يوم أسود على إسرائيل.. حفاوة بهجوم مسيرة حزب الله وعمليات القسام بغزة

a month ago

12

طباعة

مشاركة

“يوم أسود على إسرائيل”.. عبارة استخدمها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بقوة للإعراب عن سعادتهم بتنفيذ حزب الله اللبناني ضربات نوعية ضد الاحتلال، بالتزامن مع عمليات نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في شمال غزة.

حزب الله شن في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024، هجوما مركبا ونوعيا بسرب مسيرات انقضاضية على معسكر تابع للواء غولاني في بلدة بنيامينا جنوبي حيفا موقعا 4 قتلى وعشرات المصابين من الجنود.

وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن "صفارات الإنذار لم تدوّ في منطقة بنيامينا قبل سقوط المسيرة". واعترف جيش الاحتلال بمقتل 4 جنود وإصابة 67، منهم 8 بحالة خطيرة.

 وأشار إلى أنه فتح تحقيقا لمعرفة أسباب فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض المسيرات، وعدم تفعيل صفارات الإنذار.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الهجوم هو الأعنف الذي ينفذه حزب الله منذ بدء الحرب؛ وأظهرت مشاهد حالة من الصراخ والاستنفار بين الجنود داخل القاعدة العسكرية.

وفي بيان لغرفة عمليات حزب الله، قالت إن قرارها إطلاق صواريخ وأسراب مسيرات باتجاه مناطق في عكا وحيفا كان لـ"تأديب العدو" وإظهار بعض قدراتها في أي وقت أو أي مكان تريده.

وأوضحت أن المسيرات انفجرت في الغرف التي يوجد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين كانوا يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان وبينهم ضباط كبار.

وهددت بأن التمادي (في الاعتداء) على المدنيين سيجعل من حيفا بمثابة كريات شمونة (جديدة) من خلال استهدافها بالصواريخ والمسيرات.

وتعاقب استهداف حزب الله، مع إعلان كتائب القسام تفجير مقاتليها عبوة شديدة الانفجار في قوة إسرائيلية راجلة قوامها 15 جنديا أثناء محاولتهم اقتحام أحد المنازل غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة وأوقعتهم بين قتيل وجريح. 

وأعلنت استهداف دبابتين صهيونيتين من نوع "ميركافاه" بعبوتين مضادتين للدروع وقذيفة “تاندوم” في مخيم جباليا، كاشفة عن استهداف دورية استطلاع إسرائيلية بطائرة الزواري "الانتحارية" شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.

وأشاد ناشطون بتنافس وتسابق القسام وحزب الله على توجيه ضربات نوعية وقاسية للاحتلال في مختلف الجبهات، وإصابة عشرات الجنود الإسرائيليين بجراح مختلفة، معربين عن سعادتهم بإقرار جيش العدو بهزائمه.

وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حزب_الله، #حيفا، #كتائب_القسام، #جباليا، وغيرها، تداولوا مقاطع فيديو وصورا توثق ما أسفر عنه هجوم المسيرات اللبنانية على معسكر غولاني.

كما تداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو من ضربات القسام التي أعلنت عنها في بلاغاتها، متحدثين عن الدلالات التي تحملها العمليات الأخيرة في غزة ولبنان.

استهداف بنيامينا

وحفاوة بما حققته المسيرة الانقضاضية التابعة، استبشر الإعلامي زين العابدين توفيق، باستهداف حزب الله للقاعدة العسكرية الإسرائيلية قائلا: “اليوم بنيامينا وغدا بنيامين”، في إشارة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وعرض الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، صورة لتباكي جنود الاحتلال من داخل القاعدة المستهدفة، مشيدا بضربة حزب الله بالقول: "تسلم الأيادي، مستحقة".

