أطاح بحكومات.. هل تتغير إمبراطورية "مردوخ" الإعلامية بعد تنحيه لصالح نجله؟

12

طباعة

مشاركة

بعد إعلان الملياردير الأسترالي البريطاني، روبرت مردوخ، تنحيه عن منصبه في إدارة إمبراطوريته الإعلامية، بشكل مفاجئ، وتسليم المهمة لنجله "لوكلان"، تتجه الأنظار نحو ابنه، وسط تكهنات بشأن ما إذا كانت ستطرأ في عهده أي تغييرات على قناة "فوكس نيوز" المحببة لدى اليمين الأميركي المتطرف.

وطرحت تساؤلات حول إمكانية قيام لوكلان الذي عهد له بتولي مسؤولية إمبراطوريته الإعلامية بنفس الدور في استغلال إعلام مؤسساته؛ لـ"ترويض الأنظمة السياسية" في العالم والسيطرة عليها أم ستغير توجهها اليميني المتطرف.

صانع السياسيين

عام 1991 قال مردوخ: "إذا أراد توني بلير (رئيس وزراء بريطانيا من 1997 إلى 2007) أن يفوز بالانتخابات فعليه أن يحضر إلى هنا في أستراليا للاجتماع مع الموظفين الإعلاميين التابعين لي".

وبعد أيام استقل بلير طائرته الخاصة، ونفذ الأمر بالفعل وذهب للاجتماع مع إعلاميي مردوخ، وحظي لاحقا بدعم الرجل وإعلامه، ثم فاز بالانتخابات.

ومنذ ذلك الحين توطدت علاقاتهما، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية في 5 سبتمبر/أيلول 2011، حيت قالت إنه خلال فترة حكم بلير، وضح مدى قرب مردوخ من رئيس الوزراء ومركز السلطة، خصوصا عندما تم اتخاذ قرارات مهمة مثل غزو العراق.

ومع أن بلير قدم وصفا مختلفا لهذه العلاقة، في مذكراته، وصور مردوخ بصفته "الوحش الضخم الشرير، الذي نال احترامه على مضض"، إلا أن هذا الوصف يشير أيضا لكيفية سيطرة مردوخ عليه بقوة الإعلام وإخضاعه في بعض قراراته السياسية غير المعروفة.  

هذا الدور لإمبراطور الإعلام، كصانع للسياسيين والأحداث السياسية، دفع مجلة "نيويورك تايمز ماجازين" لنشر تحقيق ضخم في 3 أبريل/نيسان 2019 تشرح فيه كيف أطاحت إمبراطورية مردوخ بحكومات في قارتين (أوروبا وأميركا) وزعزعت استقرار أهم ديمقراطية على وجه الأرض (بريطانيا).

لذلك حين تنحى قطب الإعلام مردوخ عن منصب رئيس مجلس إدارة مجموعتي "فوكس كورب" و"نيوز كورب"، في 22 سبتمبر/أيلول 2023 منهيا مسيرة مهنية تجاوزت 70 عاما أسس خلالها إمبراطورية إعلامية امتدت من أستراليا إلى الولايات المتحدة، أثيرت التساؤلات حول من سيقوم بهذا الدور وهل يستمر.

ويأتي تقاعد رئيس إمبراطورية "فوكس"، التي تحتل قناتها الإخبارية "فوكس نيوز" موقعا مركزيا لدى المحافظين، في لحظة حاسمة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024، التي يعد فيها الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا للفوز بتمثيل الجمهوريين، ويحظى بدعم قنوات مردوخ.

ورغم عدم توافق مردوخ مع ترامب وكراهيته له، لعبت قنواته دورا في دعم اليمين المتطرف الداعم له، وكانت مفارقة أن يعلق ترامب من منصته "تروث سوشيال" على تقاعده بقوله: "الكثير من الناس تقول: لقد أجبرت مردوخ على التقاعد!".

ويمتلك مردوخ مجموعات إعلامية أميركية وعالمية، توصف بأنها "لوبيات" مؤثرة في السياسة الداخلية والخارجية لبريطانيا والولايات المتحدة، ولا يخفي دعمه لإسرائيل.

لا تغيير

صحيفة "واشنطن بوست"، رأت أن "مشاهدي قناة فوكس نيوز، لن يلاحظوا أي فرق عندما يتسلم، لوكلان مردوخ، قيادة الشبكة الإعلامية في نوفمبر، خلفا لوالده".

وقالت الصحيفة الأميركية في 22 سبتمبر/أيلول 2023 إن "لوكلان ذو الميول اليمينية المحافظة، يسيطر على الشركة الأم لعملاق الأخبار منذ عام 2019، عند اختياره لمنصب الرئيس التنفيذي، خاصة أن شقيقه الأكثر ليبرالية، جيمس، ترك الشركة العائلية خلال ذلك الوقت".

