الداخلية تنفي إلقاء مواطن من شرفة منزله.. وناشطون: شرطة السيسي بلطجية

3 months ago

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها نفي وزارة الداخلية المصرية تعدي قوة أمنية على المواطن ضياء ربيع عيد فني التحاليل، أثناء تنفيذ قرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره بدعوى اتهامه في قضية نصب، وادعائها قفزه من نافذة مسكنه بمنطقة فيصل في الجيزة مما أدى إلى وفاته.

وزارة الداخلية قالت إنه "حال قيام قوة أمنية بتنفيذ قرار النيابة العامة بضبط وإحضار أحد الأشخاص، مقيم بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة، متهم في قضية نصب، قفز من نافذة مسكنه بمجرد علمه بوصول القوة فسقط أرضا بالشارع، مما أدى إلى وفاته.

وأضافت في بيان أصدرته 3 سبتمبر/أيلول 2024، على لسان مصدر أمني لم تسمه، أنه تصادف وجود شقيق المتوفى بمسكن المذكور أثناء حدوث الواقعة، ولم يتهم أحدا بالتسبب في وفاته، مؤكدة أن الإجراءات كافة تمت في الإطار القانوني دون أي تجاوزات.

ومن جانبها، طالبت والدة فني التحاليل ضياء الشامي، في مقطع فيديو نُشر على حساب يوتيوب باسم محمود زناتا، الذي أكد أنه خال المتوفى، بحق ابنها، وقالت أنا متأكدة إن الراجل ده زاح ابني، كيف واقف جنبه متحوشوش، أنا متهماهم بقتل ابني أنا عايزه حقه.

وأضافت: ابني كان بيرجّع وتعبان، والبلكونة عالية وعليها حديد ويستحيل يقع وحده، وتدخل خال المتوفى معها في الفيديو بقوله "طالما كلبشتني خلاص أنا بقيت في حمايتك أنت.

وأكملت زوجة ضياء لازم حد دفعه من ورا عشان يقع.

وقال شقيق المتوفى أمين الشرطة طلب مني فوطة، يدوب ملحقتش أوصل الريسبشن سمعت صوت أمي، ولقيت أخويا بيحاول يمسك في سلوك المنشر، وبعدها أمناء الشرطة مسكوني وقالولي شوفت أخوك عمل إيه في نفسه، ونزلت أجري وراهم ركبوا عربية ملاكي وملحقتهمش، لقيت أخويا واقع على الأرض وكان وقتها في إيده الكلابش.

وكان ضياء ربيع عيد فني تحاليل طبية، قد لقى مصرعه إثر سقوطه من الدور التاسع أثناء وجود أفراد من الشرطة هم النقيب مهند أبو سحلي، وأمين الشرطة مصطفى صابر سليم، وأمين الشرطة إبراهيم محمد إبراهيم في منزله للقبض عليه.

واستمر أفراد الشرطة في التحقيق مع ضياء وزوجته لـ 3 ساعات متواصلة، داخل منزله بعد اقتحامه وتفتيشه، بدعوى اتهام موظفة لديه في معمل التحاليل بسرقة خاتم ذهب بحسب ما أفاد به محاميه محمود إبراهيم.

وفي اليوم التالي للواقعة بدأت النيابة العامة التحقيق والاستماع لأقوال أهل المجني عليه، وحارس العقار، كما حققت مع أفراد الشرطة الثلاثة، وذلك وسط اتهامات من أسرة ضياء للشرطة بالتعدي عليه بالضرب قبل وفاته.

وقال محامي ضياء نقلا عن شهادة الأم: خرج ضياء بعد أكثر من ساعة من احتجازه صحبة أحد أفراد القوة الأمنية، وتقيأ في صندوق قمامة في شرفة المنزل في ظل وجود ضابط شرطة كان لصيقا له، ذهبت والدته لإحضار مناديل، وهي عائدة، لمحته يسقط من الشرفة.

