المعارضة السورية تقترب من حماة.. وناشطون: نظام بشار يسقط كـ"أحجار الدومينو"

منذ ١٦ ساعة

12

طباعة

مشاركة

"تتابع قواتنا تقدمها على عدة محاور على تخوم مدينة حماة وسط سوريا، مع انهيارات كبيرة ومتتالية في صفوف قوات النظام المجرم".. بشارة زفها المتحدث باسم إدارة "العمليات العسكرية لعملية ردع العدوان"، المقدم حسن عبد الغني، فيما تحدث ناشطون عن دلالاتها.

وقال عبدالغني في تغريدات عبر حسابه على منصة "إكس" في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024 إن "قواتنا تتقدم على أكثر من محور في أرياف حماة وتسيطر على 7 مناطق هناك، ولا يزال التقدم مستمرا بإذن الله".

واستبق ذلك بالإعلان عن مباغتة "كتائب شاهين" لقوات النظام شمال حماة، وتدمير عدة آليات، واستهدافها عدة أهداف حساسة وإستراتيجية تابعة للنظام في مناطق العمليات العسكرية في حماة، وتجمع ضباط بقمة جبل زين العابدين وترجيح وجود ضابط كبير وإصابته بالاستهداف.

وأفاد عبدالغني، بأن "كتائب شاهين انقضت على اجتماع رئيس ومهم للحرس الجمهوري في مصياف بريف حماة كان يخطط فيه لإعادة ترتيب نقاط دفاعية خلفية بعد تقدم قواتنا".

وأعلن استهداف طائرة مروحية كانت تتجهز للانطلاق لقصف المدنيين في المناطق المحررة، مما أدى إلى عطبها وخروجها عن الخدمة.

وأعلنت إدارة العمليات العسكرية لعملية "ردع العدوان" التابعة لفصائل المعارضة سيطرتها على مدينة صوران شمال مدينة حماة، وقالت إنها أسرت 5 عناصر من قوات النظام أثناء تمشيط المدينة.

وسلط ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حماة #ريف_حماة #سوريا_حرة #سوريا_تتحرر، وغيرها، الضوء على ما يعنيه تقدم فصائل المعارضة في حماة وتعزيزها لتقدمها هناك.

وأوضحوا أن تحرير مدينة حماة من قبضة النظام يعني تمكن فصائل المعارضة من الوصول إلى حمص وتليها مدن الساحل وصولا إلى العاصمة دمشق، معربين عن ثقتهم في قدرات الفصائل على استعادة السيطرة على بلدات وقرى حماة والتقدم ميدانيا.

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بمواصلة فصائل المعارضة انتصاراتها ضد النظام وقواته، وعدوا ذلك بشرى باقتراب نهاية النظام السوري وسقوط بشار الأسد وحلفائه ودحر القوات الأجنبية الموجودة بمناطق سيطرة النظام. 

وحماة، هي مدينة سورية عتيقة تقع على نهر العاصي على مسافة 210 كيلومترات تقريبا شمال العاصمة دمشق في منتصف المسافة بينها وبين حلب، وتبعد 90 كيلومترا إلى الشرق من بانياس، وتقارب مساحة المحافظة كلها تسعة آلاف كيلومتر.

ويبلغ ارتفاع المدينة عن سطح البحر 270 مترا، وتدعى "مدينة النواعير"، واشتهرت بمدارسها العلمية وآثارها التاريخية، دخلتها حضارات قديمة وتعود أصول سكانها -حسب بعض الروايات التاريخية- إلى ذرية نوح عليه السلام. 

وشهدت عام 1982 واحدة من أسوأ المجازر في تاريخها حين قصفها الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة وقتل عشرات الآلاف.

وتعد حماة رابع المدن السورية الكبرى من حيث عدد السكان الذين بلغوا نهاية 2010 نحو 750 ألفا تقريبا، وفقا لبيانات رسمية. 

دلالات ومعانٍ

وتفاعلا مع التطورات، قال الكاتب الصحفي أحمد موفق زيدان: "من حماة هلّت البشائر.. انسحاب لعصابات إيران الإرهابية ومعها عصابات أسد من حماة أبي الفداء"، مشيرا إلى "وجود حالة من التخبط والفوضى".

ولفت إلى "فرار قوات الأسد إلى حمص"، قائلا: "لن تقلكم أرض ولن تظلكم سماء.. ستُكنسون من الشام الطهور.. وتُشطفون بإذن الله.. الشام التي كسرت قرن المجوس.. ستظل البوابة لحماية الأمة من الخطر الطائفي".

وعرض الباحث خليل المقداد مقطع فيديو يوثق "عمليات انسحاب قطعان المستوطنين الروافض والنصيرية من مدينة أبي الفداء حماة"، وعده "دليل يأس وقناعة أن تحريرها بات مسألة وقت".

