دمية الاحتلال.. غضب فلسطيني واسع ضد قصف السلطة لمقاومة الضفة وإغلاق الجزيرة

منذ ٦ أيام

12

طباعة

مشاركة

سيرا على خطى الاحتلال الإسرائيلي في تصفية المقاومة الفلسطينية، كثفت سلطة محمود عباس قصفها لمخيم جنين، وأوقفت بث قناة الجزيرة لعدم فضح تنسيقها الأمني مع الكيان الصهيوني.

ومطلع يناير/كانون الثاني 2025، كثفت أجهزة السلطة الأمنية حملتها التي أطلقتها في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، ضد مقاومة مخيم جنين.

وقصفت المخيم بقذائف الـ"آر بي جي" مستهدفة محيط جامع الأنصار بحارة الدمج، ما أدى لاشتعال حرائق وتدمير ممتلكات الأهالي.

من جانبها، أعلنت عشائر فلسطينية في مدينة الخليل، رفضها هجوم السلطة على المقاومين في جنين وحصار المخيم، مشددة على أنها لم تفوض أحدا لـ"قتل أبناء بلدنا".

وفي السياق، وثقت قناة الجزيرة المواجهات المستمرة للأسبوع الرابع على التوالي، ونقلتها للمشاهدين حول العالم العربي، ما عرض السلطة لانتقادات واسعة.

وعلى إثر ذلك، قررت السلطة وقف بث الجزيرة وتجميد أعمال مكتبها والعاملين فيه، بزعم مخالفتها  القوانين والأنظمة المعمول بها، موضحة أن الوقف سيكون بشكل مؤقت "إلى حين تصويب وضعها القانوني".

بدورها، نددت الجزيرة بقرار السلطة الفلسطينية وعدته خطوة متماهية مع ممارسات الاحتلال ضد طواقمها، ومتناغما مع قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتبها في رام الله.

وبموجب أمر عسكري، اقتحمت قوات الاحتلال في 22 سبتمبر/أيلول 2024، مكتبها برام الله وأغلقته، وصادرت الأجهزة والوثائق كافة ومنعت العاملين فيه من استخدام سياراتهم وأوقفت بثها.

واستنكر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، تحركات السلطة الفلسطينية على الأصعدة كافة، وإصرارها على شن حملة ممنهجة ضد المقاومين الفلسطينيين واستهدافها الممنهج ضد الجزيرة.

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جنين، #الجزيرة، #الضفة_الغربية، وغيرها، عن استيائهم من تكريس السلطة الفلسطينية جهودها وإشهار سلاحها في وجه أبنائها.

تصعيد بجنين

ورصدا لجرائم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في جنين، أشار الناشط عزالدين عزيز، إلى أنها أحرقت منزل الشهيد جميل العموري في مخيم جنين. 

وأوضح أن الشهيد جميل العموري هو مؤسس كتيبة جنين وأول من خرج نصرة لغزة في معركة سيف القدس 2021 وكانت مجموعته المكونة من سبعة مقاومين هي بداية حالة المقاومة التي نراها اليوم في الضفة، قائلا: “لا عجب أن السلطة تحقد عليه وعلى عائلته”.

وأضاف: "ببغاوات السلطة يقولون يجب أن يشكر أهل جنين السلطة لأنها تحميهم من أن يعيشوا في خيام مثل أهل غزة.. ما أوقحهم! يحرقون بيوت المخيم ثم يقولون اشكروا السلطة!. واش اختلفو عن الصهاينة!".

من جهتها، كتبت الناشطة منيرة جابر، أنه بينما يفرض الاحتلال حصارا على غزة، تفرض السلطة الفلسطينية اللاوطنية حصارا مشابها على جنين.

واستهجن مفلح عقل، مواجهات أجهزة أمن السلطة للمقاومين في جنين، بالقول: "عندما تفتقد الوطنية تفتقد الحياء وتمارس كل الموبقات بحق شعبك وتصبح حكما في مربع العدو"، مؤكدا أن "جنين مثال صارخ".

الضفة تتبرأ

وإشادة بالاجتماع الحاشد الذي عقده شيوخ ووجهاء مدينة الخليل رفضا لما يجرى في جنين، قال أحمد أبو زيد: "اجتمع كل شيوخ ووجهاء الضفة الغربية للوقوف في وجه السلطة التي باتت تأتمر بأوامر أميركا الصهيونية لمحاصرة مخيم جنين وباقي بؤر المقاومة في جميع أنحاء الضفة".

بدوره، عرض حاتم أبو شمالة، صورة من الاجتماع العشائري الكبير الذي عقد في الخليل، قائلا إن "وجوه عشائر الخليل بعقال الحطة الأصيلة والذين يمثلون أبناء العائلات .. قالوا كلمتهم : نحن مع جنين".