ووجه ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصة إكس وتدويناتهم على فيسبوك، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حق_ضياء_عند_السيسي، #ضياء_ربيع_عيد،
#حق_ضياء_لازم_يرجع، وغيرها أصابع الاتهام إلى رجال الشرطة بإلقاء ضياء من شرفة منزله.

وأكدوا أن ذلك نتيجة الحصانة المطلقة التي منحها رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي لرجال الشرطة، مذكرين بتسريب له في أكتوبر/تشرين الأول 2013، قال فيه: الضابط اللي هيضرب قنابل غاز وخرطوش وحد يموت أو يحصله حاجة في عينه مش هيتحاكم.

وأشاروا إلى أن هذه القاعدة التي أرساها السيسي لطريقة تعامل الشرطة مع الشعب منذ استيلائه على السلطة عبر انقلاب عسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي في 2013، وقتل رافضي الانقلاب في مجازر مروعة بميداني رابعة العدوية والنهضة ومختلف أنحاء الجمهورية.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو من جنازة ضياء يظهر فيها خروج حشود تشييعا له، وشهدوا بحسن سيرته وطيب أخلاقه، عارضين مقاطع فيديو له وهو يرتل القرآن الكريم، ودعوا لنشرها لتكون صدقة جارية على روحه، ووثقوا حالات مشابهة توثق قهر الشرطة للشعب.

وطالبوا بمحاسبة الشرطة والقصاص من قاتل ضياء، متوقعين تبرئة رجال الشرطة وادعاء السلطة عبر جهاتها الأمنية والإعلامية أن الإخوان المسلمين يقفون وراء اتهام رجال الأمن بتعمد قتل فني التحاليل بإلقائه من الشرفة، واستنهضوا همم الشعب للثورة ضد الظلم.

وهو بالفعل ما حدث حيث نقلت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية تصريحات المصدر الأمني بافتتاحها بعبارة "نفى مصدر أمنى صحة ما تم تداوله على عدد من الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى"!.

حصانة للشرطة

وهجوما على رئيس النظام المصري وتأكيدا على أن دماء ضياء في رقبته لأنه مانح الحصانة للشرطة بتعذيب الشعب، عد مدير منظمة المصريين في الخارج من أجل الديمقراطية بأميركا محمد إسماعيل، ضياء ربيع ضحية الضابط أحمد الذي قال عليه السيسي لن يحاسب مهما فعل. 

وأشار إلى أن الداخلية عذبت ضياء وتحرشت بزوجته بعد أن تم الاختلاء بها لمدة ساعتين ثم ألقته من الدور التاسع أمام زوجته وأطفاله الصغار حتى تكون والدته المسنة أول من يرى فلذة كبدها يسقط من بلكونة منزله ليقابل وجه كريم في دار العدل والرحمة.

وكتب أشرف الجزار: "البلد بقي مالهاش كبير، مفيش حاجة الشرطة تخاف منها، والأسبوع الجاي هيطلعوا الواد وأهله إخوان، وأحمد موسى يطلع يقولنا إنه كويس أنه مات، ربنا يرحمك يا ابني ويصبر أهلك".

وعرض حاتم صالح، مقطع فيديو لتاجر طيور انهار في البكاء بعد تعرضه للإهانة والتهديد على يد أمين شرطة، مستنكرا ازدياد تسلط الشرطة المصرية على المواطنين المصريين، متسائلا: “هل هي تصرفات فردية أم توجيهات من دولة السيسي البوليسية؟ ومن يقف خلف هؤلاء؟”

وكتبت إحدى المغردات: "قام النقيب مهند  ابوسحلي مباحث قصر النيل الي متعود يخطف البنات ويلفق التهم لهم وهو محمي بقانون السيسي الي هو اقتل ومحدش هيحاسبك قام بقتل المواطن ربيع ضياء وترويع أهل بيته أطفاله وزوجته وأبويه هو والمجرمان أمين شرطة مصطفى صابر سليم وأمين شرطة إبراهيم محمد إبراهيم".