ودللت على استمرار سياسات القناة بأن "لوكلان لم يبد أي ندم بشأن الاتجاه التحريري، حتى كان مسؤولا بعد أبيه، بعد أن روج مذيعون ومعلقون مؤيدون لترامب، ادعاءات لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020".

مما أدى إلى دعوى تشهير ضخمة من شركة تصنيع آلات التصويت الإلكترونية، انتهت بدفع شبكة "فوكس" مبلغا قياسيا قدره 787.5 مليون دولار لتسوية القضية.

ولا تزال قناة "فوكس نيوز" تواجه دعوى قضائية مماثلة من شركة تصويت أخرى تطالب بـ2.7 مليار دولار، بسبب زعمها أن "سمعتها قد شوهت بسبب التعليقات على الهواء"، كما هو الحال في الدعوى الأولى، بحسب "واشنطن بوست".

لذلك قال أحد موظفي "فوكس نيوز" المخضرمين لصحيفة "واشنطن بوست": "لا أرى تنحي مردوخ، بمثابة تغيير كبير، وأعتقد أنه لا يزال (الأب) المسؤول".

وقال المدير التنفيذي السابق لشركة "فوكس"، بريستون بادن، والذي أصبح منذ ذلك الحين منتقدا للشبكة: "لدي شعور أن لوكلان محافظ مثل والده، ولن يحدث بالتالي تغيير في التوجه اليميني للإمبراطورية".

وهو ما يعني ضمنا أن تنحي مردوخ بعد 70 عاما من السيطرة الإعلامية لمجموعاته وتولي نجله قد لا يسفر عن تغيير جوهري في التوجه الفكري والعقيدي للمجموعة الإعلامية اليميني المؤيد لإسرائيل والمعادي للإسلام والعرب.

وقد يستمر دور المجموعة في التدخل في سياسات العالم وتشكيل الرأي العام بما يخدم أهداف استعمارية وغسيل العقول، وفق محللين.

وسيبقى مردوخ، الذي أصبح قوة دائمة في السياسية الأميركية بعد إنشاء قناة "فوكس نيوز"، رئيسا فخريا لشركتي "فوكس كوربوريشن" و"نيوز كورب القابضة" اعتبارا من نوفمبر 2023، فيما سيصبح لوكلان في منصب الرئيس التنفيذي، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

هل هو يهودي؟

يشاع كثيرا على مواقع التواصل، ضمن نظرية المؤامرة التي يلعب مردوخ ومؤسساته دورا عالميا فيها أن مردوخ "يهودي".

وذكرت صحيفة "ديلي بيست" في  8 مارس/آذار 2023، أن مردوخ (92 عاما) مسيحي كاثوليكي، لأنه يفضل الزواج على المواعدة بلا زواج،

وذلك بعد إعلان زواجه للمرة الخامسة، من ليزلي سميث البالغة من العمر 66 عاما.

وهو الزواج الذي لم يتم، بحسب مجلة "فانيتي فير" في 4 أبريل 2023 ربما بسبب خلافات دينية، وأن الملياردير أصبح "غير مرتاح بشكل متزايد" مع "آراء سميث الإنجيلية الصريحة" وتم إلغاء حفل الزفاف. 

لكن صحيفة "كاثوليك هيرالد" وصفت ما سبق يوم 22 مارس/آذار 2023 بأنه "ادعاء"، وقالت: تزعم وسائل الإعلام الأميركية خطأً أن مردوخ كاثوليكي بينما هو تابع للكنيسة المشيخية (البروتستانتية).

وأوضحت أنه أثناء استجوابه في تحقيق ليفيسون (فضيحة قرصنة إحدى صحفه للهواتف المحمولة لمشاهير في بريطانيا عام 2012)، قال مردوخ إنه يتمتع بجذور مشيخية قوية.

وأنه يعتقد أنه لا يزال مرتبطا بالكنيسة المشيخية، حيث ينحدر من سلسلة طويلة من الدعاة الكالفينيين (مذهب مسيحي بروتستانتي يعزى تأسيسه للمصلح الفرنسي جان كالفن)، رغم أنه تزوج مرة كاثوليكية وكان يذهب معها القداس.

في مقابلة أجريت عام 1992 مع نيكولاس كوليردج في كتابه "النمر الورقي" (1993)، قال مردوخ له: "يقولون إنني مسيحي مولود من جديد ومتحول إلى الكاثوليكية، وما إلى ذلك".

