إسرائيل تجر سوريا للحرب وإرباك الدولة الجديدة.. وناشطون: رد على الحوار الوطني

منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي إثر العدوان الإسرائيلي الجوي والبري على مناطق في سوريا، وإقرار وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن سلاح الجو شن هجمات على مواقع في سوريا، بدعوى تطبيق سياسة جديدة لنزع السلاح من جنوب سوريا.

جيش الاحتلال نفذ في 25 فبراير/شباط 2025، غارات جوية ضد مناطق سورية، استهدفت محيط منطقة الكسوة جنوبي العاصمة دمشق وفي ريف درعا، تزامنا مع توغل بري على الحدود بين محافظتي القنيطرة ودرعا جنوبي سوريا.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية الكسوة بريف دمشق ومحيط مدينة إزرع بريف درعا جنوبي سوريا، وتوغلت قوات إسرائيلية إلى قرية عين البيضا في ريف القنيطرة جنوبي سوريا.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بأن السكان أكدوا سماع عدة انفجارات، بالإضافة إلى ذلك، وردت أنباء عن نشاط للطائرات الحربية والمسيرة في منطقة درعا والقنيطرة.

 وذكرت مصادر محلية أن طائرات حربية إسرائيلية حلقت في أجواء البلاد مدة زادت على 30 دقيقة، بينما أفادت وكالة رويترز بسماع دوي انفجارات وطائرات تحلق على ارتفاع منخفض في دمشق في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

فيما أفاد  وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان أعلنه قبل صدور بيان رسمي عن جيش الاحتلال بأن سلاح الجو شن هجمات على مواقع في سوريا، محذرًا من أن أي محاولة لتمركز قوات النظام السوري أو "المنظمات الإرهابية" في الجنوب ستُواجه بالنار.

مؤتمر الحوار الوطني

تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الإسرائيلي على جنوب سوريا، جاء في أعقاب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في  العاصمة دمشق، والذي شدد خلاله الرئيس السوري أحمد الشرع، على أن سوريا غير قابلة للقسمة، وعلى ضرورة بقاء السلاح في يد الدولة حصرا.

وقال الشرع في كلمته أمام مئات الشخصيات السورية المشاركة في المؤتمر، الذي عقد في قاعة قصر الشعب: إن الثورة أنقذت البلاد من الضياع، رغم أن التحديات أمام الاستقرار كبيرة. مؤكدا أن "سوريا اليوم عادت إلى أهلها، بعد أن سرقت منهم على حين غفلة".

وندَّد المؤتمر في بيانه الختامي بعد مباحثات جرت بمشاركة ما يقرب من 600 شخص لتقديم توصيات بشأن بناء مستقبل البلاد، بالتوغلات الإسرائيلية جنوبي البلاد ودعا للحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها على كامل أراضيها والعمل على تشكيل مجلس تشريعي.

 وشدد البيان الذي جاء بعد الانتهاء من جمع المخرجات النهائية من الورشات الحوارية، على "الحفاظ على وحدة الجمهورية العربية السورية، وسيادتها على كامل أراضيها، ورفض أي شكل من أشكال التجزئة والتقسيم، أو التنازل عن أي جزء من أرض الوطن".

وندَّد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي “إكس” و"فيس بوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #درعا، #القنيطرة، #الاحتلال_الإسرائيلي، #الجنوب_السوري، وغيرها، بالعدوان الإسرائيلي على الجوي والبري على جنوب سوريا.

وصبوا جام غضبهم على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدوا قصفه للمدن السورية في أعقاب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني منتهى العنجهية والوقاحة الإسرائيلية والعربدة، مستنكرين مساعيه لتحقيق طموحه وأطماعه في سوريا وتمزيقها.

وأبدى ناشطون تفهمهم لما تمر به الإدارة السورية الجديدة، وقدَّموا مقترحات وحلول لمجابهة العدوان الإسرائيلي على سوريا، معربين عن استيائهم من الصمت العربي والتجاهل العالمي وغياب دور المنظمات الدولية وبياناتها ومواقفها من التغول الإسرائيلي على المدن السورية. 

عربدة الاحتلال

وتنديدا بالقصف الإسرائيلي على سوريا، أكد الصحفي السوري خالد خليل، أن العدوان الإسرائيلي عقيدة التوحش التي يعتمدها نتنياهو، بعد السابع من أكتوبر، تقول: إن الحرب هي أهم أدوات السياسة.

