بعد مبادرة الصين وإفريقيا.. ما موقف روسيا من مؤتمر السعودية حول أوكرانيا؟ 

12

طباعة

مشاركة

تخطط المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر دولي حول حرب أوكرانيا في مدينة جدة الساحلية خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس/آب 2023 الجاري، وفقا لتقارير إعلامية.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر ممثلون رفيعو المستوى من نحو 30 دولة، من بينهم أيضا ممثلون من أوكرانيا والدول الغربية والاقتصادات الناشئة مثل الهند والبرازيل.

ولا ترجح صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية حضور روسيا هذا الاجتماع على ساحل البحر الأحمر، تماما كما لم تحضر اجتماعا مماثلا في كوبنهاغن في يونيو/حزيران 2023. 

وأعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك، أن اجتماعا يتعلق بصيغة السلام الأوكرانية سينعقد في المملكة العربية السعودية قريبا، على مستوى مستشاري الأمن القومي لرؤساء الدول.

وحسب بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية في 30 يوليو/تموز 2023، قال يرماك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر محلي، إن صيغة السلام الأوكرانية تتضمن 10 نقاط أساسية، سيضمن تنفيذها أمن البلاد، إلى جانب تشكيلها آليات لمنع النزاعات المستقبلية في العالم.

وأشار إلى أن أوكرانيا تتبنى هيكلية من 3 مراحل لتنفيذ صيغة السلام، الأولى هي الاجتماعات مع السفراء المعتمدين لدى كييف، وهي مخصصة لمراجعة مفصَّلة لكل بند من بنود الصيغة.

وذكر أن المرحلة الثانية هي مشاورات الأمن القومي، لافتا إلى أن أوكرانيا بدأت تنفيذها.

وتابع: "عقدنا أول اجتماع من هذا القبيل بالتشارك مع نظرائنا الدنماركيين، إذ انعقد في كوبنهاغن في يونيو، وسيُعقَد الاجتماع القادم في السعودية قريبا".

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من صيغة السلام ستكون قمة عالمية تأسيسية على مستوى قادة الدول يمكن عقدها بحلول نهاية العام.

دعوة للسلام

نقلا عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير نشرته 29 يوليو 2023، تذكر الصحيفة الألمانية أن "المملكة  ستستضيف محادثات تتعلق بأوكرانيا في أغسطس 2023". 

ووفق الصحيفة، وُجهت الدعوة لأوكرانيا ودول غربية ودول نامية رئيسة، من بينها الهند والبرازيل، للمشاركة فيها.

وأضافت نقلا عن دبلوماسيين مشاركين في المناقشات أن "الاجتماع المقرر في مدينة جدة السعودية، يومي الخامس والسادس من أغسطس 2023، سيضم مسؤولين كبارا ممثلين عما يقارب الـ 30 دولة".

ومن بين الدول التي تلقت دعوة للمشاركة إندونيسيا ومصر والمكسيك وتشيلي وزامبيا، بحسب الصحيفة الألمانية.

وتوضح كذلك أن المسؤولين الأوكرانيين والغربيين "يأملون في أن تؤدي المحادثات، التي لن تشارك فيها روسيا، إلى حشد تأييد دولي لبنود سلام تنحاز لأوكرانيا".

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ثلاثة دبلوماسيين في الخليج قولهم إنّ "السعودية تعتزم استضافة محادثات لبحث النزاع في أوكرانيا، تجمع ممثلين عن كييف وقوى غربية ودول نامية".

وقال المسؤولون المقيمون في الخليج، وفق ما ورد عن الصحيفة، إن "روسيا لن تحضر الاجتماع في جدة".

وأفادوا بأن القائمة النهائية للدول المشاركة لم تُجهز بعد، وأنه من المتوقع أن تحضر دول من بينها بريطانيا واليابان.

ومن ناحية أخرى، تلفت الصحيفة إلى قول روسيا، التي أعلنت ضم نحو سدس أراضي أوكرانيا، إنها "لن تقبل بعقد محادثات سلام مع الأخيرة إلا إذا قبلت بالحقائق الجديدة"، وذلك في إشارة إلى الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها. 

وفي المقابل، تضع أوكرانيا سحب روسيا لقواتها شرطا لإجراء المفاوضات معها.