وأثنى الباحث حذيفة عبدالله عزام، على اجتماع العشائر بالخليل، مخاطبا سلطة عباس بالقول: "كفاكم كذبا يا سلطة العار".

وأضاف: "أخرجتم الموظفين في الخليل مضطرين مجبرين تحت وطأة التهديد بقطع أرزاقهم وزعمتم أنهم يؤيدونكم في حربكم الوقحة ضد أطهار وأحرار فلسطين، لكن سرعان ما أتاكم الرد من عشائر خليل الرحمن ليظهر دجلكم وزيف ادعائكم ونقاء وصفاء أهالينا في خليل الرحمن".

قرار مؤسف

على صعيد آخر، وصف مراسل الجزيرة بغزة أنس الشريف، قرار وقف بثها في الضفة بأنه "مؤسف ومخجل"، قائلا إن "‏الجزيرة هي صوتنا وصوت أهل غزة في هذه الأيام الصعبة". 

وعد الأكاديمي فخري المومني، القرار، أمرا مستهجنا غريبا، لأنه في الوقت الذي تغطي فيه الجزيرة مذابح غزة العزة وتقدم الشهداء من كوادرها تقوم السلطة بمهاجمة المقاومة في مخيم جنين وتقدمهم قتلى ومساجين من منطلق التنسيق الأمني مع الكيان.

وعلق الناشط أدهم أبو سلمية، على مقطع فيديو يوثق لحظة اقتحام عناصر أمن السلطة الفلسطينية مكتب الجزيرة لتنفيذ قرار الإغلاق، قائلا: "تعودنا على هذا المشهد من العدو الصهيوني فقط.."

وأضاف: "والله شيء مؤلم ومؤسف ومحزن ما يحدث في الضفة الغربية"، متسائلا: “أي واقع تُريد هذه السلطة إنتاجه؟! ولمصلحة من؟! في جنين يُستبدل الجندي الصهيوني بجندي من السلطة!! في رام الله يُقتحم مكتب الجزيرة من ضابط في السلطة بدل ضابط الاحتلال؟! ماذا بقي؟”

تكميم أفواه

بدوره، أوضح المغرد تامر، أن إيقاف عمل قناة الجزيرة في الضفة الغربية ليس الاعتداء الأهم في قرار السلطة الفلسطينية؛ مؤكدا أن هذا مجرد عنوان، لكن التفاصيل تكشف عن انتهاك صارخ لحرية الصحافة.

وأشار إلى أن قرار السلطة الفلسطينية لم يقتصر على إيقاف قناة الجزيرة فقط، بل شمل أي مؤسسة أو صحفي أو قناة تتعاون مع الجزيرة بأي شكل من الأشكال. 

وأكد تامر أن الجزيرة، التي تعد واحدة من أكبر الوكالات الإعلامية في الشرق الأوسط، تشكل مصدرا رئيسا للأخبار في المنطقة ومن الطبيعي أن يتعاون معها الجميع بطريقة أو بأخرى . 

وقال إن هذا القرار يعني أن معظم الصحفيين الفلسطينيين قد يتم إسكاتهم تحت ذريعة "قانون الجزيرة"، الذي يُذكرنا بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل سابقا لمنع عمل القناة، حيث استُخدم القانون الإسرائيلي لإيقاف الجزيرة وإسكات المعارضة هناك.

ورأى تامر، أن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تتخذ السلطة قرارا مشابها ضد وكالات أنباء غربية قامت بتشويه صورة الفلسطيني، وصورته كأنه "يستحق القتل"، بينما صورت الإسرائيلي كـ"حضاري" يدافع عن نفسه؟.

وأكد مستشار التحكيم الدولي محمد موسى قزاز، أن إغلاق مكاتب الجزيرة يندرج تحت مسمى تكميم الأفواه، شاكرا قناة الجزيرة على فضحها العدو ومن يتعاون معه.

وتساءل عامر القصص أبو عبيدة: "لماذا يخاف الطغاة من الإعلام الحر ويحرصون على تكميم الأصوات الإعلامية".

مهنية الجزيرة

فيما ذكر الإعلامي بقناة الجزيرة زين العابدين توفيق، بأن القناة واكبت منذ تأسيسها كل مراحل كفاح الشعب الفلسطيني لنيل حريته وحقه في الحياة بعزة وكرامة في وطن سيد ككل شعوب الأرض.

وأشار إلى أن القناة واكبت انتفاضة الأقصى، وحصار أبو عمار في المقاطعة ونقله لفرنسا مسموما واستشهاده وعودته ودفنه في رام الله ومعركة جنين مرورا بالانتخابات وحكومة الوحدة وحكومات الانقسام وكل اجتياحات الضفة وحملات قصف غزة.

