سرية تامة.. لماذا تسعى واشنطن لإنشاء قواعد عسكرية في كوت ديفوار وبنين؟

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

في ظل تزايد التهديدات الأمنية في غرب إفريقيا، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، من خلال إنشاء قواعد عملياتية جديدة في كوت ديفوار وبنين. 

وكشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن الجهود الحثيثة التي يبذلها البنتاغون والقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) للتفاوض مع السلطات المحلية وتأسيس وجود عسكري مستدام، يهدف إلى مكافحة القرصنة البحرية والاتجار عبر الحدود.

ومن خلال تناول تفاصيل الزيارات والمناقشات السرية، تقدم المجلة نظرة على الإستراتيجية الأميركية لتعزيز الأمن الإقليمي في إفريقيا.

تعزيز وجود

وقالت  "جون أفريك" إن رئيس أفريكوم، الجنرال مايكل لانغلي، يواصل مساعيه "لتعزيز وجود واشنطن في الدول الساحلية لغرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية". 

وأضافت: "وفقا لمعلوماتنا، اختار البنتاغون كوت ديفوار وبنين لإنشاء قاعدتين عسكريتين بهدف مكافحة الإرهاب، إضافة إلى القرصنة البحرية والاتجار عبر الحدود".

وتابعت: "في بداية مايو/ أيار 2024، زار لانغلي مدينة كوتونو للقاء الرئيس البنيني باتريس تالون ورئيس الأركان العامة الجنرال فروكتويس غباغيدي". 

وأشارت إلى أن "فكرة إنشاء قاعدة، التي طُرحت قبل حتى مغادرة القوات الأميركية من النيجر منتصف أبريل/ نيسان 2024، لم تُناقش علنا". 

وأردفت المجلة: "لكن، منذ هذه الزيارة، تتواصل المناقشات في سرية تامة بين البنتاغون والسلطات البنينية، بشكل مستمر ودائم".

وشددت على أن "الولايات المتحدة نشطة للغاية في البلاد، حيث عززت تعاونها العسكري في السنوات الأخيرة، مع زيادة الدعم اللوجستي والتمويلات".

ولفتت إلى أنه "من المتوقع أن تتسارع الأمور -أي التفاوض بين الولايات المتحدة وبنين- بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في 4 مايو 2024 في حديقة بندجاري الوطنية (الشمال)، وأودى بحياة سبعة جنود بنينيين". 

وأشارت المجلة إلى أن "الأميركيين يخططون لنشر طائرات مراقبة وعدة أدوات للوقاية واستباق التهديد الإرهابي".

من جانبه، استقبل الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، مايكل لانغلي بمدينة أبيدجان في 29 أبريل 2024.

وحسب المجلة الفرنسية، أعطى واتارا الجنرال الأميركي موافقته على إنشاء قاعدة، مع ترك تفاصيلها لرئيس الأركان العامة الجنرال لاسينا دومبيا. 

وقالت: "رغم أن الإطار لم يُحدد بعد، فإن الاتجاه يسير نحو التعايش بين الجيشين، مع استبعاد إنشاء قاعدة مشابهة لتلك الخاصة بالقوات الفرنسية في كوت ديفوار". 

ولفتت إلى أن "البلد يرغب في تطبيق نموذج غانا، حيث وقع الأميركيون اتفاقا عام 2018 لنشر سرب من الجنود المشاركين في تعاون وثيق بتمويل قدره 20 مليون دولار".

عملية "فلينتلوك"

وتضاعف واشنطن مبادراتها ونشاطاتها في كوت ديفوار، وفق المجلة الفرنسية. 

فخلال الفترة من 13 إلى 24 مايو 2024، نظمت أفريكوم في الأكاديمية الدولية لمكافحة الإرهاب ببلدة جاكفيل، قرب أبيدجان، تمرينا عسكريا كبيرا يضم أكثر من 1300 عنصر من عدة دول من القارة. 

جدير بالذكر أن هذه العملية، المسماة "فلينتلوك"، تُجرى سنويا في القارة الإفريقية.

إلى جانب ذلك، تدعم أفريكوم أيضا أجهزة الاستخبارات الإيفوارية. 

ومنذ يناير/ كانون الثاني 2024، وبالتزامن مع بدء التحضيرات لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، أرسلت القيادة الأميركية طائرة استخبارات ومراقبة واستطلاع (ISR). 

وبعد نهاية البطولة القارية، واصلت هذه الطائرة عملياتها في البلاد، وفق الصحيفة. 

وأكدت المجلة الفرنسية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) نشطة للغاية في كوت ديفوار، حيث تتعاون مع السلطات.

وخلصت إلى أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري في غرب إفريقيا من خلال إنشاء قواعد جديدة في كوت ديفوار وبنين، بهدف مكافحة التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة".

وتشكل "أفريكوم" إحدى القيادات العسكرية الأساسية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، والمسؤولة عن العلاقات العسكرية والعمليات في 53 دولة إفريقية.

وتأسست هذه القيادة على خلفية تزايد الاهتمام الأميركي بإفريقيا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وفي ضوء التوسع الصيني. 

وشهدت تطورا ملحوظا مع إنشاء مرافق دعم عبر القارة، تمهيدا لتعزيز السيطرة والنفوذ الأميركي في هذه الرقعة الإستراتيجية من العالم.