"مش قد الشيلة متشيلش".. لسان حال المصريين مع فشل السيسي في توفير الكهرباء

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها بيان أصدرته الشركة القابضة لكهرباء مصر، أعلنت فيه فصل التيار لمدة 10 دقائق قبل رأس الساعة، و10 دقائق بعدها، غير آبهة بمصالح المصريين وأعمالهم، فضلا عن موجة الحر الراهنة.

الشركة أهابت في بيانها الصادر في 22 يوليو/ تموز 2023، بالمواطنين عدم استخدام المصاعد خلال التوقيت الذي حددته شركات توزيع الكهرباء لفصل التيار، معلنة تفعيل هذا النظام من منتصف ليل إعلانها البيان.

وجاء إعلان الشركة لقرارتها بعد سنوات من الزعم بنجاح السيسي في حل أزمة الكهرباء التي اتخذها إعلاميون محسوبون على النظام ذريعة للترويج للانقلاب على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي في 2013.

وقبلها، أشار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في تصريحات تلفزيونية،  إلى اضطرار الحكومة للجوء لنظام تخفيف الأحمال الكهربائية وقطع التيار بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على خطوط الغاز.

وفي يوليو 2018، افتتح السيسي عددا من المشروعات الكبرى في قطاع الكهرباء، من بينها ثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء، نفذتها شركة سيمنز الألمانية، بتكلفة بلغت 6 مليارات يورو، وروج لها على أنها خطوة جبارة من شانها تعزيز قدرات البلاد لتوليد الكهرباء.

وأمام مزاعم أن مصر باتت في عهد السيسي "جنة إنتاج الكهرباء"، طالب ناشطون على تويتر، النظام المصري بكشف حقيقة الأزمة الراهنة، أو الاعتراف بأكاذيبه.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #رأس_الساعة، #قاطع_النور #الكهرباء، أعربوا عن استيائهم من الطريقة التي أعلنت بها شركة الكهرباء عن قراراتها وكأنها تفرض الأمر الواقع على الشعب.

وأشار ناشطون إلى أن أضواء المدن الجديدة كالعاصمة الإدارية الجديدة التي بدد النظام أموال الشعب على إنشائها بالإضافة إلى القصور الرئاسية، تضوي، بينما المناطق التي يسكنها المصريون من الطبقة المتوسطة والفقيرة بلا كهرباء.

وترحم ناشطون على الرئيس مرسي وعهده وتحدثوا عن ظلم النظام العسكري له، وذكروا الإعلاميين الذين أسهموا في تمرير الانقلاب، وعلى رأسهم لميس الحديدي بعباراتها الشهيرة "مش قد الشيلة امشي"، وطالبوها بمطالبة السيسي اليوم بالرحيل بعد فشله في حل أزمة الكهرباء.

استغفال الشعب

وتفاعلا مع الأحداث، أكد الأديب والمفكر عمار علي حسن، أن انقطاع التيار الكهربائي يتعدى المعنى المادي المباشر، على قسوته مع الحر الشديد وما يحل على مصانع وورش وأماكن رزق من تعطل، إلى مستوى أشد قسوة هو استغفال السلطة للشعب، والكذب عليه، والاستهتار به، والتمييز بين فئاته وطبقاته بشكل بارح وجارح.

وطالب السياسي والحقوقي أسامة رشدي، النظام المصري بمصارحة الشعب، بوضع الكهرباء وأين ذهب إنتاج المحطات التي قصموا ظهر الشعب بالديون لشرائها؟!"

ووجه تساؤلا للسيسي الذي جسد شخصية الممثل المصري ياسر جلال في مسلسل الاختيار الذي شوه فيه حقبة الرئيس مرسي: "ألا ترى أن الله جعلكم عبرة وآية في الفشل بعد كل ما قمتم به من تزوير وكذب وافتراء؟!"

وأضاف: "فاكر هذه المشاهد الملفقة وكيف باتت تنطلق عليكم وتترجم واقعكم البائس وكوارثكم في العشرية السوداء".

وحث جمال وبنة، وزارة الكهرباء على تفسير انقطاع النور على مدار الساعة في دولة لديها غاز وفائض في الكهرباء وكانت تريد تصديره.

وقال الدكتور أحمد شديد: "شكل فائض الكهرباء واكتشافات الغاز والاكتفاء الذاتى دى كلها فنكوش.. ماحدش بيصدر إلا الفائض اللى عنده بعد الاكتفاء الذاتى.. إنما أصدر وأنا مش مكفى الطلب المحلى ده شغل هبل مش موجود إلا فى كتب الأطفال".

وعد الكاتب وائل قنديل، تبرير انقطاع الكهرباء المتكرر في مصر بوجود أزمة وقود "كلام فارغ تكذبه الأرقام الرسمية وغير الرسمية التي تؤكد تراجع تصدير الغاز المصري بأكثر من 75 بالمئة للشهر الثالث على التوالي، نظرا لغزارة المعروض في الأسواق العالمية ما أدى لانهيار أسعاره لمستويات غير مسبوقة"، متسائلا: "أين ذهب الغاز؟ ".

وتساءل المغرد أحمد: "فين المفاعلات والمحطات اللي كل يوم صداع عليها؟ طيب تصدير ايه واحنا بنام من غير كهرباء؟ طبعا الكهرباء تقطع بس عند الغلابة لكن شرم والساحل ومدينتي دي دولة تانية"، قائلا: "مش قد الشيلة متشيلش".

وقال المغرد عمر: "تخيل بلد بتصدر الكهرباء بتقطعها لتخفيف الأحمال، مع العلم أن سيادة الزعيم القائد صرف مليارات على الكهرباء ومحطات". 

