حسين العزي.. قيادي حوثي يتخفى بزي نسوي ويتوعد أميركا بـ"أطول معركة بشرية"

يوسف العلي | a year ago

12

طباعة

مشاركة

"مطلق التهديدات، المتخفي بزي النساء"، هكذا يُعرف القيادي الحوثي حسين العزي، بين اليمنيين، والذي نصّبته المليشيا المدعومة من إيران نائبا لوزير خارجيتها في العاصمة صنعاء، التي يسيطر الحوثيون عليها منذ عام 2014.

آخر تهديدات العزي، حين توعد الولايات المتحدة عبر "تويتر" في 7 أغسطس/ آب 2023، بمعركة "هي الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري، إذا اقتربت من مياه اليمن الإقليمية، وذلك حرصا على السلم والأمن الدوليين والحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر".

يأتي ذلك عقب بيان للأسطول الأميركي الخامس في 7 أغسطس 2023 أعلن فيه أن "أكثر من 3 آلاف جندي من قوات البحرية وصلوا إلى منطقة الشرق الأوسط، وأن السفينة الهجومية البرمائية (يو إس إس باتان) وسفينة الإنزال (يو إس إس كارتر هول) دخلتا البحر الأحمر".

وكان من بين التهديدات التي أطلقها العزي، غلق قناة السويس المصرية في حال لم تكف مصر عن دعم من وصفهم بـ"المرتزقة" اليمنيين، وذلك خلال تغريدة له على "تويتر" في 14 مايو 2023.

تاريخ لافت

حسين حمود درهم العزي ينحدر من محافظة صعدة معقل الحوثيين في اليمن (شمال العاصمة صنعاء)، ويقدّر عمره بنحو 45 عاما.

تفيد المعلومات بأنه عاش معظم طفولته وشبابه في المملكة العربية السعودية مع والده وشقيقه يحيى.

وكشف القيادي السابق في مليشيا الحوثي علي البخيتي، عبر سلسلة تغريدات على "تويتر" في 14 أبريل/نيسان 2020، أن "والد حسين، حمود رهم العزي، كان مندوب اللجنة الخاصة السعودية في صعدة لتسليم مرتبات العلماء وهذا الأمر معروف للجميع وأتحداه أن ينكره".

وأضاف البخيتي أن "حسين العزي عاش أغلب طفولته وبداية شبابه في ‎السعودية مقيما مع والده وأخيه يحيى كمرافقين لبيت حميد الدين، الذين يستلمون مرتباتهم من اللجنة الخاصة ‎السعودية. بالمثل اليمني يطلق عليهم (خُدام خُدام الجرافي)، يعني مرتزقة أبا عن جد، بل مرتزقة المرتزقة"، وفق وصفه.

تعرف عائلة حميد الدين اليمنية التي تقيم في السعودية، بأنها كانت تحكم اليمن بعد انهيار الدولة العثمانية عام 1922، وانتهى حكمها بانقلاب عسكري عليها عام 1962، ثم غادرت إلى المملكة وقطنت في مدينة الطائف.

وكشف البخيتي أن "حسين العزي انتقل في مرحلة دراسته الجامعية إلى ‎الأردن وسكن في بيت محمد بن الحسين حميد الدين، الذي كان يستلم أموالا من اللجنة الخاصة ‎السعودية".

وبين أن حميد الدين "كان يصرف على حسين من تلك الأموال، والأخير يعرف أن لحم والده وإخوانه وعظامهم وأسرتهم من اللجنة الخاصة".

وتابع: "رضع حسين العزي أموال اللجنة الخاصة ‎السعودية، إذ إن والده انتقل إلى ‎المملكة كمرافق مع بيت حميد الدين بعد ثورة 26 سبتمبر (أيلول) 1962".

وأردف: "كانوا أشبه بالخدم عند بيت حميد الدين، ولهذا تلاحظون عقده النفسية تتجلى في تغريداته عن ‎المرتزقة، كعاهرة تتحدث عن الشرف"، وفق وصفه.

وعلى ضوء ما كتبه البخيتي من معلومات، التزم حسين العزي الصمت ولم يدل بأي تصريح يرد فيه على ما سرده الأول من تاريخ يتعلق بشخصه وعائلته، ولاسيما الحديث عن الأموال السعودية التي كانوا يتلقونها.

يتوارى متنكرا

ومن أكثر الأحداث المثيرة للجدل في مسيرة حسين العزي من بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، حديثه عن زيارة العاصمة المؤقتة عدن، والبقاء فيها لمدة 20 ساعة واللقاء مع عدد من الشخصيات التي وصفها بأنها مع "الوحدة اليمنية"، في ظل سيطرة القوات الشرعية على المدينة.