وأوضح أن العدوان الإسرائيلي ينطلق من عقلية أن إسرائيل فوق القانون الدولي، وأنها محصنة من العقاب، خاصة مع وجود ترامب الذي يلعب بإعدادات الكوكب، مشيرا إلى تغير كبير في العقيدة الأمنية لإسرائيل في سوريا من الوقائية إلى الحسم (هجومية).

وذكر خليل، بأن إسرائيل رفضت طوال 13 عاما التدخل ضد النظام المخلوع، بل وفّرت له الحماية الدولية (صفقة الكيماوي)، وجميع ضرباتها داخل سوريا كانت "وقائية" لمنع التمدد الإيراني.

وأشار إلى أن "إسرائيل" أطلقت بعد أقل من 4 ساعات من هروب بشار الأسد المخلوع، عملية "سهم باشان" ونفذت أكبر هجوم لها في سوريا منذ حرب 1967، وتحولت إلى عقيدة هجومية شرسة، وتريد بسط نفوذ وسيطرة (احتلال) في الجنوب السوري، وهو الأمر الذي لم تفعله عندما كانت المليشيات الإيرانية تنتشر بالمنطقة.

وقال أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي: إن العدو الصهيوني يقصف ريف دمشق ودرعا، ويخطط لاحتلال جنوب سوريا، مستغلا انشغال السوريين بلملمة جراحهم بعد انتصار الثورة. 

وتوقع أن يظل الاحتلال يقتل هذه الأمة بالتقسيط، حتى تعود إلى رشدها، وتكفّ عن هدم الذات بالصراعات الداخلية، مؤكدا أن العبث باستقرار سوريا سيكون وبالا على الاحتلال الصهيوني الغاشم.

وأوضح حاتم حريش، وجود أربع حقائق يُخبر عنها العدوان الإسرائيلي على سوريا، أولها أن "إسرائيل" لا تلتفت إلى رسائل الطمأنة، وإنما تتحرك في سياق الاستهداف الوقائي!، ولا تعير اهتماما لأي تهديد كلامي في البيانات والتصريحات لأنها كيان "يخاف ما بيستحي". 

وأضاف أن ليس المعيار لدى "إسرائيل" أن تكون سوريا وحكومتها مؤيدة للمقاومة وعلى صِلات بها، فحتى لو لم يكن ذلك، سيتحرك الإسرائيلي لاستهداف سوريا. 

وقال حرش: "هذا ما نقوله للعرب كلهم: علة عداء "إسرائيل" للعرب ليست في أن تكون على مسافة أو أن تقترب من المقاومة؛ لأن مجرد التفكير في بناء دولة عربية كما ينبغي أن تكون الدول، سيجعلك عدوا لإسرائيل". 

وأكد أن "إسرائيل" لا تريد دولة في سوريا، وإنما دولة الطوائف الممزقة أولا، ومنزوعة السلاح ثانيا، ولذلك تشجع الأكراد والدروز في إطار حكم ذاتي انفصالي، وتحتل العمق الإستراتيجي في جنوب سوريا في سياق استباقي وقائي. 

وتابع حرش: في الخلف من مشهد الأهداف الإستراتيجية للاستهداف الإسرائيلي لسوريا، هناك اعتبار يعني "إسرائيل" وتهتم به كثيرا، وهي أن تُظهر حكومة سوريا الجديدة أمام العالم كله بنفس مظهر نظام الأسد في العلاقة مع "إسرائيل"! وأن شيئا ما لم يختلف! طرف غير قادر على الرد مع اختلاف التقديرات، إنها تريد "إحراج" سوريا الجديدة، وتثبيت الوقائع في الميدان!.

وأشار سلامة أبوجبل العقيلي إلى أن "إسرائيل" كانت تظن أن سوريا ستغدو ساحة للفوضى والاقتتال إلى أمد طويل، ولما خيَّب الله ظن الصهاينة وبدأت سوريا تسير إلى النهضة  غضب الصهاينة عليها وبدأوا يضربون هنا وهناك ويختلقون الأزمات ويحرضون الانفصاليين على هجر حضن أمهم.

