“لا تبرحوا”.. حفاوة بقنص جندي إسرائيلي في الشجاعية وتفجير ميركافا برفح

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد من قنص دبابة إسرائيلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة شمالي القطاع، حيث أخرج جندي الاحتلال رأسه من برجها أثناء مراقبته جرافة تعمل بجواره.

وأظهر المقطع الذي بثته القسام في 2 يوليو/تموز 2024، القناص القسامي يصوب بندقيته الغول تجاه الهدف وهي مثبتة على برميل كتب على جانبه عبارة "وسنبقى على جبل الرماة وخلفنا صوت النبي يردد لا تبرحوا لا تبرحوا"، محققا إصابة مباشرة بالجندي الإسرائيلي.

وأتبعت القسام ذلك ببث مشاهد توثق استهداف مقاتليها جنودا وآليات لجيش الاحتلال في محاور القتال بمدينة رفح جنوبي القطاع، منها تفجير دبابة ميركافا من مسافة صفر بعبوة العمل الفدائي، حيث وضعها مقاتلان على جسم الدبابة، ثم ابتعدا سريعا قبل تفجيرها.

وأظهر المقطع بصورة واضحة عملية تفجير الدبابة، في حين علت تكبيرات مقاتلي القسام خلال توثيق المشهد، وتضمن المقطع مشهد استهداف دبابتين أخريين بقذيفة "الياسين 105"، وإطلاق قذائف مدافع الهاون من محاور متعددة وأماكن مختلفة.

واحتفى ناشطون على منصة “إكس” بعمليات المقاومة ضد قوات جيش الاحتلال واستهداف آلياته في مختلف محاور القتال، متداولين بقوة المشاهد التي بثتها القسام لعملية قنص الجندي الإسرائيلي في الشجاعية، واستهداف الميركافا في رفح.

وسلطوا الضوء عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #كتائب_القسام، #الشجاعية، #رفح، على العبارة التي كانت بجانب القناص القسامي في الشجاعية وما تحمله من دلالات على الصمود والثبات، معربين عن سعادتهم بعودة عمليات الاستهداف من المسافة صفر في رفح.

وتحدث ناشطون على الخسائر التي تكبدها الاحتلال أخيرا والهزائم التي تمكنت المقاومة من إلحاقها في صفوف الجيش الإسرائيلي، وحصدها لأرواح قواته وصيدها لآلياته بالجملة، وانتصاراتها في ساحات القتال، وقدرتها على كسب معركة الرأي العام.

واستحضروا اعترافات الإسرائيليين بالهزيمة والفشل في تحقيق أي انتصار يذكر منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، راصدين الهجوم الواسع على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الإعلام الغربي والإسرائيلي

عقيدة القسام

وأعرابا عن السعادة بعملية القنص الناجحة في الشجاعية، قال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إن أهم ما في فيديو القنص الذي بثته كتائب القسام لإحدى عملياتها في حي الشجاعية هو الكلمات الظاهرة في الفيديو: "وسنبقى على جبل الرماة وخلفنا صوت النبي يردد.. لا تبرحوا، لا تبرحوا".

وأضاف أن هذه رسالة لأمّتنا الإسلامية أن معركتنا معركة دين وعقيدة، وأن من يتقدمون الصفوف اليوم للدفاع عن أمتنا هم رجال امتلأت قلوبهم فهما وحكمة وإيمانا، ولذلك رغم الإبادة الجماعية تراهم لا يبرحون ثغورهم مقبلين على الله غير مدبرين.

وأشار أستاذ الإعلام السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، إلى أن رجال القسام في الشجاعية استجابوا لله إذ دعاهم لِمَا يُحيِيهم، مستشهدين ببيتٍ للشاعر السوداني، محمد عبد الباري: "سنظلُّ في جبل الرماةِ فخلفَنا صوتُ النبيِّ يهزُّنا: لا تبرحوا!".

وقالت إسراء سليمان: "نعم الجبلُ جبلُكم ونعم الرُماة رماتُكم ونعم من سمع صوت النبي ولبّاه!.. آواكم الله، نصركم الله، ثبّتكم الله".