وبحسب "دويتشه فيله"، لم يتضح بعد عدد الدول التي ستلبي الدعوة للمشاركة، لكن من المتوقع أن تشارك البلدان التي سبق أن حضرت جولة محادثات مماثلة في كوبنهاغن في يونيو.

وذكرت الصحيفة أن بريطانيا وجنوب إفريقيا وبولندا والاتحاد الأوروبي من بين الأطراف التي أكدت المشاركة في المحادثات، كما أنه من المتوقع حضور مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

"روسيا لا ترفض"

في غضون ذلك، توجه الصحيفة الأنظار إلى ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 29 يوليو 2023، عندما أشار إلى أن "روسيا لا ترفض إجراء محادثات تتعلق بأوكرانيا".

وأضاف أن "مبادرة السلام الإفريقية وكذلك المبادرة الصينية يمكنهما أن يكونا أساسا للسلام"، وفق الصحيفة.

وتنوه الصحيفة أن ذلك جاء خلال مؤتمر صحفي، بعد يوم من اجتماع بوتين مع زعماء أفارقة في موسكو.

وفي هذا المؤتمر، تقول الصحيفة إن بوتين أوضح أنه "من الصعب تنفيذ وقف لإطلاق النار بينما يشن الجيش الأوكراني هجوما".

وعلى مدار يومَي 27 و28 يوليو استضافت مدينة بطرسبورغ الروسية النسخة الثانية من قمة "روسيا-إفريقيا" بعد الأُولى التي جرت في عام 2019 برئاسة مصر.

وجرى التوافق في ختام القمة على استمرار العمل المكثف على "دفع المبادرة الإفريقية من خلال بلورة الآليات اللازمة لتشجيع الجانبين الروسي والأوكراني على الانخراط فيها بشكل إيجابي خلال الفترة المقبلة".

وألح الزعماء الأفارقة على بوتين "كي يمضي قدما في خطتهم للسلام لإنهاء الحرب الأوكرانية وتجديد اتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية، والذي انسحبت منه موسكو إخيرا".

وبشأن الحرب، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، لبوتين والزعماء الأفارقة في سان بطرسبرغ: "يتعين إنهاء هذه الحرب. ولا يمكن أن تنتهي إلا على أساس العدل والمنطق".

ووضعت "الخطة الإفريقية سلسلة من الخطوات المحتملة لنزع فتيل الصراع، تتضمن سحب القوات الروسية وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من بيلاروسيا ووقف العمل بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال بوتين وتخفيف العقوبات"، وفق الصحيفة.

مبادرات متعددة

وكانت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت في وقت سابق عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها إن "روسيا تلقت نحو 30 مبادرة سلام عبر قنوات تواصل رسمية وغير رسمية بشأن أوكرانيا". 

ومن ضمن المبادرات، يأتي المقترح الذي نشرته وزارة الخارجية الصينية، في فبراير/شباط 2023، والمكون من 12 بندا لتحقيق السلام في أوكرانيا.

ونشرت الصين هذه المبادرة بالتزامن مع الذكرى الأولى على اندلاع الحرب التي لا تلوح في الأفق أي إشارة على قرب نهايتها.

وركز الإعلان الصيني على وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، والشروع في محادثات سلام بين الطرفين لإنهاء الحرب التي اندلعت فجر 24 فبراير من عام 2022.

في الختام، تشير "دويتشه فيله" إلى أن بوتين وصف مقترحات الدول الإفريقية والصين بأنها "أساس محتمل للسلام في أوكرانيا". 

ومع ذلك، بعد اجتماع مع رؤساء دول وحكومات إفريقية، قال بوتين إن "وقف إطلاق النار سيكون صعب التنفيذ طالما يواصل الجيش الأوكراني هجومه"، وفق الصحيفة.

من ناحية أخرى، تلفت الصحيفة إلى إعلان بوتين، في أكبر عرض بحري روسي في سانت بطرسبرغ، عن 30 سفينة حربية جديدة للقوات البحرية عام 2023. 

وصرح بوتين قائلا: "اليوم، تنفذ روسيا بثقة المهام الرئيسة لسياستها البحرية الوطنية وتعمل باستمرار على توسيع قوة أسطولها".

ومن الجدير بالذكر أن وزير الدفاع سيرجي شويغو والعديد من ضيوف القمة الإفريقية كانوا حاضرين أيضا في العرض المركزي في البلاد، والذي يُقام تقليديا يوم الأحد الأخير في يوليو في سانت بطرسبرغ و كرونشتاد القريبة.