ولفت توفيق، إلى أن الجزيرة واكبت أيضا الاستيطان وتهويد القدس والتمييز ضد عرب الداخل واقتحامات المسجد الأقصى ومعركة البوابات ومسيرات العودة وحفلات اصطياد الفلسطينيين التي يستمتع بها المستوطنون والجنود على حد سواء واغتيال شيرين أبو عاقلة ومعركة طوفان الأقصى.

وأوضح أن الجزيرة، تابعت اغتيال عائلة وائل الدحدوح ومؤمن الشرافي وأنس الشريف واغتيال إسماعيل الغول وكانت في كل مراحل كفاح الفلسطينيين صوتهم للعالم وعين العالم على جرائم الاحتلال.

وأكد توفيق، أن قرار السلطة الفلسطينية بوقف بثها وتجميد عمل مكتبها وطواقمها في الضفة الغربية لن يغير هذه الحقيقة راجيا أن يكون قرارا عابرا يراجع سريعا ويصوب، لأنه إذا استمر فلن يكون إلا طعنة لكفاح الشعب الفلسطيني.

وأفصح خالد المصري، عن أنه تأكد بعد قرار السلطة الفلسطينية إغلاق الجزيرة، أنها دائما كشفاهم وصارت مصدرا موثوقا أكثر مما كانت أصلا.

وأكد صلاح الدين العواودة، أن قرار حظر الجزيرة "إسرائيلي بحت"، قائلا إن الجزيرة التي رافق مراسلوها ياسر عرفات في حصاره وحتى استشهاده والتي فضحت جرائم الاحتلال والمستوطنين، تستحق التكريم فلسطينيا.

خطى الاحتلال

وتحت عنوان "إمبراطورية "فتح" على خطى الغُزاة.. حظرت قناة "الجزيرة"!!، كتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن وزارات الإمبراطورية المعنية أجمعت (كما الاحتلال) على قرار الحظر.

وتهكم قائلا: "الانحياز للمقاومة جريمة تستحق العقاب، خلافا للانحياز لبرنامج الانبطاح وحراسة المحتلين باسم حراسة المشروع الوطني"، مضيفا: “ألا شاهت وجوه أدمنت العارْ.”

وعرض الداعية محمد الصغير، مقطعي فيديو الأول يوثق لحظة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمكتب الجزيرة، والثاني للحظة تنفيذ أمن السلطة الفلسطينية لقرار الإغلاق، قائلا إن سلطة عباس تُغلق الجزيرة في رام الله، سيرا على خطى نتنياهو الذي أغلقها منذ 100 يوم في القدس المحتلة.

وذكر بأنه نشر فتوى مفتى ليبيا الشيخ الصادق الغرياني الذي سوى بين سلطة عباس والصهاينة في الإثم والمصير، متسائلا: “هل ترون سماحة المفتى قد أصاب الحقيقة؟ ”

وأكد الناشط مراد علي، أن السلطة الفلسطينية تمشي على خطى إسرائيل لتؤكد أن ولاءها ليس لشعبها، وأنها جزء من المخطط الصهيوني.

مضيفا: “بعد صمتها عن جرائم الإبادة في غزة، بدأت في محاولة تصفية المقاومة في جنين وها هي تريد إغلاق النافذة الوحيدة الجزيرة التي يرى منها العالم جرائم الصهيونية.”

تحريض مستنكر

واستنكارا لتصريحات المسؤولين في حركة فتح، استهزأ الكاتب رفيق عبدالسلام، من قول أمين سر مركزية الحركة جبريل الرجوب، إن عناصر السلطة الفلسطينية يجب ألا تطلق النار على الاحتلال، وهذه ليست مهمتها". 

وعلق قائلا: "طبعا هذا أمر معلوم للقاصي والداني لأن مهمة بوليس دايتون هي حماية الاحتلال وإطلاق النار على الفلسطينيين وليس المحتلين، مثلما أن مهمة الجيوش العربية هي حماية الوكلاء الخارجيين وإطلاق الرصاص على السكان المحليين..".

بدروه، خاطب السياسي فايز أبو شمالة، من وصفهم بـ"المارقين على تاريخ حركة فتح المقاوم"، قائلا لهم: "أيها الخارجون عن خط أبو جهاد وأبو عمار ورائد الكرمي ومروان الرغوثي: كفاكم نبحاً خلف أبطال المقاومة في غزة".

وتابع مخاطبته قائلا: “كفاكم ردحا لقادة المقاومة، وكفاكم لعقا لأحذية الإعلام الإسرائيلي، وترديد أكاذيبهم التي تخدم أهداف نتانياهو، وتحقق رغبات سموتريتش، وترضي أطماع بن غفير.”