وكتب طارق المطيري: "اللهم نشهد أنهم لم يبرحوا جبل الرماة ولم يخالفوا أمرك ولا وصية نبيك ﷺ عسى الله أن يهلك مجرمي الأمة ويفك أسرها ويجعلها مددا لأخوتنا في فلسطين وكل بلادنا المنكوبة".

 

وأوضح أحد المغردين، أن "وسنبقى على جبل الرماة وخلفنا صوت النبي يردد لا تبرحوا، لا تبرحوا" كلمة قالها رسولنا الكريم للرماة يوم غزوة أُحد، وعندما خالفوها هُزم المسلمون.

وأكد أن رجال المقاومة فهموا ذلك وقرروا أن لا يبرحوا أماكنهم فأعلنوها وهم يقنصون أعداء الإنسانية، قائلا إنه لجهاد، نصر أو استشهاد.

ووصف أحمد لوباد، رجال القسام بأنهم "صحابة العصر"، مؤكدا أنهم لو كان لهم حظوة المال ودعم السلاح لكان لهم شأن آخر.

وقال: “يا قوة الله بسيف علي وزند ابن الخطاب وبطش حمزة وشجاعة نبينا المقاتل، يحصد روؤس الفرق المرقمة المختبئة وراء التكنولوجيا والحديد.”

وقال الكاتب سعيد الحاج: "قديما كان يحق للشاعر ما لا يحق لغيره.. اليوم يحق للمقاوم ما لا يحق لغيره، بما في ذلك تعديل نصوص الشعراء"، موضحا أن البيت الذي كتبه القناص القسامي خاتمة قصيدة الحمامة للشاعر محمد عبدالباري الذي بدا له سهم هناك في غزة. 

وعد ليث طالب أن قنص جندي صهيوني في الشجاعية شرق مدينة غزة، من الأفعال الشافية لصدور قوم مؤمنين.

وقال الضابط بالجيش اليمني عبدالله الوزير الحميقاني، إن قناصي القسام يشفون الغليل، مضيفا: "سلمت الأيادي.. مقاتلو المقاومة بغزة يقنصون جنود العدو كما يشاءون، و لا يستطيع جنود العدو قنص أي مقاتل".

ونقل أحد المغردين، عن الخبير العسكري فايز الدويري قوله في مداخلة على قناة الجزيرة إن عملية قنص الجندي الإسرائيلي في حي الشجاعية رائعة وبمنتهى الاحترافية.

 

المسافة صفر

وتعليقا على تفجير قساميين دبابة من مسافة صفر برفح وانسحابهم بسلام، رأى رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي، أن الحدث تجاوز مصطلح " مسافة صفر ".

وأكد أن في كل المصطلحات العسكرية الحديثة لا يوجد وصف لهذا العمليات البطولية التي تقوم بها كتائب القسام وفصائل المقاومة في غزة.

وعقب الباحث السياسي سعيد زياد، على العملية قائلا: "جبروت القسام وهشاشة الميركافا!".

وعرضت المغردة تغريدة فيديو عملية تفجير الميركافا، قائلة: "ليس فيلم هوليود إنما واقع عسكري في غزة، المسافة صفر تعود من جديد هم جُند الله الذي أرسلهم لعذاب بني إسرائيل ثم يُردوا إلى الله ليريهم سوء العذاب". 

وأثنت على مقاومي القسام ووصفتهم بأنهم "أهل الله وخاصته، يقتحمون نحو الموت بقلوب مطمئنة، وأقدام ثابتة.. هم ثلّة باعوا للّه، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه".

وتساءل خبير إدارة الأزمات مراد علي: “ما هذه القوة النفسية؟ وما هو ذلك الإيمان واليقين الذي يدفع بشباب المقاومة للاقتراب من الدبابات الإسرائيلية وتفجيرها عن المسافة صفر؟”

وأكد أن “ما يقوم به أبناؤنا في غزة يُسطر في كتب التاريخ بحروفٍ من نور ويقارب ما نقرأ عنه في قصص وبطولات الصحابة رضوان الله عليهم.”

وقال الكاتب السياسي إبراهيم المدهون: "والله جيش فيه مثل هؤلاء الرجال لا يهزم، فما بالكم وأن كتائب القسام بها عشرات الآلاف من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

وأضاف: "والله إن النصر قاب قوسين أو أدنى، وصدق أبو عبيدة حينما تحدث أن أعظم إنجازات شعبنا ومقاومته صناعة الإنسان الفلسطيني المقاتل".

