حاكم ولاية نيوجيرسي يزور الخليج قبل أيام من جولة ترامب.. ما الأسباب؟

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

برسائل ودلالات، أنهى حاكم ولاية نيوجيرسي الأميركية، فيل مورفي، جولة إلى ثلاث دول خليجية، السعودية، والبحرين، والإمارات، أواخر أبريل/ نيسان 2025.

وأسفرت الزيارة عن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجالي الذكاء الاصطناعي والتعليم، إلى جانب إعلان شركة "هوت باك" (Hotpack) الإماراتية عن استثمار كبير بقيمة 100 مليون دولار لإنشاء منشأة صناعية جديدة في مدينة إديسون بولاية نيوجيرسي.

وركزت زيارة الحاكم مورفي بشكل أساسي على الشؤون الاقتصادية، حيث كان هدفه الترويج لولاية نيوجيرسي وجذب استثمارات إضافية من منطقة الخليج.

واصطحب معه مجموعة غنية من البيانات المالية التي تبرز الفرص الواعدة في مجالات التعليم، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية، والرعاية الصحية، والبحث العلمي، وغيرها من القطاعات الحيوية.

زيارة الخليج

وأشار موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي، إلى أن توقيت الزيارة يحمل دلالات مهمة؛ إذ جاءت قبل أسبوعين فقط من الجولة الرسمية المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يزور كلا من السعودية وقطر والإمارات منتصف مايو/أيار 2025.

كما لفت إلى أن الزيارة تأتي قبل ثمانية أشهر فقط من انتهاء ولاية الحاكم مورفي، المقرر مغادرته منصبه في يناير/كانون الثاني 2026.

وخلال زيارته إلى السعودية، التقى مورفي بعدد من رجال الأعمال وممثلي المؤسسات المهتمين باستكشاف فرص الاستثمار في ولاية نيوجيرسي، وجرى توقيع خطاب نوايا لتعزيز التعاون بين جامعة الملك سعود وجامعة روتجرز.

وفي البحرين، التقى الحاكم بعدد من كبار المسؤولين الحكوميين، بينهم وزير الصناعة والتجارة عبد الله فخرو، ووزيرة الشباب روان توفيقي.

كما وُقعت مذكرة تفاهم بين هيئة مساري في البحرين وهيئة التنمية الاقتصادية في نيوجيرسي، بهدف توفير فرص تدريبية قيمة للشباب البحريني في نيوجيرسي.

وأفاد الموقع بأن مورفي لم يلتقِ بعدد كبير من الشخصيات الاقتصادية في البحرين، حيث تزامن زيارته مع "منتدى باب البحرين 2025" في 29 أبريل، الذي جمع معظم قادة الأعمال في البحرين وعددا من المسؤولين الاقتصاديين الدوليين.

وخلال فعالية مائدة مستديرة حضرها الصحفيون، صرح مورفي قائلا: "تصدّر ولاية نيوجيرسي سلعا بقيمة 82.5 مليون دولار إلى البحرين سنويا، ونأمل أن نرى هذا الرقم في تزايد".

وردا على سؤال من "ذا ميديا لاين" حول نتائج زيارته، قال مورفي: "أشعر برضا كبير، فقد كانت زيارتي ناجحة للغاية، وعقدت العديد من الاجتماعات في السعودية والبحرين، وستُعقد اجتماعات إضافية في نيوجيرسي مع مسؤولين لم يكونوا حاضرين خلال زيارتي هنا بسبب عدم وجودهم في البحرين".

وأشار إلى أن " البحرين هي الدولة الثانية عشرة التي أزورها ضمن مهمة اقتصادية، والإمارات الدولة الثالثة عشرة".

حليف إستراتيجي

وعمّا إذا كانت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب قد تعرقل الاستثمارات أو العلاقات الدبلوماسية، أجاب مورفي: "أنا لست من مؤيدي فرض الرسوم، وأعتقد أنها قد تُستخدم في التعامل مع دول معادية، لكن عندما نتعامل مع حلفاء، فمن الأنسب اتباع نهج مختلف".

وأضاف: "لا يمكنني التحدث باسم إدارة الرئيس ترامب، لكن من وجهة نظري الشخصية، فإن اتفاقية التجارة الحرة التي تجمع الولايات المتحدة والبحرين تُعد تطورا إيجابيا".

وتابع: "فالمملكة حليف إستراتيجي، لا سيما في مجال التعاون العسكري، وبشكل خاص مع القوات البحرية، ولهذا، أنا متفائل بأن الأمور ستسير في اتجاه إيجابي".

