الحوثي يسيء للمغتربين اليمنيين.. كيف رد ناشطون على وصفهم بـ"المرتزقة"

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون يمنيون حملة مناهضة لحملات الإساءة للمغتربين اليمنيين التي تشنها مليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران وقيادتها على تويتر، مستنكرين الإهانات المتكررة لهم ووصفهم بالمرتزقة.

جاءت الحملة على خلفية كتابة القيادي البارز في مليشيا الحوثي محمد علي الحوثي، تغريدة على حسابه بتويتر، قال فيها إن التأشيرات السعودية التي يجرى الحديث عنها قدمت في الغالب 75 بالمئة لمرتزقتها الذين يقاتلون تبعا لها ولأسرهم وأقاربهم، وإذا كان غير ذلك فلينشروا الكشوفات، وفق وصفه.

وأضاف في التغريدة التي كتبها في 4 يونيو/حزيران 2023، أن اليمنيين الذين كانوا يعملون في السعودية، جرى إصدار قرارات ترحيل الأكثر منهم بما فيهم الأطباء، والجميع يعلم ذلك ويذكر القرارات.

تأشيرات الحجاج

وتابع الحوثي: "لو كانوا صادقين في تقديم التأشيرات السعودية للمواطنين اليمنيين لرأينا التأشيرات للحجاج، ولم نسمع بالزيادة السنوية في رسوم الحج والعرقلة المستمرة للحجاج كما صرح بذلك وزير الإرشاد ونائبه ومسؤولو الحج في الجمهورية اليمنية".

وجاءت تغريدة الحوثي، تعقيبا على إعلان وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لهذا العام 1444هـ/2023، البالغ عددهم 24255 حاجا، وذلك بعد استكمال تسلم جوازات الحجاج من المنشآت المعتمدة للتفويج.

وبدوره، أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، الرفض المطلق لكل أشكال الإساءة والإهانة والاتهامات التي وجهتها قيادات عليا في مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، للمغتربين اليمنيين في السعودية، بحسب قوله.

وأوضح في سلسلة تغريدات كتبها على حسابه بتويتر، أن جميع المغتربين اليمنيين يعيشون في بلدهم الثاني السعودية ويتمتعون بكل الحقوق والامتيازات والتسهيلات تحت رعاية دولة النظام والقانون، وأن كل محاولات الاستهداف الحوثي للعلاقات الاستثنائية والمتميزة بين البلدين والشعبين الجارين والشقيقين ستبوء بالفشل الذريع.

وأشار الإرياني إلى أن "مليشيا الحوثي الإرهابية لم تكتف بنهب رواتب موظفي الدولة منذ انقلابها، وتدمير القطاع الخاص وتسريح عشرات الآلاف من العاملين فيه، بل عمدت إلى الاستهداف الممنهج لمليوني مغترب يمني في أراضي المملكة".

ولفت إلى أن هؤلاء المغتربين يعيلون أكثر من عشرة مليون من مختلف المحافظات، عبر محاولة الإضرار بعلاقة بلادنا بأشقائه، وإجراءاتها ضد المغتربين أنفسهم، بما فيها الإساءة والتعرض لهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم بمبرر أنهم "مرتزقة".

وعبر وسم #المغترب_اليمني_في_خير؛ ندد ناشطون باتهام محمد علي الحوثي للمغتربين بأنهم "مرتزقة" ورفضوا توظيف قضايا هذه الشريحة في النزاع السياسي، مؤكدين أن إجرامه ومليشياته المتصاعدة منذ 2015، كانت وما زالت السبب وراء هجرة اليمنيين واغترابهم بالخارج.

وأعربوا عن رفضهم نعت المغتربين الذين يمثلون أهم رافد اقتصادي للبلاد بالمرتزقة، متحدثين عن دورهم الحيوي في تخفيف معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني، عبر تحويلاتهم المالية لذويهم، وتقليلهم آثار الحرب، والتدهور الاقتصادي الذي صنعته ممارسات الحوثي الممنهجة.

اتهام مرفوض

وتفاعلا مع الأحداث، استنكر مستشار وزير الإعلام اليمني أحمد المسيلي، اتهام الحوثي للمغتربين اليمنيين في السعودية الداعمين للاقتصاد اليمني بالمرتزقة، مشيرا إلى أنهم بعد أن دمروا اليمنيين في الداخل اتجهوا الآن لتدميرهم في الخارج.

وأكد أن المغتربين اليمنيين يتمتعون بقدر كبير من الاحترام والتقدير في السعودية وكل الدول التي يعملون فيها لمساهمتهم في تنميتها، "ولهم الدور الكبير في رفد وتنمية الاقتصاد اليمني والحفاظ عليه من الانهيار".

وأشار المسيلي إلى أن هذا ما لا يفقهه انقلابيو مران الفرس القادمون من إيران الذين لا هم لهم إلا النهب والسلب والقتل والتدمير لأجل تنفيذ المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة ولو على حساب الشعب في الداخل والمغتربين في الخارج، كما قال.

وقال وكيل وزارة الاعلام اليمنية عبدالباسط القاعدي: "في الوقت الذي حولت فيه عصابة الحوثي المواطن إلى غريب في مناطق سيطرتها احتضنت المملكة السعودية غالبية المغتربين اليمنيين وشكلوا أكبر داعم للاقتصاد اليمني بتحويلاتهم خلال فترة الحرب التي أشعلتها المليشيا الإرهابية".

