مليون أميركي اعتنقوا الإسلام.. ما علاقة 11 سبتمبر و7 أكتوبر؟

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة عبرية أن تاريخي 11 سبتمبر/أيلول 2001 و7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شكلا تحولا مهما في عملية اعتناق الأميركيين للدين الإسلامي.

وأرجعت صحيفة “إسرائيل اليوم” بداية تزايد اعتناق الأميركيين للإسلام إلى أحداث 11 سبتمبر، اليوم الذي شهد ضرب مبانٍ بارزة في الولايات المتحدة من بينها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن.

كما بينت أن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة عززت كذلك من اتجاه الأميركيين للتعرف على الإسلام واعتناقه.

دين العدالة 

وقالت إن اعتناق الإسلام في الولايات المتحدة هي ظاهرة تاريخية تحدث منذ القرن الماضي، لافتة في الوقت نفسه إلى أن "أحداث 11 سبتمبر عززتها بسبب الشهرة الهائلة التي حصلت عليها هذه الديانة. 

وبهذا الشأن، توضح أن "هذا الواقع جعل بعض أفراد الجمهور الأميركي، الذين كانوا غير مبالين تماما بهذه الديانة، يشعرون بالفضول تجاهها، مما أدى في بعض الحالات إلى التعاطف العام، وحتى التحول إلى الإسلام".

ومن زاوية أخرى، تؤكد الصحيفة على وجود العديد من العوامل الأخرى التي تدفع الأميركيين للانضمام إلى الإسلام.

فمنذ أحداث 11 سبتمبر، بدأ العديد من أفراد المجتمع المسلم الأميركي في تعظيم قوتهم الاجتماعية والسياسية والإعلامية لإعادة تشكيل صورة الإسلام وعلاقتهم بهويتهم الوطنية بشكل إيجابي.

وهذا الواقع -في رأي الصحيفة- "أدى إلى الربط بين الإسلام والقضايا الاجتماعية، مثل مكافحة مشكلات المجتمع المتمثلة في الفقر والعنصرية والظلم الاجتماعي". 

وتعتقد أن هذا الربط جعل الإسلام يُبرَز على أنه "دين يكافح من أجل العدالة والحرية"، كما حدث -على سبيل المثال- بعد مقتل جورج فلويد، أو كما يحدث الآن في التضامن العميق مع غزة ومع الفلسطينيين.

وجورج فلويد، مواطن أميركي من أصل إفريقي، تُوفي في 25 مايو/ أيار 2020 في مدينة منيابولس بالولايات المتحدة، أثناء اعتقاله من قبل شرطة المدينة.

وفي كلتا الحالتين، تصف الصحيفة الإسرائيلية الوضع، من خلال تقسيم العالم إلى "احتلال" و"محتل" أو إلى "ظالم" و"مظلوم"، بأنه "وضع ثنائي يجذب بشكل خاص الشباب الذين يتعاطفون مع النضال من أجل الضعفاء".

 رسالة للجميع

ومن ناحية أخرى، تقول إن "الانضمام إلى الإسلام يتم أيضا من خلال دافع عاطفي أو إيماني، يربط المسلم الجديد بالدين بطريقة تمنحه إجابة فيما يتعلق بالشعور بالفراغ وتعيد إليه راحة النفس". 

وفي هذه النقطة، تشير الصحيفة إلى أن "الاستماع إلى تلاوة القرآن باللغة العربية الفصحى، على سبيل المثال، كان في كثير من الأحيان هو الشرارة الأولية التي تدل المستمع مبدئيا على الدين الإسلامي". 

وهذه الحقيقة تزداد قوة بين الأميركيين غير المسلمين، لا سيما أن اللغة العربية بالنسبة لهم غريبة تماما، وهو ما يجعل القرآن أكثر تأثيرا.

علاوة على ذلك، تلفت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "الإسلام يُقدم أيضا كأول دين حارب العنصرية".

فقد نزل الدين الإسلامي قبل 1400 سنة، في وقت لم تكن هناك ثقافات أو ديانات أخرى تدعو إلى رسالة أن "الجميع متساوون أمام الله".

وهنا، تنقل الصحيفة حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ينص على أنه "لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى". 

وفي رأيها، هذه الرسائل لها صدى خاص لدى المجتمع الأفرو-أميركي (الإفريقي الأميركي)، الذي عانى من العنصرية البارزة لعدة أجيال، حيث تمنحهم شعورا بالهوية والانتماء إلى مجموعة واحدة مشتركة.

على جانب آخر، تقول "إسرائيل اليوم" إن "الإسلام يُقدم في أميركا كمدافع عن كرامة النساء، حيث يعارض بشدة الفساد والإباحية المنتشرة في الشوارع والشبكات". 

وبينت أن هذه الرسائل لها تأثير بين النساء اللواتي يتطلعن إلى الروحانية ويشعرن بالاشمئزاز من الفجور والانحلال الأخلاقي المتزايد.

وهذا ما يجعل بعض النساء ترى في هذه الرسائل نوعا من "النسوية الإسلامية" التي تكافح تسليعهن في المجال العام، وفق الصحيفة.

مصدر جذب

وفي مقارنة بين الأديان الثلاثة، تلفت الأنظار إلى أن "الإسلام، شأنه شأن اليهودية، يدعو إلى الإيمان بإله واحد، بينما يعد الثالوث المقدس معتقدا مسيحيا غير منطقي".

ولكن بما أن اليهودية لا تسعى لجذب المؤمنين الجدد، فإن الإسلام يظهر كـ "مروج حصري للتوحيد"، كما تقول الصحيفة. 

إضافة إلى ذلك، تشير هنا إلى السهولة التي يمكن بها اعتناق الإسلام مقارنة بعملية التحول إلى اليهودية.

وبينت أن رسالة الإسلام العالمية والواضحة كحضارة عالمية مقابل اليهودية التي تعد دينا "هامشيا ومعقدا"، تشكل "مصدر جذب قوي للمسيحيين الذين ينضمون إلى الإسلام بشكل أكثر طبيعية". 

علاوة على ذلك، تقول الصحيفة إن "الإسلام، الذي يعد عيسى -يسوع في المسيحية- أحد أنبيائه العظام، يشعر المسيحي الذي يعتنق الإسلام بنوع من الاستمرارية والاتصال مع إرثه السابق".

وفي نهاية التقرير، توضح أنه منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، اعتنق حوالي مليون أميركي الإسلام.

ومن الواضح أنه "رغم الصورة السلبية، خاصة للمسلمين بسبب تورطهم في الهجمات، إلا أن العديد من المعتنقين الجدد يشددون على الفرق بين الإسلام السلبي الذي تصوره وسائل الإعلام ونظيره الإيجابي الذي تعرفوا عليه". 

وفيما يتعلق بإسرائيل والجاليات اليهودية، تذهب الصحيفة إلى أن "الانضمام إلى الإسلام في الغرب غالبا ما يكون مصحوبا بتبني مشاعر معادية للصهيونية وداعمة للنضال الفلسطيني".

"وهو واقع يصبح ذا صلة خاصة في العصر المعقد بعد السابع من أكتوبر 2023"، على حد قول الصحيفة.