وكتب العزي على "تويتر" في 21 يوليو/ تموز 2021، قائلا: "تريدون اللعب على المكشوف، حسنا بلطف الله زرت الحبيبة عدن ونزلت بضيافة إخوة وحدويين جدا (حتى ما تفهموا غلط وتقولوا رحت عند انفصاليين)"، في إشارة إلى "المجلس الانتقالي" الانفصالي المدعوم إماراتيا.

وتابع العزي، قائلا: "قضيت هناك 20 ساعة والجنود اللي شافونا كانوا يتمتموا تمتمات يتمناها (رشاد) العليمي (رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني) وما يحصلها، ثم عدت سالما ظافرا. إي والله إن هذا حدث وإنني صادق بكل حرف كتبته".

وعقب ذلك، نشرت مواقع يمنية تصريحات منسوبة لقائد قوات الحزام الأمني في منطقة المنصورة بمدينة عدن العميد الركن، صالح مثنى، قوله إن التحقيقات مع أفراد نقاط قوته الأمنية كشفت عن تفاصيل وملابسات وصول حسين العزي إلى بعض أحياء (العاصمة المؤقتة) وبقائه فيها لساعات عدة قبيل مغادرته.

وبسحب ما نقله موقع "هنا البيضاء" اليمني في 24 يوليو 2022، عن التصريحات المنسوبة للعميد اليمني، فإن "التحريات المرئية الموثقة بكاميرات المراقبة على مداخل عدن سجلت لحظه توقيف أفراد نقطة أمنية لسيارة بيضاء تقودها امرأة".

وأوضح مثنى أن "أفراد النقطة الأمنية وأثناء حديثهم مع سائقة السيارة للتأكد من هويتها وفحص وثائقها الشخصية أعطتهم جواز سفرها وجواز سفر لامرأة أخرى كانت معها في نفس السيارة وادعت أنها إحدى قريباتها، وتعاني من عسر ولادة وحالتها الصحية حرجة وتستدعي نقلها إلى الخارج بشكل عاجل".

ولفت إلى أن "أفراد النقطة الأمنية اقتنعوا برواية سائقة السيارة وسمحوا لها بالعبور متجاهلين فحص التقارير الطبية".

ليتبين لاحقا ومن خلال مراجعة الوثائق والصور التسجيلية لتحركات السيارة في النقاط الأمنية وعدد من أحياء العاصمة عدن، أن القيادي الحوثي حسين العزي، هو من كان مستلقيا خلف زوجته التي كانت تقود السيارة وتعمد التنكر بالزي النسائي والتظاهر بالمرض لإخفاء هويته والتخفي عن الأنظار، وفق مثنى.

وعلى الصعيد ذاته، كتب سفير المملكة العربية السعودية في اليمن، محمد آل جابر، على "تويتر" في 22 يوليو 2022، تعليقا على مزاعم حسين العزي أنه أجرى زيارة إلى العاصمة المؤقتة عدن، بالقول: "قال كيف تعرف إنه كذاب قال من كبرها !!!"، في إشارة إلى تكذيبه ما تحدث به القيادي الحوثي.

مطلوب للسعودية

وبدأ اسم حسين حمود العزي، يبرز بقوة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، وأصبح أحد المدافعين عن المليشيا على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن مشاركته في العديد من معاركهم.

وقبل أن يصبح عضوا نشيطا في المليشيا عام 2011 بعدما كان من خلاياها النائمة، عمل حسين العزي في صناعة القدور الحجرية، وبيع المواد الغذائية، وتوفير الدعم المالي للحوثيين.

كما أن حسين العزي لديه سجل "جرائم" في مديرية الصفراء بمدينة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، حسبما نشر موقع "اليوم الثامن" اليمني في 23 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وبعد انقلاب الحوثيين على السلطات الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، برز اسم حسين العزي بشكل لافت في الساحة السياسية والإعلامية اليمنية، حيث عُيّن مديرا لوكالة "سبأ" للأنباء الرسمية بعد السيطرة الحوثية عليها.

كما شغل منصب رئيس مكتب العلاقات السياسية والخارجية لدى الحوثي، قبل أن تعينه المليشيا المدعومة إيرانيا في 2018، بمنصب نائب وزير الخارجية في حكومتها بصنعاء.

وبعد تقلده منصبا في حكومة الحوثيين، تولى العزي عمليات جمع الأموال وإيداعها في حسابات المليشيا تحت مسمى "دعم المجهود الحربي".

ويحتل حسين العزي تسلسل رقم 24 ضمن قائمة المطلوبين من القيادات الحوثية التي أصدرتها المملكة العربية السعودية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وخصصت مبالغ مالية لكل من يدلي بمعلومات عنهم.

المكافأة السعودية لمن يدلي بمعلومات تحدد مكان، حسين العزي، بلغت 5 ملايين دولار أميركي، وذلك لاتهامه مع باقي القيادات الحوثية بـ"المسؤولية عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة".