في الذكرى الثانية لانقلابه.. إشادة واسعة بخروج التونسيين للتنديد بقمع قيس سعيد

12

طباعة

مشاركة

أشاد ناشطون على تويتر بتظاهرات المعارضة التونسية في الذكرى الثانية لانقلاب الرئيس قيس سعيد على الديمقراطية واستحواذه على أغلب السلطات، وهو اليوم الذي يوافق احتفال مؤيديه بما يسمونه "عيد الجمهورية".

وخرج مئات التونسيين في مسيرة احتجاجية من قلب العاصمة في 25 يوليو/تموز 2023، للمطالبة بإطلاق السجناء السياسيين والذين تم اعتقالهم منذ فبراير/شباط 2023 والبالغ عددهم أكثر من 20 معارضا.

وجاءت الاحتجاجات استجابة لدعوة من "جبهة الخلاص" المعارضة، ورفع خلالها المشاركون شعارات "الحرية للمعتقلين السياسيين" و"يسقط الانقلاب" و"حريات حريات لا لقضاة التعليمات (القضاة الذين يتلقون التعليمات)".

كما أعرب ناشطون عن استيائهم من تكرار سعيّد، تحريف آيات القرآن الكريم خلال خطاباته، آخرها الخطأ في قراءة آية قرآنية في خطابه أمام الاجتماع التقييمي لتحول النظم الغذائية في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالعاصمة روما في 24 يوليو 2023.

سعيد أخطأ في قراءة الآية 46 من سورة يوسف، قائلا "يوسف أيها الصديق أفتنا في تسع بقرات سمان يأكلنهن سبع عجاف"، بينما يقول الله تعالى في نص الآية: "يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَٰتٍۢ سِمَانٍۢ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ".

وصب ناشطون جام غضبهم على سعيد بعدما أعلنت السلطات الليبية العثور على جثث عدد من المهاجرين من جنسيات إفريقية مختلفة، قضوا في الصحراء في منطقة على الحدود مع تونس، مستنكرين طريقة معاملة السلطات التونسية المهاجرين.

ويأتي ذلك على خلفية نقل السلطات التونسية مئات المهاجرين من مدينة صفاقس الساحلية، بعد أن شهدت توترات وصدامات بين سكان ومهاجرين بلغت ذروتها بمقتل مواطن في 3 يوليو 2023.

وتداول ناشطون صورا مروعة لاستمرار العثور على عشرات جثث المهاجرين والناجين جنوب الصحراويين قرب الحدود الليبية مع تونس، بعد طردهم من تونس وتعرضهم لحملات عنصرية داخلها، مشيرين إلى أن هذه الصور نتاج رحلة الموت التي دُفعوا إليها من تونس إلى قلب الصحراء.

واتهمت منظمة "العفو الدولية" الرئيس التونسي باتخاذ مزيد من الخطوات القمعية، عبر إلقاء عشرات الخصوم السياسيين ومنتقدي الدولة في السجن، وانتهاك استقلالية القضاء، وإلغاء الضمانات المؤسسية لحقوق الإنسان، والتحريض على التمييز ضد المهاجرين.

وقالت المنظمة، إن سعيّد وحكومته "أضعفا بشدة احترام حقوق الإنسان في تونس منذ هيمنته على السلطة في يوليو 2021، وذلك عبر إصدار مرسوم تلو الآخر وتوجيه صفعة تلو الأخرى".

ولفتت إلى أن "سعيد جَرّد بذلك التونسيين من الحريات الأساسية التي كافحوا كفاحا مريرا لنيلها وعزّز مناخا من القمع والإفلات من العقاب"، داعية السلطات التونسية إلى "العودة فورا عن هذا المسار الخطر وأن تتمسك بالتزاماتها الدولية تجاه حقوق الإنسان".

سخرية واستهجان

وتفاعلا مع الأحداث، أوضحت "سمية" ابنة رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان الشرعي راشد الغنوشي، المعتقل في سجون النظام، أن القرآن ذكر "7 بقرات"، لكن سعيد حولها إلى 9، مستنكرة تحريف رئيس تونس المنقلب آية شهيرة من سورة يوسف، وخطأه في قراءتها 4 أخطاء كاملة، رغم أنه يقرأ من ورقة أمامه.

وسخر الإعلامي المصري، أسامة جاويش، من تصريح الرئيس التونسي، قائلا: "سعيد خلاهم تسع بقرات مش سبعة، والله يا عم قيس إن البقر تشابه علينا حرفيا". وأعرب الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، عن استيائه من "قول الانقلابي سعيد: يوسف أيها الصديق أفتنا بتسع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف". وتعجب أستاذ الاتصال السياسي السعودية، أحمد بن راشد بن سعيد، من إلقاء سعيد، الذي وصفه بـ"ديكتاتور تونس"، كلمة أمام مؤتمر عن الهجرة غير النظامية في روما، حرّف فيها آية من سورة يوسف، جاعلا "سبع بقرات" تسع بقرات، و"يأكلُهُنَّ" يأكلنهنّ!، قائلا: "الله يعين شعوبنا على هالعاهات". وعرضت الصحفية والكاتبة وجدان بوعبدالله، مقطع فيديو لسعيّد وهو بصدد تحريف عدد البقرات المذكورة في سورة يوسف. وكتبت المغردة درة: "سعيد في مؤتمر حول الهجرة اختلط عليه البقر بين 9 و 7 بقرات، رئيس (يهذي) أمام رؤساء جلهم لم يقرأ و لو آية من القرآن الكريم، وما دخل البقر بالهجرة؟ رئيس مسخرة". وكتب طارق الخليفي: "عندما تكون رئيس جمهورية وتخطئ في آيات قرآنية مرة واثنين وثلاثة، هو دليل قاطع على أنك متطفل على الدين ولا علاقة لك به".