وأوضح أن "تحرير حماة بإذن الله، سيفتح الباب على مصراعيه باتجاه حمص ودمشق أو حتى باتجاه اللاذقية والساحل".

وأوضح محمد طلال بازرباشي، أن "انهيار خط دفاع قمحانة هذه المرة يعني دخول حماة يقينا، وبدخول حماة يكسر تماما أي حلم لنظام الإجرام في محاولة إعادة التقدم بطريقة القضم ودبيب النمل، ولا يكون تقدمه ممكنا إلا بكثافة طيران كبيرة".

وقال الناشط مصطفى الزنكي، إن "تحرير حماة يعني باختصار أنه لم يبق إلا القليل ويعلن تحرير سوريا"، مؤكدا أن "حماة كانت ومازالت نقطة لخروج الأرتال حتى إنه ذات مرة خرج رتل منها إلى الساحل".

وأضاف أن تحرير هذه المدينة "سقوط مدوي للنظام المجرم".

وقال الصحفي هشام شهليل: "إذا سيطرت قوات غرفة العمليات العسكرية على مدينة حماة يعني بالضرورة سيطرتهم على مدينة حمص بشكل حتمي، تقهقر قوات النظام سيكون عامل مهم جدا، لكن وقوع منطقتي الرستن وتلبيسة على مدخل حمص العامل الأهم".

تفاؤل واستبشار

وإعرابا عن الثقة في فصائل المعارضة السورية وقدرتها على استعادة المناطق المحتلة من قوات النظام، قال الكاتب أحمد دعدوش، إن "مناطق النظام تسقط كأحجار الدومينو بلا مقاومة تذكر، ومقاتلو الحرية يقتربون من حماة بحماية الله تعالى".

وأضاف أن "الصور القادمة من حلب تبشّر بأن الثوار تعلّموا من أخطائهم، فالخطاب المعلن هذه المرة ليس مشحونا بالغضب الذي كانت براميل السفاحين تؤججه، والثورة تقدّم نفسها اليوم بديلا حقيقيا، وتحرص على الوحدة الوطنية واستيعاب الأقليات غير المسلمة التي كانت تحتمي بأحقر نظام أقلوي في العالم".

وتمنى دعدوش، "ألا يضطر الثوار لتدمير ما تبقى من سلاح الجيش السوري الذي اشتراه النظام المجرم من أرزاق الشعب، كما تمنى ألا يرى المزيد من لقطات مسيّرات الشاهين وهي تدك دبابات الشعب"، وتمنى أيضا أن "يستسلم من تبقى في هذا الجيش بأسرع وقت ممكن قبل أن تراق المزيد من الدماء وتُدمر المزيد من الأسلحة".

وبشر المحامي الكويتي ناصر الدويلة، بأن الاستعدادات على قدم وساق لدخول دمشق وإعلان دستور مؤقت وحكومة وطنية، وتمنى أن يوفق الله الشعب الذي عانى سنوات طويلة من بطش النظام المجرم وحُقّ لسوريا العيش بحرية وكرامة وأمان، قائلا: "عاش الشعب السوري الثائر".

ونصح أحد المغردين، بعدم توقف عملية ردع العدوان حتى تحقيق السيطرة على محافظة حمص لقطع الطريق بين الساحل وريف دمشق، بحيث لو توقفت العملية عند خط اشتباك معين تكون محافظة حمص ضمن مناطق ردع العدوان من أجل حصار النظام في دمشق تمهيدا للمرحلة القادمة وإسقاط النظام.

مستقبل ومآلات

وعن المستقبل السياسي والعسكري للمعركة ومآلاتها، قال الناشط محمد خير كنجو، إن "أي خارطة لأي حل سياسي يفضي لانتقال سلمي للسلطة في سوريا لا نقبل أن تُكتب إلا بأيادٍ سورية وبما يتماشى مع المصلحة الوطنية السورية".

وأكد أن "جميع الأجسام والمنصات والهيئات السياسية القائمة بشخوصها وأسمائها الحالية لا تمثل الشعب السوري ولا تعبر عن تطلعاته"، قائلا: "قادرون على إنتاج جسم سياسي يعبر عن تطلعات الشعب وغير مرتهن لهذه الدولة أو تلك ولا نقبل إلا أن يكون في الداخل السوري".

ودعا كنجو، إلى مؤتمر وطني عام بشكل عاجل على أن يُعقد على الأراضي السورية المحررة حصرا للخروج بجسم سياسي متكامل يعبر عن الشعب ويكون أهلا لحمل المسؤولية، مضيفا أن جميع الشخصيات التي شاركت في المنصات أو الأجسام السابقة "غير مقبولة شعبيا".