 

وذكر الناشط محمد المدهون: "لما كان الفلسطيني لا يملك السلاح واجه دبابة الميركافا بالحجر، ولما امتلك السلاح وصنعه بيده تسلق الميركافا وزرع العبوة عليها وفجرها.. وفي كلتا الحالتين لم يخش الفلسطيني يوما دباباتهم الأقوى والأكثر تحصينا!!".

وأشاد المغرد تامر بثبات القسامين وإقبالهم، قائلا: "يا قوة إيمانكم وشجاعتكم.. أبطالنا صاروا يحطوا بدل العبوة اثنين وبدل التفجير تفجيرين، الدبابة تفحمت".

وأشار إلى أن الهجوم الأول حدث في مكان قريب من البحر ومحور فيلادلفيا الذي نشاهده في الخلفية، مؤكدا أن المقاومة تقاتل بقوة في الخطوط الخلفية.

وعرض الكاتب رضوان الأخرس، صورتين الأولى من عملية تفجير القسامين للميركافا والثانية توثق ملاحقة الأطفال للدبابة الإسرائيلية بالحجارة.

وقال: “الأطفال الذين كانوا يلاحقون دبابات الاحتلال بداية انتفاضة الأقصى بالحجارة، صاروا اليوم فرسانا ومجاهدين يطاردون دبابات الاحتلال بعبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين.”

وعقب الطبيب المصري يحيى غنيم على العملية قائلا: "إذا أردت أن تعرف لماذا هُزِمَت الجيوش العربية في 6 أيام؟ ولماذا تصمد المقاومة الفلسطينية لـ 9 شهور؟ تحارب وتكبد العدو الصهيوني أبشع الخسائر التي لم يعهدها في كل حروبه السابقة؛ فانظر إلى أولياء الله في غزة في هذه الملحمة! (إنه لجهاد، نصر أو استشهاد)".

 

وعلق عضو رابطة علماء الأردن أسامة بكرة، على استهداف الميركافا، قائلا: "أيها التاريخ سجل بمداد النور والعزة مشهدا أسطوريا فاق الخيال.. أولئك إخواننا الأبطال فائتني بمثلهم يا مسلم إذا جمعتنا المجامع".

وأضاف: "من لنا بمثل أبطال غزة العزة من بمثل جرأتهم، من بمثل شجاعتهم

وكأننا نرى عيانا قوله تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾".

 

خسائر الاحتلال

وحفاوة بتكثيف المقاومة عملياتها بمختلف المحاور وإلحاقها هزائم فادحة في صفوف الاحتلال ورصد وقعها على الاحتلال، أشار القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، إلى تأكيد قادة 4 كتائب عسكرية تعمل بغزة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضرورة الأخذ في الحسبان أن حالة من الإرهاق بدأت تظهر على جنود الجيش بعد تسعة شهور من الحرب.

 

كما أشار المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى نقل صحيفة نيويورك تايمز، عن 6 مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين تأكيدهم أن جنرالات في الجيش يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير الرهائن المتبقين في القطاع، سواء كانوا أحياء أو أمواتا.

ولفت إلى أن الجنرالات يرون أنهم غير مجهزّين لمزيد من القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، وأن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله.

وأوضح الزعاترة، أن مكتب نتنياهو رفض التعليق على تقرير نيويورك تايمز، ثم أصدر بيانا انتقد فيه "المصادر المجهولة" التي تحدثت للصحيفة، وقال: "لن ننهي الحرب إلا بعد أن نحقق جميع أهدافها، بما في ذلك القضاء على حماس والإفراج عن جميع الرهائن".

وأكد أن هذا المستوى من الصراع بين المؤسسة العسكرية والأمنية، وبين المستوى السياسي، لم يحدث من قبل في تاريخ "الكيان"، وأنه مؤشّر على المأزق الذي يتخبّطون فيه جميعا، وإن تمّ حشر الأمر في إرادة نتنياهو البقاء في السلطة، ومن ثم تحميله مسؤولية الفشل.

وأضاف الزعاترة: "معركة أسطورية يخوضها أبطالنا ويُسندها صمود شعبنا، وتؤسّس لتاريخ جديد عنوانه بداية النهاية للمشروع الصهيوني".

