بعد سيطرة قوى الثورة على النظام الجديد.. الدروز ورقة إسرائيل لزعزعة استقرار سوريا

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

على عكس التوقعات المتشائمة، ترى صحيفة عبرية وجود "فرص إسرائيلية" كبيرة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، في ظل صعوبة التنبؤ بطبيعة النظام الجديد الذي تسيطر عليه قوى الثورة.

وتناقش صحيفة "زمان" الإسرائيلية التحولات السياسية والجيوسياسية في سوريا بعد سيطرة القوى الثورية على البلاد، داعية تل أبيب لاستغلال الفرص المتاحة لتعزيز علاقتها مع المجتمعين الدرزي والسني.

رسم حدود جديدة

وترى أن سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، يشكل فرصة لإسرائيل لبناء علاقات جديدة مع المجتمعات الدرزية والسنية، مما يعزز الاستقرار الإقليمي ويفتح آفاقا للتعاون المستقبلي، وفق زعمها.

وفي هذا السياق، تقول الصحيفة: "قد تتسم فترة الانتقال بصراعات على السيطرة، وحالة من عدم اليقين وانعدام الاستقرار، مما قد يؤدي إلى تفكك سوريا إلى مكونات متعددة". 

ورأت أن "سقوط بشار الأسد يخلق فرصا لإعادة تقييم التوازنات بين سوريا وإسرائيل، ورسم حدود جديدة بين الدولتين". 

وأكدت في ذات الوقت أن "الثقافة السياسية لا تتغير بين عشية وضحاها، وأن العداء بين الدولتين الذي نشأ عليه الشباب السوري لن يختفي سريعا".

كما تلفت إلى أن "التجربة تخبرنا أن انهيار ديكتاتورية في الشرق الأوسط لا يضمن استبدال الديمقراطية بها". 

وأكملت أن "القادة الجدد يحملون في فكرهم عناصر استبدادية أثرت في نشأتهم وتشكيل وعيهم، مما سيؤثر على طبيعة النظام الجديد وعلاقته مع إسرائيل"، وفق زعمها.

ومنذ سقوط الأسد، توغل جيش الاحتلال إلى مساحات جديدة على الحدود وأعلن تمركزه فيها، لتضاف إلى احتلاله هضبة الجولان.

الدروز في سوريا

في هذا السياق، ومع ضعف وتفكك سوريا، ترى أنه “من المناسب فتح نافذة صغيرة عبر القيادة الدرزية في سوريا”.

وأشارت إلى أن "المحور الدرزي قد يمهد الطريق لتحسين العلاقات بين الدولتين وتشجيع حسن الجوار مع النظام السني الجديد". 

وتابعت أن "الدروز في إسرائيل ومرتفعات الجولان هم المفتاح، ويجب الاستعداد لتشكيل محتوى جديد يدعم الاستقرار المستقبلي في سوريا".

وأردفت: “الدروز في مرتفعات الجولان (السوري المحتل) لديهم علاقات جيدة مع أقاربهم في سوريا، تتجلى في روابط عائلية وزيجات مشتركة".

وتعتقد أنه "يمكن لهذه العلاقة الوثيقة أن تكون جسرا للتواصل اليومي، مما يسهم في خلق بيئة مريحة للطرفين".

وأضافت: “الدروز في سوريا يشعرون، بلا شك، بشيء من القلق ويحتاجون إلى دعم وضمانات لأمنهم الشخصي”.

فهم يطمحون، تحت النظام الجديد، لتحسين وضعهم الاقتصادي والحفاظ على تراثهم، وضمان حرية الدين ومكانتهم كطائفة مستقلة.

وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك تظاهرات متكررة بمحافظة السويداء ضد النظام السوري بسبب الأوضاع الاقتصادية وتجاهل قضايا الأقلية الدرزية. 

وحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية، يعيش في سوريا حاليا أكثر من 600 ألف درزي، معظمهم في جبل الدروز جنوب البلاد. 

وفي عام 2023، أعلن الزعيم الدرزي في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، أن إيران وحزب الله هما "قوى احتلال" يجب إزالتها من البلاد.

سياسة "الجار الجيد"

ويعيد التقرير التأكيد على أن "الدروز والسنة يمكن أن يكونوا جسورا للتواصل وحسن الجوار". 

فالسنة، القريبين من الحدود مع إسرائيل، يمكن أن يستفيدوا من سياسة "الجار الجيد" من خلال تقديم تل أبيب للمساعدة الطبية والدعم الاقتصادي والتجارة الزراعية، وفق تعبير الصحيفة. 

"وهو ما يمكن أن يساعد في خلق بيئة مستقرة تقلل من التهديدات المتطرفة عند الحدود".

واستدلت على ذلك بأن الدروز تبنوا خلال سنوات الثورة السورية موقفا محايدا وأنشأوا مليشيات مسلحة لحماية أنفسهم كأقلية.

ولفتت إلى أن "لديهم مصلحة واضحة في تطوير علاقات جيدة مع إسرائيل، مما قد يؤدي إلى تقدم اقتصادي وإستراتيجي غير مسبوق".

وفي هذا السياق، توصي بأهمية "مشاركة القيادة الدرزية في إسرائيل ومرتفعات الجولان في هذه الجهود لتعزيز إستراتيجية جديدة تخدم الطرفين". 

فبعد انهيار نظام الأسد، يشعر العديد من الدروز السوريين بحس من الحرية والأمل، مما يجعل الوقت مناسبا لاستكشاف فرص جديدة بحذر وحكمة، حسب زعم الصحيفة.

كما ادعت أن "جيل الشباب من الدروز في الجولان، الذين لم يعرفوا النظام السوري، يعدون أنفسهم إسرائيليين، ويتطلعون إلى الاندماج الكامل في المجتمع والاستفادة من الحرية التي توفرها الديمقراطية الإسرائيلية"، وفق تعبيرها. 

ولذلك، "ربما حان الوقت لمنحهم فرصة أكبر للحصول على الجنسية الإسرائيلية والاندماج الكامل كمواطنين".

واختتمت الصحيفة بالقول إن "هذه السياسة يمكن أن تشكل نموذجا يعاد تكراره في المشهد اللبناني أيضا، عندما يتضاءل نفوذ حزب الله تدريجيا ويظهر نظام جديد في البلاد". 

وشددت على أن "انسحاب إيران وحزب الله من مراكز النفوذ في سوريا ولبنان يمكن أن يسهل عملية التغيير الجديدة".