فشل العدوان.. حفاوة بخطاب أبو عبيدة وتنديد بميناء أميركا وإنزالات الموت

8 months ago

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على منصة "إكس"، بظهور المتحدث باسم كتائب القسام، أبوعبيدة، مجددا بعد ثلاثة أسابيع من غيابه، داعيا الأمة لـ"النفير العام"، ومؤكدا أنه لا صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي لتبادل الأسرى، دون وقف كامل لإطلاق النار وانسحاب قواته من قطاع غزة.

أبوعبيدة أكد في تسجيل مصور مدته نحو 15 دقيقة، أن عددا من الأسرى الإسرائيليين في غزة يعانون الجفاف والهزال بسبب نقص الغذاء والدواء، موضحا: "أولويتنا القصوى لإنجاز تبادل الأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب العدو ولا تنازل عن ذلك".

وقال: "بات من الواضح أن حكومة العدو تستخدم الخداع والمراوغة في التفاوض وتتسم بالتخبط والارتباك"، مضيفا أن "تباكي الإدارة الأميركية على أعداد محدودة من أسرى العدو يؤكد ازدواجية معايير هذه الإدارة وعدم اكتراثها لحقوق الإنسان".

ودعا أبوعبيدة: "جماهير الأمة لإعلان النفير بهدف مواجهة غطرسة الاحتلال في كل الميادين والساحات"، داعيا إلى "شد الرحال والرباط في الأقصى للوقف في وجه مخططات الاحتلال".

وأنشد أبو عبيدة أبيات من قصيدة لأحد أبرز أعلام أهل السنة عبدالله بن المبارك "ياعابد الحرمين" التي قال فيها: "يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ، مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ".

وفي خفض لنبرة التفاؤل حول التوصل لاتفاق تهدئة قبل رمضان التي تغنى بها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الأيام الماضية، أعلن أن ذلك "يبدو أمرا صعبا".

وجاء حديث بايدن عقب إعلانه خلال خطاب "حالة الاتحاد"، أنه أصدر تعليمات للجيش الأميركي لإنشاء ميناء مؤقت في ساحل غزة، مضيفا أن "المزيد من المساعدات الإنسانية ستدخل إلى غزة بحرا عبر الميناء دون أن تطأ أقدام الجنود الأميركيين أرض القطاع".

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عمليات الإنزال الجوي العشوائية للمساعدات الإنسانية تسببت في استشهاد 5 فلسطينيين وعدة إصابات عندما وقعت على رؤوس المواطنين نتيجة الإنزال الخاطئ، مؤكدا أن عمليات الإنزال الجوي "غير مجدية".

وأضاف أن الإنزال الجوي "ليست الطريقة المثلى" لإدخال المساعدات، مشيرا إلى أن جزءا من هذه المساعدات "يقع في البحر"، بينما يقع جزء آخر قرب السياج الفاصل أو المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة

وأعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد الشهداء جراء سوء التغذية والجفاف إلى 23 بعد استشهاد 3 أطفال بمجمع الشفاء الطبي.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #يا_عابد_الحرمين، #أبو_عبيدة، وغيرها، تداول ناشطون صورا لأبوعبيدة من خطابه الأخير وقارنوها بخطابه الأول والتي أظهرت أنه فقد كثيرا من وزنه، عارضين القصيدة التي أنشدها.

واستنكروا تغيير بايدن لخطابه عن التوصل لهدنة قبل رمضان، وأرجعوها إلى إعلانه إنشاء ميناء في غزة لدخول المساعدات الإغاثية، متحدثين عن توقعاتهم لهذا الميناء والغرض الحقيقي منه، وعدوه شريان حياة للاحتلال ويستهدف مواصلة تهجير الفلسطينيين قسرا.

وأعرب ناشطون عن غضبهم من ارتقاء شهداء ووقوع إصابات نتيجة الإنزال الخاطئ للمساعدات شمال غرب غزة، مجمعين على أن ما يحدث من إنزال للمساعدات "مجرد مسرحية استعراضية" لا يتقنها منفذوها وتثبت أن مقدميها "فشلوا حتى في الإغاثة".

صلابة المقاومة

وتفاعلا مع التطورات، قال الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، إن "مجرد ظهور أبوعبيدة دليل على أن المقاومة ممثلة بكتائب القسام تقف على أرض صلبة، وما طرحه فصل الخطاب، هذه المعركة مصيرية، تغير العالم، ويجب وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي".