وواصل الحاكم مورفي حديثه قائلا: "ترامب يرغب في زيادة التصنيع داخل الولايات المتحدة، وأنا أشاركه هذه الرغبة.. ونسعى إلى تعزيز النشاط الصناعي في نيوجيرسي تحديدا".

وأضاف: "أعمل حاليا مع الهيئة التشريعية للولاية على تمرير مشروع قانون شامل يمنح حوافز للشركات متعددة الجنسيات لتصنيع منتجاتها داخل نيوجيرسي، حتى لا تُضطر للقلق بشأن الرسوم الجمركية".

وأوضح أنه يدعم فكرة زيادة الإنتاج المحلي داخل الولايات المتحدة، لكنه يفضل اتباع أسلوب مختلف لتحقيق ذلك.

وفي سياق تأكيده على ثقته في نتائج الزيارة، عبّر مورفي عن تفاؤله قائلا: "ما كنت لأكون هنا من الأساس لولا إيماني بإمكانية تحقيق نجاح ملموس".

وسلط الحاكم الأميركي الضوء على الموقع الإستراتيجي للبحرين، مشيرا إلى أنها قد تشكل بوابة مثالية للاستثمار في منطقة الخليج، على غرار ما تمثله سنغافورة في جنوب شرق آسيا.

وقال: "بإمكاننا أن نؤسس وجودنا في البحرين، ثم ننطلق منها إلى بقية دول مجلس التعاون الخليجي".

وأشار مورفي أيضا إلى وجود تقاطعات واضحة بين الاقتصاد البحريني وأولويات نيوجيرسي، لا سيما في مجالات الطاقة الخضراء، والذكاء الاصطناعي، والصناعات الدوائية.

وأثنى على ما وصفه بـ"الدور الإستراتيجي" الذي تضطلع به البحرين في المنطقة، مؤكدا ثقته في القدرة على تجاوز التحديات الجمركية الأخيرة، ومجددا التزامه ببناء شراكات فعالة تقوم على التعاون، لا العقوبات الاقتصادية.

الأكثر نجاحا

أما زيارته إلى الإمارات، "فقد كانت أكثر نجاحا"، وفق الموقع الأميركي، إذ نجح في تأمين استثمار بقيمة مئة مليون دولار من شركة "هوت باك" المتخصصة في حلول التغليف الغذائي الصديقة للبيئة.

ومن المقرر توجيه هذا الاستثمار لإنشاء مصنع في مدينة إديسون بولاية نيوجيرسي، ليكون أول قاعدة إنتاجية للشركة في أميركا الشمالية.

ومن المتوقع أن يمتد المصنع على مساحة 70 ألف قدم مربعة، وأن يبدأ العمل في يونيو/حزيران 2025، مع توفير نحو مئتي وظيفة خلال السنوات الخمس التالية.

وفي تصريح لوكالة أنباء الإمارات، قال مورفي: "هناك العديد من الاستثمارات المهمة، ربما أبرزها الاستثمار الضخم الذي بلغ عدة مليارات من الدولارات والذي قامت به الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) في شركة (Energy Capital Partners)، وهي شركة متخصصة في الطاقة والأسواق الخاصة وتقع في مدينة سوميت بولاية نيوجيرسي".

كما أشار إلى أنه عدة مذكرات تفاهم وُقعت خلال زيارته بين الجامعات في نيوجيرسي ونظيراتها في الإمارات، تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقدم مورفي لمحة عن نيوجيرسي، مشيرا إلى أنها واحدة من أكثر الولايات تنوعا وتقدما تقنيا في الولايات المتحدة.

وبعدد سكان يقارب 9.5 ملايين نسمة، فإنها تعد الولاية الحادية عشرة من حيث الكثافة السكانية في البلاد.

ونوه مورفي إلى أن الولاية تشارك بشكل كبير في مجالات الأدوية، والتكنولوجيا الحيوية، والعلوم الحياتية، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والطاقة المستدامة، والتصنيع المتقدم، واللوجستيات، وإنتاج الأفلام والتلفزيون، والتقنيات المالية الرقمية.

ووصف الموقع الأميركي زيارة مورفي للخليج بأنها "خطوة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة نيوجيرسي كمركز عالمي للابتكار والتعليم والصناعات المستدامة".

وختم بالإشارة إلى أنه عند عودته إلى موطنه، "ستكون التحديات تكمن في تحويل الاتفاقيات رفيعة المستوى إلى تأثير مستدام على الأرض".