ونشر أحمد سيد قناوي، الصورة ذاتها، وأشار إلى اختراق لمنظومة الدفاع الجوي وفشل كبير، وإقرار الجيش الإسرائيلي بمقتل وإصابة جنود في قاعدة بنيامينا.

وقال الصحفي الأردني باسل رفايعة، إنه بغير ذلك لن تفهم إسرائيل أبداً أنّ التوحش والغرور لا يحققان أدنى نصر، وضربة حزب الله الدقيقة والجريئة والمؤلمة للعدو في حيفا، هي اللغة الوحيدة الممكنة للحوار مع مطلق الهمجية، والانحطاط الأخلاقي الدولي والعربي في التفرّج على وجوه الضحايا الموتى والأحياء من جباليا إلى الضاحية الجنوبية.

وأضاف: "لتتألّم إسرائيل، وأشكالها في العالم والشرق الأوسط، ولتتكاثر فيها الجنائز والخراب، ولتسلم كلّ يد تطلق صاروخا أو مسيّرة أو قذيفةً أو حجراً على هذا الإجرام الذي فاقَ كلّ خيال".

تحليلات وقراءات

وفي تحليلات وقراءات لعملية المقاومة اللبنانية، رصد المحامي الكويتي ناصر الدويلة، دلالات هجوم حزب الله بمسيرة على معسكر لواء غولاني، منها أنه يشير إلى دقة استخبارات الأخير وتحديد طابق في مبنى متعدد الأدوار ما يعني أن الحزب يعرف الهدف جيدا.

وعد تحديد ساعة اجتماع الجنود في هذه اللحظة نجاحا استخباريا كبيرا لحزب الله، مؤكدا أن استخدم الحزب تكتيك في اقتراب المسيرة للهدف دليل على قدرة فائقة في استخدام المسيرات والقدرة على تجاوز القبة الحديدية.

ورأى أن فشل القبة ورادارات العدو في الإنذار من اقتراب المسيرة دليل على وجود ثغرات خطيرة في دفاع العدو والأخطر معرفة حزب الله بتلك الثغرات، مؤكدا أن العدو لو تلقى مثل تلك الضربة أربع مرات لسقط نتنياهو.

وقال الكاتب سامح عسكر، إن من الضربة الأخيرة لحزب الله تبين أن المقاومة اللبنانية لم تستعمل بعد سلاحها الإستراتيجي، مشيرا إلى أنها بدأت قبل أيام واليوم في استعماله.

وأضاف أن توازن الردع المفقود من بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وحادثة بايجر (تفجير أجهزة لاسلكي) سيعود تدريجيا.

وأشار إلى أن ما ينقص الآن هو توازن الردع الخاص بالمدنيين، مدني مقابل مدني، عسكري مقابل عسكري.

وأكد أن هذا له تأثيره المباشر على الحرب البرية المشتدة منذ أسبوعين على الحدود، فيما يبدو أن إسرائيل استخفت بقدرات حزب الله، واعتقدت بإمكانية فعل ما حدث بغزة على جنوب لبنان من اجتياح بري.

وعد محمد خلف ابو دارب، العملية نجاحا كبيرا لسلاح الجو في حزب الله، كما كشفت امتلاك المقاومة اللبنانية معلومات دقيقة عن القاعدة والزيارة والعشاء.

وأثنى على الدقة في تحديد التوقيت وقاعة الطعام، والدقة الأشد في قصف القاعة بصاروخ، فلما تجمع الجنود حول الجثث والمصابين سقطت الطائرة الانقضاضية وقضت على كل الموجودين.

ووصف عبده فايد، العملية بأنها "معجزة بكل المقاييس"، مرجعا ذلك إلى أن انتفاضة الحزب لتلك الدرجة ومواصلة استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ ومسيرات أمر ليس فقط محل إعجاب، بل يشي بوجود صف ثاني فعّال من القيادة يستطيع إدارة مشهد بالغ التعقيد تحت الأرض وفوقها.