وأكد الكاتب والصحفي ياسر أبوهلالة، أن "مجرد ظهور أبوعبيدة في تسجيل فيديو يكشف صلابة المقاومة وفشل العدوان"، قائلا إن "رهان المقاومة، بعد الله، على صمودها شعبا ومقاتلين وانتفاضة الأمة في رمضان".

ورأى الباحث في العلاقات الدولية علي أبورزق، أن الفقرة الأهم في خطاب أبوعبيدة قوله إن "أسرى العدو يعانون المجاعة وسوء التغذية ويشتكون من الضعف والهزال كما يعاني ويشتكي أبناء شعبنا…".

وعرض الأكاديمي العماني حمود النوفلي، كلمة المتحدث باسم القسام، قائلا للشرفاء الأحرار: "بعد هذه الكلمة القاسية من المجاهد أبو عبيدة والتي وصف فيها الأمة بالعاجزة وبأنه وقت عز فيه الرجال، ولجبر خاطرهم في الميدان بعد أن خذلناهم جميعا نريد أن يصل كلامه ترند الليلة".

وعرضت الخبيرة في شؤون الإستراتيجيات والسياسات وحقوق المواطنة، فاطمة الخاطر، القصيدة التي قالها أبو عبيدة: "يا عابدَ الحَرَمينِ لو أبصرتَنا لَعلِمتَ أنَّك في العبادة تَلعَبُ.. من كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعهِ فَنُحُورُنا بِدِمائِنا تَتَخَضَّبُ".

ورأى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عبدالله عزام، أن "الملثم قطع قول كل خطيب"، قائلا: "تربينا على أن (نفس الرجال يحيي الرجال) وكذا تفعل بنا كلمات الملثم".

وأضاف أن خطاب الملثم "يحيي الرجال ويوقظ من سبات وينبه من غفلة".

القائد والمقاتل

وعن الهيئة التي ظهر عليها أبوعبيدة، عرض المغرد نبيل، صورتين من خطابات أبوعبيدة، الأولى كانت بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثانية 8 مارس/ آذار 2024، قائلا إن "أبو عبيدة فقد كثيرا من وزنه وهذا أكبر دليل أنه لا يوجد فرق بين قائد ومقاتل ومدني في غزة". 

وأضاف: "حسبنا الله ونعم الوكيل في أصحاب مقولة أنفاق غزة فنادق خمس نجوم".

وأشار أحمد الكحلوت، إلى أن "أبو عبيدة فقد الكثير من وزنه، حاله حال جميع أهل غزة".

رصيف بايدن

وتحت عنوان "عن الرصيف الأميركي المؤقت"، قال الباحث سعيد زياد: "بعد أن استماتت إسرائيل في قتلنا 5 أشهر كاملة بكل صخب، أيقنت ومن ورائها أميركا أنها فشلت، وأن العالم بات أكثر تعاطفا مع الضحية وأقل خشية للجلاد، وأنه لم تظهر أي ملامح انكسار لشعب سُحق حرفيا حتى العظام، وبالتالي، آن أوان تغيير تكتيكات القتل!".

وأضاف: "سنقتلهم ببطء، مائة في اليوم بدلا من الألف، وبدون ضجيج، وقبل ذلك، سنطعمهم ونسقيهم، ونوصل لهم المساعدات بأكثر الطرق استعراضية، في الوقت ذاته، سنستمر في تزويد إسرائيل بالسلاح، وسنستخدم الفيتو لصالحها، حتى لو ألف مرة، وسنحمي حربها المقدسة من التوقف، لأنها آخر فرصة لها في البقاء".

وأكد زياد، أن "هذا هو التصور الأميركي لشكل المعركة في الأشهر القادمة، بمعنى، أن هذا الرصيف هو بمثابة شريان حياة لإسرائيل، وليس لغزة، حتى تستمر آلة القتل في مسعاها".