ورأى موفق نصر، أن تجاوزات جهاز الشرطة بقت واضحة وخطيرة أكتر من أي وقت مضى، محذرا من أن هذه التصرفات لا تضر بالأمن وسلامة الناس فقط لكنها تقوض الثقة في النظام الأمني.

دولة البلطجية

ورفضا لنفي وزارة الداخلية وسخرية منه وتأكيدا على بلطجة الشرطة، وصف محمد شوقي، الدولة المصرية بأنها "دولة البلطجية بقيادة عبدالفتاح السيسي"، مشيرا إلى أن عائلة ضياء ربيع تكذب رواية وزارة الداخلية بإن ضياء رمى بنفسه من بلكونة العمارة من الدور التاسع بمجرد رؤية القوات تنزل من بوكس الشرطة.

وأكد أن عائلة ضياء ربيع تتعرض الآن للترهيب من عائلة ضابط الشرطة مهند ابو سحلى.

وقال السياسي عمرو عبدالهادي، إن "ضياء ربيع عيد الضابط حدفه من البلكونة"، ساخرا بالقول: "إيه يعني يا جماعة كان فاكره بيطير أو بيعلمه الطيران، انتو عارفين لو نجحت المحاولة وضياء طار كان زمانهم دخلو موسوعة جينيس".

وعلق المفكر والباحث عز الدين محمود، على تغريدة عبدالهادي، قائلا: "عصابة مجرمة لا قانون لا رئيس لا جيش يعمل في مهنته".

وأكد صلاح الدين، أن ضياء قتل برميه من الدور التاسع، عارضا مقطع فيديو لروايات والدته وذويه.

وقال إن الحقائق تتوالى في قتل ضياء بشارع فيصل، مؤكدا أن لا بديل عن عزل العصابة ومحاكمتهم.

وأضاف صلاح الدين، أن مثلث الشر هم "بلطجية شرطة + خيش مصر -في إشارة إلى الجيش المصري- + قضاء عرة، ومئات الآلاف من الفسدة والمرتشين".

وأعاد أحد المغردين نشر تغريدة صلاح الدين، قائلا إن الشعب المصري تحت استعمار أكبر من استعمار الصهاينة.

استنكار الصمت

وأعرب ناشطون عن استيائهم من صمت الشعب المصري على أفعال رجال الأمن وعدم اتخاذهم موقف مناهض للسلطة ورافض لتسلط الشرطة على رقابهم.

واستعرض ياسر خضر، بعض الدلالات من جنازة ضياء، منها أن عدد لا يقل عن بضعة آلاف من الشباب في الجنازه يبدو علي ملامحهم عدم الرضا وليس الغضب، مستهجنا بالقول: "لا نعلم ماذا يمكن أن يحدث لتغضبوا".

وأكد أن نصف العدد الذي شارك في جنازة ضياء لو حاصر قسم قصر النيل لكانت هذه الحادثة علامة على قفا المليشيات التي تحتل المحبوسة -في إشارة إلى مصر- بالسلاح ولربما فجرت بطولة جديدة.

وأضاف خضر، أن هناك نوعية جديدة من أساليب التحقيق تؤسّس لها المليشيات، وهي التحقيق في البلكونة، ساخرا بالقول إنه "تطور جيد وسبق لمجرمي أرض الخوف".

وحذر أحد المغردين، من صمت الشعب المصري، مؤكدا أن المصريين "مادموا ساكتين هيبقى في 100 مليون ضياء، وبكره عندك بعدوا عندي احنا كدا بنظلم أنفسنا يا شعب".

جنازة ضياء

واستعرض ناشطون جنازة ضياء وأرفقوها بقصة مقتله والانتهاكات التي تعرض لها هو وأفراد أسرته أثناء التحقيق معه من ضربه داخل منزله وإهانته وانفراد بزوجته في غرفة مغلقة لساعات طويلة، مطالبين بالقصاص.