وطالب بعرض هؤلاء الأشخاص على محاكمة عادلة وشفافة ومساءلتهم عن رهن القرار الوطني السوري لمصالح لا تخدم الثورة ولا قضية الشعب السوري وخيانتهم للأمانة.

وتوقع أحد المغردين انسحاب قوات النظام باتجاه الساحل، حيث سيعزز دفاعاته لحماية معاقله الأخيرة، قائلا إن مناطق الساحل ودمشق قد تشهد حلولا سياسية بدلا من استمرار القتال.

وأكد أن حمص وحماة وحلب مرشحة للسيطرة عليها من قبل الثوار قريبا، وأن مستقبل المعركة سيتحدد بالمفاوضات والتطورات الميدانية.

وقال الكاتب رفيق عبدالسلام، إن "أهم خطوة يجب أن يقدم عليها الثوار في سوريا بعد السيطرة على حلب هي الإجهاز على (قسد) وتطهير أرض سوريا منها، لأنها مجموعة فاسدة ومفسدة ومتآمرة وهي عبارة عن خنجر مغروز في قلب سوريا ودول المنطقة".

وأضاف أن "التغيير في سوريا يجب أن يكون وفق أجندة سورية أولا وآخرا، وهذا يستوجب تنظيف الصف المعارض من كل القوى والمجموعات المرتبطة بالأجندة الإسرائيلية ومن يقف خلفها، والثورة السورية يجب أن تحافظ على بوصلتها نحو فلسطين والقدس".

وقال الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، إن "أي حل سياسي في سوريا يفترض أن يكون منطقيا وقابلا للتطبيق ويفتح الباب لمرحلة جديدة فيها".

وعرض الحاج بعض ملامح هذا الحل، ومنها "وقف إطلاق النار بالكامل، خروج/إخراج كل القوى الأجنبية، تخلي الأسد عن السلطة، وحدة الأراضي السورية، انتخابات مباشرة أو بعد فترة انتقالية وفق دستور توافقي".

وأيضا "تفعيل آليات العدالة الانتقالية، مراعاة مصالح دول الجوار بما لا يقدح في السيادة، الحفاظ على وجه سوريا العربي الرافض للتطبيع والداعم للمقاومة".

ورأى الأكاديمي محمد محسوب، أن "إيران تخطئ لو تبنت نفس سياستها السابقة في سوريا، بدعم نظام مرفوض من غالبية شعبه، وإطلاق العنان لنعرة مذهبية عالية، المحصلة ستكون فشلا للجميع، وتمزيقا لأمة لا تكون إلا واحدة".

وأكد أن "مصلحة إيران والمنطقة في الضغط على النظام ليقبل انتقالا لحالة دستورية شاملة جامعة، تحفظ سوريا لنفسها ولأمتها".

محور إثريا

وتعليقا على فتح فصائل المعارضة معارك من البادية السورية في منطقة إثريا، قال زين العابدين، إن "هذا المحور ثاني أهم محور للفصائل الثورية بعد جبهة حماة".

وأكد أن التوغل جنوب خناصر والسيطرة على السعن والرهجان والوصول لإثِريا شرقي محافظة حماة، يفتح الباب على مصراعية للثوار لتشتيت مليشيات النظام، يضاف لذلك معركة قسد في القرى السبع مهمة جدا بتوقيتها.

وأشاد أحد المغردين، بفتح محور الرهجان السعن من البادية الحموية شرقا، قائلا إن هذا المحور بوابة حماة وحمص من الشرق ويقطع الطريق على إمدادات الحرس الثوري من إثريا.

وأوضح الباحث طالب أبو محمد، أن "طريق خناصر-إثريا يعد العقدة الأهم التي تربط ريف حلب الجنوبي الشرقي ببادية الرقة وبادية حماة، وخط الدفاع الأول عن مدينة حلب"، لافتا إلى أن هذا الطريق "شهد معارك عنيفة منذ بداية الثورة السورية، حيث تكبدت قوات النظام والثوار خسائر كبيرة".

وأشار إلى أن "الطريق تميز بكثرة الاستهدافات التي نفذتها جبهة النصرة سابقا ضد أرتال النظام، مما أضعف القوات الموالية للأسد، وأدى إلى مقتل العديد من الضباط، وأبرزهم ضابط الهندسة بشير، أحد أهم خبراء تفكيك الألغام".

وذكر أبو محمد، بأن النظام أطلق عليه عام 2013 "طريق الموت" بسبب كثرة الاستهدافات التي تعرض لها، وهو الطريق الوحيد الذي يربط حلب بمناطق سيطرة النظام. 

ورغم قطع الطريق مرتين من قبل الثوار، تمكن النظام لاحقا من تأمينه بعد معارك دامية وحصار مطول، وأسهم في إحكام سيطرته على حلب، والآن حلب وإدلب والطريق يزينه العلم الأخضر.