ورأت مايا رحال، أن "السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تدخل المساعدات الإغاثية من معبر رفح عوضا عن إنشاء ميناء أميركي بالتعاون مع الاحتلال؟"

وتساءلت: "منذ متى تهتم أميركا قاتلة المدنيين في العراق وأفغانستان وفيتنام وهيروشيما ونكازاكي اليابانية بمدنيي غزة لإمدادهم بالمساعدات؟ هل يحتاج التهجير القسري لإنشاء ميناء؟"

وأكدت رحال، في تغريدة أخرى، أن "ما لم تستطع أميركا والاحتلال إنجازه بالمعركة سيتحقق بإنشاء ميناء بحري أميركي بدلا من الإسرائيلي لاحتلال غزة"، قائلا إن "هذه المرة ليست حرب القتل والتجويع وإنما الهدف من إنشاء الميناء تهجير قسرى طواعية والتطهير العرقي".

ووصفت من يصدق أن إدارة بايدن تشفق على مدنيي غزة بأنه "ساذج"، مؤكدة أن أميركا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة.

وأكد الكاتب رفيق عبدالسلام، أن "الأميركيين يريدون التسلل لغزة  تحت غطاء إقامة ميناء للمساعدات الغذائية، ويقولون إنهم يحتاجون إلى نشر ألف جندي على الأرض والبحر لتهيئة الميناء وحمايته، أي ما عجز الإسرائيلي عن تحقيقه بعد قتال دام خمسة أشهر يريد أن ينتزعه الأميركي تحت عنوان تقديم الإغاثة للغزيين بعد إعطاء غطاء لتقتيلهم وتجويعهم".

وذكر أن "كل ما يدعو له بايدن حتى اللحظة هو هدنة بستة أسابيع لاسترجاع الأسرى، أي تشبيع الفلسطينيين بعض الشيء تمهيدا لاستئناف قصفهم وقتلهم بالسلاح الأميركي الإسرائيلي".

القتل بالمساعدات

وإعرابا عن الغضب من ارتقاء شهداء ووقوع مصابين نتيجة إنزال مساعدات بشكل خاطئ على منازل في شمال غرب غزة، تساءل الكاتب وائل أحمد الوراني: "أما آن الأوان لإيقاف هذه المسرحيات الجوية وفتح المعابر التي تتكدس خلفها آلاف الأطنان من المساعدات؟"

وأضاف أن "الأدهى قادم عبر ميناء مشبوه تقيمه أميركا، ظاهره إيصال المساعدات وباطنه مخطط شيطاني وإطباق على غزة غاشم بحرا، وبالتالي قد يقود لخطوة للتهجير".

ووصف الصحفي سمير النمري، الواقعة بأنها "جريمة جديدة تضاف لسلسلة الجرائم المتواصلة".

واكتفى المغرد لطفي بالتعليق على الخبر بقوله "القتل بالمساعدات".

وتساءل إسلام بدر: "شو ضل طُرق للموت ما جربناها؟" 

كما تساءل أحد المغردين: "هل هذه الإنزالات أو بالأحرى الإذلال مجرد فخ لتجربة أصناف أخرى من  أنواع الموت لأهل غزة بعد استنفاد كل أنواع الإرهاب".

شهداء الجوع

وإشارة لآخر إحصائية شهداء نتيجة المجاعة، أعلن رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، موت 3 أطفال في مستشفى الشفاء نتيجة الجوع والجفاف، ليصل عدد من ماتوا جوعا وعطشا إلى 23 فلسطينيا.

وأكد الصحفي أنس الشريف، أن "مَن نجا من القصف الهمجي والأحزمة النارية يعاني من خطر المجاعة، والآلاف يخاطرون بأرواحهم للحصول على بعض مساعدات الإنزال الجوي التي أصبح ثمن الحصول عليها أرواحهم".

وأشار في تغريدة أخرى، إلى ارتفاع عدد الشهداء نتيجة المجاعة إلى 20 بينهم أطفال، موضحا أن الطفل أحمد أهل البالغ من العمر 3 سنوات يفارق الحياة بسبب الجفاف وسوء التغذية في شمال قطاع غزة.

وقال علي جواد، إن المجاعة تفتك بالشعب الفلسطيني والإبادة مستمرة بالسلاح وكل المنظمات والدول التي استنكرت موت مهسا أمينی في إيران في ظروف لم يتبينوا حقيقتها كلها خرست وغضّت الطرف عن مقتل أكثر من 1000 امرأة وطفل في وضح النهار بالسلاح الأميركي على يد الكيان الغاصب.