وتابع: "أنا بالتأكيد مسيحي ممارس، أذهب إلى الكنيسة قليلا ولكن ليس كل يوم أحد، وأميل إلى الذهاب إلى الكنيسة الكاثوليكية، لأن زوجتي كاثوليكية، لكنني لم أتحول رسميا، وأنا أشعر بخيبة أمل متزايدة الأساقفة وأنا لست متدينا بشدة كما يصفوني أحيانا".

وتقول "كاثوليك هيرالد" أن مردوخ كان متعاطفا مع الكاثوليكية، ورغم من اهتمامه بالكاثوليكية وحصوله على لقب الفروسية البابوية، إلا أنه لم يتحول في نهاية المطاف إلى المسيحية وظل مشيخيا.

العداء للإسلام

سبب آخر لانتشار نظريات المؤامرة عن مردوخ ووصفه بأنه "يهودي"، هو تصريحاته ضد الإسلام، ففي 10 يناير 2015 وعقب تفجيرات جرت في باريس ونُسبت لـ"تنظيم الدولة"، نشر تغريدة على تويتر قال فيها: "ربما يكون معظم المسلمين مسالمين، ولكن حتى يحاصروا سرطانهم الجهادي المتنامي ويدمروه، يجب أن يتحملوا المسؤولية".

وبعد 4 أيام حاول توضيح تعليقاته بتغريدة: "بالتأكيد لا أقصد جميع المسلمين المسؤولين عن هجوم باريس، ولكن يجب على المجتمع المسلم أن يناقش التطرف ويواجهه"، معتذرا ضمنا عن لغته السابقة، بعدما هاجمه كثيرون دفاعا عن الإسلام.

وكشفت دراسة عن عداء إمبراطورية مردوخ الإعلامية للإسلام، بعد تحليل محتوى ست صحف مملوكة لمردوخ في أستراليا، أظهر نشرها ثماني قصص سلبية عن الإسلام أو المسلمين يوميا، وهذا مجرد جزء صغير من الإمبراطورية الإعلامية العالمية للملياردير.

الدراسة التي جاءت بعنوان "الإسلام في الإعلام" وجدت 2891 قصة سلبية عن الإسلام كدين، والمسلمين في فترة 12 شهرا خلال عام 2017 فقط، أي بمعدل 8 قصص يوميا.

وأوضحت أن القصص السلبية عن المسلمين والإسلام نُشرت على الصفحات الأولى من 152 طبعة يومية لصحف مردوخ.

وخصص ستة من "المعلقين الأكثر إثارة للجدل في وسائل الإعلام الإخبارية الأسترالية" ما يقرب من ثلث مقالات الرأي الخاصة بهم لتشويه سمعة المسلمين وعقيدتهم الدينية.

وعلق موقع التلفزيون التركي الرسمي (TRT) في تقرير نشره 20 مارس/آذار 2019 قائلا إن "إمبراطورية مردوخ الإعلامية تنشر في كل مكان وعلى مدار الساعة الأفكار العنصرية والمعادية وتروج للقومية المتطرفة والتآمرية والدعاية المضادة للواقع والمعلومات المضللة".

وقال: "تمثل الصحف المملوكة لمردوخ 59 بالمئة من إجمالي مبيعات الصحف اليومية في أستراليا، حيث تبيع ما مجموعه 17.3 مليون صحيفة أسبوعيا، لذا يحمل كثير من الأستراليين وجهات نظر سلبية حول المسلمين، بسبب ما تنشره صحفه".

وذكر الموقع أن "قناة مردوخ التلفزيونية اليمينية في الولايات المتحدة (فوكس نيوز) ساهمت بها في دفع الأميركيين إلى التطرف ودفعهم إلى تنفيذ أعمال إرهابية مناهضة للمسلمين".

وكان المدير التنفيذي السابق لقناة مردوخ فوكس نيوز، جوزيف عزام، أعلن أنه استقال "بسبب خطاب فوكس المناهض للمسلمين"، حسبما قال لشبكة الإذاعة الأميركية (NPR) في 21 مارس 2019.

كما تركت منتجة أخبار إسلامية شركة سكاي نيوز أستراليا، التابعة لمردوخ "بسبب تغطيتها المعادية للمسلمين في أعقاب المذبحة التي وقعت في مسجدين في نيوزيلندا وقتل فيها أكثر من 50 مسلما، وتحميل المسلمين (الضحية) المسؤولية!

800 شركة

وتمتلك إمبراطورية مردوخ ما يزيد على 800 صحيفة وقناة في أكثر من 50 دولة، وتقدر أصولها بالمليارات، فيما تقدر ثروة مردوخ بـ17 مليار دولار، بحسب وكالة الأبناء الفرنسية في 22 سبتمبر 2023.

وقدرت مجلة "فوربس" ثروة مردوخ الأب بنحو 17,3 مليار دولار، عند الإعلان عن تسليم القيادة لابنه.

