ترسيم حدود الصلاحيات في البحر المتوسط.

في المقابل، دعمت الصين دائما الجنرال الانقلابي خليفة حفتر ومؤسسات الشرق الليبي، وذلك تماشيا مع سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب مصر والسعودية والإمارات.

وقد كان لمجموعة المرتزقة الروسية فاغنر دور مركزي في دعم التحركات العسكرية للمليشيات الناشطة في برقة. 

وتخضع المجموعة الآن لعملية إعادة تنظيم تامة بعد وفاة زعيمها يفغيني بريغوزين في ظروف مريبة في أغسطس/آب 2023. 

ومن بين الأسلحة التي جرى ضبطها في جويا تاورو، تشير الصحيفة الإيطالية إلى الطائرات الصينية بدون طيار من طراز "وينغ لونغ" والتي لعبت دورا مهما في التحالف المؤيد لحفتر.

على الطرف المقابل، قالت إن حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة المعترف بها أمميا والمدعومة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وتركيا وقطر، لا تقل تسليحا خاصة بمسيرات البيرقدار التركية.

أبواب مفتوحة

وتشرح الصحيفة أن فرنسا سعت دائمًا إلى الحفاظ على علاقات مميزة مع حفتر، الصديق العدو للعقيد الراحل معمر القذافي، وذلك في حقبة الرئيس الأسبق فرانسوا هولاند أولا ثم خلفه الحالي إيمانويل ماكرون. 

وترى أن الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين استفادوا بشكل كبير من الفوضى الليبية بعد هجمات حلف شمال الأطلسي “الناتو” عام 2011 التي أغرقت البلاد في حرب أهلية.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن آخر زيارة أجرتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى ليبيا تعود لبضعة أسابيع (مايو/أيار 2024). ومنذ بداية العام 2024، أدت أيضا زيارات إلى تونس ومصر في عدة مناسبات. 

بالإضافة إلى لقائها بسلطات طرابلس، زارت ميلوني حفتر "الذي أظهر مع أبنائه أنهم لا يملكون سيطرة كاملة على مؤسسات طبرق".

وتؤكد الصحيفة الإيطالية أن حفتر وأبناءه لا يملكون القدرة العسكرية للوصول إلى طرابلس.

من جانب آخر، أكدت استمرار التنافس بين المليشيات الليبية والمهربين على أنشطة الاتجار بالبشر ما أدى إلى تحويل "مراكز الاحتجاز في البلاد إلى معسكرات اعتقال والبحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين".

وبحسب الأمم المتحدة، سلم حرس الحدود التونسي مئات المهاجرين إلى السلطات الليبية.

وتحدثت تقارير عن تعرض من جرى نقلهم إلى مركزي احتجاز العسة ونالوت للتعذيب والابتزاز وأجبروا على القيام بالأعمال الشاقة، قبل نقلهم بعد بضعة أسابيع إلى مركز احتجاز بئر الغنم قرب طرابلس.

وفي سياق منفصل، تذكر إعادة فتح معبر رأس جدير بين تونس وليبيا منذ أيام (مطلع يوليو 2024) بشكل كامل بعد ثلاثة أشهر من إغلاقه على خلفية اشتباكات مندلعة بين قوات وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية ومجموعات مسلحة من المنطقة الحدودية.

وتستنتج بأن عمليات مصادرة الأسلحة الصينية في جويا تاورو تبرز رغبة الولايات المتحدة في إبقاء مصالح موسكو وبكين في ليبيا تحت المراقبة. 

وقالت إن "واشنطن لديها كل المصلحة في وقف إمدادات الأسلحة التي تؤجج الحرب بالوكالة في الدولة الغنية بالنفط والتي مزقتها بالفعل الفوضى والاضطرابات ووجود المليشيات المسلحة".

فيما يعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل كبير على حالة الإلهاء العام الناجم عن الحرب في أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لزيادة حضوره في الشرق الليبي، وفق تقديرها.