وانتقد الصحفي والمذيع التلفزيوني محمد الضبياني، تمادي مليشيات الحوثي الإيرانية في الإساءة لكل ما هو يمني حتى المغتربين الذين يعيلون أكثر من عشرين مليون يمني.

وقال: "لولاهم لانهار الاقتصاد الوطني، ولكانت اليمن أسواء بكثير مما هي عليه الآن ولما رأينا بطون قيادات المليشيات المتخمة".

وأوضح الملحق العسكري في الأردن يحيى أبو حاتم، أن الاغتراب في السعودية أصبح بعد جائحة الحوثي حلم كل شاب يمني، مشيرا إلى أن المليشيا قضت على كل فرص العمل وقطعت المرتبات على موظفي الدولة وضايقت القطاع الخاص وفتحت في المقابل جبهات القتال.

كراهية الحوثي

وخص ناشطون تغريداتهم لردع محمد علي الحوثي، وتحدثوا عما تحمله تصريحاته من دلالات على اليمن واليمنيين.

وأوضح الناشط سعد العسل، أن ما قاله الفارسي المدعو "محمد علي الحوثي" في تغريدة له عن المغتربين اليمنيين في السعودية على "أنهم مرتزقة وعملاء" دليل واضح وقطعي على كراهية هذه الجماعة المليشاوية لأبناء الشعب خاصة والعرب عامة، ولا تريد الخير لليمن، وفق وصفه.

وخاطب الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، محمد علي الحوثي الذي وصفه بالطبال، قائلا: "أما كفاكم أن شردتم الشعب اليمني بسبب انقلابكم حتى تتهموا المغترب اليمني الذي يعاني الأمرين في بلاد المهجر بالمرتزقه، المغترب اليمني في خير واليمن ليس في خير طالما يحكمها الرعاع".

ولفت الصحفي مصطفى غليس، إلى أن الحوثي جنى على اليمنيين واليمن حتى باتت متعبة، ومن بالداخل يعانون الأمرين ووحدهم المغتربين من يخففون عمن بالداخل.

وأضاف: "جزمة واحد من المغتربين المكافحين الذين أكلت الشمس بحرارتها اللاهبة من أجسادهم أشرف من كل الحوثيين والمتحوثين الذين يقولون إن المغتربين مرتزقة"، وفق وصفه.

ورأى غليس، أن محمد علي الحوثي لم يسئ للمغتربين فقط، حينما وصفهم بالمرتزقة، بل أساء لأكثر من 10 ملايين يمني يعيلهم المغتربون في السعودية.

وقال الكاتب الصحفي محمد عبدالله القادري، إن "مليشيات الكهنوت تريد التضييق على المغتربين اليمنيين من خلال فرض رسوم عليهم عند عودتهم للوطن وقد بدأت ذلك مع مغتربي أمريكا، ومن جهة أخرى تحاربهم تستهزئ بهم وتعتبرهم مرتزقة".

رافد اقتصادي

وتحدث ناشطون عما يقدمه المغتربون لبلادهم وذويهم ولليمن كافة من دعم اقتصادي عبر التحويلات المالية.

وأشار نجيب غلاب، إلى أن أكثر من مليوني مغترب في السعودية ناهيك عن مئات الآلاف ممن هجرهم الحوثي من كافة النخب اليمنية وعائلاتهم وغيرهم من المواطنين ممن تم ملاحقتهم وجميعهم يخدمون وطنهم ويقاومون الجريمة الحوثية كل حسب إمكاناته، ولذا تراهم الحوثية مرتزقة كما وصفهم محمد علي الحوثي.

وأوضح الإعلامي محمد الصالحي، أن تحويلات المغتربين أسهمت في وجود نوع من التماسك الاجتماعي في اليمن، وكان لها دور كبير في تخفيف وطأة الأزمات الاقتصادية على نسبة لا بأس بها من الأسر التي تعتمد أكثر من 40 بالمئة منها على تحويلات المغتربين.

وأكد الإعلامي والأكاديمي محمد قيزان، أن المغترب اليمني وتحويلاته رافد أساسي ومهم من روافد الاقتصاد اليمني وركيزة مهمة من ركائز الاقتصاد خصوصا في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية التي تسببت فيها المليشيات الحوثية. 

وبين نائب رئيس قطاع التلفزيون خالد عليان، أن المغترب اليمني في خير، لأن قلبه معلق في تفاصيل بلاده فهو مهاجر باحث عن الاستقرار لأسرته التي تنتظر منه الكثير وهو الرافعة الاقتصادية لبلد ينهار بفعل الانقلاب والفساد.

وأشار إلى أن المغترب يرفد البلد بالعملة الصعبة، ويعيش في بلدان الخليج ودول العالم مكافحا ماهرا في عمله مخلصا لبلده.

وأوضح الكاتب والباحث السياسي عبدالله إسماعيل، أن تحويلات المغتربين اليمنيين تمثل الدخل الأساسي للأسر اليمنية في ظل حرب حوثية شاملة على الاقتصاد، في حين يسرق مرتزق إيران وجماعته المرتبات وإيرادات المؤسسات ويمنهج تجويع اليمنيين وسرقة الطعام من أفواه الجوعى.

وأكد كامل الخوداني، أن المغتربين يعيلون عائلاتهم بشرف ولا ينهبون الناس ولا يفرضون عليهم الجبايات ويدعون أن لهم نصيبا من الله في أموالهم ولقمة عيشهم.

وأشار إلى أن نصف الشعب اليمني إن لم يكن أكثر يعتمدوا في معيشتهم على تحويلات المغتربين بعد أن سلبهم الحوثي وجماعته كل شيء حتى رغيف الخبز.