وأضاف أن عملية حزب الله في بنيامينا، تبقى أكبر من كونها رسالة للحزب، بل للحاضنة الأكبر، إيران، مشيرا إلى أن الحزب يحمل رسالة إيرانية جديدة، بأن ثمن التصعيد سيكون أفدح بكثير، مع سهولة تبدو واضحة في عبور القبة الحديدية الإسرائيلية.

ورأى الصحفي محمد جمال عرفة، أن العملية أهم ضربة من حزب الله حتى الآن لإسرائيل، مؤكدا أن هناك تعافيا كبيرا واضحا للحزب بعد الاغتيالات التي نفذها الاحتلال بخق قياداته، في دليل على عدم تأثر قواته، مستبشرا بأيام سوداء تنتظر نتنياهو.

وكتب المحلل السياسي إياد جبر: “لاحظنا حالة الذهول وعدم التوازن التي سادت لأيام على مستوى القيادة والجيش والمجتمع الصهيوني بعد طوفان الأقصى.. وربما نحن الآن أمام موقف مشابه بعد هجمات جنوب حيفا، والسبب أن الاحتلال يعد قواعده العسكرية مصدر الأمن الموثوق للجميع في الكيان، والذي لا يمكن مهاجمتها.”

إشادة بالقسام

وإشادة بعمليات القسام في جباليا، وصف إسماعيل جوخدار، تمكن مجاهدوها من استهداف أحد المنازل الذي تحصن بداخله العشرات من جنود الاحتلال بقذيفة "TBG" وإيقاعهم بين قتيل وجريح، بأنها "مجزرة في صفوف جيش الاحتلال، ويوم أسود على الصهاينة".

وأُثنت أم عمر، على استهداف كتائب القسام دبابتين صهيونيتين من نوع "ميركافاه" بعبوتين مضادتين للدروع وقذيفة "تاندوم" قرب مسجد أم المؤمنين عائشة في مخيم جباليا، قائلة: “اضرب واثأر لأهلك وناسك فإن العرب نيام”.

يوم أسود

وتحت عنوان "يوم أسود جديد بتاريخ الكيان"، أشاد المحلل السياسي ياسر الزعاترة، بحادثة بنيامينا جنوب حيفا، في وقت “يتواصل نزيف الفلسطينيين في غزة”.

وقال إن الاحتلال سينتقم بقتل العزّل من الجو والتجويع شمال القطاع، مؤكدا أنه نزيف يبدّد أحلاما رعناء بلا أفق.

وقال الطبيب اليمني أبو أثير الذفيف، إنه يوم أسود هو الأكثر دموية في الكيان المحتل والفاعل مسيرة واحده دقيقة لم تكتشفها الرادارات ولم تفعل صافرة الإنذار وهزت كل الكيان؛ والعشرات بين قتيل وجريح وفطيس.

وأكدت الإعلامية مايا رحال، أنه يوم أسود في تاريخ إسرائيل المزعومة حيث وقع قتلى وجرحي بالعشرات في صفوف فرقة النخبة من قوات جولاني من قبل الطائرات الانقضاضية لحزب الله.

واستنكرت أن المتطرف نتنياهو يصب جام غضبه على غزة التي تنزف دما خاصة في الشمال وجباليا ومخيمها، وأن لا أفق يوقف هذا الشلال من الدماء.

وكتب أحد المغردين: “يوم أسود للاحتلال.. حدث أمني في الشمال واشتباك مع حزب الله، كمين لقوة إسرائيليه في شمال غزة تنفذه القسام وتوقع بها خسائر.. مسيرة تصيب ثكنة عسكرية إسرائيلية في حيفا تؤدي إلى 100 بين قتيل وجريح.. طالعك يا عدوي طالع أينما تكون”.

وعرض الصحفي محمد عبد العزيز، صورة لمسيرتين، قائلا: "ما بين زواري القسّام وطائرة حزب الله طريقُ حقٍّ واجبٌ اتّباعه".