وسخر متسائلا: "طب لو أنت بتقطع الكهرباء عشان تخفف الأحمال أمال هتجيب طاقة منين للمشروع العظيم العاصمة البلحية الجديدة؟"، واصفا السيسي بالفاشل.

رحيل السيسي

وعلقت الكاتبة ناديا المجد على قول وزير الكهرباء: "مش بنألف في تخفيف الأحمال ولازم كلنا نشيل بعض"، بالعبارة الشهيرة التي رددها الإعلام المصري إبان عهد الرئيس السابق محمد مرسي: "مش قد الشيلة ماتشيلش.

وخاطب محمد حسن، الإعلامية المحسوبة على النظام لميس الحديدي، قائلا: "إذا كان لديك قدر بسيط من الشجاعة وجهي كلامك للرئيس وقولي له مش قد الشيلة ما تشيلش ياسيسي الذي قال إنه صرف على الكهرباء 2 تريليون جنيه".

وقال الصحفي سليم عزوز: "ما أعرفه أن الإعلام كان يلقي بالاتهام في انقطاع الكهرباء على الرئيس مرسي لا الحكومة ولا الوزير، لماذا يستثني الخطاب الآن من قال إنه أنفق 1.8 تريليون جنيه على تطوير الكهرباء؟".

الرحمة لمرسي

من جانبه، كتب الصحفي صلاح بديوي: "نحسبه حيا يرزق في جنة الخلد الدكتور محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب على مدار تاريخنا كل ما نسب إليه كذبا ارتكبوه مضاعفا والكهرباء التي قطعوها عن عمد أجبروا على قطعها الآن أيضا عن عمد، إن ربك  سبحانه وتعالى المنتقم الجبار.. ولسه.. يا أولاد الحرام".

وأشار المسؤول السابق بوزارة الصحة المصرية الدكتور مصطفى جاويش، إلى أن "نظام العسكر فشل في توفير الكهرباء التي اتخذها وسيلة تمهيد للانقلاب".

وكتبت عائشة السيد: "كهرباء قاطعة ليل ونهار، أيام مرسي: يتلعن.. أيام السيسي: لجان لاحسين بيادات مكممين شعب كامل في كل مصيبة، والإعلام ميبررش لا ده يطبل للموضوع كمان، والشركة القابضة للكهرباء تقولك تخفيف أحمال، وعبد الفتاح السيسي يقولك نتحمل عشان خاطر مصر..".

وتساءل أحد المغردين: "هو في صفقة مولدات كهرباء عايزين الناس تشتريها طيب؟".

العاصمة الإدارية

فيما طرح الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، أسئلة عدة وصفها بأنها غير بريئة، وهي: "هل انقطعت الكهرباء عن الساحل الشمالي؟ وعن شواطئ بلطيم ورأس البر وجمصة ومطروح؟، وعن العاصمة الإدارية؟ كما انقطعت عن القاهرة العاصمة القديمة؟!".

كما تساءل: "هل انقطعت الكهرباء عن شرم الشيخ؟ كما انقطعت عن الإسكندرية؟! هل انقطعت الكهرباء عن مدينة العلمين؟ كما انقطعت عن مدن بنها وطنطا والزقازيق والمنيا وسوهاج وأسيوط؟!

هل انقطعت الكهرباء عن القصور الرئاسية؟ كما انقطعت عن بيوت المصريين؟".

وتابع عطوان: "هل انقطعت الكهرباء عن مكاتب الوزراء والمحافظين؟ كما انقطعت بكل المحافظات؟"، مؤكدا أن الإجابة يعرفها السادة والعبيد، لكن الأسياد يستمتعون ولا يبالون والعبيد مشغولون بالتبرير لأسيادهم، والشعب المطحون المقهور لاحول له ولا قوة يحتقر هؤلاء وهؤلاء.

وتساءل محمد صلاح: "هو في العالمين الكهرباء بتقطع؟ في العاصمة الإدارية في تخفيف أحمال؟ حد هناك في العاصمة الإدارية ولا في العالمين بلطجي وحاطط فوطة على كتفة وأمين شرطة بيحميه وكل ما حد يركن في الشارع ياخد منه فلوس؟؟".

وتحدى الكاتب أحمد بيومي، "إن حد من الحكومة أعلن عن بناء محطات كهرباء خاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين"، معربا عن أسفه أن كهرباءها كلها تم تحميلها على شبكة الجمهورية القديمة.

وأضاف أن هذا أصل المشكلة فى الكهرباء، متوقعا تفاقمها فى الأعوام القادمة.

واستنكر الصحفي هشام بكر قطع الكهرباء عن الشعب  في مصر تحت اسم جديد تخفيف الأحمال، دون تطبيقها على القصور والمدن والمشاريع الاستثمارية لكبار موظفي الدولة والعاصمة الإدارية والعلمين.

وعلق الروائي أحمد فرحات، على بيان الشركة القابضة قائلا: "ده ساسبينس ولا اختبار معدل ذكاء ولا لعبة روليت روسي؟! وأنا هفضل عايش تحت رحمة قطع الكهربا 20 دقيقة كل ساعة، إيه التهريج ده.. فين مواعيد انتهاء التخفيف المزعوم ده، وفين حتى تحديد المواعيد احتراما للناس اللي حياتهم بايظة واتخنقوا من الحر وبهدلة الأجهزة ووقف الحال".

وسخر الإعلامي أسامة جاويش، من بيان شركة الكهرباء قائلا: "أنا عندي كهرباء ساعة إلا عشرة تروح وساعة إلا عشرة تيجي".