وتعجب الصحفي ستيفن نبيل، من اعتراف إسرائيل باستهداف جنوب سوريا بضربات جوية ووجود تهديد مباشر ضد سوريا وسط صمت عالمي وإقليمي حتى اللحظة، متسائلا: “ما هي نوايا إسرائيل وخططها؟”

قراءات وتحليلات

وتقديما للقراءات والتحليلات السياسية للعدوان الإسرائيلي على سوريا ودوافعه، قال الكاتب السوري أحمد موفق زيدان: إن القصف الصهيوني اليوم على الكسوة رد سريع ومباشر على خيار الحوار الوطني، الذي كان بيعة مدنية سورية للأخ الرئيس أحمد الشرع بعد البيعة العسكرية. مشيرا إلى أن الحوار الوطني غاب عنه عملاء الصهاينة. 

وأكد أن "الشعب الذي اقتلع نظاما مدعوما من قوى إقليمية ودولية وعصابات طائفية عابرة للحدود سيلقن نتنياهو درسا بإذن الله، وأن هذا التمادي على الشام له ما بعده، ومن صبر وصابر ورابط لـ 14 سنة، قادر على أن يعيد الكرّة.. لا تختبروا صبر هذ الشعب".

وقال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية: إن العدوان الصهيوني الغاشم على الشقيقة سوريا في يوم حوارها الوطني هو رسالة عربدة وهيمنة، يحاول من خلالها العدو النازي فرض إرادته على الشعب السوري الشقيق، ورسالة عنوانها أن الجميع مستهدف من هذا العدو المجرم، الذي لا تَرْدعه إلا القوة، والقوة فقط.

وقال المحلل السياسي ياسين عز الدين: "يبدو أن نتنياهو قرر المغامرة لفرض حقائق على الأرض في سوريا قبل أن يوطد النظامُ الجديد سيطرته على الجنوب، وهي مغامرة قد تكلفه كثيرا إن انقلب السحر على الساحر.

وأضاف: "يبدو أن تقديرات قادة الاحتلال عن أحمد الشرع أنه يحاول كسب الوقت ولم يعطِ إشارات الولاء والطاعة لإسرائيل وأميركا حسب معايير نتنياهو، فيريدون الضغط عليه وابتزازه بشكل أكبر".

وأشار عز الدين إلى أن حلفاء الشرع في قطر وتركيا رغم علاقاتهم الجيدة مع أمريكا إلا أنهم لا يأمنون غدرها، مذكرا بأن أميركا دعمت الانقلاب على أردوغان عام 2015 وحركت أدواتها لحصار قطر عام 2017، والآن جاء العدوان الإسرائيلي على سوريا.

وأوضح أن لهذا يحرص الشرع على العلاقات مع روسيا حتى لا تستفرد به أميركا، ولا أستبعد أن تسرع خطوات نتنياهو المصالحة بين إيران والنظام السوري الجديد، لأن الطرفين متضرران جدا من التغول "الصهيو أميركي".

ورأى الباحث في القانون الدولي معتز المسلوخي، أن القصف الإسرائيلي والعدوان الإجرامي على سوريا بالأمس؛ وبعد ساعات قليلة من البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني يمثّل رسالة من نتنياهو للجميع.

وأوضح أن فحوى الرسالة أن "شيئا لم يتغير بالنسبة لسوريا سواء في عهد النظام السابق طوال عشر سنوات مضت أم النظام الجديد منذ ديسمبر الماضي!"، متسائلا: "هل ستستمر حالة الاحتفاظ بحق الرد كَسِمَةٍ مشتركة بين العهدين؟!!".

ورأى رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن الاعتداءات الإسرائيلية الجنونية على جنوب سوريا ومحاولات التمدد وإعلانها القلق على أمنها من السلطة الجديدة وعدم الثقة في سلاحها، يعطي الدلالة القطعية على أن بشار الأسد كان الحارس الأمين للكيان، والشخص الموثوق في التزامه بحماية أمن إسرائيل، فلما سقط أصيبوا بالفزع والتوتر الشديد.

صمت مستهجن

واستهجانا للصمت العربي والدولي على العدوان الإسرائيلي على سوريا، قال الحمداوي عبدالعزيز، إن الأراضي السورية تعرَّضت الأمس لقصف صهيوني مدعوم أميركيا وممول عربيا. مستنكرا أن هذا العدوان يرافقه صمت القبور في الجامعة العربية وكأن سوريا ليست جزءا منها.

