في التجارة مع إفريقيا.. لماذا تتفوق الصين وروسيا على الدول الغربية؟

9 months ago

12

طباعة

مشاركة

في ظل النمو السريع لتبادل السلع بين الصين وإفريقيا عام 2023، إلى جانب صعود التجارة بين إفريقيا والولايات المتحدة، لا تزال روسيا بعيدة عن الوصول إلى مثل هذا النمو.

ونتيجة لذلك، تواصل موسكو الاعتماد بشكل كبير على إستراتيجية التقارب السياسي، كما حظيت هدايا القمح الروسية لمختلف البلدان الإفريقية على وجه الخصوص باهتمام إعلامي دولي واسع النطاق.

وفي هذا السياق، توقف موقع "تيليبوليس" الألماني عند العديد من الأخطاء التي قامت بها الدول الغربية في إفريقيا، موضحا كيف تتفوق الصين وروسيا على الغرب في العلاقات التجارية مع القارة السمراء.

طفرة تجارية

وذكر الموقع الألماني أن "التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا وصل -رغم العجز الإفريقي- إلى 282 مليار دولار عام 2023".

وهذا يعني أن "التجارة الإفريقية الصينية قد وصلت تقريبا إلى حجم تجارة الاتحاد الأوروبي الإفريقية، البالغة 268 مليار يورو عام 2021".

وبحسب مقارنة الموقع، بلغت تجارة إفريقيا مع الولايات المتحدة ما يقرب من 62 مليار دولار عام 2021.

ومقابل ذلك، في عام 2022، بلغت التجارة الروسية الإفريقية ما يعادل 18 مليار دولار، لكنها ارتفعت بنسبة 35 بالمئة أخرى في النصف الأول من عام 2023.

ووفق ما ذُكر سابقا عن الهدايا الروسية من القمح، في بداية عام 2024 وحده، منحت روسيا 25 ألف طن من القمح للكاميرون و50 ألف طن لجمهورية إفريقيا الوسطى و25 ألف طن لمالي و25 ألف طن لبوركينا فاسو.

وباعتماد روسيا على التقارب السياسي، مع هدايا القمح التي منحتها إلى العديد من الدول الإفريقية، قال موقع "تيليبوليس" إنه "ليس من المستغرب أن تلاحظ الصحافة في الغرب النفوذ الروسي المتنامي في إفريقيا".

ويرى أن هذا "ليس فقط بسبب هدايا القمح، ولكن أيضا لأن إخفاقات الغرب وأخطاءه -ناهيك عن الماضي الاستعماري- يمكن تناسيها بسهولة في البلدان الغربية، ولكنها لا تنسى في البلدان المتضررة".

وفيما يتعلق باحتمالية خروج النيجر وبوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس)، افترضت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن الأخيرة لم تهدد إلا بسبب الانقلاب العسكري في النيجر، لكنه لم يحدث في النهاية.

وفي هذا الصدد، أشار الموقع الألماني إلى أن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كانت قد فرضت -ربما بسبب الضغوط التي مارسها الاتحاد الأوروبي بسبب إنهاء نيامي اتفاقية الهجرة- عقوبات صارمة على النيجر".

وجدير بالذكر أن الوضع في ذلك الوقت في النيجر، الدولة الواقعة في منطقة الساحل الفقيرة بالفعل، كان يُنظر إليه على أنه "مجاعة".

أخطاء فادحة

وتبعا لدراسة تحت عنوان "التغيرات الرئيسة في سوق الأسمدة عامي 2022-2023 وتأثيرها على الأمن الغذائي العالمي"، والتي أجراها البرلمان الإفريقي ومؤسسة "ثابو مبيكي" ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومؤسسة أندريه ميلنيشينكو، أوضح الموقع وجود أخطاء فادحة أخرى ارتكبها الغرب في إفريقيا.

وشدد على أن القارة "لم تنس هذه الأخطاء". 

ومن ضمن العديد من الأخطاء، تحدثت الدراسة عن "آثار إلغاء شحنات الأسمدة من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا" بالتفصيل.

وتنص الدراسة -من بين أمور أخرى- على أن شحنات الحبوب بموجب اتفاقية الحبوب الأوكرانية كانت قادرة على توفير الغذاء لنحو 95 مليون شخص.

كما أوضح الموقع الألماني، لو أُجري حساب مماثل بالنسبة للأسمدة والأمونيا، التي لم تتمكن من الوصول إلى الأسواق بسبب القيود المختلفة، لكانت هذه الكميات كافية لإنتاج منتجات زراعية لإطعام حوالي 199 مليون شخص.

وكدليل على أن إمدادات الأسمدة عامي 2022 و2023 مثبت بالفعل مشكلة خطيرة للدول الإفريقية، نقل "تيليبوليس" ما نشره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في نهاية عام 2022.

وكتب الموقع: "العالم يحتاج إلى جهود مشتركة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة العالمية في سوق الأسمدة، ولا يمكن السماح للأزمات العالمية في توفر الأسمدة بالتوسع والتسبب في نقص عالمي في الطعام".

وأضاف: "كجزء من جهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يدعم برنامج الأغذية العالمي تبرع شركة الأسمدة الروسية (يورالكيم-يورالكالي) بمبلغ 260 ألف طن من الأسمدة للدول الأكثر احتياجا في إفريقيا".

وفي التوصيات السياسية للدراسة الروسية، ورد أنه يجب "إجراء تحقيقات رسمية من خلال المؤسسات الدولية متعددة الأطراف لتعويض الدول المتأثرة سلبا، وفي حال الضرورة، محاسبة صانعي القرار الرئيسين الذين فرضوا عقوبات وقيودا أحادية الجانب الأخرى".