إصرار التونسيين

وأشاد ناشطون بإصرار التونسيين على إعلان استيائهم ورفضهم لسعيد وانقلابه واستنكارهم لسياساته ومطالبتهم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين خلال فعاليات نظمت في 25 يوليو 2023، رغم ارتفاع درجات الحرارة، مسلطين الضوء على الأزمات التي ورط فيها البلاد. 

وأشار صاحب حساب "قهواجي البرلمان"، إلى أن "تونس دخلت عامها الثاني من انقلاب سعيد الذي تم في 25 يوليو 2021 على الدستور والبرلمان، وتسبب في أزمات اجتماعية كارثية توشك معها البلاد على الانهيار، وعرفت تونس في عهده مسيرات ليلية بأحياء شعبية احتجاجا على البطالة كمنطقة حي التضامن".

ورصد طارق المنضوج، عدد الأزمات التي ورط فيها سعيد البلاد، أبرزها خنق الأصوات المعارضة، والهجوم على حرية التعبير بإخضاع ما لا يقل عن 39 شخصا للملاحقة القضائية لمجرد ممارستهم حقهم في حرية التعبير، والتمييز ضد المهاجرين واللاجئين الأفارقة، وازدياد الهجمات ضدهم زيادة ملموسة في الأسبوعين اللذين أعقبا تعليقاته.

وأشار وزير الخارجية التونسي الأسبق، رفيق عبدالسلام، إلى أن "أحرار وحرائر تونس خرجوا للشارع رغم قيض الصائفة في درجة حرارة تصل 50 درجة، لتأكيد مطلبهم في استعادة الحرية المغتصبة وإطلاق سراح المساجين، بما يدل على أن جمهور الثورة يمتلك قوة التصميم وصلابة الإرادة في دحر هذا الانقلاب الغادر وإغلاق هذا القوس الأسود".

وقالت إقبال جميل، إن "25 يوليو عيد الجمهورية الملطخ بالانقلاب الغاشم على الديمقراطية التونسية"، لافتة إلى أن "أحرار تونس كانوا بالآلاف في شارع الثورة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعودة الديمقراطية، رغم حرارة الطقس الشديدة".

وطالبت في تغريدة أخرى، بـ"الحرية للمعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم الغنوشي رئيس البرلمان الشرعي الذي كان أول من تصدى لانقلاب سعيد على الشرعية والديمقراطية".

وتحت وسم #سيب_المظلومين، كتبت الأكاديمية التونسية: "أيها المظلوم صبرا.. قد سئمت العيش قهرا، لن يدوم الظلم دهرا.. لن تعيش المرً عمرا.. إن بعد العسر يسرا.. إن بعد العسر يسرا". وأوضح مؤسس ورئيس مركز "دراسة الإسلام والديمقراطية"، رضوان المصمودي، أن "الدروس المستفادة من تونس بعد عامين، هو أن الديمقرطية ليست سلسة ولا خطية"، مشيرا إلى أن "تونس واجهت تحديات كبيرة بسبب مؤسساتها الهشة، وعدم وجود محكمة دستورية، وثقافة ديمقراطية وليدة".

المهاجرون الأفارقة

وبرز حديث ناشطون عن أزمة المهاجرين الأفارقة، معربين عن تعاطفهم معهم واستيائهم من نتاج النعرات العنصرية التي تبناها سعيد.

وعرض الصحفي الليبي، أحمد خليفة، صورة للاجئة تقف حائرة من الألم والحسرة والقهر وعاجزة أمام جثة لاجئ ميت ربما كان زوجها أو شقيقها أو أحد رفاقها في رحلة الموت.

وعلق قائلا: "على تراب الصحراء وفي العراء تتحطم أحلام اللاجئين الأفارقة المُبعَدِين من تونس صوب الحدود الغربية لليبيا يحاصرهم الجوع والخوف والعطش والموت".

وأعاد المغرد صلاح نجاب، نشر تغريدة الصحفي خليفة، مؤكدا على "وجوب محاكمة سعيد في محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وأشار حمدين ديووارا، إلى "العثور على جثث أفارقة في الصحراء بين تونس وليبيا بعد ترحيلهم إلى الحدود وتركهم في العراء دون زاد من طعام أو ماء حتى أخذهم الموت"، ناشرا صورا ومقطع فيديو يظهر فيه سيدة وطفلها الرضيع.

وعقب قائلا: "يجب مقاضاة قيس سعيد دوليا بسبب جرائم الإنسانية".

وتساءل المغرد ناصر: "أين الآدمية، وأين أخلاق العروبة التي يتشدقون بها؟"، مؤكدا أن "العرب يريدون ثروات إفريقيا ولا يريدون الأفارقة". وعد أحد المغردين، ما يجرى في تونس من طرد للمهاجرين الأفارقة (جلهم من المسلمين) نحو حدود ليبيا "جريمة حرب وإرهاب دولة مكتمل الأركان، لإرضاء أوروبا، والمسؤول الأول عنه محرف القرآن قيس سعيد".

ووصف ما فعله سعيد بأنه "فعل شنيع لا يقبله الشعب التونسي الحر بكل أطيافه"، داعيا إلى "هبة شعبية لإيقاف هذه الجريمة على التراب التونسي".