وتساءل: "أم هذا تواطؤ عربي ضد حكام سوريا الجدد؟"، قائلا: "التآمر على دمشق ليس فيه شك، هل هو خطة لجرّهم لصراعات تلهيهم عن بناء سوريا".

وحذرت المغردة دانية، من أن الصمت العربي سيحل كارثة على رأسنا، سنخسر أوطاننا كلّها ونحن نبرر الصمت على أنه إستراتيجية تجنّب خسائر وحروب، فنحن نواجه استعمارا بربريا مدعوما من دولة عنجهية ترى أنها تملك العالم.

ودعت الدول العربية "للتحرك معًا -وليسَ فُرادى- إما اليوم وإما فسنخسر كل شيء، أوطاننا وهوياتنا وأرواحنا".

وأكدت دانية، أن الكيان لن يتخلى عن الجولان ونزع السلاح مقابل اتفاقيات سلام وتطبيع بينها وبين السوريين، ولن يسمح ببناء الدولة السورية تحت حكم إسلامي، ويراها فرصة ذهبية لاستعمار جنوب سوريا ومحاصرة الأردن.

وقالت: "في المقابل يجب على كل الدول العربية (((معا))) التحرك في اتجاه واحد لردع العدوان الإسرائيلي".

وقال ربيع شراع، إن العدوان الإسرائيلي على سوريا جريمة إرهابية موصوفة وعار على المجتمع الدولي، مستنكرا هذا الصمت المريب المعيب على الإرهاب الإسرائيلي ضد سوريا.

وندَّد بأن "المجرم نتنياهو يبني جبالا من الأحقاد والكراهية ضد إسرائيل بعربدته وإجرامه: ثم يتحدث بكل صفاقة عن السلام"، مخاطبا نتنياهو بالقول: "كفّ أذاك عن سوريا يا مجرم".

تقدير وتفهم

وبينما هاجم ناشطون السلطة السورية الجديدة ودعوها لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، أبدى آخرون تفهمهم لموقف الإدارة السورية وقدموا مقترحات لمجابهة الاحتلال، وأعربوا عن ثقتهم في الإدارة السورية الجديدة وقدرتها على ردع العدوان.

وتوقع الباحث السياسي سلطان العامر، أن يُولِّد العدوان الإسرائيلي غير المبرر على سوريا ضغطا هائلا على السلطة للرد، مؤكدا أن الحكمة تَقْتضي التريّث واتخاذ إجراءات دبلوماسية عن طريق الأمم المتحدة، وعن طريق القمة العربية القادمة، وغيرها من الطرق. 

وقال: "أنت ضعيف ومنهك ومفكك، والأولوية الآن ليست حرب إسرائيل".

وأكد الشاعر ياسر الأطرش، أن "إسرائيل" لن تفوت فرصة الحصول على (سوريا مقسمة وضعيفة) وستفعل كل شيء من أجل ذلك.

وقال: إن الخيارات في المواجهة صعبة جدا؛ لأن الصمت والإدانات العالمية والعربية لن تجدي، كما أن المواجهة العسكرية مدمرة لدولتنا الناهضة من دمار. مضيفا أن "الدول تبتكر الحلول، وهذا ما نأمله من قيادتنا وسحقا لإسرائيل".

وكتب الباحث المختص في الشؤون السياسية والاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط محمود الطرن: "من باب الثقة واليقين، القيادة الجديدة تمتلك الحكمة لإيجاد الحل المناسب للغطرسة الإسرائيلية لكن بعيدا عن الحروب العبثية والمغامرات غير المحسوبة. ثقوا بهم ولنكن جميعا صفا واحدا بوجه أي تهديد يواجه بلادنا."

دوافع الاحتلال

وعن حقيقة أسباب العدوان الإسرائيلي على سوريا، قال الصحفي شعبان عبدو: إن من وقت ما سقط النظام وإسرائيل في حالة جنون، ولم تعد تشعر بالاطمئنان أبدا. مؤكدا أنها  لا تريد سوريا قوية أو موحدة أو مستقرة.

وأوضح أن هذا هو سبب جنون الإسرائيليين، مذكرا بأنهم من أقنعوا أوباما بعدم التدخل العسكري ضد بشار الأسد أو التدخل السياسي والعمل لإزاحته. قائلا: "إسرائيل لا تريد إلا الفوضى والحرب الأهلية في سوريا، وتدرك جيدا أن النظام الجديد في دمشق لا يشبه أبدا النظام السابق".