 

وقال الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق: "اليوم فجرًا مقتلة بحق قوات الاحتلال في محور نتساريم، وظهرا عملية قنص بتصوير بديع في الشجاعية، وعصرا مشهد أسطوري في رفح لشابين اثنين يهرعان إلى الدبابة كما نهرع لاحتضان ابننا المغترب، وقبل قليل حدث أمني خطير بحق القوات الغازية في الشجاعية".

وأضاف: "مخطئ وواهم ومتحامل من يشكك في أن مقاتلينا مازالوا يديرون معركة ما تحت الأرض بكفاءة واقتدار، وإن تجاوزنا المائتين وسبعين يوما، يا قوة الله، ويا بركة محمد بن عبدالله، ويا رأْي سلمان ويا رمْي سعد".

وأكد المحلل السياسي محمد القيق، أن الساعة باتت بتوقيت المقاومة وكل عملية تراها "إسرائيل" مخرجا لتبقى تكون مأزقا ومازالت تحلم في اليوم التالي.

وعرضت أماني الرعيتي، تقريرا لمراسل قناة الجزيرة إلياس كرام يؤكد فيه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني نقصا عدديا بسبب الخسائر البشرية التي مُني بها في معارك قطاع غزة بين قتلى وجرحى منذ بدء الحرب.

 

وبشر الصحفي صلاح بديوي، بأن غزة قريبا سوف تهتف "صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله"، مؤكدا أن هذا يقينه بالله وحسن ظنه به.

وأكد بوخلخال علي، أن طوفان الأقصى مجرد بداية، لأن الطوفان الأكبر قادم، طال الزمن أم قصر، مهما كان عدد الضحايا وحجم الخسائر فإن حرب غزة هي بداية تحرير فلسطين من الاحتلال وتحرير كل شعوب الوطن العربي من الاستبداد، لأن مشروع إسرائيل الكبرى لن يتوقف عند شواطئ غزة، وصحوة الشعوب تتزايد لتطيح بالمتصهينين قبل الصهاينة.

ولفت محمد بوسلامة، إلى تأكيد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، خلال مقابلة، أن إسرائيل خسرت بشكل كبير في غزة، مشيرا إلى أن القول بالاستمرار في الحرب "حتى نقوّض حماس هي شعارات".

ورصد تحذير بريك، من أن دخول الجيش الإسرائيلي لبنان برا وهو منهك فإنه "من الصعب عليه الوصول إلى نهر الليطاني"، وستكون هذه "هزيمة إستراتيجية" لإسرائيل.

وأكد ماجد صيام الضوء أن إسرائيل تعاني من نقص بالذخيرة والمصانع لا تستطيع تلبية احتياجاتها أمام صمود المقاومة الأسطوري الذي سينتهي بالنصر.

وأشار إلى قول اللواء الإسرائيلي إسحاق بريك، "لقد خسرنا كل شيء في غزة وإذا تحولنا إلى الشمال فستكون هزيمة إستراتيجية والقضاء على حماس شعارات فارغة كما جنود الاحتياط يرفضون الخدمة".

وأكد الكاتب ماجد الزبدة، أن الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي الذي توفره الولايات المتحدة ودول أوروبا لن يُفلح في منع انهيار كيان الاحتلال الصهيوني الذي افتقد القدرة على حماية نفسه وبات يحمل كل عوامل الضعف والانهيار الذاتي، قائلا إن هزيمة الاحتلال في السابع من أكتوبر ما هي سوى مؤشر واضح على قرب هذا الانهيار.

وأضاف أن "يومئذ سيفرح أهل فلسطين ومن آزرهم بنصر الله وستعود أرضنا المقدسة طاهرة نظيفة من دنس الاحتلال، وستستلم دول أوروبا وأميركا قمامتهم البشرية التي ألقوها قبل قرن مضى في منطقتنا العربية".

وكتب علي حاتم"يوم تحطمت فيه مقولة الجيش الذي لا يقهر.. حالة الإحباط بعد السابع من أكتوبر تدفع نحو 900 ضابط برتب متفاوتة في الجيش الإسرائيلي إلى إبلاغ قيادتهم بعدم رغبتهم في تمديد عقودهم للخدمة الدائمة بالجيش".