وخلال السنة المالية 2023، أعلنت شركة "نيوز كورب" عن أرباح قدرها 149 مليون دولار من إيرادات بلغت 9.9 مليار دولار، وأعلنت شركته الأخرى "فوكس" عام 2023 عن أرباح قدرها 1.3 مليار دولار من إيرادات قدرها 14.9 مليار دولار.

وتتألف إمبراطوريته من شركتين، "فوكس كوربوريشن" التي تملك عدة محطات أهمها القناة الإخبارية "فوكس نيوز" المفضلة لدى المحافظين الأميركيين، و"نيوز كورب".

وكانت بداية مردوخ مع الإعلام عندما ورث صحيفة "أديلايد" في أستراليا عن والده عام 1952، لينتهي به المطاف ببناء إمبراطورية إعلامية إخبارية ترفيهية مهيمنة في الولايات المتحدة وبريطانيا.

وولد مردوخ عام 1931، وكان والده "كيث" قد اكتسب شهرة إعلامية من خلال تغطيته للمذابح التي قادتها بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، وأنشأ بعد ذلك أولى سلاسل الأخبار الوطنية في البلاد.

وعند وفاة كيث عام 1952 لم يكن قد بدأ مردوخ (21 عاما حينها) في بناء إمبراطوريته الإعلامية الحقيقية، إذ كان يمتلك صحيفتين والديون تلاحق إحداهما.

وكانت بداية إنشاء إمبراطوريتيه بشراء صحيفتين محليتين، وتأسيس أول صحيفة على المستوى الوطني "ذا أستراليان" التي منحته دفعة قوية في التعامل مع الحكومات لدفعها لتخفيف القيود التنظيمية على الإعلام.

وفي غضون سنوات، سيطر على ثلثي سوق الصحف الوطنية، لتصبح قاعدة في بناء مجموعته الإعلامية في أستراليا، وينتقل بعدها إلى بريطانيا ويستحوذ على صحف "ذا صن" و"ذا نيوز أو ذا ورلد"، ويواجه ضغوطا رسمية بعدها برفض استحواذه على صحيفة "التايمز".

وسعى مردوخ إلى الدخول لمجال التلفزيون في بريطانيا، ولكنه خسر مناقصة الحصول على رخصة البث عبر الأقمار الصناعية الوحيدة للحكومة البريطانية.

ولكن الحكومة تغاضت عنها حينها عندما أنشأ تلفزيون "سكاي" الذي كان يبث البرامج إلى بريطانيا من لوكسمبورغ.

لكنه انتقل إلى أميركا في الثمانينيات واستخدم مردوخ قواعد اللعبة ذاتها في الولايات المتحدة، بعد الحصول على الجنسية الأميركية، ما منحه الحق في شراء محطات تلفزيون لتبدأ إمبراطوريته الإعلامية هناك والتي توجت بتأسيس "فوكس نيوز" في منتصف التسعينيات.

ففي عام 1986، دخل مردوخ في مجال التلفزيون بعد أن اشترى عدة محطات تلفزيونية أميركية وأنشأ شركة Fox Broadcasting، ثم أطلق قناة "فوكس نيوز" في 1996.

وبنى مردوخ، على مدى 60 عاما صرحا إعلاميا خارج نطاق موطنه أستراليا، جامعا منظمات إعلامية رئيسة تمتد عبر ثلاث قارات، في مسيرة تخللتها أيضا فضائح عدة.

ويمتلك أيضا صحيفة "ديلي تلغراف" وموقع "نيوز كوم أيو"، إضافة إلى "سكاي نيوز أستراليا" التلفزيونية و"فوكس تيل" التلفزيونية المدفوعة.

وفي عام 1981، قام مردوخ بشراء "ذا تايمز" اليومية العريقة، إضافة إلى "صنداي تايمز" ليضيفها إلى الصحف المكتوبة والتي تضمنت أيضا "ذا صن"

وفي 1984 استحوذ مردوخ على شركة "20 سنتشري فوكس" وقام بإعادة تنظيمها وتشكيلها، ثم باعها عام 2017 إلى شركة "ديزني".

وفي 2007 استحوذت "نيوز كورب" في صفقة كبرى على مجموعة "داو جونز" الإعلامية التي تشمل ممتلكاتها صحيفة "وول ستريت جورنال" العريقة.

وكذلك استحوذت الشركة أيضا على دار "هاربر كولينز" للنشر عام 1987، كما تسيطر على "ريا غروب" المتخصصة في العقارات التجارية والسكنية.

ولمردوخ أربعة أبناء هم، ابنته برودينس وتعيش بين سيدني ولندن وتحافظ على مسافة من أعمال العائلة، وإليزابيث ولوكلان وجيمس الذين يعملان في الإمبراطورية الإعلامية.