وقال الباحث علي أبو رزق، إن الذي يجرى في سوريا هو أصعب اختبار ممكن أن تتعرض له جهة حاكمة جاءت بعد ثورة، حملت مطالب شعبية حقيقية برفع الظلم والإصلاح والإفراج عن المعتقلين، لتبدأ إسرائيل إفشالها منذ الساعة الأولى وليس اليوم الأول فقط.

وأضاف أن إسرائيل تعلم جيدا أن  أولوية القادمين الجدد هي الإعمار وتحقيق العدالة الانتقالية ومداواة الجراح الوطنية الغائرة، ولا يمكنهم خوض حرب جديدة بعد ثلاثة عشر عاما من حرب داخلية مدمرة، ولذلك  تمارس الابتزاز السياسي والعسكري والأمني.

وأوضح أبو رزق، أن دوافع الاحتلال من ذلك ضرب هيبة الإدارة السورية الجديدة في مقتل وجرّهم إلى صراع مفتوح ومعروفة نتائجه مسبقا، مشيرا إلى أنها تحرق أكبر قدر ممكن من المراحل لتثبيت حقائق جديدة على الأرض، وتدشين مشاريع إقليمية ظلت محفوظة على الرفّ منذ عشرات السنين.

وأضاف: "إن كان قادة المرحلة لا يفضلون أو غير قادرين على الرد العسكري، فدائما ما كان هناك متسع للرد الشعبي والدبلوماسي، عبر تنظيم وتعبئة دائمة لمقاومة شعبية في مناطق الجنوب، لا ترهق الإسرائيلي المتقدم بدباباته فقط بل ترفع تكلفة وجوده وتجعله يعيد حساباته".

وأكد أبو رزق، أن الرد الدبلوماسي لا يقتصر على مجلس الأمن والمنظمات الدولية كما يتم الترويج له منذ فترة، بل بالتواصل سرًّا وعلنًا مع قوى المقاومة الرافضة لهذا الاحتلال وتحسين العلاقة معها، وإعادة تقديم إسرائيل كعدو أول لكل الأمة وليس دول الطوق فحسب.

وأشار إلى أن نتنياهو يرسل يوما بعد يوم، رسالة مفادها أن لا سوري ولا لبناني ولا فلسطيني ولا مصري ولا أردني سيعيش بأمن وحرية واستقرار ورخاء طالما بقي هناك سرطان في المنطقة اسمه إسرائيل…!

حلول ومقترحات

وطرحا لمزيد من الحلول والمقترحات لمجابهة الاحتلال، رأى خبير الإدارة الإستراتيجية مراد علي، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة  تؤكد نية نتنياهو استغلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا‬ لاحتلال أجزاء من أراضيها، سعيًا وراء تحقيق بـ"إسرائيل الكبرى".

‏وقال: إن على مصر والسعودية تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وإرسال أنظمة دفاع جوي إلي سوريا لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، ‏ويجب أن يبادر الرئيس أردوغان، إلى إبرام اتفاقية دفاع مشترك مع سوريا، للتصدي للتوسع الإسرائيلي الذي لا يشكّل تهديدًا للأمن السوري فحسب، بل ينال الأمن القومي العربي، والأمن القومي التركي.

وأكد علي، أن الكلمات والبيانات ‏لم تعد كافية لردع لوقف خطط التوسع الإسرائيلي.

وقال الطبيب المصري يحيى غنيم: إن "إسرائيل" لن ترتدع من العدوان على سوريا بسياسة الصمت أو الصبر أو الهدوء الإستراتيجي، أو الانتظار حتى لملمة سورية لجراحها.

وذكر بأن "سوريا مزدحمة بالمجاهدين الصادقين والاستشهاديين الطالبين للشهادة من أجل القدس وفلسطين، قائلا: "فلترفع الدولة يدها عنهم قليلا ليذيقوا عديمي الحياء سوء العذاب، ولا تنظروا حتى يقصف قصر الشعب أو الرئيس الشرع!".

وتحدث ناصر السخني، عن وجوب إعلان ردة فعل من الدول العربية فورا، محذرا من خطورة الهجوم الإسرائيلي على سوريا.